حرير: حكاية غرام مفترضة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: روايات الغرام كثيرة ومتنوعة، وغالباً ما تنجح في استدعاء ذكرياتك وعواطفك، إنما في رواية حرير، نجح كاتبها الروائي الايطالي "اليساندرو باريكو" في استدعاء شئ منك، فهو يحاكي خيالك على امتداد سطورها، يدفعك الى نهايتها بحثاً عن حبيبة مفترضة، باسلوبه البسيط والشعري أحياناً، ومن الجدير بالذكر بأن الرواية حصلت على عدد من الجوائز في ايطاليا (موطن الكاتب)،
بين الغرب والشرق:
صدرت الرواية عن دار الاحمدي، وترجمها محمد عيد ابراهيم، هي حكاية غرام مفترضة بين الحقيقة والسراب، تدور أحداثها بين الغرب والشرق، بين فرنسا واليابان، عندما يبدأ "هيرفي جونكور" التاجر الفرنسي أول رحلة له خارج فرنسا متجهاً الى اليابان عام 1861، لتهريب ديدان القز من هناك، بعد أن اصيبت ديدان القز في موطنه "لافيلديو"، بوباء التفلفل وانهارت الصناعة، "كانت يابان تلك الايام شيئاً مؤثراً في جانب العالم الاخر، بلاد تتألف من جزر مقطوعة منذ 200 عام عن باقي البشرية... ترفض أي اتصال مع القارة، وتنكر حرية الدخول على الغرباء، تطل على ساحل الصين، لم يكن هناك قانون ضد الهجرة، ولكن من يحاول العودة يحكم عليه بالاعدام...يصنعون الحرير منذ الف عام ونيف...هناك جزيرة مليئة بديدان القز، لم ينجح في الهبوط عليها أي تاجر منذ 200 عام، جزيرة لا يصل اليها أي مرض".
رسالتان:
عاد لفرنسا ببيض سليم تماماً، وأصبح انتاج الحرير استثنائياً، وأصبح لديه ثروة كبيرة، وافتتح معملين، واستمر بهذه الرحلات الى ما وراء البحار مدة 8 سنوات، أصبح دائم السفر الى اليابان، بعد أن بدأت حكاية غرامه مع حبيبة يابانية مفترضة، التقاها مرة واحدة، لم يسمع صوتها، وانما كان مشدوداً وراء رسالة غرام أرسلتها، وهي عبارة عن بعض رموز لغوية مرسومة، تفسر رموزها سيدة يابانية "مدام بلانش" تسكن بلدته، ليتأكد بأن غرامه أصبح حقيقة، يجري ليلقاه، متناسياً زوجته "هيلين"، مندفعاً وراء مشاعره، حياته تسير من أجل اكتشاف غموض هذه الفتاة اليابانية، حكاية غرامي... "لم أسمع حتى صوتها...فيها نوع غريب من الالم... أن تموت شوقاً على شئ لن تخبره"، وقرر العودة الى اليابان بعد اندلاع الحرب فيها، يسير خلف ولد صغير يبلغ من العمر 14 عاماً، باحثاً عن حبيبة مفترضة، ليجده في الصباح مشنوقاً،.."سمع صوتاً واهناً يعلق... اليابان بلد عتيق.. الا تفهم.. قوانين عتيقة.. يقول القانون هناك اثنتا عشرة جريمة يباح فيها ادانة الانسان بالموت.. احداها حين يحمل خادم رسالة غرام من سيدته".
وداعاً:
تسلم رسالة أخرى بعد عودته الى بلده، سبع اوراق عليها كتابة هندسية تصعب قراءتها، رموز لغوية يابانية، اعتبرها مجرد علامات، احتفظ بالرسالة لسنوات..."كان هيرفي يحتفظ بالرسالة معه مطوية في جيبه... حين يغير سترته ينقلها للجديدة....لا يفتحها ابداً لينظر.. بين حين وآخر يلمسها باصبعه"، يقرر من جديد البحث عن مدام بلانش السيدة اليابانية لتفسر له رموزها، لتقرأ الرسالة..."ابق هكذا فأريد أن انظر اليك.. نظرت اليك كثيراً، لكن لم تكن لي..وأنت الان لي..ابق كما أنت..لدينا ليلة لنا..وأريد أن انظر اليك..فلم أرك على هذا..جسمك لي.. اغلق عينيك.. مسد نفسك"، وتكمل في نهاية الرسالة.. "لن يرى أحدنا الاخر من جديد سيدي.. فعلناها مرة وللابد.. فاحفظ حياتك بعيداً عني، ولا تتردد لحظة، سيفيد هذا سعادتك... لتنس المرأة... التي تقول لك الان دون أسى..... وداعا"، تمضي أيام هيرفي عادية، لم يعد في حاجة الى شئ، الى أن تمرض زوجته هيلين بحمى دماغية، وبموتها يكتشف أنها هي من كتبت الرسالة الأخيرة وذهبت بها لمدام بلانش.....جاءتني بها مكتوبة فعلياً...طلبت مني نسخها باليابانية... فهي كانت تتوق أن تكون تلك المرأة... التي جذبتك نحو الشرق... نحو اليابان".