قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أريد أن أتوجّه، في هذه المقالة القصيرة، إلى جمهور واسع من القراء، وآمل أن تصل الملاحظات المهمّة، وهي تنتشر في السطور القادمة. فلقد أصبح واضحاً وقريباً للجميع ما ار ويدور من سجالات وتنظيرات حول تطوير القصيدة العربية من عمود الشعر إلى "التفعيلة" و"الشعر الحر" و"قصيدة النثر"، على يد الرواد. إلى أن طلعت عليها لقضية الفلسطينية بمحمود درويش، كشاعرٍ سار على هدى من سبقه، وقد حال تأخّره دون أن يظفر بلقب الرائد التاريخي. ولكن، مستثمراً جهدَه الأقصى في كتابة قصيدة التفعيلة، كشاعر موهوب. مَن لا يعرف سكَكَ التطور والعطاء لدى الشاعر الموهوب يمكنه اللجوء ليَعْرفَه من كتابات كثيرة، ونخصّ، على سبيل المثال، الكاتب السوري: صبحي حديدي، والذي عوّدنا، وهذا من دواعي السرور، أنْ يُنصفَ، ببهجةٍ مسؤولة، ما يطرحه درويش في ساحة الشعر العربي. وقريباً، كانَ حديدي تحدّث في إحدى المرات عن النثر في الشعر والشعر في النثر عند درويش، وذلكَ في معرض حديثه عن التفعيلة المنثورة في الديوان الجديد " كزهر اللوز أو أبعد " والذي سبقه. رُوحُ العادة والتعميم، لدى حديدي ومن حذا حذوه الصّحفي، أنّ التطورَ في الغنائية يُحسب ضمن رفعةِ أساليب درويش في مواجهته قصيدة النثر. المقالة جاءت عامّة، وربما رُوِعيَ في ذلك البعد الصحفي، إذ نُشرتْ لمرات في: صحيفة القدس العربي، وموقع " جهة الشعر "، وموقع " دروب " السعودي، وذلك بالترافق. وفي هذا الأخير http://www.doroob.com/?p=1331، كان طالبَ بعض المعلقين الذين سمّوا أنفسهم - كالشاعر الفلسطيني: فاروق مواسي، والعراقي: مفيد البلداوي - الأستاذَ حديدي بتوضيح ما جاء بمقالة النثر في الشعر، بالتطبيق الحيوي والشافي. وهي مطالبة لا يمكن أن نفهمها في إطار رغبة القارىء في استزادة والتشوق. إذن هناك شَعرة في باطن الكفّ. ولكن، على الطلاب ألا يشكّوا في قدرة الكاتب، مثلما عليهم أن يدركوا أن الردّ على التعليقات لا يحصل بسرعة المشافهة، ولا حتى بسرعة الكتابة. ولكن، ثمة استثناء - لغير النشر - وهو سرعة المكاتبة الالكترونية للطرف الآخر. أو لا حاجة للسرعات الثلاثة ؛ ذلك لأنّ الكاتب يكتب " القراءة العارفة " أخذاً بمقالةٍ للشاعر المغربي: صلاح بوسريف. أي المرتبطة بالقصيدة الخارقة، وبالتالي، هنا، لا أهمية للتعليقات . الشاهد، أنّ ما حدث، والذي يحدث سيحدث، ينحصر في مرور كلامِ المقال كأيّ كلام حولٍ بهجة، ودون انتباهة أخرى. ولعلّ حدوث سرعة المرور والثقة راجعٌ إلى تعايش القراء، غير الفضوليين والعزولين مثلي، مع ألفةِ الاقتران، وبالتالي تَسليمهم للتحالف المقدّس بين القصيدة والطريقة. الغالبية الغالبة في النقاد لا تتعمّق الكتابةَ، مثلاً، لإعابةِ سلاسة النمط ( التفعيلة )، وفي وجود نزار قباني، في جديد شعر درويش الهارب، من الآن فصاعداً، إلى حرارة الأنثى، أي إلى متعة الغزل. ربما، لإدراك الغالبية والهارب، معاً، أنّ المرأة باتت نصفَ و يزيد عن النصف في المجتمع، وهذا خطاب ثقافي عادل. زد على ذلكَ أنه يزيد من شعبة الماء، كما طالب شاعرنا السكّانَ، لا المواطنين، بذلك: " ثقوا بالماء يا سكّان أغنيتي ". ثمة فرق في المعنى، بين السكان والمواطنين. ولكنّ سياسة المعنى أنّ الشاعر يَسوسُ أو يرسم كلماته الجديدة في الطريق إلى المجد الذي مات عليه: نزار قباني. ولكن، فالتحوّل عن مجد الموضوع الخاسر، وعن مجد الرجل الخاسر، تحوّل خليق بالامتداح، ويَصبّ في حقّ العيش والحياة بعيداً عن المأساة، وهو رفقة ذلك يُعزّز حقوقَ المرأة، ويبين عن وجه حضاري لهذه القصيدة . هناك مُحاولات صُحفية تَبرّع أو تضرّع بها البعضُ كنمط من أنماط، أو كحيلة من حيل التصدي للنفس القباني في ديوان " كزهر اللوز أو أبعد "، ولكن اللافت أنّ القصائد، هنا، وقبل هنا، تذكّرُ، وفي الذكرى حنين وحنان، لطريقة القصيدة - القصة الرومانسية لدى نزار قباني، مازجة بذلك النزوة بالجرح بالدغدغة حتى النعاس. إذن، الفرق بين الشاعرين فرق في الدرجة، لا فرق في الطبيعة والأصول الثابتة ( العروض )، مثلما هو، كذلك، بالنسبة للسياب ودرويش من ناحية الأصول. وهنا نُوزّع تركيبةَ الجملة، توزيعاً عادلاً، على الأصول الثابتة والأصول المتغيّرة ( الجارية ). أي على الاتباع والابتداع. فما قرأناه في بداية درويش، ولمسنا فيه التأثر بعدّة تجارب أغوته وأثرتْ كتجربة نزار قباني ؛ نجده الآن يعود، وبشكل واضح ويليق بتنفيس كبت المرأة العربية بعد التنفيس عن كبت القضية. الأمر الذي يدعونا لندرك أنّ القصيدة تعيش جمالياتها، في كنف التجارب والوسيلة. ولكن، بدرجةٍ ووعي ولياقةٍ أجود. ما يكتبه، درويش، كما أرى، وأتمنى أن لا تكون لي قدرة خارقة في هذه الرؤية، أي أتمنى أن أجد القدرةَ سبقتني إلى تسمية العادة وسلاسة النمط. فأنا أفهم ما يفهمه أي شاعر وناقد واضحين كمشكاة، أنّ كتّاب القصيدة، قصيدة النثر تحديداً، يريدون أن يهربوا بالقصيدة من كلّ مألوفٍ في المتناول، من المماثلة للاختلاف. ما هو المألوف؟ المألوف - بمعنى ليس الخارق - في أي قصيدة تفعيلة ؛ هو ذلك الذي يُكوّن القدرةَ لدى أيّ شاعرٍ، مُتمكنٍ من أدواته ؛ القدرة في أن يَكْتَبَ العادةَ وسلاسة النمط. ( لا أقول أن يتمنى أو يحاكي )، وإنما أن يستثمر الأصولَ الثابتة بألمعية تدرّ الربح بفضل حُسنِ الموهبة الفردية. وهنا سوف يَسعدُ بنا ت. س. إليوت، حين نُسمّي الأصول الثابتة ( التراث )، مع فارقٍ جذري في السعادة، وهو أن " أرض اليباب " كَسَرتْ العادة وسلاسة النمط، تلك القصيدة - الحدث الحداثي، القصيدة الصُوَرية الغامضة البارعة. فالشاعر الموهوب لدى إليوت: " الذي يصبح ذهنه كامل الاستعداد لعمله، نجد الذهن الذهن في عملية صهر دائمة لخبرات متفرّقة، بينما تكون خبرة الشخص العادي مضطربة، لا قاعدية، ومتشرذمة. فهذا قد يقع في الحب أو يقرأ سبينوزا، وقد لا يكون لهاتين الخبرتين علاقة ببعضهما أو بصوت الراقمة، أو برائحة الطبخ، ولكن في ذهن الشاعر تكون هذه الخبرات دوماً في حالة تشكيل لكليات جديدة " ( عبد الواحد لؤلؤة، الأرض اليباب، ص23). ومن جملة التراث، فإنّ قباني والسياب يمثلان تراثاً بمعاني الكلمة الثابتة لدى الموهبة الفردية المُطَوِّرة لدى درويش ؛ بذلك الإصرار والذكاء وتوثّبِ الكلمات، وتحديد الموضوعات، واللعب الحيوي على تفاصيلها، أي رسم القصص، بريشة الموسيقى . لذا، إن القدرة على كتابة العادة وسلاسة النمط بالموهبة الفردية شيء ينهض بالعازم إلى درجاتٍ محظوظة وذكية ؛ كما ستدلّ على ذلك شعريتي الناقدة، في قصيدتي التطبيقية القادمة: " عند نوم الأذكياء ". فأنا، هنا، إنما أكتب المُباهاةَ بالقدرة، وأتركها. وقد فكّرتُ في استثمار الموهبة الفردية، من ناحيتي، لأجسّد الإحراج لمقالات كثيرة، عن النثر في الشعر. كتبتها القصيدة خصيصاً لدعم ما أقدّمه من ملاحظات عن العادة وسلاسة النمط. وذلك بعد عودتي الضاحكة، وغير الموقوته، إلى الشعر من جبهةِ التفكيك. إذ كانت الكتابة، هناك، مُوجعة لي وللقراء، على صعيد عجنِ الجملة الأدبية بالفكرية، والتي اشتكى منها كثير من القراء الأعزاء الذين ما أن يجدّدوا قراءتها لمرتين أو ثلاثة حتى ينتهون، مسبلين عيونهم، إلى الإعجاب. دائماً، أفكّر بطريقة تكون فيها الجملة الفكرية، الموجعة، برزخاً بين الشعرِ وبين النقد كمشروعين هناك. ربما، عبر هذا الشكل من الإيجاع أعلن الاحتجاج على ما صار صحفياً ولفظياً وعمومياً وداعياً لحجب الثقة واستدعاء الأسى. فالذي يبدو لي أنّ كلّ مشروع معي ينافس الآخر، ويعزّ عليّ أن أقتل الآخر. ولكن ما وجدته طَريفاً، بحقّ - إذ نحن بحاجة للطرافة والأنثى دائماً - هو فكرةُ أن أوضّحَ بالتطبيق الشعري، لا النقدي الموجع، حقيقة أنّ مَنْ يمتلك الأداة ومعرفة المناطق، يستطيع، ألا يحاكي، وإنما أن ينجح، ويَحرج، كتّابَ العادة والنمط. وهنا يجدر بي أن أسحب لعلعةِ مقالات الصحافة، عن النثر في الشعر، على قصيدتي الناقدة. فهذه القصيدة المقالة الناقدة تؤكّد " موتَ الاستثناء " بترياق العادة وسلاسة النمط. إنّ من قبيل السخرية أن يروّجَ للاستثناءِ من قبل الكثيرين، بشكل يجعلنا نشتكي من خيانة المديح بالإكثار منه، للأسف! قلت ذلك لكل من سمعني ويسمعني. متى نتقبل القول بأنّ الاستثناء إن هو إلا موهبة فردية تكتب بشكلٍ جيد، في زمرة الجيدين؟! وأنّ كلّ فسطيني يتمثل في استثناء، مربط الفرس فيه، أن القضية الفلسطينية عين الاستثناء، في هذا العالم؟ لا ليس ثمة استثناء لا لنا ولا للقضية. فقط نحن نعتز، ويعتز القارىء بمواهبنا الفردية. في هذا العالم، هل قُبِضَ على المواهب والعزائم؟ وودهشتنا في مثالنا بسؤالنا التالي، بشأن المواهب والعزائم: هل أثر و يؤثر سكون " أرئيل شارون " على حداثة الدولة وحركة الابتداع الصهيونية؟ ليس هذا من قبيل الإعجاب بالعدوّ، ولكنني أؤشّر على واجبِ إيمانِ وأخذ العربيّ والصحفيّ بالفكرة. متى يصل بنا الاهتمام إلى الدقة، والتحرّر من نمط التطواف؟ ومتى نصل الرشاد واحترام المديح بالندرة؟ أنْ نحتفلَ ونعالج القصيدة العربية بالنظر الواسع، فهذا واجب واجب. وأنْ أقدّمَ هذه قصيدتي " عند نوم الأذكياء "، فبهدف الإخراج والتنفيذ والإحراج. وهذا يريد أن يعلن " موت الاستثناء "، لئلا نميتَ الآخرين. ولو نُميتهم، لكانَ أجدر بنا أن ندعى بوصفنا إرهابيين. مثلما سيرافق الدعوة توجيه الأصابع وغرسها في حلقات " التفعيلة - المقبرة " ؛ هذا إذا ذكرنا أنّ الموتَ عادةٌ وسلاسةُ أو سلاسل نمط. لكنْ، تعالوا نعلن " موت الاستثناء "، لئلا نقول " موت التفعيلة " ؛ وذلك مجاراةً لمن أعلنوا قديماً: " موت الفلسفةْ ". وَإذَنْ، تَعَالوا، عَنْ رضا، نُنْهِي الْكَلامَ بِفَاصِلَةْ / مُتَفَاعِلُنْ مُتْفَاعِلُنْ مُتْفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلَةْ. أيْ: بِالزِّحَافِ، وَلاْ عِلَلْ! متْفاعِلُنْ مُتَفَاْعِلَلْ،...!!
بَعدَ نَومِ الأذكياءْ..!!
يَمشِي، يُسلّمُ باللسانِ على مَعارفهِ القُدامى:
هلْ تُصدّقُ أنّ مَنْ ردّ السلامَ، الآن، حَمْزةُ
إبْنُ صَفّي، عاملٌ في الأمنِ، مَكّارٌ،
تزوّجَ، قبلَ أعوامٍ، مُديْرةَ مَدْرَسَهْ!
أولادُها في سنّ أولادي الثلاثةِ، طيّبونَ
وأذكياءٌ عَكْس " فهمي": اسمهُ الثاني المُسجّل
في الوثائق: كالهوية، أو على عقد الزواج ومنحنى الخاتمْ ؛
على هذا الجدار الداخليّ ولِصْقَ خطّ جِراحةٍ في جِلْدةِ الإصبع.
لنا بنتٌ تجَرّبُ حُسنَهُمْ. هُمْ مِثل أوْلادِ " الخواجا "
يكنزُونَ الوقتَ في الساعاتِ من أجل النجاحِ،
ويَصلحُونَ إلى القيادةِ في سلاح الجوّ، والمازينزْ
يَمشونَ أسيادَ التصرّف، مُولعونَ بموضةِ الأنثى،
وتغييرِ الهواتفِ، والقراءة عن طرازِ النهدِ، والسرَطانِ
في صدرِ المجلاتِ الخفيفةِ كالشِباشبِ في منالِ الأرجلِ المستعجلةْ.
هم أذكياءٌ في الأسَى. متصالحونَ معَ القواعدِ،
أوفياءٌ للحديقةِ، واقعيّونَ اكتَفُوا بمثالهمِ في الهندسهْ.
يتأمّلونَ الليلَ في امْرأةٍ على سِدْرَةْ /
هنا، يتوصّلونَ - بِعصْفِ ما في الذهنِ - للمنطقْ:
- إذنْ، شكل القصيدة آنسهْ!
يَمشي، ويَخجلُ حينَ تَعبرُ رائحةْ.
وكَمَنْ يُداري شَمْعةً، في البيتِ، يكشفها
أمامَ تَصَوُّراتِ الفنّ والكيفيةِ المُتوقّدةْ.
مُستَعْجلاً.. يَمشي، يَطير لرَبّةِ المعنى البطوليّ البسيطِ،
حَماسَةُ الجنديِّ تَطْفَحُ كالهواءِ من المَرَاوحِ في الخطى.
ما اعْتادهُ، بالحَدْسِ، ألا يُوقظَ الإحساسَ
بالمرآة والظلّ المُوزّعِ في الزوايا والخزانةِ، خارجَ الضلْفَةْ -
يلاطفُها بَعيداً عَنهُما ؛ كي لا تغارُ الفلْسَفَةْ.
أو أنهُ رَجُلُ يَغار من المرايا -
المرايا لا تنامُ، إذاً، تَعالي ننحني للعاصفة.
يُؤْتَى الكفاءةَ مِنْ نِظامِ الصَّدرِ والمكياجِ،
والسنسالُ مثل مَجَرّةٍ في العنقِ، يَسْحَلُ كالوصيّة مِنْ فَمِهْ.
هلْ ماتَ؟ هلْ أوْصَى أحدْ؟
يَرمي يَدَيْهِ إلى النظامِ كَمُدْخَلاتٍ في بَلاطِ الفرنِ -
يا فنّ السياسة في الجسدْ!!
يَحسُو الحَرارةَ من مياهٍ لا تَكُفُّ، تكفّهُ الأنثى ؛
حبيبي: بعدَ نومِ الأذكياءْ!
رجلٌ يَقولُ لِصَاحِبِهْ:
دافعتُ عَنْ نفسي وعن إبني أمامَ القصفِ، في التلفاز، بالريْموتِ
والأنثى المراقةِ في الأريكةِ كالفراءِ، وبالغرور تظاهَرَتْ..
وإلى هنا. قد كانَ ما يكفي لإرْواء النعاسِ ؛ رأيتُ
في النومِ، العراقَ سفينةً في مشكلةْ.
صَابونةً بيضاءَ تفلتُ مِن يديْ في المَغسلةْ.
في الشمس، أرحلُ، كالندى عن إِسْمِها
الشرشفُ المرئيّ، عن عينيّ، يحْجبُ نصفَها،
ويَبينُ لي عن كتفها - وَطَنِ الملاكِ، فمي
على الحَسَناتِ، هذا الصبح، يَجري.
قبل أن يمشي يُعرّفُ نَفْسَهُ بلسانها.
حَيويّةُ الأسلاكِ، في مَجرى دَمِه.
يَمشي، وداخلهُ يُخرْخشُ مثلَ ظرْفٍ في الهواء،
لكثرة التدخين، مع بعضِ الأسفْ!
ظرف الهواء يُحرّضُ الشعرَ الحديثَ،
لكي يُعرّفَ نَفْسَهُ للنافلة.
يَمشي، يزعْزعُهُ انفلاتُ حِذائِه أوْ زِرّهِ ألمنتصفْ.
فوراً، يُخبّىء في اليمينِ وجودَ خاتَمِهِ اليسارِ،
من السنين، وعن الصبايا في الصدفْ!
يمشي، يرى في البحْرِ سَيّدةً، يُكبّرُ:
يا إلهَي في الكُرَةْ!
يتدخّل اللهُ الحفيظِ، بِسُرعةٍ، ينسيهِ صندوقَ السجائرِ
في مكانٍ في الوجودِ أو العَدَمْ.
يمشي، يُخجّلُ بالشفاه وبالعيونِ صبيةً فرحانةً بعجينها -
خبزِ المراهق في تنانيرِ الخيالْ.
رجلٌ يُفكّرُ في الرواياتِ الرفيعة،
في قضاء اليومِِ، بعد ذهابِها للأهلِ، مع صور القيافةِ
واللطافةِ في تقاسيم الخَزَانةِ. ما يراه يقولهُ
كشكايةٍ صُغرى لِصاحبهِ النَزِقْ:
دَوّخْتُ رأسي بالتأمّلِ في مَلابسِها الصَّغيرةِ
والمُصفّفةِ احتراماً للمشاعرِ والخزانةِ والعَمَلْ.
وسياسةُ المعنى لديْها:
ألف عَيْنٍ للرجلْ!!