فصليّة أدبيّة والغد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وأخيراً صدر العدد الثاني من "دوريّة مستقلّة تُعنى بالأدب المهجري" هي "صدى المهجر" التي يشرف عليها ويرئس تحريرها الشاعر والأديب لطفي حداد، وفيها قصص وقصائد وأبحاث وترجمات لعدد كبير من الكتّاب العرب المتناثرين في دول كثيرة حول العالم، ولكن يجمعهم قلق واحد إنساني عميق ناشئ من واقع الهجرة القسريّة غالباً، ومن واقع ذاكرة فيها جراح ثخينة، ومن واقع اليومي في بلاد العرب من المحيط إلى الخليج كما يُقال، أو من الماء إلى الماء كما يُقال أيضاً، حيث المراكب كلّها تغرق، ويغرق معها مثقّفون عرب هم إمّا محافظون ثقافيّاً وطليعيّون سياسيّاً، وإمّا ثوريّون ثقافيّاً وتقليديّون سياسيّاً، وفي أقلّ الحالات سوءاً هم حسنو النيّة، وكيف هو المثقّف مثقّف بعدُ، مستقلّ، أنواري، طليعي، تقدّمي، حالم بما لن يتحقّق في زمانه!؟.
وأنا، كاتب هذه السطور، لا أدّعي معرفة شيء عن أحوال "صدى المهجر" الناشئة، ولا ماذا احتسبَ مُنْشِئها حدّاد لغدها وكيفيّة استمرارها فلا يصيبها ما أصاب غيرها ثمّ هي ذكرى بعد سنتين أو ثلاث، ولكنْ لسبب ما أجدني في حرص شديد عليها، فتستمرّ نصف قرن من الزمان بأقلّ تقدير، ولا أدري ماذا تفعل السفارات والقنصليّات العربيّة في الأميركيتين وأوروبّا وآسيا وإفريقيا وأستراليا وأصقاع أخرى، فواجبها أن تكون إلى جانب كلّ منبر إبداعي عربي، أم على مَنْ تقرأ مزاميرك يا داود؟.