عالم الأدب

الساحة الثقافية الأردنية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سلوى اللوباني من الأردن: تشهد الساحة الثقافية الأردنية حركة ثقافية متنوعة، من إصدارات أدبية جديدة بأقلام أردنية، ومجلات ثقافية، بالإضافة إلى مراكز ثقافية متميزة مثل بيت تايكي، وبيت الفن الأردني، كما تميزت "أمانة عمان الكبرى" بنشاطها الثقافي مؤخراً كجهة حكومية، فهي تهدف إلى التوسع في إقامة النشاطات الداعمة للحركة الثقافية الأردنية، وشراء البيوت التراثية، ودعم المهرجانات الثقافية والنشاطات المسرحية، والى دعم المبدعين في المجالات الثقافية والفنية، من خلال نشر وتوزيع أعمالهم، وكقطاع خاص تميزت "دار الفارس" كدار نشر بإصداراتها الأدبية، والجدير بالذكر أنها إحدى فروع المؤسسة العربية للدراسات والنشر التي تأسست في بيروت عام 69 على يد عبد الوهاب الكيالي، لها مشروعها الفكري والثقافي الذي يهدف إلى نشر الأعمال الفكرية الجادة لكتاب ومفكرين عرب من جميع الأقطار العربية.


مجلات ثقافية:
من اللافت للانتباه في عمان أن المجلات العربية الثقافية متواجدة بكثرة وفي متناول اليد في أي مكتبة لبيع الكتب، بينما لا وجود لأي مجلة أردنية ثقافية بالرغم من أن هناك العديد من المجلات الجديدة التي تتصدر الساحة الثقافية الأردنية، منها مجلة تايكي، ومجلة عمان، إلا أن الوصول إليهما أمراً ليس سهلاً بالنسبة للقارئ العادي، لأن لا وجود لهما في مكتبات بيع الكتب، فيمكن الحصول على مجلة تايكي من "بيت تايكي الثقافي" وهو أحد مشروعات أمانة عمان الكبرى الثقافية، مجلة تايكي مجلة ثقافية فصلية مجانية، تركز على الثقافة النسوية المحلية بالإضافة إلى تقديم بعض من الثقافة العالمية،سواء كان من إنتاج المرأة ذاتها، أو أعمال إبداعية تتعلق بالمرأة وقضاياها، بدأت المجلة ب 1000 نسخة ثم تطورت إلى 2000 نسخة، تصدر 6 أعداد في السنة، ويترأس تحريرها الكاتبة بسمة النسور، تستقطب أقلاما أردنية وعربية، والجدير بالذكر أن اسم المجلة ينسب إلى تايكي عمون حارسة عمان القديمة، تناول العدد الجديد من المجلة محور الهوية في الأدب النسوي، من خلال ندوة شارك فيها العديد من الأدباء منهم عبد الله رضوان، د. خديجة العزيزي، د. رزان إبراهيم، ورفقة دودين وغيرهم، وقدم د. عبد العالي بوطيب دراسة عن الكتابة النسائية "الذات والجسد"، أما الإبداع الفني النسائي فكان لام كلثوم نصيب منه بالإضافة إلى الفنانة سعاد حسني، والفنانة والناشطة السياسية والمؤلفة شيرلي ماكلين، وفي قسم الفن التشكيلي في المجلة تصدرت أعمال سهى شومان من الأردن، وأمل نصر من مصر، وشلبية ابر اهيم، وفوز "آلاء يونس" الفنانة التشكيلية بجائزة صالون الشباب في القاهرة، وفي قسم المسرح تم عرض المسرح الراقص والايرلندية "إيزادورا دنكن"، وقد الصحفي يحيى القيسي قراءة نقدية لرواية "خارج الجسد"، كما تم عرض "موسوعة الهوية النسوية في ميزوبوتاميا بلاد النهرين" في قسم المكتبة في المجلة، وتعد أول واكبر مصدر عن تاريخ المرأة العراقية، منذ المرحلة المسمارية مرورا بالآرامية المسيحية، ومن ثم العربية الإسلامية، وصولا إلى العثمانية وانتهاء بالمرحلة الحديثة، مجلة متميزة إلا أنها لا تزال غير متوفرة في البلاد العربية، وانتشارها قليل محليا بالرغم من توزيعها مجانا إلى الجامعات والسفارات والمراكز الثقافية، أما بالنسبة لمجلة عمان فهي مجلة ثقافية شهرية تصدر أيضاً عن أمانة عمان الكبرى، صدر عددها الجديد (103)، وتنوعت الموضوعات بين القراءة النقدية والحوارات الثقافية، بالاضافة إلى القصة والمقالة والقصيدة، قدم د. إبراهيم خليل الناقد الأردني قراءة نقدية لرواية بتول الخضيري الكاتبة العراقية "غايب"، وهي الرواية الثانية للكاتبة، تناولت من خلالها الحوادث التي وقعت أثناء فترة الحصار التي امتدت من عام 1991-2000، وتضمن العدد حواراً مع الروائي التونسي الحبيب السالمي، وقراءة في شعر فدوى طوقان من د. فاتن عبد الجبار "كاتبة وناقدة عراقية"، أما المقالة فكانت للروائية الأردنية ليلى الأطرش بعنوان "أدب السجون وثقافة العيب"، ومن الثقافة العالمية قدمت المجلة حوارا مترجما مع الكاتب الأرجنتيني "خورخي لويس بورخيس"، وتتميز المجلة بقسم "فيلم الشهر" المقتبس من رواية عالمية، قدم الفيلم الصحفي الكاتب يحيى القيسي.

مراكز ثقافية:
من المراكز الثقافية المميزة حالياً في عمان "بيت تايكي"، يقع في جبل عمان الدوار الثالث، وهو تابع لأمانة عمان الكبرى، وفي لقاء مع مديرة البيت وهي الكاتبة "بسمة النسور" أوضحت ل إيلاف بأن تايكي هو بيت ثقافي يعنى بالشؤون الثقافية وينظم العديد من الندوات والمناقشات، وهو أحد بيوت عمان القديمة التي تولت أمانة عمان الكبرى ترميمه، كما تحدثت عن الأنشطة المميزة التي قام بها بيت تايكي مؤخراً، منها استضافة المبدعة الأمريكية د. اليزابيث فيرني، في ندوة بعنوان أدب المرأة الحديث كما يراه الغرب، وتكريم الروائي الشاعر إبراهيم نصر الله بمناسبة صدور روايته "شرفة الهذيان"، بالإضافة إلى ندوة للروائية "ليلى الأطرش" بمناسبة صدور روايتها "مرافئ الوهم"، وأمسية شعرية غنائية للشاعرة "زليخة أبو ريشة"، كما أعلنت عن احتفالية تكريم الكاتب الأردني "محمد طملية" والتي ستقام يوم السبت القادم، ويأتي تكريمه على إنجازاته الأدبية بالاضافة إلى الوقوف إلى جانبه كنوع من الدعم المعنوي في معاناته من مرض السرطان منذ سنوات، ومن المراكز الثقافية المتصدرة المشهد الثقافي الأردني "بيت الفن الأردني"، وهو من المشاريع المهمة التي تبنتها اللجنة الوطنية العليا لاعلان عمان عاصمة للثقافة العربية 2002، وتولت أمانة عمان الكبرى مهمة الإعداد والتنفيذ والإشراف عليه وادارته، وقد أقيم في أحد البيوت العمانية القديمة التي أنشئت في منتصف العشرينات من القرن الماضي، بعد أن استملكته الأمانة وقامت بترميمه في إطار مشروعها للحفاظ على البيوت التراثية القديمة وخصصته ليكون بيتاً للفن الأردني، يقع البيت في شارع الأمير محمد وسط العاصمة عمان، مما يمنحه موقعاً متميزاً يسهل وصول الزائرين إليه، ويهدف هذا المشروع الثقافي إلى توثيق مختلف اوجه الحياة الأردنية الإبداعية، بطريقة تحفظ ذاكرة الأجيال وتقدم صورة تعكس التراث الأردني وتوثق له،ويضم الأجنحة التالية جناح الموسيقى ويشتمل على توثيق لسيرة أبرز الفنانيين الأردنيين، في مجالات الغناء والتلحين والموسيقى والعزف، وكذلك الفرق الفنية والشعبية، وجناح التمثيل يتضمن نماذج من أعمال الرواد الأوائل في حقول التمثيل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني، أما جناح الفن التشكيلي يشتمل على مختارات من الفن التشكيلي من تصوير ونحت وخزف للفنانين الأردنيين الرواد، وتبين بإيجاز نشأة الحركة التشكيلية في الأردن وتطورها عبر 50 عاما، بالإضافة إلى جناح الحرف اليدوية والبيت الأردني، ومكتبة البيت التي تحتوي على إصدارات أمانة عمان الكبرى وتوزع مجاناً، وهي إصدارات متنوعة في الشعر والرواية والنقد.

دواوين شعرية:
ومن الإصدارات الشعرية الجديدة في الأردن لعام 2006، "الطفل إذ يمضي" للشاعر عمر شبانة،صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ دار الفارس، يحتوي على 9 قصائد تجسد نتاج تجربة شبانة في دول الخليج، كما تجسد تأملاته في الحياة والعمل والغربة والعزلة، تأمل الحياة بمراحلها من الطفولة إلى الكهولة، نبرة الحزن طاغية في قصائده، فالأصدقاء ذهبوا، والحروب مشتعلة، والظلم مستفحل، والعدالة غائبة، وضحايا الحروب من شجر وبشر بينما الجلادون ينتصرون في كل الحروب.

خمسون عاما... كيف مرت؟
لا أراها... لا أراني غير طفل هائم... من غير أم أو أب
أسلافي الأشجار والغزلان
أسلافي طيور... طائر الفينيق جدي
جدتي أروى تقاتل في السهوب.. وأراني
غير طفل تلتقي فيه خرافات السديم
من أول الدنيا... يجئ أسلاف بدائيون
فلاحون
صيادون
أجلاف
صعاليك....

والجدير بالذكر أن الديوان منع من قبل الرقابة في وزارة الثقافة الأردنية، وفي اتصال هاتفي مع شبانة المتواجد حاليا في الشارقة، تفاجأ بمنع ديوانه فلا يوجد سبب لمنعه حسبما ذكر، إلا أنه بعد استفساره من دار النشر "دار الفارس" توضح بأن الديوان يحتوي مفردات توحي بالكفر لذلك تم منعه، وأستنكر شبانة وجود أي مفردات تكفيرية في ديوانه الشعري، واعتبر أن سبب المنع يعود إلى تناوله أموراً سياسية في الديوان، ويبقى أن نذكر أن شبانة يعمل في الصحافة الثقافية ويعيش متنقلا بين عمان ودمشق، ويعمل منذ عامين في جريدة الخليج، ومن مؤلفاته احتفالات الشبابيك بالعاصفة وغبار الشخص، كما صدر أيضاً عن دار الفارس ديوان شعري آخر بعنوان "شمس قليلة" للشاعر زياد العناني، يضم الديوان 44 قصيدة، تناول العناني من خلالها تحولات المجتمع، قصائد قصيرة بمفردات قليلة ومحددة، تحدث عن الوطن، الطاغية، سنة الحياة، العمل، وعن أمانة عمان الكبرى صدر ديوان شعري لياسر أبو طعمة بعنوان "صمود السنديان يا وطني"، وديوان لداود معلا "جرح مسافر فوق الريح" من إعداد وتقديم د. عبد الرحمن الساريسي، هي المجموعة الشعرية الثالثة والأخيرة للشاعر داود معلا "رحمه الله" بعد مجموعته الأولي "الطريق إلى القدس" و"حديث الريح"، شارك في أمسيات شعرية ومهرجانات أدبية آخرها مهرجان الجنادرية في الرياض عام 1997.

الرواية والقصة:
ويحكي المؤلف "محي الدين قندور" عن التطهير العرقي، وبذور الكراهية والعنصرية، وعن الأعمال الوحشية في رواية تاريخية عن شراكسة البلقان، رواية تتكون من خمسة أجزاء، صدر منها "ثلاثية القفقاس" يقول قندور "لم تعرف أي منطقة أوروبية المعاناة والدمار اللذين شهدهما إقليم البلقان، وبشكل خاص منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،... وما هو غير معروف للغالبية منا هو أن أنواع الوحشية قد حدثت قبل حوالي 117 سنة في إقليم البلقان، كانت القضايا نفسها كما هي الآن"، ولم يكن هناك تغطية إعلامية في عام 1877 لبث الأعمال الوحشية، كانت أطراف النزاع هم المسيحيون والمسلمون أنفسهم، ولم يطلق على الضحايا وقتها اسم البشناق، بل كانوا الشراكسة، وصدر الجزء الخامس عن دار الفارس بعنوان "شروق الصحراء"، وهي قصة شغف، خرافة، ومغامرات على خلفية الحرب الأهلية اليوغسلافية والعالم الريفي الأردني، بالإضافة إلى أنها قصة حب تكشف الطبيعة المتحولة للعواطف البشرية، تتشابك فيها المؤامرات، والمؤامرات المضادة في دراما الصراع والعلاقات البشرية، يحكي قندور قصة مراهق إنجليزي شاب يسافر إلى الأردن لزيارة عمه المؤلف الشهير، فيتعرض لتجارب تقذف به إلى عالم الرجولة، وتصبح قرية عنجرة "إلى الشمال الغربي من عمان" هي مسرح الأحداث العاطفية التي هي مزيج من الخرافات الشرق أوسطية وعواطف إنسانية حقيقية، لتشكل صراعات مؤثرة، رواية تظهر القيم الأردنية والعربية في صدام مباشر مع المفاهيم والتقاليد الغربية المستوردة، لتصبح الطريقة التي تحل بها هذه الصدامات شبكة متداخلة في غموض صحراوي حافل بالألوان، والى رواية "الحب والخبز" للكاتبة آسيا خولة عبد الهادي الصادرة عن دار الفارس، رواية تناولت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والقمع والإرهاب وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها في فلسطين، والتهجير القمعي من فلسطين لأبنائها، وما ميز الرواية وأحداثها أن الكاتبة عاشت جانباً من فصول هذه المأساة، والى المؤلف صبحي فحماوي ومجموعته القصصية الجديدة "الرجل المومياء"، صادرة عن دار الفارابي وبدعم من أمانة عمان الكبرى، احتوت المجموعة على 23 قصة تناولت شؤوناً سياسية واجتماعية عربية، وتاتي رواية "العودة إلى البحر" لعبد الرحمن منكو، الحلقة الرابعة من أسطورة علوان، سبقتها ثلاثيته "البنادق وزهر الياسمين، وكانوا خمسة في الموجة، وذابت ثلوج أدنبرة، تناولت الرواية حالة الانكسار التي يعيشها الإنسان العربي، وجعل المؤلف من إحدى شخصيات الرواية "ميساء" أسطورة عمرها أربعة قرون، فهي من نسل صلا ح الدين الأيوبي في قصة صراعه وانتصاراته على الإفرنج على أرض فلسطين.

salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف