رواية مصرية في رثاء دور المثقف العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: تنطلق رواية "مقاطع من سيرة أبو الوفا المصري" من الحنين الى زمن آخر كما ترثي دور مثقفين أدمنوا لعبة التحول والتواطؤ. ورواية الكاتب المصري المقيم في
كما تقارن بين مصائر بعض أبطالها وأبطال أعمال أدبية كلاسيكية عانوا من صدمة حضارية وتأرجحوا بين الانتماء للشرق أو الغرب كما عبر عنهم الطيب صالح في رواية (موسم الهجرة الى الشمال) والمصريون يحيى حقي في رواية (قنديل أم هاشم) وبهاء طاهر في رواية (الحب في المنفى) وتوفيق الحكيم في رواية (عصفور من الشرق). ولان الرواية ليست تقليدية فأحداثها لا تسير في خط مستقيم يبدأ بنقطة وينتهي إلى أخرى. فهناك قسم كبير يدور في روسيا حيث يقيم مؤلفها. ومن هناك يرصد مشهدا لتحولات بعض المثقفين حيث كان أحدهما شيوعيا ثم "تطور فأصبح بعثيا... وأدرك أيضا أن الله يغفر لمن يشاء فأصبحت العشر الاواخر من (شهر) رمضان ملجأه ومبتغاه."
وبدلا من أن تنتهي الرواية نهاية "تقليدية" فان الصباغ يضيف فصلا عنوانه (هلاوس) يكاد يكون تسجيلا لمشاهدات ومحاورات يؤرخ لها بعام 1990 ويدور فيها جدال بين عرب وروس في موسكو حول سلوك الرئيس العراقي السابق صدام حسين حين غزا الكويت اضافة إلى مراسلات بعضها عبثي مثل رسالة سيدة مصرية من حي الوايلي بالقاهرة إلى الرئيس الامريكي جورج بوش تشكو إليه خلو البيت من الاطباق والمكانس وانضمام زوجها الى المظاهرات وخطورة مداخل شوارع بورسعيد وسكة الوايلي.
كما يقارن هؤلاء المثقفون بين عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني الذي اعتقلته تركيا في عملية استخباراتية عام 1999 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة والثائر التاريخي سبارتاكوس قائد ثورة العبيد الذي قتله الرومان في القرن الاول قبل الميلاد.
وتسخر الرواية من اعتبار سبارتاكوس "ارهابيا. وعلى الرغم من ذلك لايزال مسرح البولشوي يعرض باليه سبارتاكوس أحد أعظم أعمال الباليه في القرن العشرين."
وللصباغ أكثر من 15 كتابا بينها رواية وأربع مجموعات قصصية اضافة الى ترجمات عن الروسية منها (السرد والمسرح) و(الادب الروسي في السنوات العشر الاخيرة) و(الابتزاز الصهيوني والهم الانساني