عالم الأدب

شعر آخين ولات اثراء للشعرالكردي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"ريح الشمال"، الديوان الجديد لآخين ولات/ إضافة نوعية إلى الشعر الكردي
(لغة مشبوبة لاتتعالى على دفء المعنى ولاتتأخر عنه..)

قبل حوالي سنتين كنا في صدد البحث والإعداد لإصدار جديد من الفصلية "حجلنامه" ولم يكن الإعداد سهلاً لعدد خاص عن الشعر النسائي الكردي، ولم يكن الأمر يسيراً على المحررين والكتاب المشاركين والأسباب عديدة بعضها معروفة لدى القرّاء وغيرها المجهول يضيق المجال عن ذكره. كنتُ مكّلفاً بجمع النماذج من شعرهن الكردي في سوريا وبذلت ما في وسعي لقراءة ماكتب منه بالعربي وترجمة ماكتب بالكردية، ولا أخفي أن الأخير هو الذي كان يهمني اكتشافه، لأنّ الأول له مجاله الذي يدخل في تقييمه الأوسع أعني باقة الشعر العربي.. كنت أخشى الخيبة في مسعاي، إذ الشعر المكتوب بالكردية في سوريا كان لحد سنوات قريبة في أطوار نامية أولى، فكيف به في جانبه الرقيق اللطيف!؟..، الخيبة التي كنت أخشاها صارت تتبدد مع الأيام والجهود المضنية صارت تثمر وفي أكوام القش صرنا نعثر على سنابل ذهبية سليمة مفعمة بالأمل والرواء والشعر.. كان الحقل النضر مفاجئاً لي في الحقيقة ولن أكرر ما كنتُ درسته في العدد الخاص بالأدب النسائي الكردي ذاك، فما أريد التوصل إليه هو أنه برقتْ في جعبتي قصائد لشاعرة اسمها آخين ولات، من كرد سوريا ـ عفرين تحديداً.. وأقصى معرفتي بشعرها هو ماصرت أقرأه في صفحات الأنترنيت، وعلى هذه القراءات بنيت انطباعاتي الأولى، التي مالبثت أن توطّدت في صيف تخمرت فيه دراستي عن شعرهن، توطّدت عندما قرأتُ مجموعتها الأولى المطبوعة (قصائد بلا لسان) المنشورة في عام 2000، حقاً لقد سررت بشعر كردي نسائي مكتوب بالكردية رغم كل المعوّقات المعروفة التي كان يشترك فيها من يكتب بالكردية من الرجال والنساء، وبعض هذه المعوقات كانت تخصّ الشاعرات تحديداً. فأنْ تفكفك الفتاة الشاعرة كلا النوعين من التابوهات وتنجو فهي موهوبة أولاً ومحظوظة ثانياً، وفي تلك الرقعة من الموهبة المتميزة والحظ السعيد يتفرد الشعر ويجترح، وكانت تلك غنيمتي بالاستمتاع باللطف والجمال والحزن الشفيف وأخيراًبالصَدَفات التي يلمع منها لؤلؤ الشعر ويبزغ! وعندما ترجمتُ باقة من شعر آخين إلى العربية في ذلك العدد وجدته احتفظ بالكثير من عذوبته وظلّ متأبياً على أي فقد لروائه حقاً، ورغم أن آخين نفسها تكتب شعراً جميلاً بالعربية أيضاً يبزُّ الكثير مما يسود الساحة اليوم؛ لكنني أميل إلى ماتكتبه بالكردية لأنّ اللسان الكردي أحوجُ مايكون إلى هذه الطاقات اللطيفة الموهوبة في تمايزها والمعطاءة في المعنى والمتمكنة في المبنى وتلك هي المسألة..!
في الصيف المنصرم 2006 هذا كنتُ معتكفاً في عامودا أقضي إجازة تحت رحمة شواظً منبعث من بوابات الجحيم وكان الندى قليلاً والنسيم بخيلاً والأجواء مشحونة بدخان الحروب والليالي الصاخبة للمطربين الشعبيين الذين كانوا يؤازرون البعوض!.. في ذلك المناخ وصلني الكتاب الثاني لآخين الصادر عن دار آفستاـ سلسلة شاه ماران - استانبول حديثاً بطبعة أنيقة تليق بالجهد المبذول لإبداعه، وسررتُ حقاً لأنه يعنيني مثل هذا الإصدار لأسباب عديدة: أولها أنه يؤكّد ماذهبت إليه قبل سنوات في قراءة أولى لشعر هذه الشاعرة المبدعة، وثانياً لأنه يحتفظ بذات الروح، مغذاة بمزيد من العمق وبمزيد من التمكّن من أدواتها وبلغة أقل ثناء يليق بها أنها تخصّها وتدلُّ عليها وهنا تتجلى إضافة أيّ شاعر، أعني توفقَّه إلى لغته الخاصة المتفرِّدة.. والمجموعة الجديدة مهداة إلى رفيق درب آخين ولات.. محمد عفيف الحسيني، وبعنوان (ريح الشمال) ولايختلف اثنان أن الشعراء لايختارون العنوان عبثاً، حتى ولو كان الأمر في لحظة انبثاقية؛ فلم يخطر لي لحظة أثناء قراءة المجموعة أن لو كان عنوان المجموعة غير (ريح الشمال).. والشمال لدى الكرد له مداليله التي لاتخطىء الأفهامُ في استقرائه، حتى أنهم يكادون يحصرون الجهاتِ كلَّها فيه وأن لاشمال إلا شمالهم! وأن الكرة الأرضية تنتهي عند هذا الشمال فحسب فهو قرين الحزن - على الأغلب - والفرح القليل، ولكنه أيضاً خَدَين التجلد والصبر والثبات والانكسارات والانخذالات والهزائم والمجازر وتجبر الأغيار عليهم، وعلى المستوى الجغرافي يقترن بالجبال والكهوف والثلج وخريطة لاحبة من الآلام تهيمن على معظم المشهد..
خلال ست وثمانين صفحة من القطع المتوسط وبحروف صغيرة تطوف آخين ولات في خارطة الحب والألم والصبر والحزن الفياض والفرح الهش الرقيق، وكل ذلك مايشكل سدى القصيدة ولحمتها..، وإني حقاً لمندهش لهذه الهندسة القصدية التي اتبعتها الشاعرة في توزيع القصائد داخل الكتاب فالمجموعة مقسّمة بشكل بديع وتعمّد جميل على خارطة شمالها الأثير وفق مايلي:
1- ليالي الشمال "يوم يلمع بالمطر... أسيل منك".
2- محبة في هبوب الشمال "يداك تورقان في عشقي".
3- رياح الشمال "أرِحْ عاصفتك في هبوبي فالوقت متأخر".
4- غرب الشمال "بعض الأزاهير الصفراء.. استطالات النعوش".
5- موجة من شواطىء الشمال "الحجارة تبكي، لم تعد الدروب تصبِّر عينيّ".
6- أحاسيس الشمال في آهة منتحبة "أتحرر من ذاتي حتى أظلّ في فخاخك".
.. وعلى هذه المفاصل الستة ترتفع عمد لحزن الشمال ولعواصفه ولهبوبه ولغضباته ولثوراته ولانفعالاته ولبهجاته ولاشتهاءاته ولانتظاراته ولملذاته ولقبلاته ولعناقاته ولتوجساته ولمخاوفه التي لانهاية لها.. حيث تمتزج الطبيعة لدى الشاعرة ـ على الأغلب - بالرجل العاشق والمعشوق، وحين تجد أنك تكاد لاتقدر على فكّ هذا المزيج الآسر من الوشائج بين الحبيب الذي من الشمال والشمال الذي يشخصن الحبيب، لايعود يهمّك أن تنزع الإهاب عن أحدهما لتعرف أيهما الإنسان وأيهما الجهة، مادامت الشاعرة قد أتقنت اللعبة تماماً:
ترك الباب نصف موارب
أَسبلَ عينيّ الاثنتين
إنها وقع خطواتك التي تقترب
لا أتجرّأ على فتح عيني
ولا أن أغلق الباب
إنه عصفك، يترك بواباتي مفتوحة على مصاريعها
إنها آثارك التي تتلاشى من الحيَ.
تركَ الباب مفتوحاً
وكذلك عينيَّ!

والحبيب ليس عاصفاً دوماً ليترك الأبواب مشرعة على الانتظار فثمة يد على كتف المحبوب ولكن الأمر قرين بخشية وتوجس من الفراق:
يداك على كتفيّ
يفوح من أصابعك
عطر الثمل
أريد أن يطول الطريق أكثر..

ولنصغِِ إلى هذا التأكيد على دور اليد في نقل المشاعر وقد لفت انتباهي هذا الأمر، وربما تبدو آخين متفردة في الشعر الكردي في إيلاء اليد والأصابع هذا الاهتمام المستحق:
يداك ترتعشان
أصابعي ثملة في تسريح شعرك
إنها تلقنني المحبة
أيها تناسب آلامك؟
يدي المرتعشة
أم يد فضية
أم أخرى ذهبية؟
ولنسمع:
يدك التي في يدي
تلهب مشاعري
أصابعك المتغلغلة
في شعري الثمل
تلقنني محبتك
حجلان عاشقان
أنا وأنت..

وكذلك "الحفنة" أو الكف استخدامها يؤكّد ماذهبنا إليه من تركيز الشاعرة على هذا العضو الذي له دور بليغ في بثِّ المشاعر المتجسدة إلى المحبوب:
حفنةٌ من نرجس وجهك
وحفنةٌ من بنفسج عينيّ
أيهما سيعلمني الصبر؟

وهاكم الجزء الآخر البليغ، بل الأشدّ بلاغة في نقل المشاعر الحسية؛ الشفتان بعد اليدين تبثان لواعج الشوق والاشتهاء:
شفتاك تتماوجان في جسدي
وفي صفحات ليالي الغربة
شفتاي برقةٍ
تقيسان بدنك
كلانا كنا ضيفين
على تلك الليالي.

الحب في شعر آخين ولات نموذجي إذا صحّ التعبير، فلا هو خفر خجل عذري يتصنع دور الأنثى التي تحاول إيقاع الذكر في شباكها ولاهو يسفُّ، بل هو حب جريء يقر بالاشتهاء دونما مواربة، لكنه يجعله معبراً سوياً إلى الرفقة الإنسانية المثلى، فل ايقر بالكسل والتردد، فتجد نفسها الند الكفء للحبيب وتحثه أن يتخلص من جفافه وحالته الغائمة، ومرة أخرى تمزج بين الإنسان والجهة وتريده أيضاً ممطراً وعاصفاً:
ليلة مقمرة
رماد بارد، جمرات حب ما
بحارمسعورة، صباحات مبكرة
أمسكْ بيديّ, خلِّ النوارسَ تطرْ وفراشاتَ الشتاء
إلى هذه الدرجة المطر مايزال مكبّلاً في في عينيك؟
أقمار وجهها الأربعة عشر تضيء قلبه
كانا يديران الظهر لجبال الثلج
الينابيع الصافية تنبع من تحت الأقدام
وقبلات لاحصر لها من الشفاه..

وتظلّ اللغة المحفِّزة لانتشال الطرف الآخر من هجوعه إحدى أبرع الأدوات اللغوية التي تلجأ إليها آخين ورغم استعمال الضمير المخاطب إلا أن مهارة الخطاب وفحواه المشبوب المتطلب للعنفوان وكسر الثبات و الجمود ينقذ الشعر من الخطابية ويقحمه بيسر في الإيحاء:
ليلة خالية من النجوم
ومن أنفاس النرجس
سنابل بدني تذوب في كفيك
أربعة عشر قمراً منتظراً
أقمطة الأحفاد مليئة بالخفافيش
صهيل أحصنة نارية تبعث دمنا
هات صوتك
واملأ حنجرتي بالصهيل.

ورغم أن الديوان يتوقف في محطات عديدة لدى حالة الانتظار الأنثوي لكنه ليس انتظاراً سلبياً بل هو مفعم بالهبوب وأيّ هبوب!:
هبوب
كل اشتهاءاتي و تمنياتي
في انتظار عبقك،
في انتظار عبور صوتك.
تُرى هل قريباً
ستهبُّ أزاهير جسدي؟..

آخين ولات ذات نفس شعري عميق، تكتب دونما وهن، تتحرك، وتعرف ماذا تقول، وإلى أين تقود رسن فرس قصيدتها، ورغم إتقانها للقصيدة ذات النفس الطويل، فانّ مالفتني ابتكاراتها الجديدة في هذه المجموعة لنوع جميل من الكتابة ألا وهو إنشاد المقاطع الشعرية القصيرة ذات المفردات المحدودة والمرمى البعيد، الثري في الإيحاء:
أقدم هنا، نموذجاً لقصيدة المقاطع القصيرة مترجمة بكاملها:

نافذتان
وجه ذابل
1
كانوا يَحبُونْ
من هم هؤلاء الذين
ينزلقون
من سراويل الظلمة؟


2
أربعة جدران
وكثييييييييييير من الأبواب الحديد
3
كل مفاتيحكم
صدئة
اتركوني.


4
لاالتين
ولازبيب الشتاء
كان كافياً لسهرة من حكايا ليلة.


5
فقط الأشجار
لا تحرمك من الظل.


6
وحدها الجبال كانت تقول:
أين بقيتم
يا أولادي؟


7
مثلما عينا قطتين سوداوين
تبرق أركانك الأربعة.


8
من كل الأشياء، كانت حِميَتكَ
فقط مني
لم تحمِِ نفسك .


9
امرأة من البرونز
هذا الساحل المضطجع
وحيد هو الآن..
وبلاريب سيكون وحيداً
في رأس السنة الجديدة لريح الشمال..


10
شجرة حور
نافذتان...
وجه ذابلٌ،
خلف الزجاج
أأنت ماثلٌ هنا منذ زمن بعيد؟ ص 39-40

وتأملوا معي هذه المقاطع القصيرة، لتضيفوا إجادة آخين لهذا الفن الشعري مضافاً إلى حصتها من القصائد الطويلة والتي تقاد غالباً إلى ممرات الأمان ومستقرات الشعر البهي:

اشتياق
بقدر عناق سرمدي
أشتاق إليك

التأثيم
بشهوة الريح والنار
متهمةٌ أنا
بتوديع سنابل وجهك
وحناء الجدائل الطويلة...

دمعة
عيناك الدامعتان
تخاصمني
بقدر فنجان قهوة حلوة
بحجم وداع مرير..
وأيضاً:
خطوة فخطوة
أربّي الأشواق في روحي
ويداً بيدٍ
أجمع أزاهير الحب العذري
وأرسلها إلى جهات الجرح الأربعة.

الغلبة
برقصة
أتغلب على البحار
بقبلة
أهزم هذه الأمواج.

رغبة
مزنة فمزنة
أسرق قوس القزح من غيوم شباط
وردة فوردة
أقطفها،
رغبةً فرغبة
أسقي يديك، وصدرك والأصابع
كأساً فكأساً
أتجرع لذة شفتيك...
تُرى أمازلت راغباً!؟

وأخيرا،ً رغم إني لستُ من دعاة تمييز قصيدة للشاعر بعينها عن سواها، لكن يبقى للقارىء هواه الذي يميل إلى هذه القصيدة دون سواها، كما هو ميلان القلب في جهات المودة والحبّ، وعلى شريعة الهوى الشعري التي تمسُّ قارىء ديوان "رياح الشمال" فإن لي الحقُّ في الإشادة بقصيدة وردت في الحقل الأخير من هبوب رياح الشمال، فكانت قصيدة متجلية وكانت آخين متسنمة بجلاء للشعر، لغة وعاطفة وأداءً وجدة وإضافة بالطبع، وأستطيع القول دون تردد أن قصيدة "لوحة بلون البكاء" تعدُّ من أجمل وأصدق القصائد وأغناها عاطفة التي قرأتها في الشعر الكردي المعاصر، مازجة بين الأب والحبيب والشمال في لوحة فريدة يمتد تأثيرها عميقاً في العقل والقلب والوجدان:

لوحة بلون البكاء

في ذلك الوقت تحديداً،
حين كنتَ أكثر من رجلٍ
في لوحة فنان مجنون،
وبأكثر من لونٍ،
كنتَ تتراءى في عينيّ،
أنا أيضاً، كنتُ أكثر من امرأة
وبأكثر من لون في عينيك..،
أحياناً كنتُ مدينتك البعيدة،
وأحياناً أمك الدامعة العينين..
حيناً بلاداً مجهولة
وحيناً الحبيبة المنتظرة!
***
يجب ألا تبرح هذه اللوحة الخريفية
أحب الخريف،
وأنت منه تتوجس!
يجب ألا تحب الألوان
في هذه الفترة تحديداً،
حينما في قلبي
تأخذ مكانة أسمى من رجلٍ
وأنا مكانة أكثر من امرأةٍ
أحبك بأكثر من لون.
***
يجب ألا تبرح هذه اللوحة الشتائية،
فقط دمعتان من دموعي
لفنان مجنون
تكفيان كل ألوان لوحة
يرسمها لعينيك.
***
أكثر من رجلٍ كنتَ
أكثر من امرأة كنتُ
كنا نصغي إلى بعضنا البعض،
أكثر من حب كان يتجول في دمنا،
كل الوقت
كنتَ لوني
وأنا أيضاً كنتُ مرآتك.
***
في تلك اللحظة،
لحظة أحببتك فيها بأكثر من لون
أنتَ أيضاً كنت َ بأكثر من لونٍ وإحساسٍ
تصوّر وجهي في عينيكَ،
بأي لونٍ
كان الفنانُ المجنون
يصنع لوحةَ وجهَينا؟!
تُرى أكانت أصابعُه
تلك التي على القماشة البيضاء
أم القلب المرتعش؟
***
أكثر من رجل في داخلكَ
كان يصغي إلي
في ذلك الوقت،
حينما على الشرفة،
لكَ وحدك كنتُ أبوح
صباحاً،
بكل جروحي القديمة..
***
بأكثر من يدٍ حانيةٍ
لأبٍ،
كنتَ تمسح دمعي،
بأكثر من قلبِ حبيبٍ متيَّمٍ
حضنتني،
وأنا أيضاً بأكثر من قلبِ حبيبةٍ
كنت أهمس في أذنك بـ: أحبكَ.
***
كنتُ أكثر من امرأةٍ
وأنتَ أيضاً كنتَ أكثر من رجلٍ،
أحياناً فارس أحلامي،
أحياناً مدينة ميلادي،
أحياناً أبي الذي من الضياء الأخضر
وأحيانأ أيضاً الحبيب فحسبُ.
***
تُرى، هل من فنانِ مجنون
في هذا الوقت،
يصنع لوحتكَ التي بلون أكثر من حب..؟!
على قماشة ذكرياتي؟!
الديوان ص 68

مجموعة آخين ولات الثانية "ريح الشمال" مكانها لائق في لوحة الشعر الكردي الحديث، والذي غدا يفرز من بينه مايؤكِّد حيوية هذه اللغة وجدارتها بالحياة واستحقاق مبدعيها بالتقدير، والمتابع لكتابة آخين ليس له إلا الإقرار بترسِّخ التجربة واستمرار التمايز من أجل أدب كردي جديد يكشف عن تجارب الأفراد بصدق وموهبة وسخاء، بعيداً عن الصخب الأيديولوجي والقوالب المسبقة الصنع، ونائياً بنفسه عن القيود والفرائض تحت أية مسميات عليا، مقرّاً بأن النص الناجح هو من يصغي إلى ندائه الداخلي فحسب وكل هذا لاتبخل به علينا الشاعرة.

الإمارات ـ أبوظبي 16 أيلول 2006

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف