كويلهو في معرض تونس الدولي للكتاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيهاب الشاوش من تونس: يحل صاحب "الخيميائي" الكاتب البرازيلي باولو كوهيلو ضيفا على معرض الكتاب التونسي الذي ينطلق في الثامن و العشرين من ابريل الجاري و
و بالعودة الى الكاتب الرازيلي باولو كويلهو الذي تحقق أعماله أعلى المبيعات العالمية، فإن الأوساط الثقافية التونسية تتوقع ان يكون حضوره الحدث الأبرز في معرض الكتاب و ذلك بالرغم من انقسامها بين من يعتبره ظاهرة ادبية جديرة بالمتابعة و من يضعه في خانة الكتاب "الموضة".
كوهيلو من الجنون إلى الأدب:
ولد باولو كويلهو سنة 1947 بريودي جانيرو في عائلة من الطبقة المتوسطة وكان والده "بيدرو" يعمل مهندسا، اما والدته ليجيا فهي سيدة بيت. زاول باولو تعليمه بالمدرسة المسيحية بسان انياسيو بريو وسرعان ما نحت لنفسه روحا ثورية متمردة على الأساليب التعليمية الصارمة التي ينتهجها الرهبان هناك كما شهدت تلك الفترة ظهور ميولات أدبية لديه.
و في السابعة عشر من عمره قرر ابوه وضعه في مستشفى الأمراض النفسية وكانت تلك التجربة مادة لروايته "فيرونيك تقرر الموت" .
خلال سنوات الستين التي شهدت انفجار التيار العالمي "الهيبي" وانطلاق ثورة فكرية عارمة طلب الملحن والمغني "رول سيكساس" من "باولو" ان يصبح الناطق بلسانه وتواصل عملهما معا الى سنة 1976 حيث حققا معا نجاحا هاما وساهما في تغيير وجه ساحة "الروك" البرازيلية.
ولكن مختلف الانشطة التي قام بها "باولو" في ظل التنسيق الكامل مع رول سيكساس" والتي كانت تتراوح بين العمل الصحفي والموسيقى والصور المتحركة لم تلق قبولا في ظل الحكم الديكتاتوري المسيطر في البرازيل آنذاك والذي عدها اعمالا تخريبية وهدامة وكان مآل "باولو" نتيجة ذلك السجن وخضع الى التعذيب. لكنه استعاد حريته بفضل ملفه النفسي السابق الذي أدرجه ضمن المجانين وكان ذلك عاملا ساعده على مغادرة السجن.
بعد تجربة السجون و المصحات العقلية بدأ كويلهو العمل في مؤسسة بوليغرام وهناك التقى بزوجته الأولى. لكن هذه الفترة لم تدم سوى عدة سنوات اذ قرر سنة 1978 مغادرة العمل ليرحل إلى مخيم داشوا حيث استعاد "باولو" ميولاته الأدبية وقدراته على ممارسة الكتابة ومثلت تلك الفترة منعرجا حاسما في حياته والتزامه الأدبي كما صالحت بينه وبين الكاثوليكية.
وسلك "باولو" الطريق القديمة للحج الى "سان جاك دي كومبو ستال" صحبة "كريستينا اوتيسيكا" رفيقته الجديدة والتي أصبحت في ما بعد زوجته واكتشف هناك عديد الأسرار حول نفسه والعالم المحيط به وكانت تلك الافكار الرئيسية لكتابه الاول "حاج كومبوستال" الذي يعتبر بداية ظاهرة "باولو كويلهو" وهذا الكتاب الاول قامت باصداره دار نشر صغيرة برازيلية وسحبت منه تسعمائة نسخة ثم باعت منه إلى يومنا هذا ثلاثة واربعين مليون كتاب وزع في مائة و اربعين بلدا وبخمس وخمسين لغة.
و في سنة 1999 قامت مجلة "لير" بتحقيق كانت نتيجته ان "باولو كويلهو" هو الكاتب الثاني في العالم من حيث مبيعات مؤلفاته.
رواية "الكيميائي" التي احدثت نجاحا باهرا في العالم يوازي النجاح الذي حققته رواية "الأمير الصغير" لانطوان دي سانت اكسوبيري او رواية "النبي" لجبران خليل جبران ومنذ ظهورها اصبح لهذا الكاتب رصيد من ملايين القراء في العالم تمكن باولو من شد اهتمامهم بمختلف المواضيع والأفكار التي يطرحها والتي تجسد روحانية معقدة بابسط المفردات وبأكثر الأشكال تنوعا.
له مؤلفات اخرى عديدة الى جانب "الكيميائي" حيث اصدر "الجبل الخامس" و"الشيطان والآنسة بريم" "احدى عشر دقيقة" و"على ضفة نهر بيادرا جلست وبكيت"... وغيرها من المؤلفات التي بيع منها في فرنسا وحدها سبعة ملايين وخمس مائة الف نسخة.