عالم الأدب

علماء دين يدعون إلى التخلي عن أصول الفقه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عالم دين يدعو إلى انفتاح الشباب المسلم على الحداثة الغربية

أحمد نجيم من أصيلة: أثارت ندوة "التحديث في عالم الإسلام اليوم" نقاشات كثيرة حول مفهوم التحديث في الإسلام، وقد ذهب عالم الدين البحريني ضياء علي الموسوي إلى أننا نعيش نوعا من القصور العلمي في تقديم رؤية واضحة حول القضايا التي نعيشها، وأننا في حاجة إلى معرفة علمية ومعرفية للإجابة عن أشكاليات الدين والدولة والحداثة والإسلام. وتناول الباحث البحريني في مداخلاته من اليوم الأول للندوة التي يحتضنها مركز الحسن الثاني للندوات بمدينة أصيلة في أطار فعاليات مهرجانها الثقافي الدولي الثامن والعشرين، مفهوم الحداثة، متسائلا "هل بإمكاننا نحن اليوم في ظل المآزق سياسية والانتكاسات أن نتحدث عن التحديث، وكيف نتعاطى مع الواقع دون إلغاء الإسلام"، ورد بنوع من الجزم "إن المفكرين الإسلاميين لم يقدموا نظرية الإسلام على المستوات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، شارحا "لو سئلت عن النظرية الإسلامية في السياسة وفي الاقتصاد فلا يمكنني أن أجيب إجابات علمية، بل هناك خطاب إنشائي رومانسي، خطاب مقنع".
وأكد أن المسلمين في حاجة إلى إجابات واضحة غير مثالية ولا طوباوية تتناسب مع العصرنة والحداثة دون إلغاء ثوابت الإسلام ودون أن نكون نوستالجيون. وتناول قضايا مثيرة في الإسلام كقمع المرأة وأحقيتها في الرئاسة وبناء الكنائس في دار الإسلام.
أحمد الخمليشي، مدير دار الحديث الحسنية في المغرب، سار في الاتجاه نفسه متحدثا، في كلمة تعقيبية، عن الانتقادات الموجهة إلى المشاريع التنويرية "لماذا كلما كانت هناك مشاريع تحاول أن تنير الطريق تنطفئ بسرعة" تساءل الخمليشي. ورد قائلا "إن الأمر يرجع إلى مشكلة قراءة نصوص الشريعة الإسلامية ووعي المسلم بها" مضيفا أننا مازلنا سجناء لثقافة قديمة انتقلت إلى الإسلام من ديانات أخرى" كما أثار موضوع احتكار "مجموعة من الناس" لتفسير النصوص الدينية" وإلغاء "الناس العاديين"، وأثار مسألة ارتفاع نسبة الأمية في العالم الإسلامي.
نائب رئيس الوزراء الكويتي ووزير الاتصالات الشيخ إسماعيل خضر الشطي، لم يخرج عن هذا الاتجاه، إذ ركز على أن الإسلام حجز مساحات صغيرة للنص الإلهي وترك مساحات واسعة للفكر البشري، مؤكدا أن تلك المساحات الشاسعة حجزت وأضحى ذلك الفكر مقدسا. وأكد الشطي أن الإسلام جاء بأحكام عامة في الاقتصاد والسياسة ليترك للفكر البشري مجالا لإعمال العقل، وذكر في هذا السياق بأصول الفقه، مؤكدا أنه اجتهاد بشري صنعه البشر كي يصل إلى أحكام الله، غير أن تلك الآليات، يضيف، أخذت قدسية لا يمكن التعرض إليها، كما أكد أن تحديث الإسلام لا يمر أساسا عبر فتح باب الاجتهاد، بل لا بد من إيجاد آليات جديدة لاستنباط الأحكام، وهذا مربط الفرس".
وعاد الخمليشي ليوضح هذه الفكرة بالتأكيد على أن الإسلام دين عقل وأنه فتح باب النظر، مؤكدا هو الآخر إلى ضرورة تغيير آليات الاجتهاد.
المداخلات الأخرى للسعودي سلمان بن فهد العودة والليبي جمعة محمود الزريقي، ركزت على أنه يجب أن نفتخر بتراتنا، وأكد جمعة محمود أن الآليات الجديدة لأصول الفقه لا يمكن أن تتعارض مع مقاصد الشريعة، أما سلمان بن فهد العودة فربط بين تأخر المسلمين بتهميش دور العلماء.
مداخلات أخرى جاءت في اليوم الأول للندوة لمفكرين آخرين من البحرين وغيرها.
وكان محمد بن عيسى، كاتب عام منتدى "أصيلة" ووزير الخارجية المغربي، أكد أن الإسلام معرض لكثير من الإشكاليات والمفاهيم والتهجم المستمر، وأن اختيار "التحديث في عالم الإسلام اليوم" يهدف إلى الحديث عم المسلمين في كل الدول وليس الدول الإسلامية لوحدها. وحاول الخمليشي، مسير الجلسة الأولى، أن يؤكد أن التحديث المستعمل في الندوة يعني مسايرة الإسلام للواقع، وقال "إننا كلنا راغبون في التحديث".
دعا ضياء موسوي، في اليوم الثاني من الندوة إلى الانفتاح على الحداثة، وقال في ندوة "التحديث في عالم الإسلام اليوم"، "أدعو جميع الشباب إلى الانفتاح على الحداثة" وأكد على أن جزء من تخلف المسلمين يعود إلى "إغلاق هذا الباب"، ومضى قائلا "في الغرب أشياء جميلة، وليس صحيحا أن المنظومة الأخلاقية الأوربية فاسدة كما يسوق بعض العلماء، ودعا إلى أن نتصالح مع العصر وذلك بالانفتاح على العالم وتأسيس ثقافة جديدة". مقابل هذا الخطاب التنويري ذهب عبد الله بها، القيادي في حزب العدالة والتنمية الأصولي المغربي، إلى أن فصل الدين عن السياسة غير ممكن في العالم الإسلامي، لكنه أقر أنه في العصر الحالي لا يمكن لا أسلمة المجتمع ولا علمنته، مؤكدا أنه حتى في عصر الرسول لم يكن هذا الأمر ممكنا. وقال بها إن العالم شهد في الربع الأخير "صحوات دينية" كما حدث في العالم الإسلامي وأخرى ديموقراطية، كما حدث في دول كثيرة، وتوقع أن يكون القرن 21 قرن الدمج بين الاثنين في العالم الإسلامي "ربما يكون القرن 21 قرن الدمج بين الصحوة الإسلامية والصحوة الديموقراطية في العالم الإسلامي". وقال القيادي الأصولي إن الديموقراطية هي المدخل لتحقيق "حداثة إسلامية"، وأوضح أن الدين سيساهم في تخليق الديموقراطية وجعلها أكثر سموا. وتحدث عن الخلاف بين الفكرين الغربي والإسلامي خاصة فيما يخص الفردانية والعقلانية والحرية.

مقاطع من مداخلة ضياء الموسوي كاتب إسلامي من البحرين

نحن أمام أسئلة كونية ملحة لا تقبل المزاح، هناك عدة إشكاليات يحتاج إليها المفكرون الإسلاميون للإجابة عليها إجابة مغربية بعيدا عن الإنشاء.
ما موقفنا من الحداثة وهل هناك مساحة للمصالحة بين الإسلام والحداثة، وهل هناك نظرية واضحة للدولة التيوقراطية أم أن هناك اختلاف كبير بيم الدولة الدينية والالمدنية.
ألا نحتاج إلى أدوات أنتروبولوجية لقراءة النص القرآني
لماذا لا نتعاطى مع الفكر الغربي بعيدا عن الأحكام المسبقة والبحث عن عفريت الغرب
هل نحن نقرأ الغرب بتفسير تآمري ألا يوجد إضاءات في هذا الفكر
لماذا لا نعيد قراءة وضع المرأة في الإسلام وأهمية تقلدها الولاية العامة ورئاسة الدولة.
لماذا لا نعيد قراءتنا للتراث؟ بعضه مضيء لكنه في بعض مواقفه لا يتناسب مع العصر، وهناك نصوص تاريخية.
تحن بحاجة إلى عقول استراتيجية وتقليل بعض العقول الفتوائية وهناك فرق بيم المفكر والخطيب لأن الأول يشتغل على العقل والثاني على العاطفة
نحن نطالب المثقف بمعرفته للعلوم الإسلامية ليجيد قراءة النص أليس الفقهاء أيضا بحاجة إلى معرفة العلوم الإنسانية لتنسجم الفتوى مع الزمان والمكان؟
لماذا لا يوجد نموذج مثالي يحتدى به للدولة الدينية
هل بسبب مثالثة تفسيرات العلماء
العلماء في السابق كانوا أكثر جرأة في طرح الإشكاليات مثل محمد إقبال في تجديد التفكير الديني ورواد النهضة كمحمد عبده والأفغاني والآن يوجد أمثال طه عبد لرحمن وإبراهيم البليهي وخالد جلبي
ألا نرى أن بعض الطروحات مثل زغلول النجار في الإعجاز العلمي في القرآن فيه كثير من التعسف والمبالغات
إن قراءتنا للفكر الغربي ناقصة كما هو حاصل لأطروحات السيد قطب ومحمد قطب وأبو الأعلى المودودي.
ما هي رؤيتنا لأطروحات حسن الترابي ومحمد خاتمي في أطروحاتهما عن التراث.
نحن نفتي كلعماء دين في الموسيقى ونحرمها ونحن لم نسمع يوما من الأيام الموسيقى فكيف نحكم عليها بالحرمة؟
لم ثلماذا نقف أمام الفقهاء القدامى وقفة التلميذ الذي يخاف نقاش مدرسه؟ هم رجال ونحن رجال وفتواهم محكومة بظروف، فهل نحن ملزمون بها؟
يجب إعادة قراءة مفاهيم "الجهاد" والعنف" و"عودة الخلافة" وإن خير ما يطرح من إجابات عن السلم مقابل العنف هو جودة سعيد قبل 50 سنة في كتابه آدم وكذلك خالد الجلبي في كتابه ثقافة السلم".

najim@elaph.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف