عالم الأدب

الأدباء العرب يبعثون المؤرخ ابن خلدون في صنعاء

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محمد الخامري من صنعاء : من المقرر أن يُبعث المفكر والمؤرخ العربي الكبير عبد الرحمن بن محمد "ابن خلدون" من جديد إلى ساحة الكتابة والقلم ، ويحضر بتراثه الفكري والتاريخي والفلسفي في مؤتمر اتحاد الأدباء والكُتاب العرب المقرر تدشينه صباح غد "الأحد" في العاصمة صنعاء بحضور رئيس الوزراء عبدالقادر باجمّال وبمشاركة أكثر من 50 أديباً وكاتباً ومثقفاً ومفكراً من قيادات مختلف الاتحادات العربية للأدباء والكُتاب ، وتتركز أعماله في ندوة بحثية نقدية ستكون الأولى من نوعها حول حياة ابن خلدون العالم والأديب والمؤرخ والفيلسوف.
وقالت القيادية في اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين هدى العطاس في تصريحات صحافية إن الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكُتاب العرب كانت قررت مرادفاً لأعمال المؤتمر ومحوراً رئيساً لها، تنظيم ندوة بحثية ونقدية موسعة عن المؤرخ والمفكر العربي الشهير عبد الرحمن ابن خلدون(1406م) بمناسبة الذكرى المئوية السادسة لوفاته ، مشيرة إلى أن الندوة ستتضمن محاور مختلفة تركز على حياة ابن خلدون في عصره وتجربته مع الأدب ودوره في تأسيس علم الاجتماع إلى جانب محور عن ابن خلدون والتاريخ ، وآخر عن ابن خلدون والفلسفة بهدف إحياء ذكراه وإحياء تراثه الفكري والعلمي والتاريخي المهم في مسار تاريخ المعرفة العربية والإنسانية بوجه عام.
وكان الأدباء والكتاب العرب وقفوا خلال افتتاح اجتماع دورة المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي استهل أعماله بالعاصمة اليمنية صنعاء مساء اليوم السبت ، وقفوا إجلالاً وإكراماً للمقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان والعراق، وترحموا بقراءة الفاتحة على أرواح كل الشهداء الذين سقطوا بنيران حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني والأمريكي على الشعب العربي في هذه البلدان، مؤكدين أن بسالة المقاومة جعلت المشروع الأمريكي "يغرق في الوحل" داعين كل العرب لاستثمار ما حققته المقاومة من انتصارات لتحقيق الانتصار الأعظم على العدو المتغطرس.

من هو ابن خلدون
عبد الرحمن بن محمد بن خلدون ولد في تونس عام 1332 وعاش في اقطار ( شمال افريقيا) المختلفة ما يقارب الخمسين عاماً . ثم استقر به الامر بعد ذلك في مصر التي وصل اليها سنة 1384 ، وبقي فيها حتى وفاته عام 1406، . ابن خلدون هو المؤرخ الشهير ورائد علم الاجتماع الحديث الذي ترك تراثا مازال تأثيره ممتدا حتى اليوم.
وهو يعد من كبار العلماء الذين انجتبهم شمال افريقيا، اذ قدم نظريات كثيرة جديدة في علمي الاجتماع والتاريخ ، بشكل خاص في كتابيه : العبر والمقدمة. وقد عمل في التدريس في بلاد المغرب ، بجامعة القرويين في فاس ، ثم في الجامع الازهر في القاهرة ، والمدرسة الظاهرية، وغيرها من محافل المعرفة التي كثرت في ارجاء العالم الاسلامي المختلفة خلال القرن الثالث عشر نظراً لحض الدين الإسلامي الحنيف للناس على طلب العلم. وقد عمل ابن خلدون في مجال القضاء اكثر من مرة ، وحاول تحقيق العدالة الاجتماعية في الاحكام التي اصدرها. ونحن نقتطف وصفه لمعاناته في هذا المجال في كتاب مذكراته التعريف بأبن خلدون.
وكان ابن خلدون دبلوماسياً حكيماً أيضا . وقد أُرسل في اكثر من وظيفة دبلوماسية لحل النزاعات بين زعماء الدول : مثلاً ، عينه السلطان محمد بن الاحمر سفيراً له الى امير قشتالة للتوصل لعقد صلح بينهما .. وبعد ذلك بأعوام استعان به اهل دمشق لطلب الامان من الحاكم المغولي القاسي تيمورلنك ، وتم اللقاء بينهما . ونحن في الصفحات التالية نقتطف ايضاً وصف ابن خلدون لذلك اللقاء في مذكراته. اذ يصف ما رآه من طباع الطاغية ، ووحشيته في التعامل مع المدن التي يفتحها ، ويقدم تقييماً متميزاً لكل ما شاهد في رسالة خطها لملك المغرب. الخصال الاسلامية لشخصية ابن خلدون ، اسلوبه الحكيم في التعامل مع تيمور لنك مثلاً، وذكائه وكرمه ، وغيرها من الصفات التي ادت في نهاية المطاف لنجاته من هذه المحنة، تجعل من التعريف عملاً متميزاً عن غيره من نصوص ادب المذكرات العربية والعالمية. فنحن نرى هنا الملامح الاسلامية لعالم كبير واجه المحن بصبر وشجاعة وذكاء ولباقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف