وأخيراً صدور اعمال الحضراني الكاملة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد الخامري من صنعاء : بعد أن شكا لإيلاف تأخر صدور ديوانه الذي قيل انه جمع وطبع في الخارج لكن بقيت بعض القصائد التي تكفلت وزارة الثقافة بجمعها، أصدرت وزارة الثقافة اليمنية الأعمال الكاملة لآخر عمالقة الشعر اليمني وهو الشاعر الكبير إبراهيم الحضراني (1920م)، ومن المقرر أن تقام الاثنين القادم ندوة احتفائية تكريمية خاصَّة
ولا يزال اليمانيون يرددون بيتاً شعرياً للشاعر الحضراني قاله في السابق وتحديداً في خمسينيات القرن الماضي انه البيت الذي يقول (كل فجر مر فجر كاذب .. فمتى يأتي الذي لا يكذبُ) وكلما ردده اليمنيون تذكروا معه شاعرهم المميز والذي يُعرف هنا في صنعاء بآخر العمالقة حيث يعتبر آخر الباقين على قيد الحياة من عمالقة الرعيل الأول من الذين كانت كلماتهم ترانيم يرتلها الثوار قبيل إعدامهم من قبل الإمام يحي حميد الدين في أربعينيات القرن الماضي، ومن بعده نجله الإمام احمد "قبل الثورة اليمنية عام 1962م" مثل الأبيات المشهورة :
كم تعذبت في سبيل بلادي .. وتجرعت كأس المنون مرارا
وأنا اليوم في سبيل بلادي .. أبذل الروح راضياً مختارا
قال عنه البابطين في معجمه انه ولد عام 1920 في قرية خربة بويابس من قرى عنز، وانه لم يدخل مدارس منتظمة, ولكن درس على يد والده الأديب المعروف في التاريخ اليمني "احمد الحضراني" درس الأدب القديم, والنحو, والتاريخ, والعلوم البلاغية والشرعية, ثم أقبل على الكتب المترجمة فقرأ الآداب العالمية, واتصل بكبار الأدباء والشعراء العرب واستفاد من اتصاله بهم، عمل عضو الوفد اليمني في الجامعة العربية بالقاهرة, ومستشاراً ثقافياً في سفارة اليمن بالكويت, وفي وزارة الثقافة اليمنية.
مقتطفات من قصائده
قصيدة "ياطريق الهدى" قالها وهو في طريقه إلى مدينة الطائف حيث يوجد قبر والده هناك رحمه الله وقلت فيها ..
أمنيات ثرت بقلي زمانا .. تتوفى من الزمان الأمانا
ليس إلا قلباً يعانق قلباً .. وحناناً فيها يناجي حنانا
أين قلبي قد كان يمنحني الدفء .. ويطفئ أواري الظمآنا
يا طريق الهدى إليه عساها .. تلتقي في رحابة روحانا
أأدوس الثرى برغمي لأني .. لست استطيع في الهوا طيرانا
هش لي ـ مثلما عهدت فجاوزت .. زماناً بنشوتي ومكانا
فاتني أن أرى الأسارير جزلا .. مثل ما كنت منذ حين وكانا
وقصيدة "كلهم يحدثني عنـك" وقلت فيها :
حبُّكِ؟ ما أَقْوى, وما أعمقا .. قد علّم الأشياءَ أن تنطِقَا
قالت لي الصخرة : لا تنسه .. وكيف أنسى حبي الأسبقا؟
والنهر لما جئته مفرداً .. يسألني عن موعد الملتقى
والروض حتى الروض ما لم تكن .. بجانبي ينظرني محنقا
نسْمته في مسمعي عاصف .. وزهره يوشك أن يحرقا
والعطر يأبى كلما رمته .. من غير أنفاسك أن يعبقا
علمت ما حولي حديث الهوى .. وكيف يُضني قلبِيَ الشيّقا
قصيدة الندامي التي وصفها في لقاء سابق بإيلاف بأنها المحببة إليه:
الندامى؛ وأين مني الندامى .. ذهبوا يَمْنة، وسرت شآما
يا أحباءنا تنكَّر دهر .. كان بالأمس ثغرُه بسَّاما
ما عليكم في هجرنا من ملام .. قد حملنا عن الليالي الملاما
وطوينا على الجراح قلوباً .. دميت لوعة، وذابت غراما
سوف يدري من ضيع العهد أنا .. منه أسمى نفساً وأوفى ذماما
نحن من لقّن الحمام فغنى .. ومن الشوق عطَّر الأنساما
والندى في الرياض فيضُ دموع .. من جفون لنا أبت أن تناما
كم سجا الليل والجوانح هيمى .. بتباريحها تُناجي الظلاما
الندامى، وأين مني الندامى؟ .. ذهبوا يمنة وسرت شآما!