هذا هو الادب السعودي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من جورج جحا بيروت (رويترز) - يقدم الباحث اليمني عبد الناصر مجلي في كتاب ضخم جامع له صورة مشرقة وواعدة عن الادب السعودي الجديد مدفوعا كما قال برفض التعتيم عليه والنظر اليه بشيء من التعالي والغطرسة. مجلي الشاعر والقاص والناقد الامريكي اليمني الاصل يقول ان ما دفعه الى ان يقوم باعداد مختاراته من الادب السعودي والتي شكلت مؤلفه الضخم المتكون من 637 صفحة كبيرة القطع هو الهجوم الذي يشن على السعودية والاتهامات التي توجه اليها. الكتاب الذي صدر عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" حمل عنوانا طويلا مركبا او فلنقل عنوانا ووصفا شكل شبه عنوان فرعي. وجاء الامر على الصورة التالية "انطلوجيا الادب السعودي الجديد ( معطى حداثي عالي الصوت في فضاء منسي ) شعر. قصة. رواية. شهادات. حوارات. مختارات". تألف الكتاب من خمسة فصول. وفي شرح الدوافع التي جعلته يقدم على هذا العمل قال "واذا كانت هناك اجابة محددة عن هذا السؤال فهي اجابة مقنعة كما اظن الا وهي الغيرة او الشعور بان هذا الادب خصوصا في مثل هذه الظروف الظالمة والهجوم الاخلاقي على المملكة الدولة والانسان ومحاولة اتهامها بعدم الحداثة ورعاية الارهاب فاتى ابداع ابنائها هنا ردا حضاريا على تخرص كل تلك التقولات الكاذبة والحاقدة."
اضاف انه كمثقف عربي قام بواجبه في الدفاع عن السعودية "في هذا الوقت المعادي بالوسيلة والطريقة الممكنة التي اقدر عليها عبر اعداد هذه المختارات التي اخذت مني جهدا ووقتا كبيرين بوجود محاولات غير بريئة لتحييد الادب في الجزيرة والخليج العربي واقصائه والنظر اليه بفوقية مقيتة وضارة وليس في المملكة فحسب.. فقد حاولت كما اظن تصحيح الصورة المغلوطة عما يسمى ظلما "ادب النفط" بينما هو ادب انساني حقيقي واصيل وسباق في احيان كثيرة. ولا بد ان نعترف بان الثقافة (والابداع الخليجي) الخليجية جزء لايتجزأ من الثقافة العربية."
وزاد على ذلك ان ما جعله يسرع في العمل انه شهد على بشاعة تلك الحملات عندما كان رئيسا لتحرير صحيفة "العربي الامريكي" في الولايات المتحدة. ومهما كانت الدوافع التي حركت مجلي محقة ونبيلة فالقارىء قد يشعر على الارجح بان عملا قيما من هذا النوع لا يحتاج الى تبرير فهو يبرر نفسه ككل.. عمل جيد خاصة انه يقدم صورة مشرقة وغنية عن النتاج الادبي السعودي الحديث عامة ويزيل كثيرا مما حجبه عن القارىء العربي عامة قبل القارىء الغريب.
في حديث المؤلف عن الادب السعودي الحديث قال ان بداية هذا الادب قصة وشعرا ورواية على وجه التحديد كانت سنة 1930 تاريخ اول رواية سعودية هي رواية "التوأمان" للكاتب الرائد عبد القدوس الانصاري مع بداية القرن الماضي "وخصوصا مع قيام الدولة السعودية وما ترتب على ذلك من وجود وسائل اتصال حديثة كالاذاعة الصحافة. وقد كانت بداية عادية ومتواضعة تقليدية ومباشرة." وشدد على ان الرواية السعودية بدات "فعلا من الصفر".
واورد سلسة اسماء لرواد في مجالات الادب السعودي الحديث كافة. وفي مجال الشعر اشار الى اربعة اجيال شعرية منذ بداية القرن الماضي وتحدث عن شعراء تلك المراحل التي بدأ جيلها الاول سنة 1917 مع شعراء بينهم عبد الوهاب اشي ومحمد سعيد العامودي واخرون. وقال ان الجيل الثاني ولد ما بين 1915 و1935 ويمثله شعراء بينهم حسن عرب وحسين سرحان ومحمد حسن فقي وغيرهم.
وولد الجيل الثالث بين 1940 و1955 "وهو الجيل الذي بين ايدينا (شعراء السبعينات والثمانينات") فمن ابرز ممثليه غازي القصيبي ومحمد العلي وعلي الدميني وسعد الحميدين وعبد الله الصيخان وفوزية ابو صالح وخديجة العمري وغيرهم.
اما الجيل الرابع فوصفه بانه الذي "بدأ صوته يتضح قليلا قليلا او هو الذي تحمل وزر كل النكبات السابقة وهو الان يدفع ضريبة كل ذلك دفعة واحدة وهو جيل التسعينات الذي ولد افرادا بين العامين 1967 و 1973 . لقد شهد هذا الجيل نتائج الهزائم السابقة واجبر على تحملها بل وزادت الاحداث من استعارها امام ناظريه. مذبحة قانا (في جنوب لبنان) 1999 . انتفاضة الاقصى 2000 . ومجزرة جنين عام 2002 واحداث الحادي عشر من سبتمبر وتبعاتها التي لا تزال تعصف بالعالم (العرب والمسلمين على وجه الخصوص) حتى اللحظة." ومن ابرز الاسماء غسان الخنيزي وهدى الدغفق ومحمد حبيبي وهاشم الجحدلي واحمد كتوعة وعيد الخميسي واحمد البوق وغيرهم.
في مجال الرواية اورد اسماء عديدة وقسم مراحلها الى الفترة الواقعة بين 1930 و 1960 حيث راينا سبع روايات "وربما اكثر". ثم المرحلة الواقعة بين 1960 و 1970 وثالثتها بين 1970 و 1980 وقال عن هذه الفترة اننا في هذا العقد "راينا اسماء نسائية تدخل مجال الرواية للمرة الاولى" مثل هند باغفار برواية واحدة وهدى الرشيد بروايتين. وكانت سميرة الخاشقجي (سميرة بنت الجزيرة) اول روائية سعودية بروايتها "ودعت امالي" التي تعود الى الفترة الاولى اي بين 1930 و1960.
اما الفترة الروائية الاخيرة فهي بين 1980 و 1990 . وقال "لقد شهد عقد الثمانينات "انفجارا" روائيا حتى يكاد يكون العصر الذهبي للرواية. وقد غابت اسماء ودخلت اسماء جديدة ومهمة الى عالم الرواية السعودية مثل رجاء محمد عالم وروايتها "صفر/ 4" المثيرة للجدل وايضا شهدت الساحة ميلاد روائي كبير ومتمكن هو عبد العزيز مشري الذي يعد واحدا من اهم الروائيين في تاريخ الرواية السعودية."
وفي الملف الشعري اورد المؤلف بعد تقديم شكّل دراسة موجزة قصائد لعدد لا يقل عن 61 شاعرا وشاعرة وبين النماذج قصائد متألقة. في ملف القصة القصيرة اورد المؤلف بعد مقدمة نماذج لنحو 46 كاتبا وما لا يقل عن 30 كاتبة. في الفصل الرابع الخاص بالرواية اورد بعد مقدمة فصولا ومقاطع من روايات لابراهيم الناصر الحميدان وعبده خال وعبد الله الجفري وتركي الحمد ورجاء عالم ومحمود تراوري وليلى الجهني ونورة الغامدي والبراق الحازمي وعواض العصيمي. واشتمل الكتاب على حوارات مع نحو 15 اسما بين اديبات وادباء.