عالم الأدب

الأغنية العراقية والمستقبل المجهول

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يرجع تاريخ الأغنية العراقية مثل كل القضايا والأشياء والظواهر الاجتماعية إلى الالاف السنين، وأرتبط تكوينها ونشوئها بالطقوس الدينية والعمل الجماعي وتطورت بتطور الحياة الاجتماعية عبر مختلف المراحل التاريخية الاجتماعية، وتأثرت أيضا بشكل مباشر بطبيعة العادات والتقاليد الاجتماعية والعوامل الجغرافية والبيئية إضافة إلى العوامل السياسية والاقتصادية، وكان الاستقرار النسبي الذي يسود الحياة الاجتماعية في فترات متفرقة يعطي دفعا قويا لتطويرها وظهور إشكال جديدة منها باعتبارها منتج إنساني اجتماعي يعبر عن القاسم المشترك بين الأدب والفن اللذان يرتبطان ارتباط وثيق بتطور الوعي الاجتماعي والذي ينعكس على المنتج الإنساني الثقافي الإبداعي الاجتماعي التي تشكل الأغنية جزء لايتجزء منه، والذي لايمكن دراسته من دون دراسة طبيعة العلاقات الاجتماعية المرتبطة بمستوى التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع العراقي. فالأغنية العراقية تمتلك ماضي غني ورصيد غزير من الإنتاج الفني بمختلف أشكالها ولهجاتها ولغاتها المعبرة عن ثقافة وفنون الشعوب والقوميات والأقليات القومية القاطنة في العراق،و التي تمثل (فيسفاء) التركيبته البشرية الاجتماعية، مما جعل الأغنية العراقية تتفاعل وتتأثر فنيا وموسيقيا بموسيقى وفنون وثقافات الشعوب المجاورة في المنطقة والتي ترتبط فيما بينها بوشائج وعلاقات مختلفة تشكل جزء من الثقافة والفنون والموسيقى والتراث الإنساني العالمي. وعبر دراسة الظروف الراهنة للأغنية العراقية أحاول تسليط الاضواء على فترة تاريخية محدد ة وليس دراستها وفق تسلسلها التاريخي ، وسوف أتناول بعض من الظروف المحيطة بها في زمن الدكتاتورية الفاشية وما بعد الاحتلال في التاسع من نيسان 2003.

ففي زمن الديكتاتورية فرضت على الثقافة الوطنية العراقية، ثقافة الحزب الواحد وتم عسكرة المجتمع ومصادرة حرياته و دفعت بالأغنية العراقية عنوة إلى متاهات الأغنية الحزبية والسياسية المشوهة التي تمجد الديكتاتور وحكمه وتم إغراق السوق العراقية في العديد من النتاجات الفنية الركيكة، وأصبحت تلك الممارسات بطاقات مرور للعديد من الفنانين لمواصلة عملهم ونشاطهم الفني في ظل احتكار الدولة القمعية للمؤسسات الثقافية ووسائل الأعلام وإمكانيات الإنتاج الفني بمختلف أشكالها وألوانها وكانت هي المسوق الوحيد للنتاجات الإبداعية والفنية والمحتكر الوحيد للاسواقها بما فيها الأسواق التجارية الأهلية الغير حكومية التي خضعت لسلطة الشرطي الرقيب من قبل المتطفلين على الأدب والفن والثقافة بشكل عام، وبالرغم من كل هذه الإجراءات استطاعت الأغنية العراقية الجادة إن تجد طريقها إلى السوق بهذه الطريقة اوتلك وظهرت العديد من الأصوات التي فرضت نفسها على الساحة الفنية رغم الظروف الصعبة التي واجهتها أمثال المطربين ( حسن بر يسم، وكريم منصور) الذي بدأوا حياتهما كمطربي [ كاسيت] بعدما أغلقت بوجهيهما في بداية رحلتهما الفنية أبواب الإذاعة والتلفزيون وهناك العديد من أمثالهم من المطربين المعروفين الذين تم منع أغانيهم ومحاصرتهم من أمثال الفنانين [ فؤاد سالم، وطالب غالى، وسامي كمال، وكمال السيد،كوكب حمزة، أنوار عبد الوهاب، جعفر حسن، حميد البصري، الفنانة شوقية، فلاح صبار ] والقائمة تطول اذا تم التطرق إلى الفنانين والمطربين والملحنين والموسقين والشعراء الذين هربوا من العراق بعد الانتفاضة وفي ظروف الحصار الغاشم على الشعب العراقي المجيد.

لقد تضررت الأغنية من الحصار الاقتصادي الجائر الذي عاني منه الشعب العراق أكثر من عشرة سنوات وأدى إلى قتل مئات الالاف من أبنائه وإفقار شعبه وتخريب بنيته التحتية وتعطيل الدورة الإنتاجية الاقتصادية ونشوية الحياة الاجتماعية، بالإضافة إلى تخبط الدكتاتورية في سياستها الاقتصادية الاجتماعية وتسليمها الصرح الثقافي العراقي وأهم مؤسساته إلى أناس جهلة من أمثال ( عدي صدام حسين ) والذي أسهم بالإضافة إلى عوامل أخرى إلى هجرة المطربين والفنانين والشعراء واعتزالهم وابتعاد هم عن الساحة الفنية ومن أبرزهم ( الاستاذفاضل عواد، والمطرب المبدع حسين نعمة، والفنان الشعبي المعروف المرحوم سعدي الحلي )، وجري تسجيل بعض ألاغاني خارج العراق مع وتراخي قبضة الرقيب بفعل عوامل الفساد التي شاعت في فرض ابن الدكتاتور عدي( اتوات) واخذ نسبة من مبالغ التعاقد مع المؤسسات الفنية خارج الوطن للسماح بدخول نتاجا تهم لداخل الوطن وقيام حفلاتهم في الخارج والداخل ، مما أ فقدت السوق المحلية الكثير من إمكانياتها لسابقة وسهل في اختياراتهم للاعمالهم الفنية بعد إن تحرروا من قبضة الرقابة الجزئي ليسهل لظهور العديد من ألاغاني الجادة لشعراء معروفين من أمثال الشاعر المبدع عريان السيد خلف وعميد الشعر الشعبي العراقي مظفر النواب،و داود الغنام، والشعر كاظم إسماعيل الكاطع،، وعزيز الرسام، وكريم العراقي، وكاظم السعدي، ومحمد المحا ويلي وغيروهما، بأصوات فنانين مبدعين أمثال كريم منصور، ومحمد السامر، ومحمد عبد الجبار، وعبد فلك، وحاتم العراقي، وإسماعيل ألفروجي، وهيثم يوسف ومهند محسن، وصلاح بحر وصلاح حسن وأكرم الرحال وباسم ألعلي،وماجد حميد وماجد المهندس ،وكاظم الساهر. وحسن برسيم، ورضا العبد الله.....الخ.

وبعد سقوط الديكتاتورية واحتلال العراق تعرضت الأغنية مثل سائر القضايا الأخرى إلى هجمات الظلامين والتكفرين الذين منعوا الأغنية وتمادوا في تحريم الأغنية وجرى الاعتداء على المؤسسات الفنية وحرق محلات الاسطوانات الممغنطة ومهاجمة الإعراس والمحلات والفنادق والمطاعم، وجري منع ألاغاني في ألاماكن العامة ومنع الحفلات الغنائية في الفنادق والمطاعم والكازيونات وجرى مطاردة العديد من المطربين بحجة اجتثاث البعث، و تم قتل داود القيسي[ مطرب حزب البعث ]أمام بيته، وأصبحت الحفلات الغنائية و الموسيقية في المناطق الجنوبية والمدن المقدسة ومدينة الصدر من المنوعات بعد إن كانت هذه المناطق مصنع للمواهب الفنية والموسيقية وبات من غير الممكن تميز خيام [ الجاد ر ] للإعراس عن الأموات إلا بوجود اللافتات ا السوداء على الأخيرة التي شاع استخدامها من قبل العراقيين بوضعها لتعريف بضحايا القادسية وأصبحت تقليد متعارف عليه في أغلب مدن العراق كرمز للتعزية والموت بفضل حروب الديكتاتور المخلوع. وكان دور تلفزيون العراق الرسمي بعد الاحتلال لا يذكر في عملية أنتاج الأعمال الفنية والأدبية وساهم في تغطية الفعاليات الدنية الحسينية وغيرها أكثر من تغطية أي مهرجان فني، حيث كان هناك قصور واضح في عمل وزارة الثقافة في هذا المضمار بينما قدمت القنوات غير الحكومية مثل السومرية والشرقية والفيحاء ومحطات تلفزيون كوردستان نشاطات كثيرة في هذا الصدد.

وساهمت الفوضى الامنية والارهاب أيضا في القضاء على الأجواء الطبيعية للأغنية العراقية في داخل الوطن مماحدى بأغلب الفنانين والمطربين والموسقين والشعراء الهجرة إلى خارج الوطن للممارسة نشاطهم وفعالياتهم الفنية والأدبية، وقد اثر ذلك على الأغنية العراقية من مختلف جوانبها من خلال أدجال مفردات غير عراقية عليها، وإنشادها بإلحان غير عراقية، واقامة حفلات تجارية للإرضاء جمهور محدد تتحول فيه الأغنية إلى وسيلة لتكسب لدى العديد من الموهوبين، مع سيطرة الشركات الفنية التجارية على الإنتاج والتسويق والتوزيع الذي زاد من استغلال المطربين والفنانين وتم ربطهم بعقود طويلة الأجل أفقدتهم الكثير من هم [حقوق الملكية الفكرية ]، وفرضت عليهم في أغلب الأحيان شروط مجحفة قللت من خياراته الفنية، وقد دفع ذلك العديد من الفنانين إلى السعي لتكوين مؤسساتهم الخاصة المتواضعة للإنتاج والتوزيع في الدول المختلفة أو القيام بنشاطات وفعاليات جماعية فردية، مثل مؤسسة المقام العراقي في هولندا التي أسستها الفنانة فريدة سيدة المقام العراقي وزوجها الفنان محمد حسين الكمر واللذان كان لهم دورا كبير في نشر المقام العراقي في مختلف أنحاء العالم أضافه لنشاطات قاري المقام العراقي المعروف حسين الاعظمي وفرقة الجالغي البغدادي، ومن أعمالهم الجديدة للفنانة فريدة وزوجها الفنان محمد حسين الكمر بالتعاون مع الفنان سرور ماجد الذي لحن أنشودة وطنية بعنوان( يا أهلنا بالعراق) كتب كلماتها الشاعر الغنائي فالح حسون الدراجي وقام بأدائها كل من الفنانين فريدة ومحمد حسين الكمر الى جانب الملحن سرور، وتتناول الأنشودة معاناة العراقيين في الغربة جراء ما يحصل لأهلهم داخل البلاد ويخرج العمل المخرج بفارس خليل شوقي،ويعد الملحن سرور ماجد من بين جيل الثمانينيات في اللحن العراقي وحقق نجاحاً بارزا مع أصوات احمد نعمة ومحمود أنور ومضر محمد ويقيم منذ سنوات في كندا، وتأتي زيارته الى هولندا لتعميق التعاون مع مؤسسة المقام العراقي في مجموعة من الالحان.

و يعلق الشاعر الغنائي المبدع فالح حسون الدراجي على هذه التجربة الجديدة التي تذكر في تجارب الشاعر علي الغضب في بيدار الخير والمطرقة في السبعينات، في مقال له بعنوان ( المطربون [مضربون] ) فيقول ( والأمر يتعلق بتفعيل دورا لأغنية الوطنية، من خلال الأنصال بالفنانين العراقيين الطيبين، بخاصة أولئك المقيمين في الخارج، وحثهم على المساهمة في تقديم عدد من الأغاني الوطنية التي تدعو للوحدة والمحبة والسلام، وتحث على نبذ الإرهاب، والفتنة والطائفية، أيماناً منا بدورا لأغنية، وتأثيرها الفاعل بحياة المجتمع، لاسيما المجتمعات الواعية، فكان لنا الأنصال بعدد كبير من الفنانين العراقيين المعروفين، سواء من كان يقيم في العراق، أو يقيم في الأمارات، أو سوريا، أو الأردن، أو في دول أوربا وأمريكا، وقد حققنا نجاحاً جيداً في هذا المجال، بالتعاون مع الفنان حسن بر يسم والشاعر حمزة ألحلفي والفنان محسن فرحان والفنان جليل البصري والفنان كريم عاشور والفنان شاكر حسن والفنان سرور ماجد، والفنان محمد حسين كمر وغيرهم، حيث أنجزنا الكثير من الأعمال الغنائية المهمة، وقد كان طموحنا أكبر من المتحقق، لولا التكاليف الباهضة لتسجيل الأغاني في الاستوديوهات الموسيقية خارج العراق، تلك التكاليف التي ندفعها من جيوبنا، لنقدم الأغنيات الوطنية بعدها ( جاهزة وملبلبة ) للقنوات العراقية مجاناً، فضلاً عن عدم تعاون المسؤولين في الدولة العراقية، بخاصة المعنيين في الأجهزة الأعلامية، بسبب عدم إدراكهم لأهمية ودور الأغنية الوطنية، ويشرفني القول بأني لم أكتف شخصياً بشرف المبادرة، والأنصال وبذل الجهد، والمال، والوقت كذلك، بخاصة وأن ثمة فارقاً كبيراً بالوقت بين كالفورنيا والعراق، أوكالفورنيا والأمارات، أو مع الأردن، كما إني لم أكتف بكتابة أكثر من عشر نصوص غنائية وطنية خلال شهرين قدمتها لحسن بر يسم وفريدة وعبد فلك وقيس السامر، إضافة الى الأوبريت الذي كتبته لماجد المهندس ومهند محسن وورود جعفر وغيرهم، بألحان كريم عاشور وشاكر حسن، بل رحت أتحرك هنا وهناك لأعادة الحياة للأغنية الملتزمة، وتعبئة الطاقات الفنية الشريفة، إضافة الى تجميع العناصرالفنية الوطنية المتحمسة لقضية السلام والتآخي والوحدة، ومحاصرة ( الفنانين العراقيين ) المعادين للشعب العراقي، والمحرضين على العنف والقتل والتدمير في جحورهم، وهنا لا أريد أن أذكر الأسماء الطيبة التي ساندت نشاطنا الفني الوطني، ذلك النشاط الذي لم ينل للأسف أية مساندة من الجهات المسئولة، بقدرما نلنا وحصلنا عليه من دعم الشعراء والفنانين العراقيين الشرفاء، عبر تضامنهم معنا، وتفاعلهم مع الفكرة، وهكذا كنا نعمل بصمت، ودون ضجة كي لا نلفت نظر( الأعداء) فيقطعون علينا الطريق، وللحق فقد نجحنا جميعاً، سواء من كان في العراق، او في الأمارات، او في أوربا، ويكفي أن أقول بأن ثمة عملاً غنائياً وطنياً كبيراً سيظهر خلال هذه الأيام الى الجمهور، كتبته في كالفورنيا، ولحنه سرور ماجد الذي يقيم في كندا، وسجلته فريدة التي تقيم في هولندا، مع زوجها الموسيقار القدير محمد حسين كمر، مع فرقة موسيقية جاء أفرادها من دول أوربية عديدة، وأخرجه الفنان فارس خليل شوقي، حتى أن سرور ماجد جاء من كندا الى هولندا ليساهم بنفسه في تسجيل العمل !! ومع كل خطوة مفيدة نتقدم بها في هذا الاتجاه، لكي نعيد الروح الى الأغنية الهادفة والمتوفرة على عناصر الجودة والجمال والهدف السامي، والبعيدة عن الشعار والهتافية). وتظهر خارطة الأعمال الفنية للعديد من المطربين على توزعهم وانتشارهم على رقعة واسعة من المنافي وبلاد الغربة تشكل [ دمشق، دبي، القاهرة،] مراكز لقيام الفنانين العراقيين في نشاطاتهم وفعالياتهم الفنية فقد أنجز المطرب العراقي الشاب ماجد الحميد آلبوم غنائي جديد يضم عشرة أغاني تعامل فيه مع الشعراء كاظم السعدي وخضير هادي ومحمد كريم ألكعبي يؤمل أن يطرح في الأسواق نهاية العام الحالي، وقال الحميد في حوار مع برنامج (تراحي) من على قناة الشرقية أن من بين جديدة موال عن الوطن وأخر يناجي الأم من الغربة ومن بين نتاجه الفني الجديد أغنية (على كيفك) وأغنية (جزاك الله) موضحاً ان القيمة بما يقدمه الفنان وليس بالكثرة فيكفي أن تسجل 3 أغاني سنويا تبقى في ذاكرة المستمع أفضل من تسجيل عشرين أغنية تمر عابرة. كما كشف الفنان العراقي محمد عبد الجبار عن سعيه للتعامل مع شعراء وملحنين عرب بعد ثلاثة ألبومات عراقية، وقال عبد الجبار أنه أوشك على انتقاء 13 أغنية من بين 18 أغنية تحت يده وينتظر تسجيل الألبوم قريباً، وأضاف محمد عبد الجبار الذي بدأ حياته الفنية مع فرقة اتحاد الشباب ليصبح بعدها من بين جيل غنائي عراقي شاب أنه أختار أغنية (هو أنت هم تنسي) في مقدمة ألبومه الرابع، وعن اللغط الذي رافق أسم شاعر أغنية (شمسين) قال عبد الجبار انها للشاعر صباح الهلالي والملحن نصرت بدر الذي دعاه بإخلاص ان ينتقي النصوص ولا يركز على الأغنية السريعة بحثاً عن الشهرة، وعبر المطرب الذي عرف في بداية تجربته بإعادة أغاني الفنان حسين نعمة عن رغبته في التعامل مع الشاعر كاظم السعدي بعد أغنية (أنا المالوم وأنت تلوم بي) التي غناها في بداية حياته الفنية واصفاً اياه بالشاعر المحترف، وأختتم محمد حديثه لبرنامج (تراحي) بالإعلان عن الانتهاء من تصوير أوبريت وطني بعنوان أهل العراق مع مجموعة من المطربين الشباب منهم مظفر الأمير وأكرم الرحال ونمير عبد الحسين وقيس هشام. وأكمل المطرب العراقي الشاب رائد عادل أيضا تسجيل أغنية جديدة لحنها لصوته بعنوان (يلومني اللايم بي مادرى)، وقال عادل الذي أنهى دراسته في معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى ببغداد أنه يضع اللمسات الأخيرة مع المخرج لتصوير الأغنية في استراليا حيث يقيم حالياً، ويجيد عادل التلحين والعزف على آلة العود وسبق له أن تعامل مع مطربين محليين مغتربين في استراليا. والفنان حبيب علي قد صور ثلاثة أغاني من ألبومه السابق منها (عذابي) و(يامن تعب) ويستعد حاليا لتسجيل نصوص الشعراء كريم العراقي وكاظم السعدي وعدنان هادي وحيدر كريم وغازي السعدي وحامد الغرباوي وألحان علي فاضل ونصرت بدر وشاكر حسن ووليد الشامي.

وفي تعليق للفنان المبدع عبد فلك حول الموجة الجديدة لبعض الفنانين العراقيين في استخدام الأغنية العربية كوسيلة للانتشار والشهرة في البلدان العربية والمهجر، بان شهرة الفنان العراقي عربياً تعود لسنوات طويلة منذ حضيري أبو عزيز وداخل حسن ومحمد القبانجي وناظم الغزالي ومن ثم ياس خضر وحسين نعمة وفاضل عواد وسعدون جابر فعلينا كجيل غنائي جديد أكمال المشهد الفني العراقي الذي بدءه الرواد، وشدد عبد فلك في حواره ان الفنان من دون العراق لايعادل شيئاً مؤكداً ان سبب انقطاعه بعد البوم (حاكم) عام 2003 يعود للظروف القاسية التي يمر بها العراق، ووعد جمهوره بمجموعة جديدة من ألاغاني منها أغنية كتبها حيدر السعدي ولحنها حسن فالح ووضع التوزيع الموسيقى لها شاكر حسن بعنوان (فدوة لك) ثم أغنية على وشك تسجيلها قريباً باسم (تريد أسامح) لحنها حسن فالح أيضاً وثالة للشاعر خضير هادي والملحن ستار جابر، وطالب عبد فلك بدعم الفنان العراقي في كل النشاطات الإبداعية لأن الابداع العالي ينعكس على حضارة المجتمع ويعطي صورة ناصعة عنه. والفنان العراقي علاء سعد الذي لقي انتقادات جديدة حول أغنيته ألبرتقاله، يقوم بإنجاز ألبومه الأخير (الحرامية ) ويعتبره بمثابة أول ألبوم له على الرغم من أنه أنجز ثمانية ألبومات على مدى رحلته الفنية، وقال سعد في حوار مع برنامج (تراحي) من على شاشة الشرقية ومن مقر أقامته الحالية في دمشق أن ألبوماته السابقة لم تنل العناية الكافية من الأعلام ولم يروج لها كما ينبغي لذلك لم يسمعها الجمهور العربي مثلما حدث مع ألبومه الأخير. واستبعد سعد الذي يعد من الأصوات الشابة المدربة موسيقياً وعرف منذ طفولته بأداء أغاني الأطفال وتعامل مع نخبة من أمهر الملحنين العراقيين،وأكد أن إعادة تصوير أغاني سابقة له لإيصالها لجمهوره معتبراً ذلك خطوة متأخرة عن زمانها، وأوضح سعد الذي أقترنت بداياته الغنائية مع ألحان الفنان كريم هميم أنه بصدد الإعداد لتصوير أغنيتين من ألبومه الأخير في سوريا منها أغنية (الليل) التي كتبها كريم العراقي ولحنها علي سرحان. وكان سعد قد تعامل في ألبومه (الحرامية) مع نخبة من الشعراء العراقيين من بينهم كريم العراقي وكاظم السعدي وحامد الغرباوي فيما أشترك في التلحين نصرت بدر وضياء الدين وناصر الحربي وعمار العاني، وعن آخر نشاطات علاء سعد فقد قام مؤخراً بتصوير أغنية جديدة منفردة تحمل عنوان "الإطفائية"، وهي من اللون الشعبي العراقي الشهير الذي يمتاز به علاء، من كلمات ضياء المبالي وألحان نصرت بدر، مع المخرج ياسر الياسري الذي يتعاون معه مجدداً بعد تصوير أغنية "الحرامية" وبمشاركة نفس الموديل التي ظهرت معه في أغنياته السّابقة، ويقول " استعنت بها مجدداً لأننا نجحنا معاً في الأغنيات السابقة، الى جانب أنها التزمت معي دون غيري رغم العروض التي جاءتها، وأنا أتقصد ظهورها معي لأسباب أعتبرها ترويجية لأغنياتي إعلامياً، وكنوع من النجاح المشترك. وكانت أغنية البرتقالة التي غناها علاء سعد ونال الشهرة فيها في دول الخليج اثارة ردود فعل عديدة لدى المستمع والوسط الفني لأنها أعطت طابع مشوه للأغنية العراقية عبر استخدام الإثارة والإيقاعات الراقصة دون الاهتمام في الموسيقية العراقية الأصيلة وتقديم الأغنية عبر النص الشعري والجمل الموسيقية القادرة على تربية الذوق الفني والذي يطلع على لقاء علاء سعد يرى فيه انه ماضي في تجربته حتى النهاية (الطريقة البرتقالية) في أعماله "الحرامية، والاطفائية". وتشكل مثل هذه ألاغاني وغيره من ألاغاني التي يطلق عليها (الشبابية) محاولات في اغلبها تتخذ منحى مؤثر بشكل سلبي على الأغنية العراقية والطرب العراقي الأصيل، وفي تعليق للشاعر محمد المحا ويلي نقل عنه من [ موقع الجيران ] حول حال الأغنية العراقية فيتساءل، هل الأغنية العراقية في الداخل غائبة الآن؟ أبداً.. الأغنية العراقية موجودة والشعراء العراقيون مبدعون ولكن للأسف توجد موجة من النصوص الهابطة والأغاني السخيفة التي لا تمثل حال الطرب، ويوجد أشباه شعراء في الساحة العراقية نتيجة الغليان الموجود نتيجة كثرة الفضائيات وهذه الموجة سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة أدت إلى رداءة الأغنية العراقية لو رجعنا إلى نص أغنية البرتقالة فهو نص اعتيادي ليس فيه بريق عال لأنه نص درامي، ولكن المشكلة في تصوير الأغنية الذي أساء كثيرا للأغنية العراقية، من خلال وجود الفتيات الجميلات فيها أصبحت الأغنية خالية من الفكرة والمضمون. ولو كانت هذه الأغنية من دون فتيات لاندثرت بسرعة. واعتقد أن هذه الأغنية ومثيلاتها أساءت بشكل كبير للأغنية العراقية ولرصانتها ولتاريخها.

ويحاول العديد من المطربين والفنانين (السبعينيين ) العراقيين بمواصلة مشوارهم الفني في رفد الطرب الأصيل والعودة عبر ألاغاني الفردية والجماعية المعبرة عن القضايا الوجدانية والمشاركة للوطن في محنته وقضاياه، فقد ووضع الملحن المعروف طالب القره غولي لمساته اللحنية على الاوبريت الذي اشتغل عليه طوال السنتين الماضيتين مابين دبي ودمشق والذي يدعو للوحدة والتسامح والمواطنة، ولم يكشف القره غولي عن بقية الفنانين الذين يؤمل مشاركتهم في الاوبريت الا انه يتوقع أن ينظم المطربون الشباب الى نخبة من جيل السبعينيات الذي لحن لهم القره غولي أغلب نتاجهم الغنائي. ويقوم الفنان سعدون جابر تصوير عدداً من الأغنيات الجديدة التي سجلها مؤخرا في دمشق وتعامل فيها مع الملحنين كاظم فندي وكوكب حمزة في أول عودة بينهما بعد اكثر من ربع قرن على اخر أغنية لحنها كوكب حمزة لصوته (الطيور الطايرة) التي نالت شهرة عراقية وعربية.
وصف الفنان العراقي فؤاد سالم الوضع العراقي بالمأساة التي تمنعه من تقديم جديد بينما الدماء تسيل على أرض بلاد النهرين، والفنان فؤاد سالم قدم الكثير للأغنية العراقية منذ خروجه من العراق ملاحقا من قبل الدكتاتورية الفاشية الصدامية ومن أهم نتاجا ته الفنية( اريدك، لاجزا الله،يادجله، ياأم راشد، مشكورة، دقيت بابك ياوطن،كان ياماكان، عاش من شافك، رحلة عمر، اه يالولة )، وقال الفنان فؤاد سالم الذي يعد من بين أهم أصوات جيل السبعينيات في العراق بأنه يعيش حالة من الذهول تمنعه من الغناء العاطفي بينما يعيش أهله وشعبه وجمهوره في العراق في ليل حالك. ووعد سالم جمهوره عبر قناة الشرقية بإكمال البوم جديد أطلق عليه أسم (ليل) ويؤمل استكماله قريبا وتعاون فيه مع عدد من الملحنين العراقيين إضافة الى إلحانه وأعاد فيه غناء قصيدة للشاعر كريم العراقي كتبها منذ سنوات ولم تلحن فضلا عن قصيدة لشاعر سوري من دير الزور سبق وان غنى له (عاش من شافك حبيبي). ووجه فؤاد سالم المقيم حاليا في دمشق والذي تغرب عن العراق منذ منتصف السبعينيات دعواه الى العراقيين جميعاً داعياً إياهم الى التوحد وعدم الانصياع لدعوات الحلقات الضيقة التي تفرقهم مذكراً بالحضارات العريقة التي مرت على بلاد النهرين وأبقتهم متوحدين. وقال الفنان العراقي ياس خضر الذي يقيم حاليا في العاصمة السورية دمشق أنه بصدد إكمال البوم غنائي جديد يعود للتعاون فيه مع الملحن العراقي طالب القره غولي الذي شكّل علامة مضيئة في تجربته الغنائية إضافة الى إلحان نامق أديب. وكشف ياس خضر عن تعاون جديد مع الشاعر العراقي مظفر النواب الذي سبق وأن غنى له (البنفسج) و(حن وانه حن) باختيار أغنيتين يؤمل أن يلحنهما الفنان طالب القره غولي.

وعن ملامح الالبومه الجديد قال الفنان ياس خضر لبرنامج (تراحي) انه يتضمن سبع أغاني طويلة نسبياً يتوقع أن يصور عدد منها تلفزيونياً، وأكد في حديثه خبر مشاركته في الاوبريت الوطني مع نخبة من الفنانين العراقيين للملحن طالب القره غولي والذي يدعو للوحدة الوطنية والاخلاص للعراق وحده كما عاد حسين نعمة لجمهوره بعد إعلانه الاعتزال في رمضان الماضي من على قناة الشرقية الفضائية، عبر تسجيله ثمانية أغنيات جديدة تعامل فيها مع ملحنين وشعراء من جيل الشباب. وصور حسين نعمة مجموعة من أغنياته الجديدة لحساب قناة الشرقية منها (بين عليّ الكبر) وهي أغنية عاطفية بمسحة حزن تعبّر بامتياز عن مرحلة الفنان وعمره، وقال الفنان حسين نعمة في الحوار المفتوح الذي أدارته شيماء عماد زبير انه تردد كثيرا قبل إعلان اعتزاله عبر قناة الشرقية في شهر رمضان الماضي، لكن ردود الفعل التي لمسها من جمهوره جعلته يعزف عن قراره بالاعتزال، وستنفرد (الشرقية) بعرض فيديو كليب أغنيات حسين نعمة الجديدة في أول تصوير لاغانية الجديدة بعد أكثر من عشر سنوات على أخر أغنية صورها
وانتهى الملحن العراقي كوكب حمزة المقيم في الدنمارك من تلحين أربعه نصوص غنائيه من كلمات الشاعر رياض النعماني بينها أغنيه (وينك) التي تتحدث عن ام عراقيه يطول انتظارها لابنها الغائب، ولم يشر الفنان كوكب حمزه الذي يعد من جيل السبعينيات في اللحن العراقي على الصوت الذي سيؤدي هذه الاغنيه،لكن التوقعات ترجح أنه سيقدمها لصوت الفنان سعدون جابر بعد عوده التعاون بينهما منذ أغنية (الطيور الطايرة) التي لحنها حمزة لصوت جابر نهاية السبعينيات من القرن الماضي، يذكر أن كوكب حمزة عرف مع بدايات الفنانين العراقيين حسين نعمة بأغنية (يانجمة) وفؤاد سالم بأغنية (وين بالمحبوب).

وعن مستوى الأغنية العراقية أبدى الفنان العراقي كاظم الساهر رأيه حول هذا الموضوع ونصح الفنانين العراقيين ممن يقدمون أعمالا هابطة قائلا "يجب على الفنانين الملتزمين الموجودين على الساحة ألا يحبطوا من هذه الظاهرة بل على العكس، يكون ذلك دافعا لهم نحو مزيد من الجهد والمثابرة، والتقييم في النهاية هو بين الغث والثمين، والحكم متروك للجمهور( الشرق الأوسط 6 - 4 2006).
وخلال مشاركة الفنان كريم منصور في مهرجان المدى الثقافي في كوردستان العراق ( أربيا ) التقته المدى ليتحدث عن تجربته ومعاناة الفنانين العراقيين في الخارج قال موضحاً:
- فيما يخص الأغنية العراقية في الخارج فاغلبها لا تنتمي إلى الأصالة ولهذا أسباب أهمها أن الفنانين الذين يعملون على هذا النوع من الأغاني يقعون تحت سطوة القنوات الفضائية وتستغلهم، بالمقابل هم يضطرون للتعامل مع هذه الفضائيات لأسباب مادية قاهرة - لأن الغربة جرح دائم النزف بالنسبة للمغتربين العراقيين، لكن المهم أن الأغنية العراقية سواء بالداخل أو الخارج هي تراثنا الغنائي الذي نظل أوفياء إلى نقله لتمتع المشاهدين والمستمعين إلى جماليته وأضاف الفنان كريم منصور - إن على المطرب مسؤولية الحفاظ على الأغنية العراقية وعدم التفريط بطربها.
وهناك مطربين عراقيين يقدمون الأغنية في الخارج بنجاح وباداء جميلة. وعن مشاريعه الفنية قال الفنان كريم منصور أنجزت شريط غنائي يحتوي على مجموعة من الأغاني من ألحان كاظم فندي وجعفر كاظم، وقمت بتلحين عدد من الأغاني كما كتبت ولأول مرة أغنية ضمن هذا الشريط وأسميتها (فيروز) هذا الشريط صدر في ظروف صعبة لكنه أخذ الآن بالانتشار شيئاً فشيئاً وننوي تصوير بعض الأغاني في قناة العراقية ويشير - ان ازدياد عدد القنوات الفضائية أتاح للمطرب فرصة كبيرة لتأكيد حضوره الغنائي، إلا أن هناك مشكلة وهي أن بعض القنوات تفرض شروطها على المطرب وهي تعجيزية وهذه مشكلة كبيرة ولا تستطيع أن تتعاون مع مثل هذه الفضائيات مما يجعلنا في قطيعة معها، بل نحن نستغرب من بعض الفضائيات وخاصة العراقية عدم بث الأغاني العراقية ذات الجمالية العالية والتراث الأصيل ولو بشكل قليل.
وحول تأسيس رابطة للدفاع عن حقوق المطربين أوضح، نعم هذا مطلب مهم لحماية المطرب ومنجزاته الإبداعية وقد طالبنا كثيراً، لكن أصواتنا بهذا الشأن كانت تصطدم بالصخر ولا أحد يسمع أو يستجيب ولكن نؤكد على تحقيق هذا المكسب لأنه ضرورة مهمة تعيد للمطرب حقه وتصون إبداعه وتحافظ عليه (عن موقع الجيران).

وهناك محاولات جادة أيضا للإعادة اللاغنية السياسية والوطنية إلى موقعها الحقي وازالة الحيف والتشويه الذي لحق بها من قبل الدكتاتورية الفاشية التي حولتها إلى بوق دعائي للديكتاتور صدام ونظام حكمه المقبور، ومن هذه المحاولات ماقدمته فرقة الشرارة منذ الأغنية الأولى تحت تمثال ألجواهري في ساحة الفردوس وأنشدت هذه الفرقة في آذار الماضي، أنشودة مروج الوطن من كلمات الشاعر الفريد سمعان وألحان الفنان جمال عبد العزيز، بأصوات الفنانين ( أبو ليناس، كريم الرسام، وليد ألهاجري، باسم مطلب) اعضاء فرقة الشرارة.. وفي مدينة البصرة هناك محاولات جادة من قبل الفنان منذر فليحان وبالتعاون مع الشاعر علي أبو عراق وإلحان الملحن الكبير طارق ألشبلي في مجموعة أغاني للمطرب منذر فيحان أبرزها (يابو الوطن)،وهناك مساهمات عديدة للفنانين حسين البصري وحسن برسيم وحسام الرسام بأغاني فردية وطنية ووجدانية جادة.
وبالرغم من كل الظروف العصيبة التي يمر في العراق ولكن الفنانين المبدعين يواصلون طريقهم ويظهرون على الساحة الفنية العراقية في داخل الوطن وفي المهجر، ومن هولاء كاظم الرسام،ورحمة مزهر بنت الفنان الراحل رياض أحمد، والفنان الشاب عبد النور المقيم في الأمارات العربية، وسناء طالب غالي التي غنة العديد من ألاغاني للملحن المعروف طالب غالي والشاعر الغنائي المبدع ئاشتي الناصري، إضافة إلى قاري المقام الموهوب خالد السامرائي المقيم في الوطن وهناك العديد من الأصوات الغنائية الريفية التي يحتصنها بيت الغناء الريفي في محافظة ذى قار يؤمل إن تأخذ مكانها في الوسط الفني في حالة الانفراج وانهاء الاضطهاد الذي يعانيه الفنانين.

وتحتل اليوم التواشيح الدينية والمواليد الدينية والقصيدة الحسينية للقاري الحسني باسم الكر بلائي حيز واسع من سوق الاستماع في العراق بفعل الظروف التي يعيشها الشعب العراق، ولم تكن هذه الأعمال الفنية الدينية غائبة في السابق بل كانت محصورة في أوساط محدودة، اما الان فقد جري تعميمها واختفت الأغنية من الشارع والأماكن العامة وحتى محلات التسجيل وحل محلها المنتج الديني الفني الذي تم فرضه في السوق في الكثير من الأحيان تحت القوة بواسطة المليشيات المسلحة والجماعات التكفيرية، إن سيادة القانون والقضاء على الإرهاب بكافة أشكاله وفي مقدمته الإرهاب الفكري سوف يساهم في عودة الفنانين المغتربين إلى وطنهم وحماية الفن والأدب العراقي والثقافة العراقية ويسهم في تطوير هما لخدمة الحاجات الروحية والإنسانية، وحتى ذلك الحين يبقى مستقبل الأغنية مثل كل القضايا الأخرى مجهول المستقبل.
Majid.sha61.hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف