في مدح الفحولة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سيمون دي بوفوار هي التي كتبت "الجنس الثاني" في جزءين وبدأته ، فيما بدأته ، بأن النساء لا يولدن نساء وإنما نصنع منهن نساء، زمن انتعاش الوجودية، تحت طائلة هم آخر وفهم أعمق غير الذي راود إريك زيمور، في زمن الموضة وإعجاز التلفاز وانتصار الرأسمالية الهمجية، كي يستحوذ بطيش ما على تجانس ناقص في العمق مع كتاب رفيقة سارتر ويصدر في الأيام الأخيرة "الجنس الأول" ويدل كثيرا على ضحالة رؤية اليمين للعالم وإن كانت خلفها إيديولوجيا ما تسعى إلى السيادة المطلقة على الناس والأشياء. كتاب حقق مبيعات كثيرة حتى الآن، ما تأكد لي وأنا أتحرى في الأمر لدى بعض المكتبات الباريسية.
ولد إريك زيمور بمونتروي ضاحية باريس سنة 1958 وحصل على دبلوم معهد الدراسات السياسية بباريس وقد عمل صحافيا لدى عدة جرائد قبل أن يستقر الآن لدى لوفيغارو
يقول إذن في المستهل، ما شكل أيضا الكلمات المرقونة على غلاف الكتاب كدليل على إيحائها لديه، ما يلي: "أعرف. أعرف أن ليس ثمة الرجل أو المرأة، لكن هناك رجالا ونساء. ليست ثمة تعميمات ولكن فقط حالات خاصة (...) أعرف أن ثمة أنوثة لدى الرجال وذكورة لدى النساء.
أعرف الذي يلزمني أن أعرف (...) أعرف أني لست عالم نفس ولا عالم اجتماع ولست فيلسوفا ولا "صحافية "لدى المجلة النسوية "هي" أو لدى "ماري كلير". أعرف أن العلاقة بين الرجال والنساء هي الموضوع المركزي في الأدب وتاريخ الأفكار منذ فجر الإنسانية."
يبدأ زيمور إذن بهذا الشكل كي يخدع القارئ ويخبئ له في العمق أس أفكاره، فهو يرى بعد ذلك أن ليس هناك رجل وامرأة وإنما كائنات إنسانية متساوية ومتشابهة يمكن استبدال بعضها مع البعض الآخر. ثم يمضي كي لا نفوت الفرصة على استدراج أفكاره إذ يقول: "تحقق السمو البديهي للقيم يعني الأنوثة!" ويسترسل كي يمنح لنا هذه التقابلات المموهة ليؤكد فكرة سموه تلك: "الرقة على القوة، الحوار على السلطة، السلم على الحرب، التفاهم على إعطاء الأوامر، التسامح على العنف، الحذر على المخاطرة". ص10/11.
نلعق إذن، بيسر، مثلما يعل ولد أمية ابن أبي الصلت ما يقدم له والده وينهل، إذ يمضي ويقول أن الرجال يمضون جاهدين كي يحققوا برنامجهم الجاد أي أن يصيروا نساء مثل الآخرين!
المرأة بالنسبة له لم تعد جنسا بل مثالا!
لا ينتظر زيمور دون أن يخبرنا خبره وإن كان لدى جهينة الخبر اليقين مثلما أكد لنا الميداني ذلك. يقول أنه كتب الكتاب: "كي نفهم الذي حدث، الذي حدث لنا نحن الرجال. إنه عمل أركيولوجي أكثر منه عملا سجاليا". حسب ادعائه.
يريد الكاتب مثل كل شخص متنفج أن يبدي لنا أنه متمكن من موضوعه، ما ليس يستقر على ذلك المبدأ كلما مضينا وسعا في قراءة وريقاته. يبدو أنه قد صدق لو قال أي شيء من قبيل أن الآخرين يبحثون أكثر عن خط وسط بين الرجل والمرأة ما يوجههم سريعا إلى الذين نسميهم المخنثين أي الرجال ذوي الهيئة والنزعة الأنثوية دون أن نتحدث عن العنصر البيولوجي الحاسم في الأمر في حالات خاصة.
يمضي هذا "الزيمور" إلى ميدان آخر هو مجال الموضة. يرى أن الذين يتولون هذا الأمر قد حولوا جسد المرأة إلى جسد ذكوري، بلا نهود ولا أرداف ولا اكتناز، أكثر من ذلك وبجفاء يرى أنها أجساد طويلة وجافة!
أمر آخر، في علم الموضة، ضمن كل هؤلاء الذين يشتغلون به فأغلبهم يبدون شذوذا جنسيا، لذلك نراهم، إذ تتخذ النسوة هن أيضا أجساد غلمان لغوايتهم، إذ لا يرغبون في النساء وهم يعتبرنهن مجرد مشاجب لملابس، لربما، كما أنظر إلى ذلك، لضرورات مهنية.
هؤلاء ينتصرون في حيز تحركهم المهني، إذ يزيلون شحم المرأة ويقرضون استدارة جسدها. غير أن رجل الشارع يظل يصمد كما يقول نفسه ويستمر في اشتهاء المؤخرة الضخمة لجونيفر لوبيز أو اكتناز صوفيا مارصو أو مونيكا بيلوتشي.
أمر آخر فالصحافة النسوية تدفع الفتيات لأن يحببن الفتيان الذين يعتنون أكثر بأجسادهم وينتِِفون لذلك شعرهم. إذ "الزغب رمز الشر"!
كُتب في مركز إليكتروني
كندي ما يلي: "ليس من امرأة لم تحلم أن تتسوق مع زوجها دون أن يتأفف وتراه يضع ذهنا مضادا للتجاعيد وتثيرها قدمه ملساء تحت الغطاء في الليل.
فالرجل الذي يعجبهن هو الذي يشبههن كما يقول. "يتساوى المثلي والنسوي ويكمل أحدهما الآخر".
المرأة إذن تخشى من السحاقية وتعجب بها مع ذلك، نظرا لخوفها القديم من الفالوس ومن اغتصاب الإيلاج. "المناضلات النسائيات يجدن أن الإيلاج استيلاء وسطو واغتصاب وإن تم عن رضى تام".
يوافق زيمور على هذا الاستنتاج باعتزاز من يفخر بالتهمة التي تنسب إليه ويعتبرها دليلا على قوته، إذ يذكر بعض الأفعال الفرنسية التي تدل على عملية إيلاج الفرج مثل: Prendre, posseacute;der, baiser, niquer, sauter ويفرح لنغمة قوتها ومعناه مثلما نجد لها الوقع نفسه في لغات أخرى. يكتب أن""الطبيعة" ليست سوى نتاج منطق ثقافي واجتماعي" ويعود كي يؤكد علمه بما علم ويستشهد بباسكال عندما أبدى خشيته من كون الذي نسميه عادة "طبيعة" ليست سوى جملة من العادات وأن العادة ليست سوى "طبيعة" ثانية. ويضيف أن هذا الرجل المسيحي لم يتخيل قط أن تمس قصة الخلق، حسب ما جاء في الإنجيل: "خلق(الرب)الرجل والمرأة على صورته"!
زيمور على ما يبدو قلق على مصير الرجل وعلى قرب اضمحلاله. يستل دائما خيط أفكاره من مواقف يومية يكون شاهدا أو طرفا فيها، كأن يصادف شابا يجده وهو يتحدث عن كونه يحب امرأة واحدة ويدخر لها كثيرا من التعلق والوفاء. ما يجده زيمور حجة كبرى على سقوط فكرة الذكورة الفحلة وباتت بذلك واقعة حيث يلزم أن يخشى عليها من التلاشي. يقول أن قدر الفحل هو أن "ينكح بلا حب، بلا عواطف، فقط للذة وليس لحياة دائمة". يرى أن صعود النضال النسائي في سبعينيات القرن الماضي جاء بكلمة قاسية وفاتحة للنخر الذي سوف تتعرض له القيم الرجولية الحقة فيما بعد، كلمة ( Macho ) (رجل متسلط) التي تجابهك بها المرأة اليوم كمتّهم ويتم قلب أمر من ينهر في الماضي: "كن رجلا وليس امرأة!"
قد تستهوينا هذه الفكرة لكن ليس في السياق الذي يوردها فيه إريك زيمور، لأن الخلاصات التي يصل إليها أو فقط عاصفته التي يثيرها في فنجان لم يكن همها سوى إثارة جدل عقيم ليس إلا دون أن ينسى أن يعبر عن مواقفه السياسية التي ذهبت، ما سوف نراه فيما بعد، حد العنصرية والبلادة في آن.
ينطلق مرة أخرى من القول بأن إشهارا لملابس أنثوية داخلية صدمه أن ينجزه رجل. لأن تفوق الرجل يتجلى، كما لم يفته أن يردده، في سعي الرجل الحثيث إلى أن يصير امرأة. ويحشر في كتابه كثيرا من الأرقام والنسب المئوية إضافة إلى أسماء كتاب ومفكرين كي يؤكد أنه "يعرف". هؤلاء جميعا لن يشك أحد فينا أنهم لو حضروا لتبرأ كل منهم أن يذكر اسمه في كتاب مثله.
"رجل من أصل خمسة ينتفون زغبهم..." وغير ذلك. الزغب بالنسبة له رمز واضح للرجولة وللفحولة، رمز لحيوانيتنا ولماضينا في المغاور،كما يقول. "إنه الدليل على أن الرجل يبتعد عن الطفل الذي كان وعن المرأة التي لم يكن أبدا".
يقول أن نتف الشعر لدى الرجل يدل على رغبتنا في القطع مع فحولتنا المتوارثة، ما ساءه كثيرا وقوعه، إذ يشير أيضا إلى البحث عن الطفولة المفقودة و عن النقاء والبراءة، عن اللطف والضعف.
يشغل زيمور مساحة صفحات كثيرة كي يتفحص في بعض رجال السياسة الفرنسية الراهنة مدى ذكورته أو تحقق تحوله إلى خانة الأنوثة، ما يفسر لنا بالملموس كيف يقترح زيمور التفكير في موضوع الشغل السياسي وأن الأمر لا يعدو أن نتيقن من أن رجل السياسة ذكر أم أنثى وأن المرأة في مجال السياسة بقيت امرأة أم قد تمكنت من أن تصير رجلا مع كونها تلبث تتخذ لها جسدها الأول. أما البرامج السياسية والأفكار فتأتي بعد ذلك أو قد لا يهم سواء تفحصناها أم لم نفعله. يجد ضعفا نسويا لدى فرنسوا هولاند من الحزب الاشتراكي لأنه استعمل في أحد أحاديثه كلمة "الولادة" ونسب الفعل إلى ذاته في سياق استعاري. وشاء أن يصفه بما يلي:"له قليل من خصائص الفحولة ولكنه يملك كل الفضائل الأنثوية". وقد كتب تقريبا نفس الأشياء عن أوليفيي بيزانسونو من الثوريين التروتسكيين الذي عاب عليه ضمن كل ما لامه عليه أن تدمع عيناه أوان برنامج تلفيزيوني. ولم ينس أن يذكر أن أغلب الحكام الفرنسيين عرفوا بالفحولة وبنشاط جنسي هائل، ولم يكن استثناء لويس السادس عشر مقتصرا على انتفاء فحولته من بينهم ولكن ما يميزه عن الآخرين أيضا هو أنه الحاكم الذي مرت حياته من فتحة المشنقة!
يقتبس من فيلم سينمائي ظهر مؤخرا قول المرأة التي صرحت لإحدى صديقاتها بأنها ليست تصاحب سوى الرجال المتزوجون لأنهم وحدهم من يجامع. لأنه بهذا يريد أن يدل على أن العزب فقدوا فحولتهم بأن عوضوها بالحب. إذ على الرجل ألا يحب لأن الحب من عادات النساء. يقول أن مقابل كل معصية يوجد غفران، إذ يشير إلى ممارسة الجنس خارج الزواج وأن الدين يسعى فقط إلى تهذيب رغبات الإنسان وليس إلى تغييره، غير أن القس قد عوض بطبيب نفس!
يقدم مثال كازانوفا زير النساء في البندقية أو في باريس أو وهو يشاكس شرطة الأخلاق في فيينا. ويستدل كذلك بمثال فلوبير الذي سافر إلى مصر كي يذوق طعم المرأة الشرقية!
لم ينس أن يشير إلى قول أفلاطون عن الحب، إذ رأى أن الجنسين ليسا سوى جسدا واحدا غير أنه قطع إلى نصفين وليس يقدر أن يلحمهما ويجبرهما سوى الحب.
الحب إذن أنثوي وممارسة الجنس فعل ذكوري وتحقق فحولة بامتياز. إذ كلما أحببنا كلما صرنا عاجزين عن ممارسة الجنس كما يقول.
فالمرأة إذن تقول للرجل: "لست قحبة ولست أمك!"
"من هن إذن؟ نساء. من تكون المرأة؟ لانعرف. ربما رجل اليوم".
خسارة الرجال بدأت باتخاذهم خطاب النساء خطابهم وبتشبثهم بالحب. يقول في الماضي كان الرجال يصطنعون الحب كي يأتوا بالمرأة إلى السرير. مثلما تبلور العبارة التالية: "يستطيع الرجل أن يأتي كل شيء كي ينكح إلى درجة أن يحب. وتستطيع المرأة أن تأتي كل شيء كي يحبها الرجل إلى درجة أن تنكح معه".
أما وقد صار الرجل هشا، فقد عاد زيمور ثانية إلى أرقامه كي يسجل بأن امرأة واحدة من أصل خمسة (عينة مكونة من 6500 امرأة) يلاحظن اضطرابا في الانتصاب لدى أزواجهن.
ودون أن نحيط بكل التفاصيل التي أوردها إريك زيمور، سواء بخصوص ميل النساء للرجال الشاذين أو للرجال الذين يتحولون إلى أمهات وهم في نظره أولائك الذين يعتنون بالأبناء مثل ما نعرف عن عناية المرأة بالطفل ودون أن نتوقف حول فكرة الطرف الثالث في علاقة يؤججها إقحام طرف ثالث يثير الغيرة وبالتالي الرغبة في الشخص الذي يكون على وشك فقدانه أو إغواء الآخر له. يذكر الفيلم التليفزيوني "ما وراء الخيانة" وبعض اقتباسات لدى روني جيرار، نمضي إلى المنطقة التي نفث فيها زيمور سمه وكأنه في الكتاب كله لم يكن منشغلا سوى بشحذ سكينته كي يهاجم ويقول الذي يريد أن يقوله بشماتة.
يتحدث مباشرة عن العرب، والعرب في فرنسا هم أبناء شمال إفريقيا، ثم يصفهم بالذين احتفظوا بفحولتهم وكان يشيد أكثر بكون إسرائيل كانت لهم بالمرصاد هؤلاء الذين لم يكونوا سوى رجالا ضالين في السابق وضحايا دوما، استطاعوا أن ينبتوا البرتقال في الصحراء، كما يقول، وأن يربحوا كل الحروب ضد الجيوش العربية أي الرجال الأقحاح. العرب كما يرى لن ينقهوا من ذلك الأمر أبدا. يمضي في تحليله كي يصل أن "عرب" الضواحي الباريسية أرادوا الانتقام بأن يعتدوا على يهود فرنسا. يخلط زيمور الأمور كلها ويعمد إلى خلاصات واستنتاجات خرقاء لا يخطر على بال أحد أن يكون بمقدور أحد أن يتفوه بها. العربي في نظره يخشى دائما من المرأة. ويرى بأن العربي قد تربى في بلده، دون أن يدرك أن الذين يتحدث عنهم ولدوا وتربوا في فرنسا، على سلطة الأب المقدس التي تجرعها بقوة العصا، والحب غير المشروط للأم. إذ يجد أن امتصاص ذلك العنف يتم لدى العرب بالدين وبتعدد الزوجات. "غير أن هذا كله لن يجدوه في أوطاننا". لذلك يفسر كل التعقيد الذي تنطوي عليه التركيبة النفسية والاجتماعية للمهاجر وأبنائه بالغرب بهذه الخزعبلات التي لا تقدم ولا تؤخر شيئا. إذ يقول أن "هذا المجتمع هو ما يرفضه الشبان العرب". ويمضي في الحديث عن أن العربي متشبث بقانون العشيرة ومتشبع بالنزعة القبلية ومسرف في حب المال. ما يشير إلى تبسيطية بادية في التعامل مع موضوعات ليس مؤهلا أبدا لتناولها. يمضي إذن بمزيج من الألم والتأسف على ما قد كان بالإمكان تجنب وقوعه في الماضي كي يعض على أصابعه على كون الحاضر أبعد من الماضي إذ يرى أن فرنسا ارتكبت خطأ فادحا لما تعاملت بإنسانية (وضعها بين مزدوجتين) مع العمال العرب (المغاربيين) إبان أزمة النفط سنة1974 إذ لم تعد تحتاجهم في معاملها ولم ترحلهم إلى بلدانهم إذ تركتهم على أرضها بعد أخذ ورد! يعود إلى أداته كي يلتقط بها الحديدة التي أخرج للتو من نار حامية كي لا يحترق و يكتب: "مجتمعنا الأنوثي لا يتحمل قساوة الفراق" يقصد مع المهاجرين. يواصل ونذكر أنه يحلل بهذه السخافات أحداث الضواحي التي اندلعت أواخر العام الماضي جراء تعقب الشرطة الفرنسية لطفلين بكليشي سو بوا ولاذا بمولد كهربائي ليصعقوا ثمة. تبدو مؤاخذته واضحة لما رأى أن لولا أنهم لم يرفضوا "حل الرجال" في الماضي لما حدث كل الذي حدث.
يرى أن المتمردين عمدوا إلى أخذ ثأر آبائهم أمام "ضعف فرنسا" وجددوا الوصل مع منطقهم: "الفحولة المثال" لذا فهم "يخرقون قانون فرنسا هذه الأنثى التي يمقتون. يحرقون ويحطمون رموز حمايتها اللطيفة: المدارس، النقل العمومي، الوقاية المدنية ويرجمون بالحجارة الرجال الوحيدين الذين ترسل لهم كي يدافعوا عنها: البوليس". ثم يتابع "الوحيدون الذين يستطيعون مواجهتهم، في معركة بين الرجال. المعركة التي تضع الفحولة في المحك. المعركة التي لا تحط أوزارها إلا بالموت".
مدح لأداة القمع وتخبط كبير في عالم يحتاج إلى كثير من الفهم والتأمل، بهذا الإيقاع كله طبع زيمور شربته التي استغرب كثيرون أن يمكن أن تنشر كتابات قصيرة النظر مثلها في القرن الواحد والعشرين. كتيب أثار ضجة استنكرت المناضلات النسائيات استهانته بتحرر المرأة وأكد الجميع على فقر رؤاه وضحالتها. قد نقول أنه من الكتب التي ليست تقرأ غير أن الصخب الإعلامي الذي أثير حوله خاصة لدى سيدة العالم التلفاز ما يدفع لأن نؤكد أن الكاتب الذي يتهم عرب الضواحي بأنهم لم يعرفوا لا روسو ولا روني جيرار ولا ديستوفسكي قد أخطأ وأنه من لم يعرف فكر هؤلاء وغيرهم كما يلزم.
دفاعه عن الفحولة هو دفاع ملتو عن نظرة عنصرية تتأمل فرنسا مثل امرأة صار رجالها نساء إذ كما يقول: "تخلصوا من العبء الذي بين أفخاذهم" وصارت الاهانة قدرهم الوحيد. لهذا فهو يستنجد بمن يعيد للسياسة فحولتها و للقرار فحولته ويقترب من الذين يرون أن علينا أن نتخلص من الرجال (العرب) الذين ينازعوننا نفس المرأة (فرنسا) في مدح عملي للفحولة!
kermounfr@yahoo.fr