عالم الأدب

المكسيكي مونسيفايس يظفر بجائزة خوان رولفو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

للآداب الأمريكي اللاتيني والكاريبي لعام 2006


محمد المودن من مدريد: "لقد جدد كارلوس مونسيفايس في أشكال كتابة الوقائع الصحفية، والكتابات الأدبية، وفي الفكر المعاصر سواء أكان على مستوى المكسيك أم على مستوى أمريكا اللاتينية...كما طرق لغة متميزة لنقل غنى الثقافة الشعبية وفرجوية التحديث الحضري، وتقديم رموز السلطة والذهنيات". على هذا النحو سوغت لجنة التحكيم المكلفة بانتخاب الفائز بالجائزة الأدبية خوان رولفو لعام 2006 ، اختيارها بإجماع الكاتب الأدبي والصحفي والمثقف المكسيكي كارلوس مونسيفايس المزداد بالعاصمة المكسيكية سنة 1938، فائزا بالنشرة السادسة عشر من هذه الجائزة. وهي جائزة تحضى بقيمة كبيرة في الأوساط الأدبية والفكرية والثقافية وحتى الإعلامية في أمريكا اللاتينية وقد ظفر بها في نشرات سابقة كتاب لاتينيون كبار.
كارلوس مونسيفايس واحد من أبرز المثقفين والكتاب والصحفيين المكسيكيين في الوقت الراهن، ازداد بالعاصمة سنة 1938، وانخرط منذ وقت مبكر في الكتابة الأدبية والصحفية بعدد من الملاحق الثقافية والمجلات الأدبية في المكسيك، من مثل "إل يونيفيرسيل" و"فوتورو" و"إلغايو إيلوسترادو" وغيرها... كما شغل كذلك عضوا باحثا في المعهد الوطني للأنتروبولوجيا وتاريخ المكسيك. وعمل مونسيفايس كذلك محاضرا بعدد من الجامعات المكسيكية ، وبجامعات في بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية كما في الولايات المتحدة الأمريكية كذلك.
وكان الفائز بجائزة "خوان رولفو" الأدبية لهذا العام ، قد درس الاقتصاد والفلسفة والآداب بالجامعة الوطنية المستقلة بالمكسيك، وقد مكنه تكوينه المتعدد من امتلاك القدرة الأدبية والفكرية على المساهمة على نحو بارز في رسم ملامح الحياة الثقافية والفكرية والسياسية بالمكسيك الحديث .
ولعل ما يميز التجربة الأدبية والإبداعية لهذا الأديب والمفكر المكسيكي مونسيفايس،هو براعته الأدبية في مجال كتابة الوقائع اليومية الصحفية، وهو نمط من الكتابة أستطاع أن يؤسس لنفسه هوية أدبية، ضمن الأجناس والأنواع الأدبية والثقافية الحديثة ، بل إن الجائزة كما ورد في بيان لجنة التحكيم التابعة للمؤسسة المانحة للجائزة، قد أوضحت كيف أن ارتباط الكاتب بهذا الصنف من الكتابة كان ميزة أدبية قوية ضمنت ظفره بالجائزة.
وكانت تلك الوقائع اليومية الصحفية التي كتبها مونسيفاس بحس أدبي وفني لامع، منذ التزامه بهذا الصنف من الكتابة، قد جمعها كلها في مؤلف أطلق عليه اسم "مبادئ وسلط" ونشر أول مرة عام 1969.
ومن الأعمال الأدبية الأخرى التي أفرزتها التجربة الأدبية لمونسيفايس مؤلفه "أيام للاحتفاظ بها" التي ألفها عام 1971، ثم روايته الأخرى الموالية"حب ضائع" وهو عمل يتناول الأوجه الأسطورية في السينما، والأغاني الشعبية، والعمل النقابي والانتساب إلى اليسار كما يتناول السياسيين وكذلك البرجوازية. وألف في العام 1987 مؤلفه : "مدخل حر: وقائع مجتمع ينتظم". وكتب مونسيفايس في العام الموالي أي عام 1988 عملا أدبيا آخر سماه "مشاهد حياء وطيش"وهي تدور حول مجتمع الفرجة . وتوالت في السنوات الموالية أعمال أدبية أخرى ألفها لاحقا، كعمله "طقوس التشوش" الذي ألفه عام 1995، وقبلها في العام 1992 أعدا عملا بيوغرافيا سماه" فريدا كاهلو:حياة وعمل". ومن بين أعمال الكاتب المكسيكي مونسيفايس كذلك ما ارتبط بدراسة الشعر ونقده، ونلفي لديه في هذا الباب أعمالا نقدية من قبيل "أنطولوجيا الشعر المكسيكي للقرن العشرين" ألفه عام 1966، ثم عملا نقديا آخر هو بمثابة الجزء الثاني للعمل السابق، " الشعر المكسيكي - 2 - من 1914 إلى 1979" ألفه عام 1979. ثم الجزء الثالث من مشروعه الخاص بالنقد الشعري وسماه "الشعر المكسيكي -3- ألفه عام 1985.
وكانت بعض هذه الأعمال التي ألفها قد حصدت جوائز مهمة، كجائزة "مازاطلان" عن روايته "مشاهد حياء وطيش" التي ألفها عام 1988، وجائزة "خبير فيوروتيا" عام 1995، وكذلك جائزة أدبية أخرى عام 2000 عن عمله "ميولات عائلة: الثقافة والمجتمع في أمريكا اللاتينية". وفي العام 1988 حصل على الجائزة الوطنية للصحافة.
وكان ناقد غربي يدعى جون كرانياوسكاس قد وصف المنجز الأدبي والفكري والصحفي لكارلوس مونسيفايس ، بأنه منجز" يعد شاهدا أدبيا على التغييرات الثقافية والسياسية لمحيطه" المكسيك. وأضاف الناقد ذاته بخصوص الأديب الفائز بجائزة "خوان رولفو" الأدبية للعام 2006، قائلا: "إنه يكتب من أجل أن يبقي على أمل التغيير قائما وحيا".
وكان مونسيفاس الذي يحسب على اليسار في المكسيك من بين المفكرين والكتاب المكسيكيين الذين وقعوا على عريضة تطالب بإعادة إحصاء الأصوات في الانتخابات التي مازل المكسيكيون يعيشون أزمتها بسبب التشكيك في نتائجها، وكانت من بين الموقعين على العريضة كذلك الكاتبان المشهوران إلينا بونياتوسكا وخوان فيورو.
وكانت النشرة السابقة، أي عام 2005، من جائزة "خوان رولفو" التي شهدت هذا العام سجالا بسبب تحفظ ورثة الأديب المكسيكي خوان رولفوا (1918-1986) الذي سميت الجائزة الأدبية لأمريكا اللاتينية والكاريبي باسمه، على انتقادات صدرت عن شخصية أدبية ظفرت بالجائزة في مناسبة سابقة، واعتبرتها هجوما على قيمة خوان رولوفو، قد فاز بها الأديب المكسيكي من أصل إسباني طوماس سيغوفيا. وفي عام 2004 فاز بها الكاتب والأديب الإسباني خوان غويتيسولو. وفي عام 2003 فاز بالجائزة ذاتها الكاتب البرازيلي رونيم فونشيكا.، أما نشرة عام 2002 من الجائزة فكانت من نصيب الكاتب الكوبي سنتيو فيتير. وينتظر أن يجري تسليم قيمة الجائزة إلى الكاتب المكسيكي كارلوس مونسيفايس في 25 من نوفمبر المقبل، تاريخ افتتاح المعرض الدولي للكتاب بغوادا لاخرا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف