عالم الأدب

الرواية وتمثلات الحياة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تجارب روائية
ضمن محور تجارب روائية عقد مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك الدارالبيضاء مائدة مستديرة في موضوع الرواية وتمثلات الحياة في تجارب ثلاثة روائيين مغاربة عمر والقاضي، محمد صوف، علي أفيلال وذلك يوم الخميس 25 ماي 2005 بقاعة الندوات وبمشاركة النقاد، نجيب العوفي و محمد أقضاض،و نور الدين صدوق،و لحسن احمامة وعبد الفتاح الحجمريالذي تراس هذه الجلسة.

وقد جاء هذا اللقاء من أجل رصد التجارب الروائية في تراكمها وعطائها، والأسئلة التي تصوغها لتمثل الحياة من وجهات نظر معبرة حيث تنتظم هذه التجارب الثلاث في توسيع وإثراء المتن الروائي بالمغرب، إذا ما أشير للتفاوت الواضح على مستوى الإنجاز الروائي صيغة ومادة.

بيد أن الناظم الموحد بين هذه الآثار يتحدد في: الحرية، الصورة، والهجرة.. فالتجربة الروائية ل "عمرو القاضي" تتأسس على رهان ومطلب الحرية، ويتمثل ذلك أساسا في رصد خلفيات تغييب الحرية وما يترتب عنها من معاناة فردية وإنسانية، واللافت أن هذه الموضوعة تمتد لتطول تجربة القصة القصيرة، حيث يبرز الحس الساخر الهجائي في أكثر من مستوى وجانب.
وأما الصورة، فتجسد المكون الرئيس في المنجز الروائي ل " محمد صوف" .. فالعين هي (من) يكتب وينكتب، بالارتهان إلى الخلفية المشهدية القائمة على التقنية السينمائية، بمختلف أشكالها ومظاهرها. حيث أن إنتاجية المعنى تتباين من نص روائي لآخر، من رواية "رحال ولد المكي" وإلى " يد الوزير".\

وفي تجربة "علي أفيلال" الروائية، تحضر موضوعة الهجرة، على تباين واختلاف دواعيها ومشاكلها.. بيد أن المعايشة اليومية المطبوعة بالاستمرار، تمثل المادة الأساس التي يتحقق من خلالها استقراء الجانب المظلم في هذه الهجرة، والتي قد تبدو حلما، فيما هي معاناة قاسية..

الكتابة وآثام الزمن
ترأس هذا اللقاء عبد الرحمن غانمي والذي أطره في البحث عن الناظم والجامع بين تجارب روائية مغربية، فاعلة حققت من خلال تراكمها مجموعة من الأسئلة والقضايا التي تشكل رؤية فاعلة في التخييل المغربي.
ويكتمل التأطير النظري لعبد الرحمان غانمي بأولى المداخلات لنجيب العوفي أثناء تناوله لتجربة الروائي عمر والقاضي وخصوصا روايته الثالثة( رائحة الزمن الميت)،محللا المتخيل الروائي وبعد الزمن الضائع الذي يتأمله والقاضي ويشرحه " مثل راهب يتأمل آثام العالم" ليبذر فيها من إثم متخيله ما يفرجها ويخرجها من رؤية السكون إلى رؤية أخرى، ويخلص نجيب العوفي إلى أن عمرو القاضي يستعيد المرحلة بأزمانها المثقلة للتحرر من أوهامها، من ثم فقد اعتبر نصوص السردية روايات الحقبة والبحث عن الزمن المغربي الضائع أو موشح روائي في رثاء أزمان عامرة بالقمع والضياع والمسوخ. وفي نفس سياق قراءة تجربة عمر القاضي، قدم محمد أقضاض مداخلة سعت إلى إضاءة مكون الشخصية في تجربة والقاضي الروائية وكيف أن الروائي يلجأ إلى رسم شخصية واحدة مبأرة بأصوات متعددة، إنها الشخصية البوليفورية والإشكالية الباحثة عن القيم والمؤسسة للصدام والاحتجاج.

إن الشخصية في روايات عمر القاضي، كما يقول محمد أقضاض مركبة وتندرج ضمن تيار الوعي، موصولة بالتحولات وحاملة لسمات دونكيخوتية.

يد التخييل
انصبت قراءة نور الدين صدوق حول رواية محمد صوف ( يد الوزير ) مستجليا تشكل النص الذي ينهض أساسا على التداخل بين السينمائي/ الروائي، إذا ما ألمحنا لكون الرواية تعمل على مقاربة علاقة السلطة بالأخلاق.. ويضيف صدوق بأن تشكل الرواية، يقوم على خاصات بلاغية محركة للنص منها:
1-الحصر..
2-الارجاء
3-التشظي
واللافت أن هذه الخاصات، يتم صوغها بالانبناء على / إلى الصيغة الرسائلية، حيث يحق توزيع فصول الرواية إلى أسماء أبطال يتبادلون الرسائل في نوع من البوح والحميمية.. ويحق أيضا اعتبار النص كلية، بمثابة رسالة كبرى من الروائي إلى القارئ، بخصوص مرحلة انطبعت بغياب الحرية، والحد من تفعيل الوجود الإنساني ..
إن " يد الوزير"إضافة للمتن الروائي " لمحمد صوف"، وتوسيع له، حيث إن القضايا المغربية على تنوعها واختلافها، مثلت الأساس الذي دارت حوله التجربة، وخلص نور الدين صدوق بعد حديثه عن الصيغة الرسائلية إلى تشظية الزمن وتقنية البوح وكذلك تقنية التمرئي بين الشخوص الروائية وبالتالي إفرازات السخرية التي تتراكب في أحاسيس متبادلة تنتج بروقا احتجاجية واضحة.

الحكاية والشهادة
وفي مداخلة بعنوان الحكاية والشخصية ، فكك لحسن أحمامة بنية الهجرة في رواية ( رقصات على حافة الموت) للروائي المغربي المقيم بباريس علي افيلال، والتحولات العنيفة التي وسمت شخصية غنو في ثلاث مراحل، مرحلة القرية واليتم والاستغلال الجنسي، ثم الهجرة وأخيرا التحول الى التعلم والانتقام من سيرج قاتل زوجها..فقد أخذت بحقها في زوجها ونسيت حقها في ذاتها وما وقع لها في طفولتها. وقد استكمل القاص محمد القطيب التناني بشهادته في حق روايات علي أفيلال الصورة الروائية حيث اعتبر أفيلال ظاهرة عجيبة وكاتبا عصاميا بموهبة تستحق الانتباه وهو ما أكده علي أفيلال بدوره، في شهادته التي عاد فيها إلى مراحل تشكل وعيه الإبداعي في صالون الأدباء بدرب كرلوطي- بالدار البيضاء في نهاية الخمسينات، ثم بالجزائر قبل أن يستقر بباريس منذ ثلاثة عقود. كذلك جاءت شهادات عمرو القاضي ومحمد صوف للإفصاح عن خلفية الكتابة عندهما مما يكشف عن وعي نقدي وحس جمالي وبالتالي رؤية ممتدة في الذات والتاريخ المغربيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف