صنع الله إيراهيم في حوار مع قرائه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: وقع الكاتب "صنع الله ابراهيم" نسخاً من روايته الجديدة "التلصص" صادرة عن دار المستقبل العربي في مكتبة "كتب خان" في المعادي يوم 28 يناير بحضور مجموعة كبيرة من الشباب والصحفيين والمثقفين، كان لقاءً ثرياً حيث تحدث الكاتب عن كثير من تجاربه الحياتية، وأجاب على العديد من أسئلة الحضور. كما وضح
المؤلف وبطل الرواية
وأشار صنع الله ابراهيم الى الالتباس الذي يحصل لدى القارئ عند قراءة أي رواية في إجابة عن تساؤل ما إذا كانت الرواية هي سيرته الذاتية! يقول: بأن القارئ يدمج بين بطل الرواية ومؤلفها وكأن الرواية تتحدث عن المؤلف أو هي بعض من سيرته الذاتية، وأشار الى روايته الجديدة بأن أخته الصغرى غضبت عندما قرأت بعض ما ورد في الرواية عن والد البطل بأنه مصاب بالقمل، وكيف تجرأ بأن يظهر والدهم بهذه الصورة!! وبأن القراء لا يفرقون بين السيرة الذاتية وبين الرواية، فالسيرة الذاتية تروي أحداثاً حدثت بينما الرواية قد تحتوي أحداث حدثت أو أحداث من الخيال أو أحداث حدثت مع أشخاص آخرين وليس مع مؤلف الرواية. يقول صنع الله ابراهيم أن الرواية عبارة عن كذبة ومن مهارة المؤلف أن يدفع القراء لتصديقها. ووضح بأنه قديماً كانت تتم الكتابة بطريقة غير مباشرة ليبتعد المؤلف عن البطل أو أحداث الرواية، أما الان هناك مساحة من التعبير، فالمؤلف لديه ما يقوله بصدق وبعمق. وقال بأن مشكلته تكمن بأنه يحب أن يتقمص الشخصية الرئيسية للرواية خلال الكتابة، لذلك يعاني من مشكلات مع عائلته فيما بعد، فذكر حادثة له مع روايته الاولى "تلك الرائحة"، كان بطل الرواية قد خرج لتوه من السجن وكان يتحدث عن زوجة أخيه التي تمتنع عن ممارسة الجنس مع زوجها إلا إذا دفع ثمن الفاكهة. ويقول في حينها لم تهتم عائلته بقراءة ما يكتب فهو بنظرهم خرج من السجن ويسبب للعائلة كثير من المشاكل بسبب أفكاره. بينما تمت قراءة الرواية بعد 30 سنة من قبل أحفاد العائلة، فغضبت العائلة منه واعتبروه بأنه يقصد زوجة أخيه بالفعل وعند وفاتها حذفوا اسمه من النعي في الصحف.
المواد الصحفية المؤرشفة
وعن اسلوبه المحدد في كل رواية من رواياته. تحدث عن رواية "ذات" التي استخدم فيها المواد الصحفية المؤرشفة، وقال بأنها هوايته منذ صغره. كان يؤرشف صور الفنانات في ذلك الوقت وهن بملابس البحر ومن ثم بدأ بالاهتمام بالامور السياسية فبدأ بأرشفة المواد السياسية، وأشار بأنها هواية مشتركة بينه وبين زوجته حتى ان المنزل لم يعد يتسع لكل هذه الاوراق. وبدأ اهتمامه بأستخدام هذه المواد المؤرشفة في كتاباته في سنة 1967 بعد أن بدأت الصحف تنشر مانشيتات مثيرة، فكان حجم ما يحصل في تلك الفترة كبيراً، فقبل حرب 1967 كانت مانشيتات الصحف تقول "لدينا أقوى قوة ضاربة في الشرق الاوسط"، وبعد 10 أيام من الحرب ظهر مانشيت "إنتحار عبد الحكيم عامر"، فهذا أمر مثير وفيه عمق سياسي وتاريخي.
كما يقدم للكاتب شخصيات وأحداث.. ومن ثم استخدم هذه المواد المؤرشفة في رواية "ذات". كما تطرق الى تجربته في روسيا لدراسة السينما وكان سبب فشله هو انشغاله بقص المانشيتات والاخبار من الجرائد الكثيرة التي حصل عليها من صديق هناك كان يريد التخلص منها!!
الاوضاع السياسية
وعن الاوضاع السياسية في العراق وفلسطين ولبنان قال" ليس هناك داعي لاقول رأيي بما يحدث. فما يحدث واضح للجميع. وأما ما يحدث في مصر..لاول مرة هناك اجماع على رفض ما يحصل من عملية توريث الحكم. ولا يمكن أن يتم حل هذه المشكلة بطريقة دموية بل بطريقة عقلانية، مثل تكوين مجلس قضاة ليتم انتخاب رئيس للجمهورية من شخصيات مهمة..مصر مليئة بشخصيات ذات كفاءة عالية..أما اذا كان من السهل حدوث مثل هذا الامر أجاب: بان من يستلم الحكم يصعب عليه تركه. ولا يوجد لاحد القدرة على دفع أحد لترك الحكم!!
الحركة الثقافية
وعن المشهد الثقافي في مصر قال بأنه متفائل وخصوصاً بانجازات جيل الشباب من الكتاب، وبالندوات الثقافية كهذه الندوة التي جمعت العديد من القراء المهتمين بالاستماع لكاتب "غلبان" وقراءة روايته! ووضح بأن مساحة التعبير في الكتابة الروائية حالياً أفضل بكثير من السابق، وقدم مثالاً على ذلك كتابات الراحل "احسان عبد القدوس" عن الجنس، كان يضطر أحياناً لكتابة نقاط بدل كلام معين يدور حول الجنس، أما الان فالجميع يكتبويعبر عن الموضوع في الروايات بحرية.
التطرف الديني
وعند التطرق لموضوع التطرف الديني قال" بان ما يحدث في مصر هو ما يحدث في كل المجتمعات من صعود وهبوط. وتاريخ مصر طويل وملئ بفترات من الصعود والهبوط. وعند الهبوط يتجه الناس الى الدين لانه الملجأ لاي إنسان. فهي علاقة جميلة بين الله والانسان. ولكن تكمن المشكلة في الاسراف والمبالغة في ذلك. وهو ما يحصل في وقتنا الحالي من تطرف وتشدد، وأيضاً يجب عدم إستغلال الدين في أي مصالح سياسية كما يحدث الان. فهذا الخطر بعينه. وقال: انا أفضل أن يكون إبني متدينا على أن يتناول المخدرات في زمننا هذا ولكن بدون أي تطرف أو تشدد.
رفض الجائزة
وشرح الاسباب التي دعته عام 2003 برفض جائزة قدرها 100 الف جنيه من المجلس الاعلى للثقافة. وكيف يرى قراره حالياً. قال: لا زلت عند موقفي.. وسعيد بأن الظروف أتاحت لي بأن اتخذ هذا الموقف، في عام 2003 لم نكن نستطيع الكلام او النقد بمثل الحرية المتوفرة حالياً. فكنت أصرح بأفكاري وآرائي أمام الاصدقاء وفي الجلسات الخاصة وكنت بعيداً عن الجلسات الثقافية. عندما علمت بأمر الجائزة شعرت بأن هناك هدفاً من وراءها وهو إسكاتي. فلماذا أنا؟ هناك غيري من يستحقها. وفي ذلك الوقت أمر وزير الثقافة "فاروق حسني" بصرف 3 مليون جنيه للمجلس الاعلى للثقافة لدعم الكتاب في نشر مؤلفاتهم أو للسفر. ونجحت هذه الطريقة نوعاً من من شل البؤر المضادة لسياسة الحكومة عن طريق الجوائز أو النشر أو السفر. فالبعض بحاجة الى المال.. لديه مسئوليات كثيرة في هذا الزمن الصعب. وأنا رأيت بأن الجائزة جاءت لي ضمن هذا الاطار، وفكرت بأنني إذا وافقت على الجائزة فأنا أتنكر لما أقوله للاصدقاء.. ولنفسي.. واتنكر لأفكاري ومبادئي. وإذا وافقت عليها فأنا لن أستطيع الكتابة ثانية.. فلن أكون صادقاً. وأضاف: أقول بصدق بأن ظروفي المادية هي التي ساعدتني على اتخاذ هذا القرار. ابنتي كبرت وكانت في الخارج للدراسة. وأنا وزوجتي نعيش حياة بسيطة عادية... فلسنا بحاجة الى المال!!