هل ما زلنا نعيش عصر المماليك؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة:يمتلئ التاريخ بالكثير من الاراء المتنوعة حول تقييم حقبة تاريخية ما، مثل الاختلاف حول تقييم عصر المماليك فعدة دراسات وآراء ظهرت حول هذه الحقبة التاريخية التي هي جزء من تاريخ مصر، فهناك آراء تقول بأنها أهم حقبة في تاريخ مصر حيث شهدت مصر إزدهاراً كبيراً، وآراء أخرى تقول بأنها من أحلك العصور
ولكن في ظل العصور المختلفة لا تزال معاناة الشعوب واحدة ومستمرة..وذلك لا ينفي بأن الرواية ممتعة جداً وجديرة بالاهتمام درامياً من قبل التلفزيون أو المسرح كما أشار أ. احمد بخيت في مقدمته للرواية، وتناولت د. زينب أدق التفاصيل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للحياة المصرية والعربية في وقت واحد في روايتها المليئة بالحيوية من خلال الشخصيات والاحداث، فذكرت بأن هذه الفترة من تاريخ مصر كانت الاكثر رخاءً وإزدهاراً..كانت أسواق القاهرة عامرة بالبضائع المختلفة وحركة البيع والشراء نشطة نشاطاً ملحوظاً، وأيضاً كانت من أكثر المدن إزدحاماً كما اتسمت بكثرة منازلها وضيق طرقاتها وإنتشار الباعة المتجولين، الى جانب ذلك أوضحت بان قطاع المثقفين والقضاة والفقهاء والكتاب كان لهم دوراً بارزاً في العصر المملوكي وكان لهم نفوذ كبير على أفراد الشعب ومحل تكريم وتقدير من السلاطين والحكام، فكانوا هم الزعماء والمصلحين يساعدون الاهالي على فهم حقوقهم وواجباتهم، كما كانوا مبعثاً لتعزيز الروح المعنوية كلما هدد الاعداء البلاد أو نزلت بالشعب كارثة، وتميزت هذه الحقبة التاريخية بإنشاء المدارس والاهتمام بالتعليم وبالمؤسسات الاجتماعية إضافة الى الثروة الفنية التي تمثلت في عمران المساجد والقباب ودور الصوفية والقصور والقلاع، وأيضا من أكثر ما تيمزت به هذه الحقبة هو شغف الناس بسماع الموسيقى والغناء وتعدد وسائل الترفيه والتسلية وكثرة خروج الناس الى الحدائق والمتنزهات والبرك.
أما بالنسبة لأمراء وسلاطين المماليك تقول د. زينب بأنهم تميزوا بطباع خاصة فرضتها عليهم نشأتهم، فقد ظهروا في ظروف قاسية جداً مثل مواجهة خطر الصليبين من ناحية وخطر المغول من ناحية أخرى، وأما سياسة أمراء المماليك فكانت تقوم على الاكثار من شراء المماليك لأن استقرار الحكم كان يتوقف على كثرة الابتياع وكان العرش لا يتربع عليه إلا أقوى الامراء وأكثرهم شجاعة وأعظمهم مهارة في الحروب..وكثيراً ما كان القائد العام للجيش -يغتصب- العرش بحكم ما له من نفوذ قوي إذا ما كان السلطان صغيراً أو ضعيفاً، ومن أبرز سلاطين عصر المماليك الذي جاء في رواية مملكة الجوارح هو "الناصر محمد" فهو قام بدور كبير في دولة المماليك وكثرت حوله المؤامرات في المنافسة على العرش وقد حكم مصر نحو 46 عاماً.
وجاء عنوان الرواية موفقاً لكثرة المؤامرات التي كانت تحاك حول السلطان لاغتصاب العرش منه...حتى من أقرب الناس إليه.. فالبقاء للأقوى...والجوارح هي الطيور التي كانت تعتبر من مستلزمات هواية الصيد المفضلة لسلاطين دولة المماليك.. مثل الصقور والشواهين والسناقر، فيخرج كل أمير ومعه الطيور الجوارح التي تساعده على الصيد!!!