عالم الأدب

حصاد معرض القاهرة للكتاب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الداخل مفقود والخارج مولود:

افتح يا سمسم أريد أن أخرج (s.j. lec)

سلوى اللوباني من القاهرة: لا أجد أفضل من المثل السوري القائل "تتعشى عنا ولا تنام خفيف!! ومثل آخر "تنام عنا ولا بالفندق أريح" لأصف حال معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية-39-. فما حدث في المعرض فاق التصورات هذه المرة لينال في ختامه الكثير من الانتقادات القاسية. بدأت بوادر انحدار مستوى المعرض لهذه السنة قبل أن يبدأ فعلياً وذلك بالتأخير باصدار برنامج معين للمعرض ومن ثم تغييره باللحظات الاخيرة!! أما البرنامج الذي صدر تحت إدارة د. ناصر الانصاري جاء أكبر من حجم القائمين عليه على ما يبدو! فهل

باموك تائهاً في القاهرة..
بدأت بوادر انحدار مستوى المعرض لهذه السنة قبل أن يبدأ فعلياً وذلك بالتأخير باصدار برنامج معين للمعرض ومن ثم تغييره باللحظات الاخيرة!! أما البرنامج الذي صدر تحت إدارة د. ناصر الانصاري جاء أكبر من حجم القائمين عليه على ما يبدو! فهل يعقل أن يوجه معرض كتاب دعوات لكتاب أجانب وبالاخص للكاتب التركي "أورهان بوماك" الحاصل على جائزة نوبل دون ترتيب برنامج معين له!! والمضحك بالامر أن المعرض وجه الدعوة للكاتب التركي متوقعاً اعتذاره!! وجاءت الرياح بما لا تشتهي سفن إدارة المعرض فلبى الكاتب الدعوة إنطلاقاً من إلحاح صديقه المفكر "ادوار سعيد" لزيارة مصر!! زيارة باموك شكلت أزمة حقيقة لادارة المعرض فهم غير مستعدين تماماً لهذه الزيارة بدأت من تركه لفترة في الفندق عند وصوله مما اضطره للذهاب لمكتبة الديوان بالزمالك للاطلاع على الاصدارات الجديدة وعلى كتبه!! إضافة الى ذلك لم يكن هناك برنامجاً محدداً للاماكن التي سيزورها في مصر الا إنه ذهب الى منطقة الهرم مع صديق مصري له دون أي مرافقة أو توصية إعلامية مما جعله يصف المكان "بالمصطنع" فقد تعرض للباعة المتجولين هناك ولابتزاز سائسي الخيل والجمال!!.ونضيف أمر أغرب أكثر لزيارة باموك.. وهو غياب مترجم تركي عن ندواته فإدارة المعرض لم تحاول البحث وقامت في اللحظات الاخيرة باحضار مترجم انجليزي!!

أين أصول الضيافة؟
وحسب البرنامج المخصص للمعرض إبتداء من إستضافة إيطاليا كضيف شرف لهذا العام. أرى إنه عند إستضافة عدد لا يستهان به من الكتاب الاجانب من ألمانيا فرنسا وإيطاليا كان يجب على الاقل توزيع نشرات تضم معلومات عن كل كاتب أجنبي حتى يستطيع جمهور المعرض معرفة الكاتب وأعماله وأهميته وأهمية تواجده في المعرض، غياب هذه النشرات أو التوعية أدى الى اهتمام الجمهور بالكاتب المصري بالندوات وتجاهل الكاتب الاجنبي!! إضافة الى ذلك كانت الترجمة غائبة -في ملكوت الله- في أجنحة دور النشر الاجنبية!! وأيضاً ضيق المساحة صرف الجمهور عن الاهتمام بالندوات لأنه يقضي معظم الوقت واقفاً أو يضطر للجلوس على مقاعد تناسب حجم الاطفال!!.

الغاء الندوات وموقع المعرض
افتقدت الانشطة الثقافية أدنى مقدار من التنظيم، بدأت من إلغاء الندوات دون الاشارة الى ذلك، وفي ندوات أخرى غاب المشاركون عن الندوة بالرغم من إقبال الجمهور!! فماذا نفعل لنتدارك الامر؟ اضطروا الى إحضار بعض الكتاب المتواجدين في المعرض ليحلوا مكان المتحدثين الاصليين!! واحتفاء بالاديب نجيب محفوظ كشخصية العام أقول بأن الاحتفاء كان شكلياً وليس أدبياً أو فكرياً. كانت الديكورات والبوسترات تزين جدران المعرض إلا أن الندوات حول أعمال محفوظ لم تتم بشكل جيد، فنشاطات المقهى الثقافي ألغيت بأمر من إدارة المعرض في اللحظات الاخيرة دون تقديم تبريرات!! أو كانت التبريرات بسبب عدم إتمام أعمال الكهرباء والصوت!! أما بالنسبة لموقع معرض القاهرة للكتاب على الانترنت فقد أغلق خلال أيام المعرض لعدم سداد المستحقات المالية التي تعود الى عامين!! يتفاجأ القارئ بعبارة "موقوف للتأخير في سداد المستحقات المالية ويعود العمل به عند سدادها".

مصادرة ومشاجرة
من اللائق أن تعلن الرقابة أو إدارة المعرض عن سبب منع صناديق الكتب التي تمت مصادرتها لبعض دور النشر، الا إن المصادرة في معرض القاهرة للكتاب تعني منع أو حجب...ولكن لماذا؟ لا أحد يدري.. مع العلم بان الكتب التي صودرت نشرت وتداولت منذ سنوات ولا تزال نسخ منها متوفرة في معظم المكتبات في مصر منها أوراق حياتي لنوال السعداوي، زوربا اليوناني لنيكوس، مريم الحكايا لعلوية صبح، خفة الكائن والضحك والنسيان لكونديرا، ومخلوقات الاشواق الطائرة لادوار الخراط. وكانت المشاجرة التي تمت بين "ناصر رضوان" صاحب مكتبة الرضوان المصرية، و"أمير جابر" صاحب مؤسسة الفكر الاسلامي في هولندا حديث المعرض بسبب توزيع كتب طائفية تكفر الاخر.

ما هو الهدف من المعرض؟
في الختام نتساءل ما هو هدف إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب؟؟ هل لنصرح بالصحف بانه بلغ عدد زوار المعرض مليون ونصف زائر!! أو لنقول بأن المكتبة الفلانية باعت بالاف الجنيهات أو المكتبة الاخرى أصدرت طبعات ثانية من منشوراتها خلال أيام المعرض!! إذا كانت هناك فلسفة خاصة بالدكتور "ناصر الانصاري" مدير المعرض نود كقراء وزوار ومثقفين أن نفهمها لانها حولت أكبر وأهم معرض كتاب في الدول العربية الى مهرجان لا صاحب له!! والداخل مفقود والخارج مولود!! أما ضيوف المعرض فانقطعت لغة الكلام... ورفعت الاقلام!!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف