عالم الأدب

ختم روماني قديم يهدد شهرة بيكاسو

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسامة العيسة من القدس: من المرجح أن الفنان العالمي الشهير الراحل بابلو بيكاسو، لم يكن يتوقع، أن يظهر أحد يزاحمه على نسبة الشعار الذي اشتهر به، وهو الحمامة وغصن الزيتون. ولكن ما لم يتوقعه بيكاسو وغيره، جاء من عمق التاريخ، حيث كشفت حفريات نفذتها سلطة الآثار الإسرائيلية في منطقة الجليل عن ختم قديم نقش عليها صورة ختم الحمامة وغصن الزيتون حمامة مع غصن الزيتون، فيما يشبه شعارا، ربما كان مألوفا في الفترة التي يعود إليها هذا الختم المثير.
وتم العثور على الختم وغيره من أدوات، بعد كشف سلطة الآثار الإسرائيلية عن معصرة زيتون ضخمة، في مغارة كبيرة، إلى الشمال من قرية طبعون العربية في منطقة الجليل شمال إسرائيل. وقال رافع أبو ريا مفتش آثار الجليل الغربي في سلطة الآثار الإسرائيلية، بان الختم الذي نقش عليه شعار غصن الزيتون والحمامة هو عبارة عن حجر جيري طوله 8 سم وعرضه 4 سم. ووصف رافع في حديث للإذاعة الإسرائيلية الكشف عن هذا الختم بأنه ممتع وجميل جدا ومثير، خصوصا وانه يأتي مع بداية موسم الزيتون هذا العام.
وأشار رافع بان الحفريات كشفت عن معظم أجزاء المعصرة التي تبين أنها استخدمت في فترتين تاريخيتين الأولى العصر الهيليني في القرن الرابع قبل الميلاد، والثانية في الفترة الرومانية في القرن الأول الميلادي.
ومن بين ما كشفته الحفريات حجارة الرحى التي يصل وزن الواحدة منها إلى 2 طن، بالإضافة إلى من ادوات المعصرة الضائعة أحجار أخرى تعرف بأحجار الثقالات التي كانت تستخدم في عملية عصر الزيتون ويزن الواحد منها نصف طن، وتم العثور عل أربعة أحجار منها. وقال بأنه لم يتم العثور على اليد الخشبية الكبيرة التي كانت تستخدم في المعصرة ويعتقد أن طولها 8 أمتار وسمكها 40 سم. وأصدرت سلطة الآثار الإسرائيلية بيانا عن الكشف الجديد أشارت فيه إلى أن العمل في الموقع الأثرى، تم خلال الحرب الأخيرة على لبنان، حيث كانت منطقة شمال إسرائيل هدفا لصواريخ حزب الله. وتساءلت هل الكشف عن الخاتم الذي يحمل اشهر شعار عن السلام، يحمل رسالة من الماضي إلى الحاضر والمستقبل؟
وعن بداية الكشف ذكرت سلطة الآثار انه في أثناء عمليات تطوير بالقرب من مستوطنة (الون ابا)، حدثت المفاجأة عندما تم اكتشاف معصرة زيتون جميلة جدا تم تركيبها دخل شق صخري كبير في أحد الكهوف.
وكانت هذه المعصرة تستخدم قبل ألفي عام في الإنتاج الصناعي لزيت الزيتون، وبدا الحفر في المكان خلال الحرب وانتهى مؤخرا، أما عن الختم المثير فحسب بيان سلطة الآثار فانه اكتشف على أرضية الكهف. واكتشف في الموقع أحواض ليسيل فيها الزيت بعد هرسه، بالرحى الكبيرة، التي كانت تدار بواسطة الحيوانات.
وتؤكد سلطة الآثار الإسرائيلية انه توجد دلائل على أن الاستخدام الأول لهذه المعصرة تم في الفترة ما بين القرنين الأول والرابع قبل الميلاد، ثم في الفترة الرومانية المبكرة، ويعتقد انه إلى هذه الفترة يعود الختم المنقوش عليه طير الحمام وغضن الزيتون، وحتى النم لم يتم التأكد من الغرض من وجوده على أرضية الكهف.
وقال أحد علماء الآثار في سلطة الآثار الإسرائيلية، انه خلال الحفريات التي أجريت والحرب مستمرة، كثيرا ما كان العاملون في الموقع يتركونه ليختبئوا في الملاجئ، وبعد زوال الخطر يعودون للعمل من جديد.
واضاف "الان وبعد أن أصبحت الحرب خلفنا، ونظرا لجمال واهميه هذا الموقع، فان سلطة الآثار لن تسمح بأية أعمال بناء في المكان، وسوف توصي بالحفاظ عليه، وفتحه للجمهور". وحسب مصادر اثارية إسرائيلية مختلفة، فان سلطة الآثار ستعمل على ترويج الموقع المكتشف على مستوى عالمي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف