نجمة أفريقية في سماء الأدب العالمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تشيماماندا نجوزي أديتشي نجمة أفريقية تسطع في سماء الأدب العالمي
إعداد عطية صالح الأوجلي: ولدت تشيماماندا نجوزي أديتشي في 15 سبتمبر/أيلولَ 1977، في إنجو، بنيجيريا. سارت على خطى والديها الأكاديميين فبرعت في دِراساتِها، فدِرسَت الطبِّ في جامعةِ نيجيريا،
أجرت مجلة الأدب العالمي اليوم الأمريكية لقاء مع الكاتبة في عددها الصادر بشهر مارس 2006 فيما يلي ترجمة له:
حديث مقتضب مع تشيماماندا نجوزي أديتشي.
الأدب العالمي اليوم: ما هي الكتب التي صدرت مؤخرا وأسرت انتباهكم؟
-أنا كثيرة الإعجاب بالذكاء و بالاستخفاف بكُلّ شيءِ الذي نجده في رواية سيفي عطا المنحازة وبقوة للنساء " كل شيء حسن سيأتي" (2004). أما رواية وزودنما إويلا "وحوش بلا أمة" (2005) فقد أقنعتْني بأنّنا نشهد عصر نهضة في الكتابة النيجيريةِ. كما أحببتُ النثرَ الرائعَ و الكتابة الرفيعة لرواية إيان مسيوان "السّبت " (2005).
الأدب العالمي اليوم: وما الذي يشد انتباهك من خارج عالمِ الأدبِ؟
- تاريخ حرب نيجيريا - بيافرا الأهليةِ (1966 - 70)، بالرغم من أن هذا له علاقة بالأدبِ حيث أستعمله كمادة للبحث لروايتِي. إلا أنني مهتمة و مُنذُ فترة طويلة ببيافرا، ما الذي حَدثَ؟، كيف حَدثَ؟،كَيف غيّرَت تلك الحرب الناسَ الذين عاشوا خلالها؟ والناس الذين أتوا بعدها، وكَيف يَستمرُّ هذا التأثير على المشهد السياسي بنيجيريا.
الأدب العالمي اليوم: ما هي مشاريعك الكتابية التي تنفذينها الآن أو تخططين للقيام بها في المستقبل القريبِ؟
مقطع من روايتها "نصف شمس صفراء."
لا زلت اليوم أَراه
جاف، بنحافة سلكَ في شمسِ وغبارِ الشهورِ الجافّةِ
شاهد قبر على حطامِ صغير جداً مِنْ الشجاعةِ العاطفيةِ.
تشينوا أتشيبي، "شتلة مانجو"
الجزء الأول: أوائِل الستّيناتِ
كَانَ السيد مجنونا إلى حدٍّ ما؛ أمضى العديد مِنْ السَنَواتِ يقْرأُ الكُتُبَ إبان سفره إلى الخارج. دائم التكلّمَ مع نفسه في مكتبِه، وغالبا لا يُرد التحياتُ وكَانَ شَعرُه كثيفا أكثر من اللازمُ. قالتْ عمّة أوجو بصوتٍ منخفض بينما كانا يعبران الطريقِ. ldquo; لَكنَّه رجل طيبrdquo; أضافتْ. ldquo; وطالما أحسنت العمل، سَتَأْكلُ جيداًً. بل سَتَأْكلُ حتى اللحمَ كُلّ يوم. rdquo; تَوقّفتْ لتبصق؛ تَركَ اللعابُ فَمُّها مَع صوت ماصّ وهَبطَ على العشبِ.
أوجو لَمْ يصدق بأنّ ثمة شخصاً، حتى هذا السيدِ الذي كَانَ سيَعِيشُ معه، يأَكلَ لحماً كُلّ يوم. مع ذلك لَمْ يُجادل عمته لأنه رأسه كان مخنوقا بالتوقعاتً، و مشغول جداً بَتخيّلُ حياتَه الجديدةَ بعيداً عن القريةِ.
لقد انقضت فترة وهم يَمْشونَ، منذ أن نَزلوا من لشاحنةِ في المتنزهِ وهم يمشون. أحرقت شمس العصر مؤخرة عنقه ولكنه لم يهتم. كان على استعداد للمشي ساعات أطول في درجة حرارة أعلى من هذه. لم يسبق له أن رأى شوارع مثل التي بدت لهم بَعْدَ أَنْ تَجاوزوا باب الجامعةَ. بدت مكسوة بالقطران و مصقولة حتى أنه تلهف لوضع خده عليها.
لَنْ يستطيع أن يَصْف لأختِه أنوليكا كيف أن البيوت ذات الطابق الواحد قد صُبِغتْ بلونَ السماء وجَلست جنباً إلى جنب مثل الرجالِ المؤدّبينِ جيدي الهندام، وكَيف أن الشجيرات التي
مقطع صغير من روايتها " الكركديه الأرجواني"
سعفة الأحد
الأمور بَدأتْ تنهار في بيتنا عندما لَمْ يَذْهبْ أَخَّي، جاجا، إلى قداس العشاء الرباني فرمى أبي كتابَ قدّاسه الثقيلَ عبر الغرفةِ ليكَسر التماثيلَ المصفوفة على الخزانة المكشوفة الأرفف.
كنا لتونا قد عدنا من الكنيسةِ. وَضعتْ أميُ السعفة الجديدة المبُلّلَة بالماءِ المقدّسِ على منضدةِ الطعام وصعدت للدور العلوي لتغير ملابسها.
لاحقا ستَعْقدُ سعف النخل على شكلِ صلبان وتَعلقه على الحائط بجانب صورتنا العائلية ذات الإطار الذهبي. ستبقى السعفات
هناك حتى أول أربعينية الفصحِ القادمِ،عندئذ ستَأْخذُها للكنيسة للمباركة، وستحرق السعفات فتصير رمادا. الأبّ، الذي يرتدي عباءة رمادية طويلة مثل بقية رجال الكنيسة سيساعدَ على تَوزيع الرماد ككُلّ عام. يتَحرّكَ الطابور أمامه ببطء لأنه يضَغطَ إبهامه بشدّة ليرسم بالرماد صليبا صغيرا على كُلّ جبهة. وهو يلفظ كل كلمة بشكل ذو مغزى......
"أنت من التراب وإلى التُراب سَتَعُود".
بنغازي - ليبيا
Lawgali1@hotmail.com