عالم الأدب

مستقبل الكتاب في زمن العولمة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيهاب الشاوش من تونس: قال محمد العزيز ابن عاشور وزير الثقافة والمحافظة على التراث ان الكتاب لا يزال محط اهتمام رغم التحولات الجديدة الطارئة على مجالات الممارسة الثقافية والتربوية ورغم تقدم وسائل المعلومات والمعرفة وتنوعها وتعدد محاملها مشيرا الى ما يوفره الكتاب من مزاوجة بين بعد معرفي حضاري وبعد صناعي اقتصادي وهو في ذات الوقت وسيلة أساسية في حفظ المعرفة وتناقلها. وافاد في كلمته بمناسبة الندوة الفكرية حول مستقبل الكتاب في زمن العولمة انه اذا كانت الصناعات الثفافية تتجه إلى إعادة تشكيل المشهد الثقافي وفق متطلبات السوق فان الرهان المطروح اليوم ليس رهانا ذا بعد اقتصادي فقط بل هو في جوهره رهان حضاري متصل بالمضامين التي هي بالأساس قيم ونظم تفكير وسلوكيات مبينا انه لذلك يتجسم الاندراج الفاعل للثقافة والمحافظة على التراث في منظومة التنمية الشاملة وفي القدرة على فتح افاق اوسع للصناعات الثقافية التي تشهد منافسة اشد خطورة وأعظم من المنافسة الاقتصادية وتطرح تحديات كبيرة خصوصا أمام التطورات الهائلة لتكنولوجيات الاتصال وصناعة المضامين.
وتحدث الوزير في هذه الندوة التي تنعقد على هامش الدورة 24 لمعرض تونس الدولي للكتاب، عن مختلف أوجه دعم الكتاب في تونس بالسعي خاصة الى التحكم في كلفة الطباعة عبر تحمل نسبة 75 بالمائة من ثمن الورق المستعمل في صناعة الكتاب الثقافي الى جانب تضاعف عدد العناوين المدعومة على مستوى الاقتناء من 698 سنة 2002 الى 1085 سنة 2004 فضلا عن تمكين الناشرين التونسيين من المشاركة في المعارض الدولية للكتاب بتسهيلات مالية هامة.
الكتب الإلكترونية اثرت سلبا ام لم تأثر على الكتاب "الورقي". موضوع أثار جدلا و تباينا في آراء المشاركين من كتاب و ناشرين ورجالات أدب حيث ذهب شق إلى التأكيد على أن تطبيقات الكتب الالكترونية في مجال التعليم أبرزت أهمية هذه الأوعية وأتاحت للتلميذ والطالب تحميل مكتبة كاملة في جهاز قارىء يمكن الرجوع اليه دون عناء مع امكانية دعمه بالوسائط المتعددة مثل الصوت والصورة الساكنة والمتحركة. كما ساهمت الكتب الالكترونية حسب هذا الرأي في خفض الزمن المستغرق في النشر وهذا ما أدى إلى تغييب الكتاب المطبوع.
فيما رأى "مناهضو" الكتب الإلكترونية ان لها عيوبا كثيرة منها ارتفاع أسعار القارئات وعرضتها للأعطال وسرعة تقادمها نتيجة التطور الحثيث للتقنية فضلا عن قلة عدد العناوين المتاحة الكترونيا بلغات معينة على غرار اللغة العربية.
وذهب رأى آخر إلى أن تراجع نسبة اقتناء الكتب المطبوعة لن يلغ مستقبل الكتاب ولن يحول دون انتشاره لكونه لايزال جزءا من العملية التعليمية وهو المساهم الأساسي في استمرار مؤسسات اقتصادية كبرى كما بإمكانه الوصول الى أماكن كثيرة لا تغطيها شبكة الانترنات مما يسهم في خلق صلة حميمية مع الكتاب لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة.
احد المتدخلين شدد على وجوب المحافظة على الكتاب باعتباره مكونا أساسيا للمنتجات الثقافية التي تعكس الهوية الخاصة للوطن مشيرا الى ان الصراع بين الهويات الثقافية يشكل احد ابرز صراعات القرن الحالي حيث تحاول بعض الدول فرض ثقافة القوة بدل قوة الثقافة بينما تحرص أمم أخرى على الحفاظ على هوياتها الوطنية كجزء من التنوع الثقافي العالمي والضرورى للبشرية وتبذل الكثير لدعم ورعاية صناعاتها الثقافية

كويلهو: أحارب من اجل قيمي

قررتالتخلي عن فكرة أنني سعيد وأن أحاول بالأشياء التي بداخلي وهي الكتابة" بهذه الكلمات استقبل الكاتب البرازيلي باولو كويلهو عشاق الأدب الصحافيين في معرض تونس الدولي للكتاب الذي ينزل ضيفا عليه. صاحب "الخيمائي" تحدث خلال لقائه هذا عن نشأته المضطربة بريو ديجينارو. وعن سفره حول العالم او ما ا وصفه بـ"الحج" في إشارة إلى تدين الذي يستغله خصومه لاتهامه بـ"التبشيرية". وفي حديثه عن تأثره بالأدب العربي قال كويلهو ان البرازيليين مولعون بالأدب العربي عامة واقر انه قرأ الكتابات الصوفية والف ليلة وليلة واطلع على كتابات جلال الدين الرومي الى جانب قراءة النصوص الدينية.
وحول سؤال عن تغير الشرق الذي تأثر به الكاتب بعد الحرب على العراق وهجمات 11 سبتمبر أكد الكاتب البرازيلي ان الشرق لم يتغير رغم الحروب مشيرا ان الصحافة الغربية هي التي تخلق صراع الحضارات. وقال في هذا السياق "من هنا يأتي دور المثقف والأديب والفنان لتجاوز الحروب فالشرق لم يتغير كما ان الأشخاص هم نفسهم... غير أنني لا استطيع أن أوقف غزو العراق لكنني استطيع أن آمل وأن أحارب من اجل قيمي"
كما سألت إيلاف الكاتب البرازيلي عن معنى "التبسيط" في كتاباته فقال "القصة يجب ان تكون مباشرة يجب ان نذهب الى الهدف مباشرة دون تعقيد والا فإن القارئ سيقول ان الكتاب معقد ولا افهمه لذلك لا بد ان يكون الكاتب عبقريا..."
ولم ينف كويلهو رغبته في الحصول على جائزة نوبل للأدب وقال ان الأمر ليس بيديه وان الجائزة كانت دائما لغزا.
وولد باولو كويلهو سنة 1947 بريو ديجينارو بالبرازيل في عائلة تنتمي الى الطبقة الوسطى. ظهر نبوغه الأدبي مبكرا وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من العمر.
ولم يستعد ميولاته الأدبية وقدرته على الكتابة الا سنة 1978 لما قرر الرحيل الى مخيم داشوا الذي تفوح منه رائحة الموت للتأمل العميق و الإستغراق.
من مؤلفاته "الخيميائي" والجبل الخامس والشيطان والآنسة بريم و"احدى عشرة دقيقةّ" و"على ضفة نهر بيادرا جلست و بكيت"...
ومن المتوقع ان يقوم كويلهو غدا السبت بقصر المعارض بالكرم، بتوقيع آخر اعماله" لو زايير"...
ويتواصل معرض تونس الدولي للكتاب الى غاية الثامن من مايو القادم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف