قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة د. محمد صابر عرب اليوم 28 يونيو من الساعة السابعة الى العاشرة مساءاً إحتفالية لتكريم الشاعرين الكبيرين أحمد عبد المعطي حجازي وفاروق شوشة بمناسبة بلوغهما السبعين، وذلك تقديراً لعطائهما المتواصل لاثراء الشعر المصري والعربي، في قاعة حجازيخاف ان تكون الجائزة أشبه بصندوق باندورا لندوات بحضور العديد من المثقفين والادباء منهم د. يحيى الجمل والشاعر محمد أبو سنة، وتضمنت الاحتفالية كلمة للدكتور محمد صابر عرب وضح من خلالها الاسباب التي دفعته لجمع هذين الشاعرين الكبيرين، ورؤية نقدية لأعمال الشاعرين قدمها د. محمد حماسة ود. محمد فتوح أحمد، كما قدم الشاعران مقتطفات من أشهر أعمالهما، فقرأ حجازي من قصائده "الموت فجأة"، "يا هوايا عليك يا محمد" والتي أهداها لاخيه محمد الذي حارب في سيناء عام 67 وتوفي قبل ثلاث سنوات، وقصيدة "طلى الوقت"، وقرأ شوشة من قصائده "خدم"، "قطار الجنوب" والتي أهداها للشاعر أمل دنقل، وقصيدة "وطن ام إمرأة"، والجدير بالذكر أن أداء القصائد كان مؤثراً جداً في الحضور، فهي قصائد تعبر عن العاطفة والحب والعلاقات الانسانية، وعلى هامش الاحتفالية اقيم معرض لاصدارات الهئية يعرض به أحدث ما أصدرته بهذه المناسبة وهما كتاب "قصائد" للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي و"مختارات شعرية" للشاعر فاروق شوشة.
أشار الناقد د. محمد حماسة الى أن جمع الشاعرين الكبيرين في احتفالية واحدة يعود الى أوجه التشابه التي تؤلف بينهما وهي أولاً التقارب في السن فكل منهما يٌسان الاخر، وثانياً الظروف الحيوية التي عاشا فيها معاً أما شوشة فكان مطمئنا... عاشاها بطريقة متقاربة، كما أنهما نشآ في الريف المصري وحيث أن نشأة الريف لها نزق خاص في بث التعليم فذهبا الى الٌكتاب وقد حفظ كل منهما القرآن الكريم وكان هذا تأسيس أولي للغة، إضافة الى ذلك من أوجه التشابه بينهما هو إمتلاك اللغة لذلك كل منهما يتصرف فيها عن علم وبنية وإدراك، ووضح أنه عندما يقرأ متلقي الشعر ومحبيه قصيدة "طردية" لاحمد عبد المعطي حجازي و"ثلاثة وجوه لثلاثة نساء" لفاروق شوشة، ندرك أننا امام لغة صافية رصينة محملة بفيض من الدلالات والعطاء الشعري، لا يقدمه الا شاعر يمتلك لغته ولا تمتلكه لغته، كما أضاف أن كل من هذين الشاعرين أخلص للشعر فكل منهما جعل الشعر همه الاول، وأن كل منهما حمل عبء القصيدة يحاول أن يرتاد بها مسالكاً لم نعتادها من قبل، كل منهما يملك النظام العروضي الموروث إمتلاكاً كاملاً، ولكل منهما قصائد في هذا النوع لها جمالها، وأضاف "ولكن كل منهما اختار هذا النوع من الشعر الحديث التفعيلي عن مقدرة واختيار وموقف، وعندما استهلك شعراء الشعر الحر البحور ذات التفعيلة الواحدة في كثير من القصائد والتي تدور في سبعة أبحر، رأينا هذين الشاعرين وقد فتحا باباً جديداً لقصيدة الشعر الحر"، وأشار الى ان إخلاصهم للشعر تفرع عنه صفة ووعد أنه سيكتب العمل المطلوب خرى فكل منهما جعل الشعر نفسه ولغة الشعر والكلمة والحرف وكل مكونات اللغة الشعرية مادة لتركيبته الشعرية، واختار الناقد محمد حماسة لكل منهما قصيدة كدليل على القوة الشعرية الهائلة الذي تمتلكه، قصيدة "دفاع عن الكلمة" لحجازي التي كتبها عام 1958 وكان سنه آنذاك 22 سنة، فكلمات القصيدة تحمل مدلولات واسعة، واختار قصيدة "أحبك حتى البكاء" لشوشة التي كتبها آواخر عام 2005، كتبها فاروق شوشة بعد أكثر من 50 سنة في كتابة الشعر فجاءت هذه القصيدة وكأنها سؤال عن حصيلة عمر مديد من الوقوف في محرابها.
كما أقترح الناقد د. محمد فتوح أحمد بعد أن نضجت القصيدة على قلم شوشة وحجازي ان يجربا المسرح الشعري، لان المسرح الشعري كان تتويجاً لابداعات إليوت وأمير الشعراء ولصلاح عبد الصبور وغيرهم.
salwalubani@hotmail.com