قتيبة عباس ينحت الشرق على صخرة الغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
معرض الفن العراقي بايندهوفن الهولندية
أقام الفنان العراقي قتيبة عباس معرضة الرابع في هولندا، وعرض فيه اخر اعماله في مجال الرسم، حيث تناول فيه مواضيع مختلفة ركز فيها الفنان على اظهار تقنيات جديدة لم
يمتاز أسلوب قتيبة بقدرته على التقاط صور جمالية يغلب عليها اللون المتأنق، وكانه يحاول ان يكون واعظا في الجمال اللوني واعني واعظا ان صرخته اللونية عالية يحاول اسماعها للاخرين، وبدت الخطوط ضائعة في زحمة موجات اللون المتدفقة هذه، مما جعل من اللوحات تيارات من اللون المتدفق على حافات الخطوط السوداء.
يفلسف قتيبة عباس ذلك على انه محاول لاستنطاق كلام ميت في غربة حية مليئة بالصمت، وهو بذلك لايتعامل مع اللوحة على انها صفقة لفكرة في الراس يحاول ادراجها على المادة بل ان الفكرة مثلما الجمال صفة للوعي الجميل الذي يبعث الافكار.
يبدو الرسم بالنسبة لقتيبة موقف محايد يقف فيه امام سيرته هنا في الغربة، او طفولة قضاها في الوطن وهي طفولة صارت حقيبة يحملها معه اينما حل. بل انه يمعن في تلك
المعرض ضم اكثر من ثلاثين لوحة تشكيلية تعطي بيانا خطيا لتجربتة الفنية والحياتية في هولندا ومراحل تطور هذه التجربة، وقد استطاع ان يعبر عن ذلك بسويريالية ( شرقية ) ان صح التعبير.
وتجسد لوحات قتيبة الملامح الكبيرة والصغيرة للفكرة اليومية، خصوصا في ما يتعلق بالانسان وهي رؤية تشكيلية غنية بالمعاني التي يتواصل فيها الفنان مع عالمه الخاص الذي اضحت فيه الانثى ملاذا وفكرة امام الاغتراب والتغريب.
واحتلت الالوان المتناوبة الفاتحة والحادة حيزا كبيرا من فراغ اللوحات، لاظهار الكتل اللونية في اشكال متميزة، مأخوذة في الاساس من تنوع غربة الفنان، وبالتالي دمجها في ملامح كمنت في ذاته الطفولية.
وما يلفت الانتبا ه في أسلوب قتيبة عباس انه اضحى اشبه بتمرين لاحياء طبيعة رتيبة بتكنيك البعث اللوني، مستخدما رموزا بديلة،تمام مثل تكنيك الرمز التصويري في الشعر،
مولدا متعة لونية خاصة ورغبة متنامية للتجديد ولعل هذا النمط النمط الفني اضحى هو السائد لدى الذائقة العامة حيث تتشكل فيه مستويات من الشكل واللون.
وعلى الرغم من ان مصطلح التجريدي يطلق على الأعمال التي لا تحمل شكلا مباشرا منقولا من الواقع كما نراها في الأعمال التي أبدعها فنانو عصر النهضة أو ما لحق بالفن التشكيلي من تطور نحو الجديد في أنماط التعبير بالخطوط والألوان على اللوحة الا ان ثمة مايؤكد ان قتيبة عباس قد شذ عن ذلك لانه ابدع في اضافة الموضوع والفكرة الواضحة على التجريد الذي بناه في لوحته.
وعلى اية حال يدعونا الفنان قتيبة الى ملء صفحات حياتنا البيضاء باللون، وان نمعن اكثر وبصورة اكثر وعيا في ابتكار قيمة للبصر تقضي على رتابة المنظر الذي نعيش.