بيكاسو يحاور كبار ملهميه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في معرض تشكيلي بمدريد بمناسبة الذكرى 125 لميلاده
محمد المودنمن مدريد: "بيكاسو: تقاليد وطليعة"، عنوان معرض تشكيلي كبير غير مسبوق للمفن التشكيلي الإسباني "بابلو رويز بيكاسو"، تحتضنه صالات المتحف الإسباني الشهير"البرادو"، وكذلك "مركز الملكة صوفيا للفنون"، وكلاهما يوجدان بالعاصمة الإسبانية مدريد. هذا المعرض الذي ينظم بمناسبات مختلفة: الذكرى 125 لميلاد بيكاسو ، والذكرى 25 على عودة أشهر لواحاته التشكيلية إلى إسبانيا، وهي لوحة "غويرنيكا"، وكذلك الذكرى السبعين لتعيينه مديرا لمتحف "البرادو"، سيجري افتتاحه رسميا غدا
وقد جرى استعارة العشرات من اللوحات التي رسمها بيكاسو، أوأبدعها التشكيليون الآخرون، من عدد من المتاحف ومراكز الفنون العالمية، مثل متحف الفن المعاصر بنيويورك، ومتحف الفنون بفيلاديلفيا، ومتحف "تيت موديرن" بلندن، ومتحف هيرميتاج بسان بيتيرسبورغ، ومتاحف بيكاسو من باريس، ومتاحف أخرى من برلين وفينسا وبرشلونة وغيرها.
وكما سبقت الإشارة فإن إدارة المعرض المسؤولة عن تنظيم هذا الحدث قد وضعت إطارا جماليا وفنيا خاصا ، سيجري فيه تلقي لوحات بيكاسو وقراء تها. إذ ستكون هذه القراءة، أو هذا التأمل مرهونا بتمثل الخطاب الفني والتشكيلي واستحضار القيم المضمونية التي تنطق بها لوحات تشكيلية لكبار ملهمي بيكاسو من أمثال دي غويا، وفان غوخ، وفيلاسكيس، و بوسين، و رومبرانت، وتيزيانو، وديلاكرو، و بوفيس وغيرهم. وذلك بغرض الإمساك بمظاهر الامتداد الفني والجمالي القائم بين المنجز التشكيلي لهؤلاء الذين كانوا مرجعا ومصدر إلهام بالنسبة إلى بيكاسو، وبين تجاربه هو التشكيلية ذاتها. وهكذا على سبيل المثال يمكن مشاهدة لوحة لبيكاسو، تدعى "حسناء عارية" ولوحة أخرى " لفرنسيسكو دي غويا"، وهي ذات مضمون مماثل، موضوعتين بشكل تقابلي، تتبيح إمكان رصد الامتداد بين التجربتين اللتين صيغتا في فترتين زمنيتين وثقافيتين مختلفتين.
وقد خضعت لوحات بيكاسو في فضاءات المعرض الممتدة بين صالات متحف"البرادو"، وصالات "مركز الملكة صوفيا للفنون"، لمنطق كرونولوجي يراعي تاريخ التجربة التشكيلية لبيكاسو. فيصادفك في بداية فضاء العرض في متحف "البرادو" مثلا ، لوحات بيكاسو التي تمثل الحقبة التشكيلية الأولى لتجربته، وهي تلك المنتسبة إلى ما يسمى ب"الحقبة الزرقاء والوردية". ثم تعقبها اللوحات التي تندرج في إطار"التجربة التكعيبية" لبيكاسو. فأخرى "كلاسيكية" تنتسب إلى فترة العشرينات، وهي لوحات انفتحت في الآن
وبالطريقة ذاتها وبالقرب من هاتين اللوحتين، في صالة العرض "بمركز الملكة صوفيا للفنون"كذلك، سيجري وضع لوحة أخرى شهيرة لبيكاسو، وهي من الطينية الموضوعية نفسها للوحتي "غويرينكا" و " إعدامات 3 مايو"، تدعى"جريمة كوريا"، وهي توجد في وضع تقابلي كذلك مع لوحة"إعدام ماكسيميليانو" لمانيت. وتخلق هذه اللوحات جميعا نفسا إنسانيا مكلوما، لكنها تشدد في الوقت ذاته على قيمة إنسانية مفادها "أن الضحايا هم المنتصرون أخلاقيا في أي حرب".
ومن أكثر اللوحات قيمة ورمزية بالنسبة إلى بيكاسو، ويجري الاحتفاء بها في هذا المعرض لوحته "غويرنيكا"، التي كانت قد كلفته بإنجازها الحكومة الجمهورية الإسبانية، لعرضها في معرض عالمي بباريس نظم عام 1937، وقد منع انقلاب فرانكو على الحكومة الجمهورية الإسبانية، من إدخالها من فرنسا، وظلت بنيويورك حتى عام 1981، حينما استقرت الأجواء الديموقراطية بإسبانيا. وإذا كان بيكاسو قد توفي عام 1973، قبل أن تعود "غويرنكا " من المنفى، إلا أنه على الاقل قد تحققت أمنيته وعادت لتخلد في بلده التي اوحت له بها.