عالم الأدب

عزمي بشارة يجيب قراءه

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سلوى اللوباني من القاهرة: أقامت دار الشروق يوم السبت الموافق 18 فبراير احتفالية لتوقيع رواية المفكر الفلسطيني د. عزمي بشارة " حب في منطقة الظل رواية شظايا مكان"، في مكتبتها في الجيزة في فيرست مول، حضر الاحتفالية مجموعة من المثقفين والاعلاميين منهم الكاتب يوسف القعيد، الصحفي محمد سلماوي، الاعلامي وائل الابراشي، تحت رعاية المهندس ابراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرون العرب، ورئيس مجلس دار الشروق، وهي الرواية الثانية للدكتور بشارة بعد رواية "الحاجز"، نشر له الكثير من الكتب والدراسات، منها كتاب عن القدس باللغة الالمانية، وله مساهمات عديدة في نقد المجتمع المدني باللغة العربية، بالاضافة الى العديد من المقالات السياسية والفلسفية الفكرية في صحف مختلفة عربية وأجنبية، د. عزمي بشارة من مواليد الناصرة عام 56، حاصل على الدكتوراة في قسم الفلسفة من جامعة همبولت في برلين، يتقن اللغة الانجليزية، العبرية، الالمانية بالاضافة الى اللغة العربية، عضو في الكنيست الاسرائيلي منذ عام 96، عضو لجنة علم الاقتصاد، دستور، قانون ولجنة العدالة، عضو لجنة العمال الاجانب، له العديد من الانشطة السياسية والمواقف الوطنية ضد السياسة الاسرائيلية، رئيس ومؤسس التجمع الوطني الديمقراطي.

شظايا مكان:
تقع الرواية ب 470 صفحة، استخدم بها اللغة الفصحى الى جانب العامية الفلسطينية في بعض الحوارات والمناقشات بين أبطال الرواية، تتناول قصة حب في اطار سياسي، وتأتي مكملة لرواية الحاجز بالرغم من الفروقات بينهما، فوضح د. عزمي أن رواية الحاجز كانت تعتمد على البنية النفسية، بنية داخل النفس، بينما الرواية الجديدة تعتمد على بنية واضحة فهناك أبطال للرواية، رواية الحاجز تجري في داخل الحاجز، أي داخل فلسطين، بينما الرواية الجديدة تجري في ظل الحاجز، تجري في كل بلد عربي، فهي عملية تشظية لفلسطين الموجودة في كل بلد عربي من خلال قصة الحب،..."أدرك "عمر" أن الحب لا يحضر دون صاحبه، ولا يحضر الا في الحضور، وأن الغياب لا يقود الى الشوق فقط بل الى الوحدة أيضاً، وان الحضور ممكن في الغياب اذا كان سعيداً بشوقه، والسعادة بالشوق ممكنة اذا كان متأكداً من الغائب كأنه حاضر، أحس، أدرك، انه لا سعادة في شوق يائس، الشوق ليس مجرد حاجة الى انسان، أنه حاجة لمن تحب، انه شعور بنقص الحب، وما الحاجة الى شئ الا مجرد شعور بنقصانه، بغيابه، وما إن يتبادر الى ذهنه ان هذا الشعور بنقص حبيبته لن يبلى، وأن النقص لن يسد، أصبح ألماً لا يحتمل....وإذ يدرك الشوق أنه احساس بغياب من يحب فإنه يتلوى من الألم، وتلتف عليه ذاته الموجوعة لتحتضنه بحزن".

مؤتمر صحفي:
وأقيم مؤتمر صحفي على هامش الاحتفالية أجاب فيه عن بعض الاسئلة، وكانت الاسئلة الادبية تدار باشراف الكاتب يوسف القعيد الى أن وصل به الى الاسئلة السياسية، التي كان متجاوباً معها بالرغم من تأكيده بأنه ليس مؤتمر سياسي، أشاد الكاتب يوسف القعيد بالاستاذ عزمي بشارة كمفكر عربي واصفاً اياه "عزمي بشارة العقل العربي الوحيد في قدرته على الجدل والاستيعاب المقابل للمفكر "جمال حمدان" في مصر، وأكمل..يمتاز بعقلية جدلية، مفكر جيد، بالرغم من أنه عضو في الكنيست الا أنه يعلق صورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مكتبه، وقد أثارت هذه الصورة الكثير من المشاكل له"، ويعتبر د. عزمي أن تجربته في الكتابة الأدبية بسيطة مقارنة بكتاباته السياسية والفلسفية، لذلك أتت اجاباته على الاسئلة الادبية صريحة وواضحة ولكن مقتضبة، فلم يدعي أنه ينتمي الى مدرسة أدبية معينة، أو أنه تأثر باسلوب سردي فاستخدمه في كتابة الرواية، فكتابة الرواية بالنسبة له تتعلق بحالته النفسية، وعدم قدرته على التعبير عنها بكتاباته السياسية، بينما كانت اجاباته على الاسئلة السياسية واسعة ومطولة، ونقدم بعض الاسئلة التي طرحت على د. عزمي بشارة:
هل وجدت أن الكتابة السياسية لا تجدي نفعاً فتحولت الى الكتابة الأدبية؟
بالطبع لا، لم اكتب الأدب لاني لم أجد جدوى في الكتابات الفلسفية الفكرية والسياسية، ولكن احياناً لا تستطيع التعبير من خلالها، فالكتابة الادبية ممتعة ومعبرة اكثر من كتاباتي الاخرى، الادب يسمح لك باستخدام الخيال، بالاضافة الى أنني لا أستطيع أن أعبر عن أهم شئ في حياتنا وهو الباقي لنا وهو الحب بكتابة سياسية أو فكرية، أنا أعتبر ان الخمس سنوات الماضية كانت من اكثر السنوات صعوبة من الناحية السياسية، وحتى الشخصية فانا مرتبط بهذا العمل السياسي، لذلك قمت بهذه الفترة بتقديم عمليين أدبيين يعنيان الكثير لي، خرجت بهم عن المألوف فلم أضطر الى معايشة القوالب التي اضطر الى معايشتها يومياً في السياسة، العمل الادبي يمكن أن يحمل ما لا تستطيع الكتابة السياسية أن تقوله.

أيهما تفضل المقالة السياسية أم الكتابة الأدبية؟
لا أود أن أقارن بين الرواية والكتابة السياسية، فهناك اختلاف كبير بينهما، فالمقالة السياسية تخاطب هم يومي، ولكن الرواية قد تصل الى الناس أكثر.

لقد أشرت بأن روايتك الجديدة هي الجزء الثاني بعد رواية الحاجز، هل كان لديك مخطط مسبق، أي هل هناك نوع من التخطيط في بنية الرواية؟
نعم لدي تخطيط مسبق وهناك رواية ثالثة قد أكتبها أو لا أكتبها، فان كتبتها تصبح ثلاثية.

بمن تأثرت أدبياً؟
لم أتأثر أدبياً بأحد، روايتي هي عبارة عن تعبيرات جمالية فقط، فلم أتأثر بمدرسة أدبية معينة، بالطبع جميعنا تأثرنا بنجيب محفوظ، ونتأثر بكل من نقرأ لهم، ولكني في رواياتي لم اتأثر بأحد.

ما هي المدلولات السياسية في قصة الحب التي تناولتها روايتك؟
الحب يسخر من السياسية، وطبعا السياسة بمعناها الحزبي.

هل من المتوقع النجاح لحكومة تشكلها حماس؟
يجب أن تقوم حكومة وحدة وطنية بين حركة فتح وحركة حماس، ولكن واقع الحال أن فتح تحاول افشال حركة حماس بدل أن تساعدهم، وعلى بعض الدول العربية ان تقوم بالضغط على حركة فتح للدخول بحكومة وحدة وطنية، وهي قادرة على اقناع فتح اذا أرادت أن تقوم بهذا الدور، أما اذا لم يتم ذلك ستصبح القضية تصفية حسابات بين فتح وحماس.

هل بمرض شارون ابتعدت القضية الفلسطينية عن السلام؟
شارون منذ البداية لم يتجه الى السلام، بل ابتعد عن السلام، فاسرائيل تفرض من طرف واحد ما تريده، فك الارتباط من طرف واحد، التخلص من القضية ديموغرافياً، وهو التوجه الذي أسس حزب كاديما، هذا النهج مستمر بالرغم من مرض شارون وعدم وجوده الان على الساحة السياسية، كما قلت هذا المنهج مستمر وهو السبب في نجاح حزب كاديما، اسرائيل تتجه الى فرض حلولها بتفهم أمريكي، هذا التوجه شاروني ومستمر، وهو يخلص اسرائيل من معاهدة سلام عادلة.

الوضع ملئ بالمتناقضات ما توقعاتك حول ما يجري؟
اسرائيل ستقوم بعملية ادارة أزمات، ستحاول أن تعيد النقاش مع الفلسطينيين على الساحة الدولية على أمور اعتقدنا أننا انتهينا منها، مثل كيف ننتقل من بقعة الى بقعة؟ كيف نزود غزة بالكهرباء؟ أي الى أساسيات الحياة، ستقوم بالتفاوض على اساسيات الحياة بعيداً عن السياسة.

ما هو المطلوب من حماس؟ الاعتراف باسرائيل؟
ماذا قدمت اسرائيل لابو عمار "ياسر عرفات" خلال 12 سنة منذ اتفاق أوسلو؟ لم تقدم له شيئاً بالرغم من اعترافه باسرائيل، يجب عدم الخوض الان بما ستقدمه حماس، بل يجب توجيه الاسئلة الى اسرائيل، ماذا ستقدم للطرف الثاني الذي سيعترف بها؟

ما مدى فعاليتك في الكنيسيت؟ هل صوتك مسموع؟
الكنيسيت لن يحل أي موقف سياسي، بل هو منظر لا بد من خلاله للدفاع عن الناس، عن قضايا الحياة اليومية، فالانسان يعيش بهمومه، واذا كان المشروع القومي قد فشل سابقاً فهو فشل لانه لم يعش مع هموم الناس اليومية، قد لا يحقق صوتي شيئا كبيرا ولكن يبقى صوت من خلاله اريد المحافظة على هوية فلسطينية عربية واتعامل مع قضايانا، لولا عملي السياسي المتحدي للبرلمان ما وصل صوتي الى العرب بالخارج.

هل لديك برنامج سياسي معين؟
أطرح نماذج للعيش العادل، وليس تسويات مرحلية، وهذا ما كتبته قبل 17 عاماً مع المفكر ادوارد سعيد، يجب أن نبحث عن أطر للحياة، لا يمكن أن نعيش بهذه التسويات الوضعية، يجب ان يكون هناك مشروع فكري ديموغرافي كبير.

هل أنت متفاءل أم متشائم في ظل ما يجري؟
شارون يعتبر ميتاً أو غير موجود ولكن استراتيجيته تسير وتنفذ، بينما في حالتنا الناس أحياء ولا يوجد استراتيجيات، فاذا كنا نبحث عن حلول فانا متشائم، فهي ليست مشكلة بل قضية تحتاج الى استراتيجية ونضال لسلام عادل وليس تسوية حالية، هي قضية شعب تم السطو على أرضه، وليست مشكلة أو عبء أو مسألة بل هي قضية.

salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف