عالم الأدب

أفلام الخريف الجديدة تثير حرب العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لوس انجليس من بوب تورتيلوتي (رويترز): استغرق الأمر عدة سنوات قبل ان يشاهد جمهور السينما في الولايات المتحدة أفلاما تجسد الحرب في فيتنام لكن سلسلة من أفلام الخريف ستختبر قريبا شهية الجمهور لحكايات سينمائية عن السياسة الامريكية والخسائر البشرية للحرب في العراق. وسواء مثلت الافلام التي من بينها الفيلم التسجيلي " وطن الشجعان الحقيقة الاساسية" "The Ground Truth" والفيلم الروائي "وطن الشجعان" "Home of the Brave" للمخرج ايروين وينكلر الحاصل على الاوسكار تحديا لسياسة البيت الابيض أو تأثيرا على المشاهدين فهو أمر مفتوح للنقاش. لكن المتفرجين سيجدون من الصعب ان لم يكن من المستحيل مشاهدة الافلام بدون دراسة الأحداث الراهنة والحرب في العراق وهذا يمثل في حد ذاته اختلافا عن عصور سابقة. وقال ريتشارد شيكل الناقد المخضرم بمجلة تايم "جرت العادة على هضم الاحداث قبل ان تضطر للتعليق عليها ولا أعتقد ان هذا سيحدث بعد ذلك." وأضاف أن "الناس لديهم الآن آراء مباشرة ويعبرون عنها." وقال ناقد آخر بمجلة ماكسيم يدعى بيتي هاموند دأب طويلا على مشاهدة أفلام هوليوود ان سرعة الاتصالات حول الكرة الأرضية والانترنت تجعل مخرجي الافلام يريدون عرض قصصهم الفريدة بشكل أسرع. وأثمرت حقبة فيتنام عن انتاج فيلم "القبعات الخضراء" "The Green Beret," عام 1968 بطولة جون وين.
ولم يستطع الجمهور قبل عام 1978 أي بعد ثلاث سنوات من سقوط سايجون مشاهدة فيلمي "العودة للوطن" "Coming Home" و"صائد الغزلان" "The Deer Hunter" اللذين تناولا الخسائر البشرية لتلك الحرب التي لم تحظ بشعبية. ولم يذكر أحد من مخرجي الافلام القادمة عن الحرب في العراق ان الهدف من فيلمه هو إثارة المعارضة لهذه الحرب او للرئيس جورج بوش. لكن الافلام كلها تطرح تساؤلات ليس من السهل الاجابة عليها.
وعن الفيلم التسجيلي الذي عرض في سبتمبر ايلول باسم "أمريكا في مواجهة جون لينون" قال جون شينفيلد أحد مخرجيه "يدور محور قصتنا حول حرب غير شعبية ورئيس أقل أمانة تجاه البلد واذا انتقدت (الادارة) عن ذلك فانهم قد يصفوك بأنك غير وطني. فهل هذا يبدو مألوفا.." وتحكي قصة فيلم شينفيلد وزميله المخرج ديفيد ليف كيف حاولت ادارة الرئيس ريتشارد نيكسون إسكات عضو فريق البيتلز السابق جون لينون وهو من النشطين الذين عارضوا الحرب في فيتنام. ويتناول فيلم تسجيلي اخر هو "أشلاء العراق" "Iraq in Fragments" حياة العراقيين العاديين. وفاز هذا الفيلم بجائزة مهرجان صندانس السينمائي. وقال المخرج جيمس لونجلي انه يأمل ان يساعد الفيلم المتفرجين في التعرف على شعب ذلك البلد ومن هم وكيف يفكرون؟. وقال لونجلي "الناس يريدون معرفة ما اذا كان ما نفعله لمصلحة العراقيين والولايات المتحدة. عليكم ان تسألوا انفسكم ذلك السؤال عندما تنفقون (مليارات الدولارات) على احتلال لا طائل من ورائه."
وكما هو الحال بالنسبة لفيلم "العودة للوطن" فان فيلمي "الحقيقة الاساسية" و"وطن الشجعان" يستكشفان الاضرار الجسدية والذهنية والعاطفية للجنود العائدين من الحرب.
وقالت باتريشا فولكرود مخرجة فيلم "الحقيقة الاساسية" انها لم تتأثر بالسياسات المناهضة للحرب بل بغضبها الشخصي من عدم تلقي العديد من الجنود العائدين للوطن الرعاية التي يحتاجونها. ويركز فيلمها على الاضطرابات النفسية للجنود بعد الحرب.
وإقبال المشاهدين على هذه الافلام مسألة غير محسومة. فلقد أقبلت الجماهير بأعداد كبيرة على الفيلم التسجيلي "11-9 فهرنهايت" "Fahrenheit 9/11" الذي حقق 120 مليون دولار في دور العرض بامريكا وكندا لكن الفيلم الذي أخرجه مايكل مور والمناهض للرئيس الامريكي جورج بوش لم يؤثر على الانتخابات الرئاسية كما كان يأمل.
ويقول خبراء صناعة السينما مثل شيكل ان جمهور السينما العادي يريد أفلام التسلية والفنتازيا والحركة والمغامرة وليس أفلاما عن محاربين قدماء جرحى وسياسات الرئيس.
ومع ذلك فان الافلام ليست من أجل الجذب الجماهيري فحسب وبغض النظر عما اذا كانت تغير الانتخابات فانها تستطيع ان تؤثر على العقول. يقول شون هيوز (31 عاما) وهو جندي سابق من مشاة البحرية وعائد من العراق "ماذا عرفت عن فيتنام.. عرفت فيلم (الفصيلة) 'Platoon... وعرفت فيلم (القيامة الان). 'Apocalypse Now,'"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف