عالم الأدب

مجلة الجوبة: حوار مع فوزية أبو خالد ومواضيع أخرى

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

صدور مجلة الجوبة الثقافية مجددا من مؤسسة السديري الخيرية

الرياض - ايلاف: صدر عدد جديد منمجلة "الجوبة" وهي مجلة ثقافية فصلية أعادتمؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية إصدارها مجددا. وقد صدرت المجلة بشكلها الجديد بالعدد رقم 14 بعد اسناد رئاسة تحريرها للاستاذ ابراهيم الحميد والذي مارس العمل الإعلامي والثقافي في عدد من الصحف السعودية.وتضمن العدد افتتاحية لرئيس التحريرتضمنت طموحاته أن تكون المجلة منبرا تتواصل من خلاله أطياف عديدة من مثقفي ومبدعي الوطن لتلتقي على ضفاف الجوبة فكرا ورؤى تحمل هم الإبداع و هم الفكر وهم الوطن في أن معا ، كما تضمنت قوله سنسعى بكل طاقاتنا للوصول الى كافة المبدعين و المهتمين والى جميع محبي الثقافة والإبداع لمد جسور من التواصل ، وخلق حوار فكري وثقافي من خلال كافة الإبداعات التي تسعى الى نشرها المجلة ، لنصل الى ثقافة الحوار التي نأمل أن تصل بمجتمعنا الى بر الأمان لتكون الجوبة احدى الوسائل التي تساهم في نشر هذه الثقافة وتعزيزها في مجتمعنا .. كما تضمن العدد تغطية لوقائع ندوة المدينة العربية التي استضافتها مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية بالجوف تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف وبحضور رئيس مجلس ادارة المؤسسة الاستاذ فيصل السديري ومدير عام المؤسسة زياد بن عبدالرحمن السديري ومشاركة أكثر من 45 عالما من الدول العربية والأجنبية.
كما تضمن دراسة للدكتور عوض البادي عن أهمية كتابات الرحالة الأجانب لتاريخ منطقة الجوف و قصائد للشعراء هاشم الجحدلي و عيد الخميسي و علي الحازمي و طارق ناصر ومقالات ثقافية و أدبية لعدد من الكتاب و حوارا مع الشاعرة الدكتورة فوزية أبو خالد وموضوعات للكاتب فارس الروضان عن شاعرية نزار قباني وطاهر زمخشري و قراءة تشكيلية لأعمال الفنان طه صبان للفنان مؤيد الغنام وقصصا قصيرة لعبدالرحمن الدرعان و بدرية البشر و عواض العصيمي اضافة الى شهادة للدكتور عبدالرحمن الشبيلي عن تجربته في كتابة السيرة والترجمة وقراءات لعدد من الكتب. كما تضمنت المجلة فصلا عن العلوم تضمن موضوعات عن انفلونزا الطيور لخبيرين من جامعة الجوف وموضوعا عن الأمراض الناتجة عن ملوثات المنزل للدكتور بشير جرار أحد منسوبي جامعة الجوف. وقد نشرت حوارا طويلا مع الشاعرة السعودية فوزية أبو خالد
وصفت فيه تجربتها الشعرية من ديوانها الأول "إلى متى يختطفونك ليلة العرس"، إلى ديوانها الأخير "شجن الجماد"، بـ "تحولات الريح، أو رحلة الحفر في جوف الصحراء ورمالها، بحثاً عن مفاجأة الماء". وتضيف "ماذا يعني أن تتجرأ بنت في الرابعة عشرة، لم تمد رأسها بعد خارج حجر هضبة نجد وجبروت سلسلة سروات الحجاز، لتسأل ذلك السؤال الوجودي والاجتماعي الإشكالي: إلى متى يختطفونك ليلة العرس؟ لو لم تكن أحصنتها قد اكتسبت ملكة الجموح، في ذلك العمر الباكر، عبر مواجهة الارتحال في فلوات غير مأهولة، إلا بالمخاطرة وشجاعة غرة، لمخالفة قانون الجاذبية، وجبروت الجفاف!".
وتكمل فوزية أبو خالد "فلولا دهشة السؤال، التي تزداد توهجاً وحرقة، كالزيت في النار، كلما تعرضت عربة العمر لمزيد من الملاحقات، ماذا كان سيدفع أو يشفع لامرأة صهرتها حرائق الحبر إلى أن اقترفت شيطنة البنات واستراق السمع لشجن الجماد". وتقول عن مرحلة "إلى متى يختطفونك ليلة العرس": هي مرحلة الأحلام التحررية الكبيرة، التي حاولت بجسدي الطفولي النحيل، المزاحمة للمشاركة في حملها مع جيل الأمهات والآباء، مع ما حاول جيلي إضافته من الملح والجرح على تلك الأحلام".
ولفتت الشاعرة، في حوار مع رئيس تحرير مجلة الجوبة الثقافية الإعلامي إبراهيم الحميد: إلى أنها بعد سنين تفصلها وبين ديوان "إلى متى يختطفونك ليلة العرس"، يمكنها أن حمل نفسها على التأمل، "أميل إلى الظن، أن قصائد ذلك الديوان، ربما لم تخلُ من التنكر حينها لمرحلتي العمرية، بانشغالها بأسئلة المرحلة التاريخية، في بعديها الثقافي والسياسي، ولهذا فربما لم يكن الاختيار المتعمد والمعاند لكتابة قصيدة النثر، في ذلك الوقت الذي كانت تعد كتاباتها، وخصوصاً في مجتمع مثل المجتمع السعودي، خروجاً عن المقبول والمستتب، إلا تعبيراً عن انحيازي، في الشكل الشعري على الأقل، لرؤية لا تصدع لغير طموح أو بالأحرى جموح ذلك الجيل، الذي ودع طفولته على فجيعة النكسة. فإذا كان ديوان "قراءة في السر" خرج من معطف رعب الاجتياح الإسرائيلي للبنان وبركان الحرب اللبنانية، وذهول العالم العربي وصمته أمام وقع الكارثة، فجاء يحمل هذياناً وصمتاً لصدمة، بتشظي تلك الأحلام الكبيرة، وانشكاك شظاياها في حبالنا العصبية، فإن ديوان "ماء السراب" حاول الاستشفاء من الخيبات وهيبتها، التي حاصرتنا من احتلال الكويت، إلى إطباق التحالف على رقابنا، في محطات أوسلو وملحقاتها، بالترياق المستحيل، وهو حرية الشعر ليس إلا". وحول الوجع الدفين في قصائد فوزية أبو خالد تقول "تنطلق هذه القصائد من ملح الأخيلة، ومن خبز الحياة وبعض التوابل السرية الممزوجة بماء، كما تنطلق من كثير من تمارين الروح الشاقة، ورياضة الكتابة المهلكة، هذا عدا عن قبس الرمضاء، وسموم السياسة، وشهد الدهشة من حيوات وحالات عشق لم نعشها بعد، كأن تلمح جناح فراشة مغموساً في الشمع أو في حوض زهر".

درامية التشظي والانكسار العربي

وحول الفرق بين ديواني "قراءة في السر" و "ماء السراب" قالت: "إن الفرق على المستوى الشخصي هو فارق عمري، وعلى المستوى العام هو فارق تاريخي، بمعناهما الابستمولوجي والاجتماعي السياسي، كما انه فارق في أفق وأدوات الإبداع الشعري، كتعبير عن الاستقلال النسبي للتجربة الإبداعية نفسها عن محددات المكان والزمان، وفي اشتباكه النازع إلى الحرية في العلاقة بهما، وعدم التسليم بضيق شروطهما. فعلى مستوى تاريخي، كان ديوان "قراءة في السر" خارجاً من لحظة تحولات صادمة على المستوى العربي، شكلت درامية التشظي والانكسار العربي فيه سنة 1982 إضافة نوعية مرعبة، على ما عرف بنكسة حزيران عام 1967، بما تمثل في الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وفي توسيع مساحة ذبح الحلم العربي من الوريد إلى الوريد، أي من المحيط إلى الخليج، وفي تحويل بيروت من عاصمة للثقافة العربية الحديثة، وواحة من حرية وبحر للمثقفين العرب، بمختلف التيارات الفكرية والإبداعية، إلى مدينة للكوابيس والقناصة، وأشباح تلوّح ببشاعات الحرب الأهلية على الهوية، كما أن ديوان "قراءة في السر" على المستوى الشخصي، كان منبعثاً من أتون مرحلة عمرية، كانت لا تزال مشبوبة بالتجربة الطلابية، لتلك المرحلة من الاعتصام والمظاهرات والعنفوان والرؤى المتمردة. أما ديوان "ماء السراب" فعلى رغم أنه صدر بعد حرب الخليج الثانية، وتلك الانقسامات القاصمة، التي ضربت العالم العربي، وعلى رغم أنه جاء بعد تجربة اجتماعية وسياسية وثقافية موجعة، تعرضت لها شخصياً، وتعرض لها جيل عقد كامل من المثقفين، كادت تحيل تعدد طيف الأصوات الإبداعية لتلك المرحلة إلى لون الرماد أو إلى رماد، فإنه جاء أيضاً بعد تجربة الأمومة والعمل الأكاديمي والبحثي، وبعد أن صهرتني التجربة بأسئلة العلاقة بين الحرية الاجتماعية للإبداع وبين حرية الإبداع نفسه. فلم أفعل في "ماء السراب" إلا محاولة جارحة، لاستعادة تلك البنت التي كان يلبسها القرين إلى القرين وأطلق أفراسها بغير سروج في براري الصحراء، تسابق حلمها في الحرية، وإذ يقولون إن شدة القتال تصقل الأسلحة، فقد كان لي بعد تجربتي ديواني الأول والثاني أن أدخل حواسي في أفق جديد لقصيدة النثر، ولا أظن أنه يصعب على المتابع لتجربتي الشعرية أن يلحظ ولعي بالتجريب بمعناه الفني، وشغفي المتعمد بطرق آفاق ودق أبواب من الصور والمواضيع والموسيقي، لم يجر دخول قصيدة النثر إليها من قبل، فهل من يلومني إذا كتبت فأفليت، وأنا بنت الفيافي ورفيقة رشا وشاردة وشموس معاندة".

افتتان بتجارب شعرية قديمة وحديثة

حول أبرز الشعراء الذين تأثرت بهم فوزية أبو خالد قالت: "كثير جداً الشعراء الذين أحب شعرهم، من طرفة بن العبد، الذي اكتشفت فيه باكراً حرقة ظلم ذوي القربى، والخنساء التي جرى دمعها إلى ركبتيها مدراراً، وعنترة الذي ود تقبيل السيوف، وامرئ القيس وعمر بن أبي ربيعة وزهير بن أبي سلمى والشريف الرضي، إضافة إلى المتنبي الذي تعلق قلبي بشعره تعلق فتاة غرة، فلم تعلمني الأيام والتعرف على التجارب الشعرية الفارعة عندما شببت على الطوق، إلا مزيداً من الافتتان به، إلى شعراء الشعر الحديث في الوطن العربي والمجتمع السعودي مثل: نازك الملائكة، فدوى طوقان، سلمى الجيوسي، سعدية مفرح، هدى الدغفق، أدونيس، محمود درويش، عبده وازن، علي الدميني، عبدالله الصيخان، إضافة إلى الشاعر بدر بن عبدالمحسن الذي وإن كان يعد شاعراً نبطياً، فإنني أعده شاعراً من شعراء الشعر الحديث، إن لم يكن بطبيعة الحال على مستوى الإيقاع، فمن دون شك على مستوى العلاقة باللغة، والقدرة المبدعة على مباغتتها بالمفردات والصور والعلاقات الجديدة بها وبما تعبر عنه".

يذكر أن مجلة الجوبة مجلة ثقافية فصلية وتهتم بنشر الإبداع والثقافة والعلوم وسيتم توزيعها في المملكة عن طريق احدى الشركات الوطنية للتوزيع ويمكن مراسلتها عن طريق البريد الإلكتروني التالي: Aljoubah@yahoo.com ومؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية بالجوف تضم عددا من المؤسسات الثقافية داخلها منها مكتبة دار الجوف للعلوم و مدارس الرحمانية للبنين والبنات و فندق النزل و تصدر مجلة أثارية تاريخية عالمية محكمة بعنوان "أدوماتو"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف