عالم الأدب

مطر السياب..لم يتخلف عن موعده

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الذكرى الثانية والأربعون لرحيل السياب..

من مها محمد ومهند السعدي: قال الشاعر لصديقه هل تعرف أن السيـاب مات بعيدا عن بيته وأهله ووطنه؟ فاستنفر صديقه وقال" الشاعر لا يموت " يقول الشاعر" كلما اعدت قراءة السياب وقصائد السياب ايقنت بخـلود الشاعر." في يوم الخميس 24 كانون الأول(ديسمبر ) 1964 توفي بدر شاكر السياب في المستشفى الأميري بالكويت وجيء بجثمانه إلى البصرة يوم الجمعة 25 كانون الأول وكان اليوم يوما ماطرا ورافق المطر السيارة التي حملت جثمان بدر من الكويت إلى أن وصلت البصرة، في ذلك اليوم الذي كان العالم يحتفل فيه بعيد الميلاد. كان المطر يحتفل بالسياب ومنذ ذلك التأريخ وحتى الآن لم يكف المطر عن الاحتفال بالسياب في هذا الموعد.
ولد السياب في قرية جيكور عام في 24 كانون الاول ديسمبر 1926 وجيكور محلة صغيرة فيها وهي كلمة فارسية تعني (بيت العميان) وتوفي في الكويت عام 1964 صدرت له عدة مجاميع شعرية منها"أزهار وأساطير" و"المعبد الغريق" و"منزل الاقنان" و"أنشودة المطر" و"شناشيل ابنة الجلبي" و"الاسلحة والاطفال." وفي نفس القرية التقيت الحاجة أم سعود أبنة عم الشاعر وقالت لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة "كنت أنا وبدر بنفس العمر لعبنا طويلا في هذه الربوع كنا نسرح لنلتقط الشفلح (ثمرة حمراء تشبه الفراولة ) ونجري وراء البلابل ..ونركب الأراجيح ونستحم في المطر حينما يهطل بغزارة ونحن نغني (مطر مطر حلبي عبر بنات الجلبي)التي عمل منها بدر قصيدة خالدة."
درس الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب، ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية وتخرج منها في 1 أكتوبر 1938م. ثم أكمل الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و 1943م. ثم انتقل إلى بغداد فدخل جامعتها دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م، والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الإنجليزية. ومن خلال تلك الدراسة أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل تفرعاته.
وقال عبالحميد عبد المجيد السياب أبن عم الشاعر لاصوات العراق " كنت أصغر سنا من السياب وقد عايشته في فترة حرجة من حياته، حيث كان يعاني من مرض عجيب حير الأطباء وأرهق الشاعر." وأضاف عبد المجيد" لكن السياب ورغم مرضه الشديد كتب الكثير في هذه المرحلة الصعبة من حياته." وتابع" لقد امتزج السياب في بداية حياته مع الأفكار اليسارية فكان لليسار في العراق سطوته وأنصاره الكثر ومنهم السياب .وأوضح عبد المجيد أن "السياب بدأ الكتابة بحدود سنة 1945 وقد الم به المرض حوالي سنة 1958 لذلك صار لزاما على من يرصد شعره أن يقف طويلا أمام تحديات مرضه وعوزه المادي وحسه المرهف ووحدته التي راح يصارعها." اما كيف ينظر الشعراء العراقيون الى دور السياب في الحياة الثقافية العراقية يقول الشاعر محمد حسين ال ياسين"كلما زادت سنوات البعد عن السياب الخالد اقترب إلينا أكثر وسطع حضوره الباهر."
اما الشاعرة ازدهار سلمان وهي من جيل السبعينات واحدى كاتبات قصيدة النثر او الشعر الحر فتقول "مما لاشك فيه ان السياب اثار ثورة في عالم الشعر ،فكان الشعر الحر يعني السياب، فكل المحاولات التي سبقته لم تحقق التجديد الحقيقي ،لكن هذا الشاعر العراقي استطاع بموهبته وأحساسه المرهف ان يكون اول من أسس ما اصطلح على تسميته شعر التفعيلة ،فكانت اول قصيدة له من الشعر الحر على ما أذكر (هل كان حبا )والتي نشرها عام 1947." وتستدرك الشاعرة مضيفة " هذا الشاعر العليل استطاع ان يشكل ظاهرة فنية ، نتج عنها (مدرسة الشعر الحر )." وتستذكر سلمان بداياتها مع الشعر وولعها به فتقول "كان المثقفون في الجامعات والمدارس والمحافل الادبية شديدي التأثر بهذا النوع من الشعر الذي كسر الإيقاع الواحد ،كان في شعر السياب غموضا شفافا يقترب من النفس مع حزن يناجي الروح الإنسانية، وربما كان هذا احد اسرار بقائه الى اليوم ،خاصة اذا ما عرفنا حياة الشاعر وظروف مرضه وموته."
اما الشاعر حسن عبد راضي احد الشعروا الذين ظهروا منتصف التسعينات فيقول"لا أعتقد ان هناك شاعرا سواء في العراق او خارجه لم يقرأ السياب أو يتأثر به." واضاف راضي" لم يكن السياب مجددا في الشعر فحسب وانما كان مجددا في تناوله لواقع قاسي تناوله بمنتهى الحساسية."
الشاعر البصري محمد المرسومي من جيل الشعراء الشباب يقول"هناك الكثير من الشعراء العالميين من تأثر بالسياب ودرس شعره خاصة بعد ان ترجم شعره الى اللغة الانكليزية "ويضيف"انها فرصة لنا نحن الشباب ان نلتقي في ذكرى وفاة السياب للاطلاع على شعر بعضنا في هذا الظرف المحتدم من تاريخ بلدنا ،وربما وجد الشعراء في ذلك تعزية للروح السياب التي قضت بعيدة عن العراق." (أصوات العراق)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف