عالم الأدب

المقري: الوزير الشيباني سبّب لي مشكلة أسرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عانيت منها 9 سنوات

محمد الخامري من صنعاء: أكد الأديب اليمني المعروف علي المقري أن العلامة نصار الشيباني وزير الأوقاف والإرشاد السابق سبب له مشكلة أسرية استمرت تسع سنوات وما كادت تنقضي تلك السنوات العجاف حتى عاود الكرة مرة أخرى في هجوم جديد ضده وضد أشعاره متكئاً على مكانته الدينية في المجتمع، مشيراً إلى أن تلك التصريحات التي يطلقها الشيباني ويتلقفها الناس على أنها فتاوى دينية تسبب له الكثير من الأضرار الأسرية والمادية والمهنية والنفسية. ودعا الشاعر المقري كل من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ونقابة الصحفيين اليمنيين للدفاع عنه وحماية حريته في التعبير والعيش، مستنكراً الحملة التحريضية التي يقودها ضده الشيخ ناصر الشيباني، مبدياً تخوفه من أي مخاطر قد يتعرض لها. وقال المقري في رسالة وجهها لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ونقابة الصحافيين -حصلت "إيلاف" على نسخة منها لقد أعاد الشيخ الشيباني القول بأنني (طعنت برسول الله) عام 1997م حين نشرت مقالات عن الخمر والنبيذ في الإسلام سنة 1997م، وكذلك ما قام به عام 2004م في حفل توزيع جائزة هائل سعيد انعم بتعز ضد قصيدة لي وصفها بـ(الشاذة). وأضاف المقري: (في الوقت الذي ينكر فيه الشيباني أنه لم يقم بتكفيري، ولا الدعوة إلى جلدي، متناسياً آلاف الحضور الذين سمعوه في العامين المذكورين وكذلك التوثيق الموجود نجده يقوم بما هو أسوأ وأكثر ضرراً من التكفير، حيث قال (إن هذا الشاعر طعن برسول الله)، وهو بذلك يتكئ كفقيه على ما جاء في الحديث (لا يكون المؤتمن طعاناً ولا لعاناً)، والكلام هنا إذْ يطلق على عواهنه فإنه تحريض بقوله ضدي مباشر أنني أطعن بالنبي الكريم الذي يجله كل المسلمين، ويتشددون ضد أي إساءة لتلحق به، وما حدث في الدنمرك ليس ببعيد). وقال المقري في رسالته "عليه ولأن الشيخ الشيباني سبب لي الكثير من الأضرار الأسرية والمادية المهنية والنفسية حين خطب ضدي في جامع تعز عام 1997ونقلت خطبته إذاعة تعز على نطاق واسع، ولأنه تسبب بالكثير من الأذى المهني والمادي والنفسي في مايو2003 حين خطب وحرض ضد قصيدة لي في حفل تسليم جائزة هائل سعيد أنعم، فأنا هنا أبلغكم بأن تصريحات الشيخ ناصر الجديدة قد سببت لي الكثير من المشاكل في محيطي الاجتماعي المتدين، وصرت أتوقع أي ردود فعل تنتج من أحد المتطرفين أو المسلمين الغيورين والذي قد يصدق الشيباني لشهرته الفقهية مع أن ما قمت به عبارة عن بحث أظهرت فيه الجوانب المغيبة في التراث العربي الإسلامي، مشيراً إلى "أن الشيباني يقوم في كلامه بتقديمي إلى المشنقة حين يصرح للمسلمين بأنني طعنت بنبيهم، فيما هو يقول أنني أريد أن أشهر نفسي، وكأن الذهاب إلى المشنقة عبارة عن نزهة فأي شهرة هذه التي يسعى إليها المرء"؟

وأشار المقري إلى أن ما قاله (الشيخ الشيباني من كلام عن الطعن بالنبي الكريم، يجب الفصل فيه من قبل قاضٍ عادل، أو إنسان كريم لم يتلوث بكبرياء التلقين والمنبرية الضيقة الأحادية التي لا تسمح بالنقاش، ولا الرد، ولنعرف من يعود إلى المصادر والمراجع المؤكدة ليحقق أبحاثه (ومن يقوم بإصدار التصريحات الصوتية دون الرجوع إلى ثنايا الروح).
وعبّر المقري في ختام رسالته عن أسفه لما حدث له، وقال (يؤسفني أن أعلن هنا لأول مرة أن الشيخ الشيباني سبب لي مشكلة أسرية دامت تسع سنوات بسبب العلاقة الاجتماعية المحافظة الذي أضرت بي وعائلتي مباشرة بعد سماعهم في الجامع والإذاعة لتحريض هذا الشيخ الذي ناديته جليلاً ذات يوم).
وحول القسوة التي يتمتع بها الشيخ الشيباني في مواجهته قال المقري "لا يبلغ المرء هذه القسوة إلا إذا تربع على ثلاث سلطات:السلطة الدينية والسلطة السياسية والسلطة المالية، فعلى عكس البعض الذين يتمتعون بسلطة دينية فقط نجد أن الشيباني قد جمع بين كونه خطيب جامع ومحدث يفتي في وسائل الإعلام الرسمية ووزير سابق ومستشار لأكبر بيت تجاري في اليمن والتي أقامت مؤسسة ثقافية دينية على مقاسه يقوم من خلالها بالتحريض ضد الشعراء والدعوة إلى جلدهم كما حدث معي حين قال في الحفل نفسه لو كان الفراهيدي حيا لقام بجلده وهي دعوة غير مباشرة للمتطرفين وأشباههم للقيام بهذا الدور.
ولأن مؤسسة السعيد هي التي احتضنت الحملة الثانية ضدي عام 2004 برعاية عبد الجبار هائل سعيد الذي لم تعجبه القصيدة مع أنها لم تجئ تتسول إلى باب منزله وإنما نشرتها صحيفة الثقافية حينها فقام الشيباني بعمل ما يجب عمله تجاه ذوق أصحاب سلطته المالية، فأنا أشرك المؤسسة بتحمل مسئولية أي مخاطر أتعرض لها.
وتساءل المقري في آخر رسالته : كيف لهذا الشيخ أن يكون بهذه القسوة؟ صحيح أن عائلتي قررت رفع دعوى ضد الشيباني لما قام به تجاهها من إضرار مادية مهنية ونفسية مباشرة إلا أنني أيضا آتي إليكم باعتباركم متكأ وأخوة؟ (ولربما طعن الفتى أقرانه بالرأي قبل تطاعن الأقران)
يقول الشيخ الشيباني (عندما يساء للأخلاق من حقنا أن نرد وننكر كلامه وليس شخصه)، وأنا أقول أنه لم يرد كلامي بل قام بما هو أكبر من الشخصي وأبلغ من القسوة.
يشار إلى أن الأديب العالمي الدكتور عبد العزيز المقالح أكد أن الشاعر اليمني علي المقري يعتبر الوحيد بين كتّاب قصيدة النثر الذين لم يحاولوا كتابة الأشكال الشعرية الأخرى لإثبات قدراته أو مسايرة الواقع وممالأة الأكثرية المتشبثة بالموزون المقفى أو بالموزون غير المقفى، مشيراً إلى أن إشارته تلك - ومن موقع الأكاديمي - لم تكن تشي بأدنى حد من المبالغة فالشاعر المقري في طليعة الشعراء الناهضين بهذا الشكل الشعري وهو إلى جانب شاعريته وحماسته للجديد يمتلك حساً نقدياً يتجـلى لنا من خـلال كتاباته النقدية وحواراته التي أسهمت عند أكثر من منعطف في تنشيـط ذاكـرة الجـيـل الذي ينتمي إليه أو الجيل الذي يليه بأهمية المغامرة الشعرية.
وأضاف الدكتور المقالح في احد كتاباته الأدبية بجهة الشعر انه وفي حديث قريب العهد مع طلاب الدراسات العليا حول القصيدة الأجد (النثرية), وحول المجموعة الشـعـريـة الأولى للشاعر علي المقري "نافذة للجسد" الصادرة في القاهرة عام 1987م قلت للطلاب إن من الممكن اعتبار هذا الشاعر واحداً من الآباء الحقيقيين لهذا الشكل الجديد من الشعر في اليمن، مشيراً إلى انه ومن محاوراته اللافتة للانتباه تلك التي دارت حول واقع القصيدة البيتية (العمودية) ومستقبلها, تلك التي أثارت عليه ردود أفعال لم يعرها أدنى اهتمام انطلاقاً من قناعته بأن الشعر كالنهر كلما عبر مرحلة اجتاحته رغبة الانتشاء إلى العبور نحو مرحلة جديدة، ولكل مرحلة مقوماتها ووسائل إبهارها، فضلاً عن إيمانه بأن الجمود هو عدو الفنون الأول ومصدر خيبتها وانكسارها.
وقال المستشار الثقافي للرئيس اليمني علي عبد الله صالح إن علي المقري شاعر يدرك ما الشعر وأين يكون لذلك فهو لا يبحث عنه في مخازن الكتب وفي دواوين الشعراء ولا في كل شيء مكتوب وإنما يبحث عنه هناك في هذا الحقل الغائب الذي يسميه بالنسيان، مشيراً إلى ان المقري يحاول في مجموعته هذه كما في مجموعتيه السابقتين أن يكتب شعراً خالصاً, أي غير ملتزم بالمعنى المباشر للالتزام, وأن تكون قصائده ضرباً من البوح الشخصي الذي لا يشاركه فيه أحد. ويبدو في تواضعه المطلق غير معني بما يشغل بعض الشعراء الكبار حملة الشعارات الوطنية أو الإنسانية الكبيرة حتى لا يندم على سقوطها: "كان النوم يشدنا من أوّل الصبح / حتى آخر النوم / ذبحنا سنوات العمر على عتبة الندم / ولم يبق لنا أي شيء نتباهى به / أو / نندم عليه, / صرنا بلا تباهٍ, / وبلا ندم, / بلا أي شيء".
وفي نص آخر بعنوان "أنام بدون عكاز" يستفزك شعرياً بالعنوان نفسه، فالنوم ليس بحاجة إلى عكاكيز من أي نوع, لكن نوم الشاعر مختلف, لا يشبه نوم الآخرين, وحين يشبه نومه نوم الآخرين تكون شاعريته قد تخلت عنه: "أنام في النهار / أصحو في الليل / أصحو في النوم / هكذا، أكسر الأزمنة من عضدها / أكسر حاجتك إليّ, / حاجتي إليك, / لنبلك العالي / وانضباطك الرفيع / أكسر النهار من ساقه / وأنام بدون عكاز الغد".
هل أضافت كلمة (الغد) في نهاية النص شيئاً؟ هل كانت هي الهدف وسط هذه الدائـرة من النوم المختلف؟ كأني بالشاعر وهو منشغل بكسـر الأزمنـة وكل ما هو خاضع للانضباط والتدقيق, يستحضر الشعر لا الغد, الشعر وما يقتضيه في المخيلة من تحطيم كل القواعد المتعارف عليها أو التي تم التعارف عليها عند كتاب الشعر في أزمنة خلت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف