الخمر حلال بقدر ماهو حرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت (رويترز) من جورج جحا: كتاب الشاعر والباحث اليمني علي المقري الصادر حديثا "الخمر والنبيذ في الاسلام" قد يثير هواجس في نفس القاريء .. الا أن الباحث يستبقها ليبددها وفي الوقت نفسه يبدد ما قد يتحول الى هواجس شخصية ذاق بعضها كما يذكر في كتابه المثير للاهتمام. استهل المقري كتابه بعنوان هو "لماذا ابحث عن الخمر." فقال موردا خلاصة
"هذه خلاصة اسئلة ما زلت اواجهها منذ ان تفضل الاستاذ سمير رشاد اليوسفي بنشر اربع حلقات مهذبة من كتابي "الخمر والنبيذ في الاسلام" في ملحق الجمهورية الثقافية الذي كان يصدر اسبوعيا عن صحيفة الجمهورية بتعز." أضاف يقول "وفي الحقيقة حين شرعت في البحث عن مصادر التراث الاسلامي لم اكن اهدف تناول موضوع الخمر والنبيذ في الاسلام فحسب بل وتناول مواضيع اخرى يبرز فيها جوانب التعدد في المرجعية الفكرية الاسلامية."
وللمقري خمسة كتب سابقة بينها ثلاث مجموعات شعرية. كتابه الجديد الذي يبدو انه قام شخصيا بنشره جاء في 166 صفحة متوسطة القطع.
يضيف المؤلف في "تبريرات" تبدو جدية ووجيهة لقيامه بمشروعه البحثي هذا فيقول "ولهذا فانني في تناولي لهذا الموضوع لم اهدف الى الخروج باستنتاج يبرهن على تحليل الخمر والنبيذ او تحريمهما من قبل المرجعية النصية الاسلامية في مستوياتها المتعددة وانما اردت من خلال ايراد بعض المغيب عنوة من النصوص المرجعية الاسلامية ان ابرهن على وجود تعدد في وجهات هذه النصوص وتعدد اخر في تفسيرها وتأويلها وشرحها يصل احيانا الى حد التناقض الذي يتيح امكانية القول ان الشيء ذاته حلال بمعيار وجهة ما وحرام بمعيار وجهة اخرى."
وبعد ان عرض مجالات من اختلاف وجهات النظر وفهم الامور عبر التاريخ الاسلامي قال "وامام كل حدث ويحدث لم يعد هناك من يقرأ تراث السلف بكل تعدديته وبالتالي ضاعت التعاليم والمدونات السمحة ل.. ابو حنيفة.. الشافعي .. ابن حنبل.. الطبري.. زيد بن علي.. ابن حزم.. المعتزلة.. المطرفية.. وغيرهم. ان احفز الكثيرين الى العودة لقراءة التراث الاسلامي بتعدده ومن ثم الخروج من الذهنية المنغلقة على قشور ثقافة الماضي الاحادية الى ذهنية ابتكارية تعددية لا تقبل اي حدود فكرية."
ودعا الى النظر الى مسالة الخمر "كمسألة ثقافية" وقال "في هذا المستوى اعتقد ان تناول موضوع الخمر كمشكلة ثقافية يتعارض موقعها بين ذهنية التحريم وذهنية التحليل يساهم في نقد الخطاب الاسلامي لجماعات احتكرت حق انتقاء النصوص الاحادية من التراث الاسلامي لاحكامها كما ان هذا التناول يسهم في طرح فكرة الدعوة الى ابتكار قوانيننا المعاصرة الملبية لحاجة المجتمع دون الاتكاء على مقولات الحرام والحلال المتضاربة عند السلف وهو ما تفعله حاليا اكثر بلدان العالم في اصدار قوانين معاصرة تنظم الحياة الاجتماعية ومن ذلك صناعة وشرب الخمر والنبيذ."
وتحدث عن ردود فعل وجدل ثقافي نتيجة مقالاته وعن ان بعض الردود "استخدم سلاح الترهيب الفكري والتكفير ضدي مما سبب لي الكثير من المشاكل" وان بعض ما اخذ عليه ايضا هو انه شاعر يكتب بالطريقة الحديثة.
واستند المقري الى مدونات واراء قديمة وحديثة دينية وفكرية في تناول موضوعاته موثقا كل ذلك. اورد تعريفات عديدة للخمر وكيفية صنعها ومراحلها واسمائها المختلفة. تحدث عن الخمر قبل الاسلام.. في العهد القديم وعندالمسيحيين وعن الخمر في شبه الجزيرة العربية في العصر الجاهلي. وتناول في الفصل الثالث موضوع الخمر والنبيذ في الاسلام. وبين ما تبناه مما قد يثير جدلا وتضاربا في الاراء.. واستند فيه الى مراجع ومصادر القول "لم يحدد النبي محمد في بداية نشر الاسلام موقفه من شرب الخمر. ففي الطور المكي الذي دام ثلاث عشرة سنة كان المسلمون يشربون كالمشركين واستمروا على ذلك بعد الهجرة سنوات تمتد بين الثلاثة والثمانية تبعا لاختلاف الروايات."
اضاف "واذ ظل المسلمون المعتادون على شرب الخمر قبل الاسلام يشربونها ويتاجرون بها بعده ويصطحبونها في غزواتهم ومعاركهم كما تورد كتب السير والمصادر فان القرآن الكريم قد مدح في البداية مصادر الخمر (ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ان في ذلك لاية لقوم يعقلون)."
وتابع انه "بعد ان سأل المسلمون النبي محمدا في المدينة المنورة عن الخمر جاءت الاية (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس .. واثمهما اكبر من نفعهما). وكانت هذه الاية "بيانا لنفع الخمر وضررها ولم تتضمن اي حكم اخر."
اضاف ان قوما تركوا الخمر وشربها قوم "كانوا يستمتعون بمنافعها ويتجنبون مآثمها." ثم حدث ان شرب جماعة من الصحابة عند عبد الرحمن بن عوف حتى ادركتهم الصلاة فأمهم احد الصحابة فقرأ (قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون...) الى اخر السورة بحذف "لا" فنهاهم القرآن عن الصلاة في حالة السكر (يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون.") وتابع "وكان المنادي اذا اقيمت الصلاة ينادي "الا لا يقربن الصلاة سكران"."
بين الصفحة 126 والصفحة 164 اورد المقري وتحت عنوان "اختلافات وردود" ما نشر في صحف ومجلات من ردود وتعقيبات في السجال الذي دار بعد نشر المقالات التي هي جزء من الكتاب.