مجلة الشموع وتشريح مفكر مصري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: صدر عدد خاص ومميز بمناسبة مرور ربع قرن على تأسيس مجلة الشموع، وهي مجلة ثقافية فصلية تهتم بالادب والفن وقيم الجمال، تصدر عن دار لوتس للنشر والطباعة، وخص العدد مجمل صفحاته للمشروع القومي للترجمة بمناسبة انجاز الالف كتاب الاولى، بدأت بمقال للدكتور محمد فتحي بعنوان "حتى لا يضيع
تشريح مفكر مصري
من الكتب المترجمة التي اختارتها المجلة كتاب "تشريح مفكر مصري" لميريام كوك، لأهمية الكتاب وتوجهه بالاضافة الى أن يحيى حقي لا يزال يحتفظ بحضوراً قوياً في الثقافة العربية، بالاضافة الى تحفيز القارئ للتفكير في حكاية الاهتمام بالادب والكتابة كنوع من الكشف عن المجتمع العربي والاسلامي، وسبيلا لفهم الطريقة التي يفكر بها هذا المجتمع، والمؤلفة هي واحدة من الدارسين الغربيين اللامعين في مجال الادب العربي الحديث، تهتم بالادب العربي كسبيل لفهم الطريقة التي يفكر بها هذا المجتمع، وكانت طريقتها في هذا التشريح هي التركيز على القضايا الاساسية التي انشغل بها هذا المجتمع مثل العلاقة مع الغرب، المرأة، اللغة، فهل كان يحيى حقي كما ترى كوك يعزل نفسه عن مأزق العربي ويرفض الاسلام وسيلة لاثبات الهوية؟ يٌعد الكتاب سيرة ونقد أدبي وتاريخ، فهو كاتب متعدد الطبقات والمراحل والوجوه، يحيى حقي من طليعة كتاب القصة في القرن العشرين وعاصر تطورها، وحاول وضعها بمهارة الفنان وحساسية ورؤية المفكر في سياق التاريخ المصري الحديث بكل صراعاته، وتبدأ المؤلفة كتابها بسيرة شخصية ليحيى حقي لينتهي الى طبقات اللغة، ودرجات الفكاهة، وتقنيات السرد في عمل يحيى حقي، مروراً برؤيته للانسان والدين والمرأة ومصر، كل هذا في سياق الفكر المصري الحديث الذي انشغل ولا يزال بقضية العلاقة مع الغرب، وقد وقفت المؤلفة في كل مراحل التشريح عند تعددية حقي الكاتب والديبلوماسي والناقد المهتم بالادب وأنواعه المختلفة، بالفن التشكيلي والموسيقى والعمارة والفنون الشعبية، ومما ذكرته المؤلفة في كتابها عن يحيى حقي والاسلام، أنه يشيح بوجهه عن البنية الاحادية التي أصبح الاسلام عليها اليوم، رغم زعمه أن الاسلام قد يكون تحققاً للمسعى الروحي، وأن الشخص البرئ بسيط العقل وهو أول من سيدخل الجنة كما يرى يحيى حقي، وأن مصر الخالدة هي الصعيد، ويمثلها الفلاح الذي لم يتغير اسلوب حياته منذ ايام الفراعنة.. ومصر العارضة هي المنطقة التي اذعنت للاجانب عن رضى، كما أنه لا يكفي أن تكون مولوداً في أرض مصر لكي تكون مصرياً، والتغريب مفارقة لا حل لها، وتستكمل تشريحها لفكر يحيى حقي وتقول لم يقل حقي الا القليل عن أزمة الفلسطينين التي ترمز لأزمة العرب المحدثين، .........هكذا رأت ميريام كوك الكاتب يحيى حقي فهل يمكن أن تكون رؤيتها مفيدة؟
أم كلثوم وهزيمة 1967
تناولت الباحثة الامريكية فرجينيا دانيلسون في كتابها "أم كلثوم..صوت مصر" حياة أم كلثوم من رؤيتها الخاصة، وجمهورها في مختلف القارات، وكيف صارت مهمة الى هذا الحد؟ وكيف يمكن النظر الى دورها في إطار قضية الحداثة؟ وهل ساهمت حقاً في هزيمة 1967؟، تقول المؤلفة أن ذكرى أم كلثوم بقيت حية في الاذهان، وتطبع حياتها في الكتب التعليمية الموجهة للاطفال في العديد من دول العالم، وتبيع فروع محلات التسجيل الفنية في مختلف الدول أغانيها على أقراص مدمجة، كما يضم الانترنت مواقعاً موجه الى المهتمين بمعرفة المزيد عنها، ولكن لعل الاهم في أن أم كلثوم لا تزال تحتفظ بحضورها القوي في الثقافة العربية.. فمن تكون ام كلثوم؟
كتب السيرة، التصوير، الفنون
ومن كتب السير الذاتية التي ترجمها المشروع القومي للترجمة، آثرت مجلة الشموع اختيار كتابان عن "تشيخوف"، لكونه فنان لا نظير له، لا لكل انسان روسي بل لكل انسان فحسب، الكتاب الاول بعنوان "سيرة للكاتب هنري تروايا"، الذي تخصص في كتابة سير عمالقة الادب الروسي من تولستوي الى ديستوفسكي، والثاني كتاب الصحفي الالماني "بيتر أوربان" الذي يضم عدداً هائلاً من صور تشيخوف مع 800 من رسائله، بالاضافة الى كتاب "رحلة الى الجذور" وهو من افضل كتب السيرة التي كتبت عن ماركيز، وكتاب "فنون السينما" من ترجمة عبد القادر التلمساني، ويصنف كتابه في ثلاثة أجزاء، الاول من أعمال "فرانك جوتيران"، والثاني جمع فيه دراسات بقلم عشرة من كبار السينمائيين في العالم، والثالث خصصه للحديث عن عشرة أفلام هزت العالم، كما ينهي كتابه بمختارات عددها 75 من قاموس السينمائيين 1000 شخصية، الذي وضعه مؤرخ السينما الاشهر "جورج سادول"، كدليل للمتفرج الشاب الى السينما العالمية، ومن كتب التصوير احتوت المجلة على عرض لكتاب "التصوير الحديث في مصر" ايميه آزار، ومن ترجمة ادوار الخراط ونعيم عطية من اللغة الفرنسية الى اللغة العربية، والكتاب يرصد ولادة التصوير الحديث في مصر، وأما كتاب "الطبيعة البشرية" للعالم النفسي ألفريد أدلر وترجمة عادل نجيب بشري، كانت هناك مجموعة من الدوافع التي دفعت المجلة لتقديم هذا الكتاب منها أنه يخص كل الناس، وأنه لا يوجد من هو ليس في حاجة الى فهم النفس البشرية، وقد كتب أدلر كتابه على أساس محاضرات عامة، ألقاها على جمهور من الرجال والسيدات من كل الاعمار والفئات في "معهد الناس" في فيينا، أي أن مادة الكتاب مادة عامة في متناول المثقف العادي، بعيداً عن حذلقات الكتابة التخصصية، بالاضافة الى التصورات العلمية الخلاقة والبالغة الفائدة لطبيعة النفس الانسانية وفق تخريج أدلر في إطار ثورته على تصورات فرويد.
أخبار متفرقة
احتوى العدد ايضاً على أخبار فنية وأدبية تحت باب من هنا وهناك، بالاضافة الى قسم جولة الفن حول العالم بقلم د. مرسي سعد الدين، فتناول عدة معارض فنية حول العالم منها معرض "جوبوا رينولدز"، الفنان الانجليزي المشهور الذي دام عرضه لثلاث شهور، وهو مشهور بلوحاته للشخصيات المهمة في الحياة الانجليزية أو لبعض الشخصيات الشرقية، كما عرضت المجلة لوحات فنان اسبانيا المشهور "ديجوا فيلاسكويز"، وأيضاً للفنان الايرلندي "ويليام أورين" ومقتطفات من أقوال النقاد حول لوحاته، قام برسم العديد من الشخصيات المهمة في انجلترا وكذلك بعض الاحداث، ويعد فنان الحرب العالمية الاولى، فبعد ان شارك في الحرب استطاع أن ينتج لوحات مؤلمة عن القتال، شارك بها في متحف الحرب الامبراطوري.