عالم الأدب

السلطة الذكورية والإباحية اللاأخلاقية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رواية د. نوال السعداوي: امـرأة عند نقطة الصفر


تقــول فردوس:
"لم أكن أنتمي إلى الطبقة العليا إلا بمساحيقي وشعـري وحذائي الثمين، وأنتمي إلى الطبقة المتوسطة بشهادتي الثانوية ورغباتي المكبوتة، وأنتمي إلى الطبقة السفلى بمولدي من أب فقير فلاح لم يقرأ ولم يكتبhellip; و يبيع ابنته العذراء قبل أن تبور... و يسرق زراعة جاره، و يضرب زوجته كل ليلة حتى تعض الأرض... و صباح كل جمعـة يرتدي جلباباً نظيفاً ويذهب ليصلي الجمعة في الجامع... وحب الحاكـــم من حب اللهhellip;)) ص16
فردوس المرأة الخاضعة المظلومة.. من أب يعيش الازدواج.. وحياة تشوبها الخطيئة والأحلام والصدق والانهزام الأنثوي... امرأة حكم عليها بالإعدام بتهمة القتل (رجل).. لا تأكل.. لا تنام.. و تنعزل عن المسجونات وتبحر في فضاء خيالها الصامت و ترفض بشدة لقاء أحد.. و بعد محاولات وجدت نفسها أمام الدكتورة النفسية فتبرر ذلك ".. لأنها لا ترفضني أنا بالذات و إنما ترفض العالم كله بمن فيه" ص 12
فردوس هذه المرأة التي ترفض العالم كله خاصة العالم الذكوري، قالت عنها الطبيبة النفسية عند زيارتها لها في السجن ((وتملكني إحساس غريب أشبه باليقين أنها أفضل من كل الرجال و كل النساء الذين نسمع عنهم أونراهم أو نعرفهم)) ص11 وأصبحت الدكتورة بين التصديق والتكذيب، وهل تخضع لأبحاثها العلمية أم تنجرف أمام ذاتها و شعورها الباطني؟ وفجأة يتغير الإحباط بالفشل إلى قوة وثقة عندما طلبت"فردوس" مقابلة الدكتورة ((كنت في الحقيقة أحاول أن أسترد نفسي، أن أسترد إحساسي العادي بنفسي و بأنني باحثة علمية أو طبيبة نفسية أو أي شيء من هذا القبيل.))ص13 أن تبوح و تسرد حكايتها و تعلن أنها كانت شبيهة بالشريفات ومن الطبقات العالية.. " فردوس"مومس.. تعترف أنها كانت مومس ناجحة ((مهما كنت فلم أكن إلا مومسًا ناجحة، ومهما نجحت المومس فلا يمكن لها أن تعرف كل الرجال)) ص 15 و تضيـف لتقدم صورة عن هذه المرأة التي تحسها، و ما هو إلا انهزام أنثوي أمام عيـون الرجال و لكي تصل إلى الطبقة العالية ((ولأنني كنت امرأة، فقد كنـت أخـاف أن أرفع يدي، و لأنني كنــت مومسًا، فقد كنت أخفي خوفي بطبقة من المساحيق.)) ص16
و أمام انكسارها الداخلي تدرك أنه ليس لها أب و تستمــر معاناتها عندما تقطع قطعة بين فخذيها و أمامهـا ((..سألت أمي عن أبي وكيف ولدتني بغير أب فضربتني و أتــت بامرأة معها مطواة أو شفرة موسى و قطعوا قطعة من اللحم بين فخذي.. بكيت طول الليل hellip;))ص17
و تفاصيل أخرى عن نزواتها مع ولد اسمه " محمدين "" و لعبـة العريس و العروس و حرمانها من التعليم يقول عمها ((الأزهـر لا يدخله إلا الرجال)) ص19
كانـت " فردوس " تبحث عن ذاتها.. عن أمها و أبيها الحقيقي و عن العاطفة المحرومة منها ((hellip; أو هي التي تغيرت وأصبحت امرأة أخرى تشبه أمي لكنها ليست أمي؟)) ص19
"فردوس" تبوح بمرارة وهي تتذكر طفولتها والفرق بين الذكر والأنثى..أول إحساس عاشته مع " محمدين " و وجه أمها و أبيها و كيف كانت تغسل ساقيه،، وكيف علمها والدها ذلك، لتظهر فجـأة امرأة أخرى قال لها هي أمك؟ و في سؤال تردده بداخلها حائرة أين هي أمي؟.
((حين تموت البنت منهم يأكل أبي عشاءه و تغسل أمي ساقيه و ينام كل ليلة، وحين يموت الولد يضرب أبي أمي ثم ينام بعد أن يتعشى.))ص21

المرحلة الثانية:
كيف تنتقل "فردوس" إلى مصر و تعيش في بيت عمها بعد موت والديها و تدخل المدرسة و تتفوق في الدراسة و تتطلع إلى المستقبل وتحلم أن تكون مهندسة أو طبيبة ((كنـت أحب المدرسة، فهي مليئة بالأولاد و البنات hellip;)) ص23
" فردوس " أحبت القراءة و غاصت في كتب التاريخ و الحروب و الثوار و قرأت عن جرائم الملوك والحكام وجورهم و سلطتهم المطلقة وعدتهم ((hellip;فمنهم الحاكم الذي عدد جواريه من النساء و المومسات..و حاكم آخر لا يشغله في حياته إلا الخمر والنساء وجلد العبيد بالسياط..وحاكم يهوى الطعام و المال و تكنيز الذهب، وحاكم مجنون بنفسه و عظمته لا يعترف في البلد برجل آخر غيره. وحاكم يهوى المؤامرات و المناورات و يكذب على الناس والتاريخ.))ص 29 و يبقـى التاريخ يعيد نفس المشاهد الرجالية دون الحقيقة؟
لقد جسدت الرواية قوة المال و السلطة و الجنس في الحياة و سيطرتهـم في تخدير المجتمعات ((وأدركت أنهم كلهم رجال ونفوسهم شرهة مشوهة، شهواتهم للمال و الجنس و السلطة لا حدود لها..))ص 29
الخوف من العيون كان دائما حاضراً مع " فردوس "و من واقعها المعيش و هل يمكن أن تكتسب " فردوس " قيما اجتماعية أخلاقية تنمي شخصيتها المكتسبة، أم أن هذه القيـم كانت مستقلة عن شخصيتها مما لم يكسبها الاستقرار النفسي و السلوكي؟
كانت تبكي بمرارة و تخشى الارتماء في أحضان عمها، فلقد كان لهذا الحرمان العـاطفي و الكبت القوي الذي لم تعبر عنه في أحضانه المحافظة على التوازن السلوكي الاجتماعي، و قد يكون رفضاً و خوفا من اللذة الغريزية التي تحاول كبحها و التي كانت تشعر بها؟ هروبهـا من البيت كان خشية تزويج عمها لها من شيخ طاعن في السن و هي ابنة لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها hellip; لكــن خوفها من الشارع ووحدتها تركتها تعيد أدراجها إلى البيت ورضخت لمؤامرة زوجة عمها، و تزوجت به..كانت تكرهه وتخضع له بإرادة مسلوبة وجسد ليس جسدها،، مارس عليها الجنس بالقوة والضرب بشدة.
قـال عمها ((كل الأزواج يضربون زوجاتهم..و زوجة عمي قالت أن عمي يضربها،و قلت لها أن عمي شيخ محترم و رجل يعرف الدين معرفة كاملة و لا يمكن أن يضرب زوجتهhellip; فقالت زوجة عمي أن الرجل الذي يعرف الدين معرفة كاملة هو الذي يضرب زوجته، لأنه يعرف أن الدين يبـــيح ضرب الزوجة، و ليس للزوجة الفاضلة أن تشكو زوجها وواجبها الطاعة الكاملة..))ص 44 هذه الفقرة التي تعمـدت كتابتها كاملة هي النظرة الخاطئة التي تعم المجتمع في التعامــل مع الزوجـة و هذا ما احتوته الرواية بقصد أو بآخر.
الإنسان كائن ذو أبعاد كما يقول * هيدجر Heidejjer وبما أن الإنسان يخضع إلى أوامر و نواهي تختلف من مجتمع إلى آخر،و ما يسمح به في هذا المجتمع لا يسمح به في مجتمع آخر والعكس صحيح، ويتطابـق مع كل عصر حسب الزمان و المكان، فقد ذهب عالم الاجتماع الفرنســي ((دور كايم)) إلى أن لكــل مجتمـع أخلاقه الخاصة به و لا وجود لأخلاق مطلقة لا تتغير و لا تختلف باختلاف الزمان و المكـــان..
و إذا ما حاولنا التطرق إلى أخلاق هذا المجتمع و إنسانيته أو بعبارة أخرى دراسة سلوك الفرد ضمن هذا النطاق اللاأخلاقي و خاصة من منظور واقع المرأة.فإن الواقع يكشف عن وضع مزر.. لاإنساني و لا أخلاقي تتخبط فيه المرأة و كلها نابعة من ظروف اجتماعية قاهرة، إذا ما تحدثنا عن هذه الشريحة الخاصة التي تنشط في المجتمع، فهناك إحصائيات تدل عن حالات الضياع و التشرد والفساد الأخلاقي، إذا ما أرجعناها إلى المرأة و هي السبب في تدمير نفسها و المجتمع، و قد يكون انتقامـاً أو يكون هروبـاً من واقعها المر.
و إذا كانـت الحرية هي عمل للتحرر كما هو معلوم و بفعل إرادي وممارستها في الواقع، فهل هي مجرد حالة شعورية أو أنها مجرد حشد من المعلومات التي تتفوه بهـا دون رابطـة منطقية لتصرفات و أفعال إرادية و غير إرادية، ومناقشة رئيسية لتجربة داخلية تعانيها المرأة من منطلق المجتمع بكــل قيمـه و عاداته و تقاليده؟ فتــأتي المحاسبة أو المعاقبة النفسية و من ثمة محاسبة المجتمع كما فعلت * فـردوس * وتأثير مظاهر التفاوت الطبقي الفاحش الذي كانت تحاول الوصول إليه و هي مومس ومحاولة التخلص من هذا الإرث المشين بعد فوات الآوان.
و إذا ما اقتربنا مـن المجتمع أكثر وخاصة الجانب اللاأخلاقي فحدث ولا حرج ليعود طرح السؤال بإلحاح هل كانت الحرية عملا إراديا بفعل التحرر، أم كانـت حالة شعورية تتلذذ المرأة بممارستها بمختلف أفعالها و حدود اللامنطق، و الشعور بالمتعة رغم أن * فردوس*لم تحـس بهذه المتعة أو اللذة الجنسية، فقط كان للخروج من حالة الألم و الإحباط الذي ربما كانت تعاني منه ومن ظروف اجتماعية قاهرة و التي تحدد في قوالب يمكن لنا ذكرها في نقاط مختصرة:
ـ الهروب من البيت بفعل الأحــلام أو القهر داخل الأسرة، الحرمان العاطفي، المعاملة الذكوريــة داخل الأسرة سواء من الأخ أو الأب أو الزوج، العنف الجسدي و المعنوي، الاغتصاب،الحب النابع مــن الشهوة الجسدية (الخوف من الفضيحة و اللجوء إلى الانتحار أو الهروب أو إسقاط الجنين..)، المخدرات و غيرها من الأحلام، الفقر المدقع، السياج الذي يحاصر الفتاة وحرمانها من التعليم تحت سلطة ذكورية متسلطة بحكم العادات و التقاليد البالية التي تحكم المجتمع، التقليد الأعمى الذي يجرفها إلى الانحراف تحت تأثير المغريات والمتعة والجمالية لحياة مترفة،وسائل الإعلام باختلافها الهدامة التي تحمل صور الخلاعة و الجنس و التحريض خاصة عند الشابات المراهقات اللواتي يتأثرن بالغريزة أكثر من المنطق بحكم سنهن، غياب التربيـة الأخلاقية في البيت، الدعارة، غياب الوازع الديني hellip;وأحياناً يكون التشدّد في الدين أو سلطـة الممارسين له مما يؤدي إلى التصادم الفكري و النفسي و هو دين يسر و ليس دين عسر.
هذا الانسلاخ من الفضيلة نحو الرذيلة في ظل غياب التربية الحسنة غير المتشـددة أراها أساسية في الانحراف و في ظروف متشابكة يغيب فيها المنطق و الإحساس بالمسؤولية و الوعي و الابتعاد عن الطريق الصحيح.. إذ لا بد من إعادة قراءة في المجتمع سلوكيا و فكرياً أو بالأحرى إعادة بناء فكر المجتمع الذكوري و إعادة التربية بطرق علمية دينية صحيحة، أو يمكن القول تأسيس فكر تربوي تراحمي إنساني..
و أن لا تخضع للقيود التي تكبح حريتها و تقيدها و تنســف بسعادة تشعر فيما تصبو إليه الحرية نفسها.
و في الإطار العام للرواية كانت الكاتبة تتعمـــد التكرار للعبـارات و الفقرات في مشاهد مختلفة ((ص 34 و 36))....
ربما للتطويـل أو فوضى الأفكار و تداخلها عند الكاتبة لإيصال أفكارها و أرائها،، مما أضفى على الرواية الملل عند القارئ من التكرار والحضور القوي للجنس.
و القارئ يستنتج للوهلة الأولى من القـراءة أنه في صراع أمام الأفكار و يغلب عليها الحدة في الطرح و السيطرة في تسلل الفكرة..مما يؤكد حضور شخصية نوال السعداوي بكل أفكارها بين الفكرة و الأخرى وفي اللاتنازل عن أفكارها و معالجتها في قالب روائي جنسي، قد تعتبره ثقافة جنسية من منظور علمي تربوي،و إن كان من منظور روائي مثير تغيب فيه المعطيات العلمية و الرسالة التربوية..؟!
إن العمل الروائي جاء لمعالجة التأثير بصورة مريبــة لهذا العالم الخارجي (الذكوري) بطقوسه و هو دائمـا في حالة من الذعر و القلق والفزع والوحشية.. حيث اعتمدت * فردوس * على الذاكرة في قتل الرجل.. ذاكرة كيف كانت و كيف أصبحت؟ بذكاء اكتشفت الحل، و في نهاية هذه المرأة التي تكـره الرجال حـد مواجهة الموقف و عجزت الغريزة و العادة من القيـام بـــه في البدايــة hellip; أن لا تخضـع كمومس إلى رجل يتحكم فيها و يفرض سلطته الذكورية عليهـا و علـى الكثيرات مثلها.. و ذهبــت بهذا الفعل إلى رأي الفلاسفة في أن حرية الإنسان تتجلــى على شكـل فعل مجـاني ((حرية اللامبــالاة)) و بما أن * فردوس * كانت في حالة اللاوعي و شعـــورها بأنها حـرة في القيام بأفعالها ((حرية عدم الانتماء لأحد و لذة الانفصـال عن الكون. تحس باستقلالها و بأنها كائن مستقل، لا يحكمها رجــل و لا تخضع لقانون زواج و حـب. هي خارج الزمن و خارج القانــون و خارج الكون hellip;))ص80
فهذه الحرية كانت مصحوبة بالشعور، أو كانـت دليـــلا على الشعور الـذي يفترض أن يكون مرتبطا بالعقل حتى يكسبه الفعل الحر، إذ كان الشعور بالندم منعدما لأنه ترتب عن حيـاة ماضية قاهرة ((أمي لم تكن مجرمة، لا يمكن لأية امرأة أن تكون مجرمة، فالإجـرام يحتاج إلى الذكورة)) ص91 و تواصـل، أن الارتباط بالجريمة هو من دافع الرجل في قولـها ((أنتم المجرمون بما فيكم الأبـاء و الأعمام و الأخوال والأزواج hellip;..)) ص91
و تـعود إلى الخطيئة التي احتوتها و نمت بداخلها كلما حاولت التعبير عن الرفض الداخلي وقد ذهب الفيلسوف **برغسون ** إلى التمييز بين نوعين الأنا العميق والأنا السطحي، الأنا السطحي الذي نشترك فيه مع الآخرين و ما اكتسبناه من المجتمع، أما الأنا العميق فهو الجانب الخفي من ذاتنا الذي يميزنـا عـن الآخرين و هذا ما ينعكس،أو يجعلنـا نغوص من خـلال * فــردوس* إلى أعماق الكاتبة و نقول إن الشعور بالحرية ليس دليلا كافيـًا على وجود الحرية أو نحاول تجسيدهـا لأنها تخضــع للحتمية المطلقة، و قد أثبت التحليل النفسي أن الشعور يخفـي خلفـه دوافع و مؤثرات لاشعورية تقودنا للقيام بأي عمل في غيــاب العقل الواعــي و أن الحرية ليست مجرد حالة شعوريـــة بل مرتبطة بالمسؤولية الواعية...
والمسؤولية الأخلاقية النابعة عن السلطة الداخلية (الضمير) هي مسؤولية أمام الذات، الذات المبدعة.
رغم أن الكاتبة أخذت على عاتقها هذه الرواية اللاأخلاقية (مسلطـة الضوء على فئة خاصة في المجتمع تعمل في الرذيلة).. الجنسيـة الحضور بإعادة الفقرات و العبــارات المشبعة بالغريزة و اللذة وتكـرارها في مشاهد مختلفة أفقدها الترابط أحيانًا كثيرة،و قد نقول عنها اضطراب نفسي تخلل نفسية الكاتبـة و اتضح في الرواية،، و بذلك ظهرت رؤاها في إباحيـة اللامباح، وأن تفضيل المومس كفردوس على النســاء الشريفات فيه نـوع من القمع الذاتي انحسر بداخلها مما جعلها تنسـاق وراء الخطيئة (شر لاأخلاقي) و تعطيها بعداً آخر hellip;
لقد أصبح الشرف يقارن بهذا الفعل اللاأخلاقي،وأن تقــارن المومس بالشريفة،و الاستهزاء بقدسية الزواج و الحب الصادق و أن يكــون البــوح و قوة الأفكار من كاتبة واعية بعلم النفس،أن تحط من قيمة الزوجة إلى هذه الدرجة الوضيعة و هي زوجة و أعلم بقيمتها، و هل يجوز المفاضلة عندهـا أو مـجرد المقارنة؟ و أمة على أن تكون حرة ((و أن أرخص النساء ثمنـًا هن الزوجـات، على جميـع النساء أن يكن مومسات بأشكال مختلفة، و لأنني واعية فقد فضلت أن أكون مومسا حرة على أن أكون عبدة، و في كل مرة أعطي جسدي أقبـض الثمن غاليا hellip;)) ص84
((إلا إن أقل النساء انخداعاً هن المومسات، و من أجل الزواج أو الحب تنال المرأة عقاباً أشد.)) ص80
هل تكره نوال السعداوي على لسان بطلتها الرجال إن كانت الرواية هي سلطة أفكارها و تجسيدها ((أصبحت واعية بأنني أكره الرجال، خشيت أن أبوح بهذا السر سنين طويلة..)) ص81
فالأخلاق أخلاق ثابتة لا تتجزأ بتجزئ الفعل المراد فعله مهما كانت الظروف المحيطة.. و الحياء الــذي انعدم في النهاية عنـد مشروع الكاتبة في شخصية * فردوس * هو قيد اجتماعي.. إذا لم يوجد انطلقت الغرائز الإنسانية معلنة شرها من كلا الجنسين و إباحة الجريمة.
و في النهاية تعلن الكاتبة انهزامها كأنثى..((أخجل مـن نفسي،من حياتي و أخجل من كذبي hellip;))ص 96 و قوتها كأنثــى في الخطيئــة لأن فردوس على حق ((و لأن العالم كله يكـذب فقد كان على فــردوس أن تدفع ثمن الصدق باهظًا.))ص96
أي صـدق توخته الكاتبة من شخصية * فردوس* و إن كانت صادقة في كل ما قالت، فهل الصدق يمحو الخطيئـة أنها ((مومس))؟
لقد سيطر دعاة الرذيلة و أهل الدعارة فســاد الشـر ولو ضخمت أسماؤهم و عظمت ألقابهم و اكتنزت جيوبهم بالمال و القيمة الفارغة فهذا لا يمحو الخطيئة و الاستجابة لها، والانهزام الداخلي أقوى شرور النفس.

هامش:
الـدكتورة نوال السعداوي أستاذة جامعية و كاتبة مصرية معروفة بمواقفها المتميزة، لها عدة روايات و مؤلفات علمية ومجموعة من القصص القصيرة والمسرحيات... ترجمت أعمالها إلى 03 لغات. مـن مؤلفاتـها (امرأتان في امرأة، الحب في زمن النفط، موت الرجل الوحيد على الأرض، مذكرات طبية hellip; إلخ)

كاتبة جزائرية
bentelmaamoura@maktoob.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف