عالم الأدب

الحسين: ملك يختزل عنفوان النص

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سلوى اللوباني من القاهرة: صدر كتاب "ملك يختزل عنفوان النص" بمناسبة الذكرى السادسة على رحيل الملك الحسين بن طلال "رحمه الله"، وهو عبارة عن مشروع اعلامي طويل الامد يوثق لشخصية الحسين بالكلمة والصورة، امتد العمل لانجازه قرابة 3 سنوات من قبل الكاتبة الصحفية ملك التل ود. اغادير جويحان التي تولت مهمة التنسيق منذ أن تبلورت لديها فكرة الكتاب ولم يكن قد مضى على وفاة الملك الحسين بن طلال بضعة شهور، فكانت مهمة صعبة للالتقاء بأكثر من 100 شخصية ممن حظوا بشرف العيش أو العمل قريباً منه ابتداء من أصدقاء الطفولة بالاربعينات وانتهاء بمشفى مايو كلينك في الولايات المتحدة، يستذكرون مواقف، أحداث، قصص كانت للحسين مع كل منهم، احتوى الكتاب على مقدمة من سمو الامير محمد بن طلال الذي كان مرحباً وداعماً للفكرة فهي تتيح للجميع أن يطلعوا من حياة الحسين على تفاصيل لم يعرفوها، بالاضافة الى حديث سموه عن رحلة أربعة عقود ونصف من حكم الحسين في الفصل الاول "بين شتاءين" وبلسان الموجوع عبر قائلاً "أن غياب أخي يزيد قلبي ولوعاً فعلى الرغم من مرور سنوات ست على رحيله، ما زلت اشعر أن طيفه لا يفارقني".

هاتوا الطفل:
ومن الجدير بالذكر أن محتوى الكتاب جاء على عكس ما ألفناه عن الكتب التي تتحدث أو تتناول سيرة الملك الراحل الحسين بن طلال، تميز ببساطة الاسلوب، وبعناوين بعيدة عن لتكلف مثل "لطيف وصاحب نكتة"، "السيجارة عند الغضب"، "لم يعرف المراهقة"، وغيرهم الكثير، بالاضافة الى مجموعة من الصور النادرة التي لم تنشر سابقاً وتعكس الجانب الانساني في شخصيته، ومنها الصورة التي حملت عنوان "هاتوا الطفل" فأثناء زيارته لمدينة اربد وخلال مسير الموكب الملكي اندفع طفل من بين الحشود نحو الحسين ليصافحه، فأمسكه أحد الحرس، فصاح الحسين بصوت عال "اتركه..هاتوا الولد"، وللحسين قصص وحكايات مع الاطفال، يروي احداها حسين المجالي "كنت في الرابعة من عمري، وكان بيتنا بجانب قصر زهران، اثناء لهوي بالشارع وقف الحسين بسيارته وسألني عن أحوالي، وقلت له "عمو" سيارتك حلوة تبيعني اياها، سألني كم تدفع؟؟ وضعت يدي بجيبي ووجدت عشرة قروش، فقلت له اشتريتها بعشرة قروش، فأخذ مني العشرة قروش وذهب، وفي المساء اتصل بنا مدير كراج قصر زهران وقال لامي توجد سيارة لكم من جلالة سيدنا، فتكلمت والدتي مع الملك لتشكره على الهدية، فقال هذه ليست هدية، لقد اشتراها حسين مني، ولا يجوز بيعها وعندما يكبر يتصرف بها"، واحتوى الكتاب على العديد من الذكريات المفرحة والمؤثرة بالاضافة الى اللحظات الاشد قسوة وحزنا في حياة الحسين مثل استشهاد زوجته الملكة علياء كريمة بهاء الدين طوقان في حادث طائرة عام 77 أثناء قيامها بالواجب الانساني مع رفاق الدرب الذين كانوا معها، فيستذكر د. حنا الفراج "حٌزن الحسين كان شديدا لا يوصف، بكاها ولم ينفك يتحدث عنها"، وبحكم مسؤوليات الحسين تضمن الكتاب أحاديث عن متابعته الجيدة بأحوال الناس عبر وسائل عديدة، كان متابع يومي للبرنامج الاذاعي اليومي "البث المباشر" فكان يعالج جميع القضايا التي تطرح اما من خلال اتصاله المباشر مع الاذاعة أو عن طريق الايعاز لموظفي الديوان الملكي، وأبرز الكتاب سماحته في التعامل مع أخطاء وزلات المسؤولين في أكثر من موقف منها عندما ذهب لافتتاح مطار العقبة وبدلاً من اعطاء المقص للملك قام مدير المطار بقص الشريط، فيما الملك واقف ينظر اليه مفرطاً في الضحك وقال له مازحاً "يا رجل غلبتنا وأتيت بنا من عمان حتى تقص الشريط أنتَ".
وانتهى الكتاب بالنصف ساعة الاخيرة من حياة الحسين، حيث أمضى آخر لحظات حياته في المدينة الطبية، بين عائلته المجتمعة حوله، وبين حشود الاردنيين خارج أسوار المكان..تصلي.

salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف