رومانسية في اثواب كلاسيكية وحديثة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت (رويترز) من جورج جحا - قصائد الشاعرة هاجر البريكي في مجموعتها (مسير) تتميز برومانسية حارة وتأتي في اشكال واساليب فنية مختلفة منها كلاسيكية تجمع بين نمط كتابي قديم ومحتوى لا سمات واضحة له واخرى حديثة اسلوبا والخصائص الرومانسية تميز كل محتوى تقريبا. ومرة اخرى يضع كثير من دور النشر العربية القارىء العربي في حال من الحيرة اذ لا يقدم اي معلومات عن الشعراء والكتاب. القصائد الخمس والعشرون التي صدرت عن دار (الانتشار العربي) وردت في 100 صفحة متوسطة القطع برسم غلاف ورسوم داخلية لخلفان السوطي الذي لم يعرّف به ايضا. اما الشاعرة فكل ما جاء في التعريف بها هو صورة فوتوجرافية لسيدة شابة محجبة.
هناك ما يوحي للقارىء بان الاسمين قد يكونان خليجيين لكن بعض قصائد الشاعرة تجعل القارىء يتصور انها فلسطينية او عراقية. وقد وصفت الشاعرة بسطر تحت صورتها جاء شديد الايحاء يعبر عن كثير من سمات شعرها وهو "شاعرة تدس الحزن تحت قميص عزلتها."
اما الاهداء فجاء قصيدة حملت هذا العنوان وشكلت من حيث الاسلوب شبه تنوع طغت عليه سمات حديثة. وجهت الشاعرة الاهداء اليها هي شخصيا و "له" و "لهم." قالت هاجر البريكي "لي.. اذا مسني الحب فوق فراش الحروف ( وشاء لي الموت ان انتهي عند قلبه ) ساكتبني في خمار الاماني ( وانزع عني طلاسم حبه ..) له .. ليس اقسى من الجرح ( حين تسافر في البعد مني ) سوى رعشة الشوق ( تحملني فيك اقرب عني ..) لهم .. ناموا على عشقنا يا رفاق ( واستيقظوا في قضية عشق ) فنحن اذا مسنا الحب (فوق فراش الحروف.. ) بغمرة صدق ( رحلنا."
وننتقل الى ما بعدها وهي قصيدة في رثاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عنوانها "اسراب العزاء .. في رحيل ياسر عرفات فقيد الامة" وهي مغرقة في الكلاسيكية وفيها تقول "على عرفات يا قدسيّ صلّ) لقد رحل المغامر للسماء (ويا قدسيّ اضرم نار صدر) واشعل عين طاغية البلاء.../شهيدا يا رياض الحور غني (كاني ياسر وهنا رثائي."
في قصيدة "اغنية امرأة شرقية حين يشتعل الشفق" رومانسية بوحدة وزن وقافية وموسيقى جلية. قالت هاجر البريكي "بحثت بداخلي عني ) حنين الصبح للغسق (عبرت مدائن الانفاس ) زرت مساكن القلق ( رأيت الشمس تسكنني )وبرد منابر الالق.../ عرفت بانني انثى (وسر خطيئتي ورقي )شربت صراخ قريتنا/ ولجت غضاضة الغرق."
وفي رومانسية سيالة بشعر موحد القافية والوزن يذكر برواد اتبعوا هذا النمط من ابرزهم خليل مطران في مرضه في عين شمس وحزنه وشكواه الى البحر ومن البحر كما في قصيدة "الاسد الباكي" وكذلك على غرار "يا حادي العيس ..." تقول الشاعرة ناقلة اجواء الغربة والحزن "يا حادي الموج امضي حيث ياخذني ( صهيل صمتي واحزاني واهاتي) ما غيّب البحر احلامي واشرعتي ( الا لانهي بقرب البحر ساعاتي)."
وفي قصيدة "دماء المعتقل" ام تخاطب طفلها وتحدثه عن ابيه المعتقل بما قد يجعل القارىء يترجح بين فلسطين والعراق. تقول الشاعرة "لابيك ( انذر دمعي المخضر )يا طفلي/ وحيث ابوك ( تشتعل الدموع دما ) يعفره ( رحيل الامس بالالم ) وحيث ابوك ( لا ظل ) و لا قمر ( ولا ليل سوى الاحلام يقتلها ) غرام الارض و العلم .../ وبين ابيك يا قمري ( وبيني ) حين اذكره ( مسافات من القلق ...) واميال ( وحراس ) واسوار ( ونيران تمزق مقلة الشفق ) وايام من التعذيب والحرمان و الشجن."
وفي "يا منتظر" تخاطب ذاك البعيد وتقول له "وحدي هنا ( ادور في متاهة الزمان ) اعيد ذكرى الامس ( يفتش الوجود عن يدي ) يدي هناك لم تزل ( والصمت يغمر المكان ) ويشتهي ضم الازل ."
قصيدة "سراب" تحملنا الى اجواء تضعنا في عالم "ودعته وبودي لو يودعني ( صفو الحياة واني لا اودعه " اذ تقول الشاعرة "ويسقط الحلم واللا شيء يتبعه )وجرحنا البكر يبكي اين ادمعه../ واين وجه الذي قد كان يسمعني (وكنت من بين خلق الله اسمعه....."
في قصيدة "نرجسية العشق" تقول الشاعرة "ضم عيوني) اني انسج احلامي (نزقا) غرقا (كالليل المجنون) لا تسال عن ماضي الجرح ( فجروحي وتر فرعوني ...) لا تسال ( فطيور الوحدة ) سكنت نفسي ( في اوطان سراب اليأس ) اضعت على الاجداث يقيني."