الشايب... يمطر شعرا وحبا في بيروت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
علي ال غراش من الدمام: وأمطرالجسد (بيروت إِلك حبي) كتاب صدر حديثا من بيروت للكاتب والمفكر والأديب السعودي المهندس عبدالله عبدالمحسن الشايب. يتعلق بجانب مهم من تاريخ حياة المؤلف سطرت بلغة أدبية شعرية وهو في العقد الخامس من عمره... وخاصة حول قضايا لم يستطع المؤلف التصريح بها قبل زيارته لمدينة بيروت المتأخرة من عمره كما يقول... قضايا تتعلق بالشعر والحب والغرام والعشق وما يتعلق بالأنثى. وسبب عدم البوح بذلك إلى هذه المرحلة السنية يعود إلى إن هذه القضايا تعتبر احد اضلاع مثلث المحرمات في الثقافة والعقلية العربية. بالإضافة إلى إن المؤلف ابن مدينة ريفية "الجبيل" المدينة المتمسكة بالعادات والتقاليد الصارمة ضمن مدن منطقة الأحساء (شرق السعودية). كتاب يجمع بين دفتيه كل ما يجسد الكيف الذي ينساب من الروح العاشقة للجمال والأنوثة المتدفقة غنجا... عبر الكلمات الذواقة للعشق العذري (الحب) للكشف عن سر العنوان... وامطر الجسد (بيروت إِلكْ حُبيِ)؟
وبلغة الشعر يطالب مهندس الشعر والغرام مؤلف الكتاب القراء بتصفح كتابه:
قل لنا ما شئت واجعل دفة التاريخ شعرا
وتصفح في كتابي الماء وارسم من نقاط الماء نهرا
غنّت فأرخت سترها فأحضرت الأفاق فجرا
وتراقصت فاهتز جذع النخل واسّاقط درّا
كتاب نزل للسوق ليشكل مفاجأة من العيار الثقيل ليس فقط للقارئ العربي خارج الخليج ومنه اللبناني بل مفاجأة لمن يعرف الكاتب. الكاتب الذي عُرف عنه بانه كاتب متخصص في
وسبب التفاجئ بالنسبة للكثير إن الكاتب معروف عنه بأنه مهندس معماري أكاديمي للمباني... لا مهندس بارع في مجال هندسة الأدب والشعر والفن. فنان في وصف زوايا دقيقة من الجسد بحيث يجعله يمطر حبا. والسبب الأخر للمفاجأة إن الكاتب له نشاط ثقافي وإعلامي واجتماعي منذ أكثر من عقدين ونصف نشاط وتحرك يغلب عليه الطابع الديني والتمسك بالعادات والتقاليد الاجتماعية - ولا عجب من ذلك فهو ابن منطقة وقرية محافظة- وخلال تلك الفترة لم ينشر شيئا يدل على اهتمامه بالحب والغرام. حول ذلك يقول الكاتب:
ما رغبت قط في إن أكون مذنبا يوما, ولكن التوق لتذوق الجمال وربما وصول سقف من النشوة تملكني... فكلما سبرت الغور وجدتني أكثر عطشا من ذي قبل, وعلت قباب العشق واتسعت... إذ يحدوني طموح داخلي نحو كل جميل.
زيارة الكاتب عبدالله الشايب لبيروت المتأخرة من عمره - برغم كثرة اسفاره وتنقلاته لدول ومدن كثيرة عربية وأسيوية وأوربية وأمريكية عبر فترة حياته العلمية والعملية والترفيهية- تعتبر مفصلا مهما وهاما وجذريا في حياته... ليكتشف حقيقة الحياة وقيمة الجمال في المشهد البيروتي دون نسيان عشيقته الأسطورية ذات الجمال الخلاب "الأحساء" وروعة نخيلها الباسقة وسعفها المترنحة ومياهها الصافية وطبيعتها الخلابة... للتشابك أغصان أشجار بيروت بسعف نخيل الأحساء... في مشهد اعتناق ولا أروع, ولتعزف سيمفونية بأعذب الألحان ,... وتتمخض عن ولادة عمل إبداعي باسم... وامطر الجسد.
يصف المؤلف الشايب العلاقة المتشابكة بين حبيبته بيروت وعشيقته الأحساء قائلا:
ما بين لبنان والأحساء شوق
وانس الفكر والتاريخ عمق
في هذا الكتاب قصة ( ومرحلة تاريخية) - سردت بأسلوب أدبي راقي يدغدغ المشاعر- لمن كان في عقده الخامس ويظن بأنه صار شيخا وهو من (الشايب) فوجد في بيروت ما يحرك وجدانه ويجدد شبابه ليعيش مرحلة مراهق في الخمسين.. يفجر قريحته بالشعر الفصيح الموزون التقليدي والحر الحديث والنثري والشعبي باللهجة الاحسائية واللبنانية.
الكتاب لا يخلو من صور التمرد على العادات الاجتماعية التي وجدها في بيئته الاحساء. ففي صفحة رقم 35 يقول المهندس الأديب:
عندما يفزعني هول الطريق
والعمل وذا صراخ وذا ضجيج
عندما يلقيني صوت البهيم
عليّ بالأحجار والظن الأثيم
عندما يكون العنوان في بلدتي قبيلة
والذبائح فوق مائدة طويلة
عندما تهان كرامة الإنسان
عندما لا يبقى احترام للمكان
يصير إخلاصي شوكة رهيبة
والعلوم تكشف لي كل مريبة
ويطالب العاشق الشايب بيروت الحبيبة في لحظة دافئة من حرارة العشق والرومانسية أن تتذكر وطنه وواحته الأحساء وان تردد معه المقطع التالي:
حب الحسا حب يجسده
خضب الأديم وطوده السامي
نخل يميل كان زفنته
غيداء عند حبيبها الظامي
أحببتها ولانها وطني
ولو احترقتُ بجمرها الحامي
وباللهجة الاحسائية يخاطب المؤلف حبيبه قائلا:
لا تقول انك تحبني
اليحب ناره براد
والضرب مع الأحبة
هم زبيب أو تمر ساد
لكن أخشى أن يومي
ينقصني بضربة زناد
تعرف ان البعد عنك
موتة قبل المعاد
وباللهجة اللبنانية التي عشقها المؤلف الشايب مخاطبا الغنوج:
تقبريني على كل حال
والأحوال تهد جبال
اثاري نفس عم بتميل
تلحق طير ما بينطال
ما تدري المحبة هون
بمسكة ايد يا رجال
تضوي النور لغيرك
وتعيش بحيرتك أحوال
تعلم من صفا الغنوج
درسا لدنيا والآمال
في نهاية الكتاب يتساءل المؤلف باستغراب قائلا:
كيف يجف الحب وتبور مواسمه وأنت الغيث يا بيروت؟!
أنت الغيث يا بيروت...
على عتابتك يمطر الصحو...
ويمطر الجسد...
الكتاب في سطور... جاء على النحو التالي حسب الفهرس.
bull;الإهداء
bull;ليست مقدمة
bull;على أعتاب قدسك يا بيروت
bull;في المهد
bull;وسكنت "عشتي" بيروت
bull;صرام من نتاج العمر
bull;فماذا عساي أقول؟
bull;وأرسيت حبي في بندر بيروت
bull;تغريدة غيض
bull;حبك ان تظل سرا يمزقني
bull;وامطر الجسد
الكتاب :.... وامطر الجسد (بيروت إِلك حبي)
الكاتب : المهندس عبدالله عبدالمحسن الشايب
الناشر : ديوان الكتاب للثقافة والنشر- لبنان/ بيروت
توزيع : دار الصفوة - لبنان / بيروت
الصفحات:143
المؤلف في سطور:
عبد الله بن عبد المحسن علي الشايب كاتب و باحث و مؤلف ومهتم بكل ما يخص التراث و الثقافة مهندس معماري - مدير مكتب الشايب للاستشارات الهندسية - مدير مركز النخلة للصناعات الحرفية -
مكان وتاريخ الميلاد: قريــة الجبيـــل - منطقة الأحسـاء - 1956م.- 1376هـ -
المؤهــــلات: بكالوريوس هندسة معمارية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1400هـ - ماجستير تخطيط مدن وأقاليم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. عضو في هيئة المهندسين السعوديين وعضو المجلس العالمي لخبراء المحافظة على الآثار بباريس الإيكوموس ومحكم باتحاد المنظمات الاستشارية الإسلامية ومقيد محكم بالمملكة العربية السعودية وممثل للإتحاد بالمنطقة الشرقية بالمملكة وعضو اللجنة الاستشارية الوطنية للصناعات الحرفية و اللجنة الاستشارية الوطنية لكود أنظمة الترميم للتراث العمراني وزميل محكمة لندن للتحكيم الدولي.
له العديد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة والعديد من الكتابات في الصحف والمجلات العربية والأجنبية. ومسئول تحرير نشرة الإيكوموس السعودي - مشرف نشرة رواق العمران. وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والخارجية وبإلقاء المحاضرات.