طاهر: القدوة الحقيقية هي المستحيل الرابع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع الكاتب الصحفي عمر طاهر
سلوى اللوباني من القاهرة: "عمر طاهر" من جيل مواليد ما بعد نصر أكتوبر. جيل يرى نفسه مظلوماً لغياب الفرصة الكاملة وافتقاد القدوة الحقيقية وغياب بعض من التسامح.. عبر الكاتب عمر طاهر عن آرائه في كتابه الشهير "شكلها باظت". وهو البوم اجتماعي ساخر. جمع فيه العديد من المشاهد والمواقف والشائعات التي تجسد واقعاً
*كيف جاءت فكرة كتاب "شكلها باظت"؟
كنت أبحث عن شيء يساعدني على مقاومة الاكتئاب بعد سلسلة من الاحداث الفاشله في حياتي.. و كالعاده لم أجد غير الكتابة ..بحثت بين الافكار المؤجلة عن واحدة قد تفتح باباً للصداقه مع قارىء من نوع جديد يختلف عن قراء الشعر والروايات المترجمه .. فكرت أن أخاطب أبناء جيلي لانني كنت متأكداً من أنهم معي في قارب واحد يخترق بحراً مليء بأمواج التوتر والاكتئاب ... قلت لنفسي ما الذي يحتاجه ركاب هذا المركب في مثل هذه الظروف، و كنت متأكداً من أنهم بحاجه ل (حد يهزر معاهم) ليساعدهم ولو لقليل على تحمل رحله شاقة و مملة. تمسكت بالكوميديا السوداء كفكرة للعمل الجديد ومسكن لاوجاعي وكعربون صداقة مع أبناء جيلي.. وبدأت العمل في شكلها باظت.
*نجحت في كتابك برصد مختلف الاوضاع في مصر؟ وذلك ليس بالامر السهل..كيف قمت بذلك؟
ظللت أعمل فى الكتاب لمدة سته أشهر ..لم أكن أفعل شيئاً آخر..كانت لدي بعض الفصول شبه مكتملة الامر الذي أعطاني دفعة قوية للانطلاق..كنت أعمل طوال اليوم في هذا الكتاب فقط..و كلما شعرت بالملل أو الاجهاد كنت أغير المكان الذي أكتب فيه وأبحث عن مكان جديد..كتبت فصولاً في بيوت الاصدقاء وفي الكافيهات وفي مقر عملي وفي مطبخ شقتي و البلكونة والقطار والحدائق العامة ومقاهي وسط المدينه..لم يساعدني أحد في الكتاب لكنني كنت أعرض الفصول التي انتهيت من كتابتها على أصدقائي واستفدت كثيراً من ملاحظاتهم و إضافاتهم. وساعدني الكتاب في أن اقترب من أصدقائي أكثر وأن أكتشف فيهم مناطق إنسانية جديدة. وكانت هذه الاكتشافات ملهمة بالنسبة لي وساعدتني في إنجاز مهمتي. أما عن سؤالك عن كيفية قيامي بكل هذا الرصد الذى يبدو ليس بالامر السهل فهذا هو السؤال الذي سألته لنفسي بعد أن قرأت الكتاب مطبوعاً.
أعتز كثيراً بما قاله د.خالد منتصر عن كتابي. وأن يمنح كتابي لقب وصف مصر شيء منحني بعض الثقة بالنفس والبهجه..و لكنني في الحقيقة لا أرى أنني أستحق هذا التقدير. فالكتاب بعد مرور شهور على إصداره وبعد إعادة قرائته أراه مجرد كتاب مسلي كان كاتبه يطمح لعلاج مشاكله النفسية قبل أن يحاول أن يصف مصر. وصف مصر من تاني هو مشروع ضخم وهو أحد أهم أحلامي المؤجلة التي أتمنى أن يجد من يعينني عليه مادياً ومهنياً ..وهذا الحلم المؤجل قد يجعلني تحقيقه جديراً بشهادة التقدير التي منحني إياها د.خالد.
*تقول ندخل العقد الثالث ونحن نعي تماماً بأننا نفتقد قدوة حقيقية وفرصة كاملة وبعض من التسامح..ما هي القدوة الحقيقية التي التي تود كشاب أن تراها في حياتك؟ وما هي الفرصة الكاملة؟ ولماذا تفتقد كشاب بعض من التسامح؟
القدوة الحقيقيه هي المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والخل الوفي!! القدوة الوحيدة التي أعرفها في حياتي "أبي" لانه رجل مكافح لم أراه يتنازل عن أفكاره المحترمه وموقفه من الحياة القائم على إحترام كل ماهو آدمى ومحاربة (الحال المايل) بكل أنواعه مهما كانت فداحة الثمن الذي يدفعه شخص. الكمال على نحو ما هو ما يسعى اليه. والفرصة الكاملة هي الفرصة الكاملة. والتسامح هو أحد وجهي عملة الرحمة ونحن نعيش فى مجتمع (مافيهوش يامه ارحمينى)!!
ما هي مشاكلك كمبدع؟
مشاكلي كمبدع هي دور النشر. هناك 3 أنواع لدور النشر. الاولى التي تمتلك الثراء ومنافذ التوزيع والشهره وتمنح المبدعين أموالاً كافية للتركيز في الكتابة. هذه الدور لا تهتم إلا بالكتاب المشهورين بالفعل وهم غالباً من كبار السن ..وترى ما يكتبه الشباب لا يليق باسمها ومكانتها في عالم النشر، والمشرفين على هذه الدور غارقين في الكلاسيكية ويجلسون في مكاتب مكيفة ولا يعرفون شيئاً عن إحتياجات القراء الحقيقية ولا يحاولون أن يقدمو فرصاً لاصحاب الافكار الجديدة، النوع الثاني يهتم باصحاب الافكار الجديدة لكنه لا يقدم لهم أي دعم مالي ولا يمتلكون منافذ للتوزيع ويطبعون كتبهم في نسخ محدودة ومهددين بالافلاس في أي لحظة. النوع الثالث وهو الذي يمتلك معظم منافذ التوزيع في الشارع المصري ولكنهم يعرضون كتباً من نوعية عذاب القبر والآم ليلة الزفاف واسخن قصائد نزار قبانى وانحرافات نجوم السينما. والسؤال كيف يتحرك شاب مبدع لديه كتاب به أفكار جديدة ويحلم بأن تكون الكتابة هي مورد رزقه حتى يتفرغ لها تماماً، ويحلم بأن ياخذ كتابه فرصة كاملة بالوصول الى كل الناس؟؟
*هل تعتقد بأن جيلك مظلوم؟
جيلي مظلوم لانه كان يرسم ويخطط لمستقبله بناء على معطيات تغيرت في الربع الاول من الطريق، كان الحصول على فرصه للعمل في الاعلام يحتاج الى مجهود واستذكار و تفاني لان الفرص كانت محدودة ولم يكن هناك من يستحقها غير المجتهد، الان الفرص متاحة بهيستريا وبدون معايير للجودة أو الاتقان. أصبح كل من هب ودب نجماً بعد ظهور مئات القنوات الفضائية ومئات الصحف والمجلات ومئات شركات الكاسيت والسينما للدرجة التي فقد النجاح معها طعمه ... وبناء عليه أصيب الكثيرون بالاحباط، كان جيلي يخطط لمستقبله بدون النت أو المحمول أو الديكودر أو الجامعات الخاصة أو الاي بود أو الام بي 3 أو اللاب توب، وفجأة إنفجر كل هذا في وجوهنا لكننا كنا قد بدأنا طريقنا بالفعل وتوغلنا قليلاً وفجأة شعرنا بالغدر.
*هل لديك أمل في تغيير أو حل المشاكل الاخلاقية والاجتماعية التي تناولتها في باب عظيمة يا مصر وغيرها من الابواب؟
لدي أمل في التغيير بالطبع. ولكنه يشبه الامل في حدوث معجزة!!!
*لديك الكثير من الخبرة الصحفية والتلفزيونية، هل تشعر بأنك حققت بعض مما تريد؟
لم أحقق أى شيء حتى هذه اللحظة لانني لم أحصل بعد على فرصة كاملة. وكل ما أنجزته في حياتي أنجزته بالدفع الذاتي وفي محاربة الاكتئاب بالمتاح من فرص عمل.
*كيف تستطيع التوفيق بين عملك الصحفي في نصف الدنيا وعملك الابداعي الذي يتطلب الوقت والهدوء؟
لا فرق بين الصحافة والكتابة للتلفيزيون والشعر والاغاني. أنا مهنتي الكتابة مهما تعددت الاشكال لكنني أحاول في هذه الفترة أن يكون عملي الصحفي قاصراً على المقالات.
إذا طلبت منك أن تختار شخصية العام العربية النسائية والذكورية من ترشح؟ ولماذا؟
شخصية العام النسائية هي المطربة "نانسي عجرم" بأغنيتها الاخيرة التي خاطبت فيها الصم و البكم وهي أول مطربة تواجهنا بحقيقة أنفسنا كمواطنين عرب!!! أما الشخصية الذكورية "أمين الجميل".. هزتني دموعه وهو يتحدث للجماهير عن مستقبل لبنان عقب إنتهائه من مراسم دفن إبنه....