اليسار السياسي والفن السابع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مع الاعلان عن أسماء الفائزين في الدورة 59من مهرجان كان السينمائي، تكون لجنة تحكيم أهم مهرجان سينمائي أوربي، قد ضربت عرض الحائط جميع التوقعات التي سبقت حفل توزيع الجوائز، كما أدرك الذين رشحوا فيلم (بابل) للمخرج ايلخاندرو ايناريتو، أو فيلم (العودة) لبيدرو المودوفار أو (التمساح) لناني موريتي، أن لا اعتبار لتقييمات وتكهنات الاخرين لدى فونغ كارفاي وزملائه في لجنة التحكيم، فقد كانت المفاجأة كبيرة حينما أعلن كارفاي في حفل توزيع الجوائز "ترى لجنة التحكيم وباتفاق الاصوات أن فيلم" الريح التي عصفت بسنابل الشعير "للمخرج كين لوتش هو الفيلم الذي يستحق السعفة الذهبية،. والفيلم هو آخر عمل سينمائي أنجزه المخرج اليساري البريطاني كان لوتش وتدور
وتقترب بعض افلام لوتش من أجواء الفيلم الوثائقي، بسبب تجربته المهمة في مجال الافلام الوثائقية في بدايات مشواره الفني، وقد عاد اليها في سبعينات القرن الماضي وقدم أعمالا مهمة في هذا المضمار الى جوار أعمال روائية أخرى.ولم تكن الظروف مهيئة لإدامة العمل في مجال السينما الوثائقية بسبب العراقيل التي واجهته في الحقبة التاتشرية فحصر عمله بالافلام الروائية الطويلة.
الحرب ضد بوش
لايترك المثقفون والفنانون الأميركان فرصة لنقد الرئيس الاميركي جورج بوش، إلا واستغلوها، فمنذ حصول فارنهايت 11/9 لمايكل مورعلى السعفة الذهبية عام 2004، ، يواصل المخرجون السينمائيون الأميركان في توجيه سهام نقدهم نحو الادارة الاميركية وفي مقدمتها الرئيس بوش، وادانتهم للحروب التي شنها في افغانستان والعراق ، و الأزمات الاميركية الداخلية، ولم تتخلص الدورة الاخيرة من الطابع السياسي، وقد أثارت بذلك استياء اولئك الذين يعتقدون بضرورة إلغاء التأثيرات السياسية والتركيز على الجانب الفني.
ولاشك في أن الأيام القادمة ستشهد جدلا في أوساط النقد السينمائي حول حصول لوتش على الجائزة وقد بدأت بالفعل موجة الاعتراضات على الدوافع السياسية التي تقف وراء اختيارات لجنة التحكيم.فثمة من النقاد السينمائيين من يرى ان المهرجان قد فقد اعتباره وأهميته في دوراته الثلاث الاخيرة بسبب تسييد الحسابات السياسية على الابعاد الفنية وأن منح السعفة الذهبية للوتش لايمكن أن يكون مبررا بحضور افلام هي من روائع الفن السابع كالعودة وبابل، لقد تحول المهرجان الى منصة سياسية وهذا ما يقلق الحريصين على سمعته الفنية، والدورة ال 59 كرست اعتماد الاعتبارات السياسية في المهرجات العالمية.
لاشك في وجود محبين كثرين لسينما لوتش، وهم يؤمنون بضرورة حضور الاديولوجيا في صميم العمل السينمائي، وفيلم" الريح التي عصفت بسنابل الشعير" هو فيلم يحمل جميع المؤهلات التي تجعله الفيلم المفضل لليسار الاوربي، ولكن السؤال الذي المطروح هنا هو هل يستطيع مهرجان كان مواصلة طريقه وفقا للأهداف التي تأسس من اجلها؟