عالم الأدب

نوارس الجدار تلتقي بعد غربة أعوام عن لقاء التشكيل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إعداد أسراء كاظم طعمة: عرفت الحركة التشكيلية العربية والعراقية على وجه الخصوص الجماعات الفنية، فأنطلقت منذ اربعينيات القرن الماضي جماعة الرواد وتلتها جماعة الفن الحديث وبعد سنوات جاءت جماعة الانطباعيين والاربعة وغيرها من الجماعات التي شاءت الظروف لبعضها في الدوام ولغيرها في التوقف، و رغم غياب ظاهرة الجماعات الفنية في الحركة التشكيلية العربية ولاسباب مختلفة الا أن جماعة الجدار والتي في بداية التسعينيات مازالت حاضرة بنشاطاتها المتجددة، وعبرمساهمة سبع فنانين : احسان الخطيب، محمد فهمي، عبد الكريم السيد، نجاة مكي، احمد حليوز، محمد يوسف ومحمود الرمحي، تبلورت الفكرة لتشكيل الجماعة ... فكان معرضها التأسيس الاول في صالة المجمع الثقافي في أبو ظبي من ذات سنة التأسيس... وتوالت معارضها سنة أثر سنة وتواقفاتها المؤقتة لم تشكل سداً بوجه سيل الابداع لمؤسسيها الذي ما نضب، عاودت نشاطها مجدداً وبعد انقطاع دام عشرة اعوام.. فكان عام 2007 هو عام العودة الميمونة للجماعة وبمعرض نوعي في الامارات.... "إيلاف" التقت بالفنانين العراقيين أحسان الخطيب ومحمد فهمي للحديث عن الجدار ومعرض العودة وهو الخامس للجماعة...... وقد بدأنا جديثنا مع القنان إحسان الخطيب:

* لماذا الجدار؟
الفنان احسان الخطيب: الجدار هو المكان الذي يحمل اللوحة الفنية ويحيط بالعمل الفني النحتي وبما ان الجماعة تضم بين حناياها الرسام والنحات وكل له اسلوبه وطريقته بالاداء الفني وجدنا ان اسم الجدار هو الانسب كعنوان للجماعة... والجماعات الفنية روافد تغني الساحة التشكيلية العربية بالابداعات المعاصرة للفنانين العرب وبالتالي وجودها يفعل الحراك التشكيلي والثقافي الى حد ما، الفنان من خلال الجماعة يتحرك بشكل اسرع لكون الحافز يتمثل في الالتزام الادبي بمواعيد المعارض المزمع اقامتها...
الالتزام الفكري للجماعة ( ايا كانت هذه الجماعة ) ليس ضروريا بشكل مطلق، وانما ينطلق من مفهوم الجماعة الفني، فهناك جماعات تتبنى هذا المفهوم كجماعة ( البعد الواحد \ العراق ) والذي اسسها المرحوم الفنان شاكر حسن آل سعيد، وجماعة الجدار تتبنى مفهوم آخر تماما ينطلق من التواصل الفكري الذي يمد جسور المفاهيمية بالعمل الفني، هذه المفاهيمية هي خصوصية الفنان الفكرية للتعبير عن المشاعر الحسية تجاه الحالة، كل على طريقته الخاصة يجمعهم - اي جماعة الجدار - التاريخ المشترك الطويل الذي بدأ به الجميع منذ تاسيس جمعية الامارات العربية المتحدة للفنون التشكيلية 1980...

bull;ماذا عن مشاركتك في المعرض الحالي؟
بالنسبة للمعرض الحالي، لا توجد فكرة محددة من قبل اعضائه سوى التجمع مرة اخرى بعد غياب دام اكثر من عشر سنوات لاسباب الدراسات العليا للبعض حيث نجاة مكي ومحمد يوسف سافرا للخارج لدراسة الدكتوراه وانا سافرت لدراسة الماجستير واسباب اخرى تتعلق بالعمل لاخرين وبعد عودة الجميع والاستقرار مرة اخرى بدانا بالتفكير لاحياء الجدار مرة اخرى وهذا ما كان، اعمالي في المعرض هي خلاصة دراسة الماجستير والتي كانت تدور حول الاهوار العراقيه ( المنظر الطبيعي والخيال ) والتي تحولت مع الوقت الى الاحساس الروحاني بالمكان.

واكملنا الحوار مع الفنان محمد فهمي
فحدثنا قائلاً: كنت من مؤسسي جماعة الجدار وحينها كنا خمسة فنانين، شعرالجميع أنه بأمس الحاجة لتأسيس جماعة فنية تضم المبدعين والمتميزين في الحركة التشكيلية وهذا الشعور كان في مكانه لان الساحة التشكيلية في الإمارات كانت في ركود تام تقريبا لاسباب كثيرة منها حرب الخليج الاولى مما صاحب ذلك في تباعد الفنانين عن بعضهم، ولاسيما تركيبة المجتمع الاماراتي الذي يضم جنسيات كثيرة، وخليط ثقافي فريد يسمح بهكذا تباعد كذلك عزوف المؤسسات العامة والخاصة عن تقديم الدعم المادي سواء للفنان او المعارض الجماعيةوقلة المؤسسات والوعي الثقافي... المهم بذلك هي الصداقة الحميمية التي تربطنا مع بعض والحوار البصري بين تجاربنا وحبنا الابدي للفن التشكيلي ومسؤولية الهدف والرؤيا في نشر الثقافة التشكيلية في المجتمع والدفاع عن البعد الانساني والانتصار للابداع... وسبق لي ان شاركت في تشكيل جماعات فنية في بلدي العراق (محافظة بابل) ومنها جماعة السلام في منتصف السبعينيات كذلك في بيروت 1976 وتوجت في معرض من أجل مخيم تل الزعتر، مجموعة من الفنانين العرب.

bull;مالفكرة الفنية والفكرية التي تلتقي عندها الجماعة؟
الفكرة الاولى التي بدأنا بها هوالحوار البصري بين تجاربنا، هو حبنا للفن والابداع ونشر الوعي الثقافي التشكيلي في منطقة حديثة العهد بكل شيء يغلب عليها الماديات والصراع المحبط للثقافات المتنوعة المستوردة في مجتمع مثل الإمارات والخليج، كانت في وقتها تجربة مهمة وصعبة كانت كالنقش على الحجر... والبداية خطٌ على جدار الابداع مالبث ان استمر الخط وتوسع جدارنا الجميل بعد ستة عشرة سنة، الجماعة احتضنت الى الآن ثمانية فنانين والفكرة كبرت بالعلم والمعرفة والتجربة الراقية أصبحت حوار ثقافات ومفاهيم وصلات مع التاريخ المعاصروالرؤية المتميزة في البحث والتجريب، الخروج نحو الخارج..وهنالك طلبات للانضمام للجماعة من مختلف البلدان العربية تردنا عبر البريد الاكتروني والعادي كم ان هنالك اهتمام واضح لدعم الجماعة من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة على حد سواء وعند إفتتاح المعرض الخامس للجماعة وسوف يصدر بيان جديد لتحديد معالم المرحلة المستقبلية والنشاط والرؤيا للجماعة...

bull;ماهو رأيك بظاهرة الجماعات الفنية؟
ظهرت الكثير من الجماعات الفنية في العراق والوطن العربي.. وهذا بحد ذاته إنجاز مهم في مسيرة الثقافة العربية عامة والتشكيلية خاصة، مما يعطي زخما قويا لنشر وتنويع الاساليب في مسيرة الثقافة البصرية، أنا مع الجماعة في الابداع والتواصل، حرية المساحة والتفكير عنصر مهم واساسي في عمل الجماعات وهذا يشكل بدوره مفتاح الحوار الحضاري والحضور الجماهيري، لكن بالمقابل هناك جماعات فشلت وإضمحلت لعدم وضوح الرؤيا وقصور في التجربة، المهم الإستفادة من التجربة في المستقبل، هناك جماعات تشتت اعضاؤها بسب الدكتاتوريات والتسلط وحكم الحزب الواحد في أغلب الوطن العربي وخير دليل علي ذلك الجماعات الفنية في العراق وسوريا ومصر وليبيا، حين تسيس الجماعة خدمة للحاكم أو للحزب الواحد، يكون هدفها ورؤيتها محددة لخدمة الحاكم أو الحزب،وليس الابداع الإنساني، من خلال معرفتي اعتقد إن بلد مثل العراق هو افضل دليل على نجاح تجارب الجماعات الفنية، مثال ذلك جماعة الرواد التي استمرت اكثر من اربعين سنة وهي أكثرجماعة أثرت في مسيرة تاريخ الفن التشكيلي في العراق وبل في الوطن العربي و كذلك جماعة الفن الحديث في بغداد، لكن للاسف كما تعلمين اطاح دكتاتور العراق بكل الابداع الثقافي والإنساني في الوحل وشجع القتل والقمع والتخريب لكل مكونات ومفردات المنجزات الحضارة الانسانية في بلد عظيم هو إرثه الانساني والابداعي امتد للقرون وقرون، وستمر الحال 34 سنة تقريبا استخدم لغة السلاح بدل الحوار الحضاري جند الفن الرخيص لخدمة هكذا لغة وبتالي نشاهد اليوم الخراب والقتل في كل ركن وزاوية، نشاهد أيضا مدى الدمار الذي أصابنا نفسيا ومعنويا ونحن في الخارج، كيف هو الحال للفنانين القلائل، كيف هو حال الفن في الداخل !!؟ هذه النتيجة الطبيعية للانقلاب ضد الابداع الانساني.

bull;أوترى النشاط الجماعي اكثر حضوراً وبياناً من النشاط الفردي؟
بالتأكيد... الرؤيا والبحث والتجربة الجماعية،(إذا توفرت المناخات للنجاح) اشمل وتعطي مساحة أوسع لتطويرالابداع الانساني هي مكملة للنشاط الفري بل هو(النشاط الفردي) جزء مهم من فسيفساء النشاط الجماعي وهو بدوره لا يلغيه، أنا لا استغني أبدا عن النشاط الفردي بل هو تجربة ضرورية لدعم الفنان في مسيرته الفنية، النجاح مسألة نسبية خاضعة لمعايير كثيرة ترتبط بالحالة والحرية وقوة التجربة وإستمراريتها والبحث والمغامرة، لاضير من المتابعة لكل نشاط فهو تأكيد على العطاء والاستمرارية..

bull;وماذا عن اعمالك في المعرض الخامس للجماعة؟
أشارك في هذا المعرض بستة أعمال من القياس الكبير تقدم تجربة جديدة في حركة اللون وهي تجربة من دراسة (السكون المتحرك في التشكيل) الماجستير في جامعة اوكلاند، حيت اتبع اللون في التركيب لأشتق الحركة في التشكيل.. عمليا هي خلاصة تجربتي الحالية في التكوين اللوني... المعرض تجربة غنية بتنوع الاساليب وتعدد المناخات وتوحد الرؤيا وحضور الحوار الابداعي وتعزيز المسيرة الفنية للجماعة، اعتبر هذا المعرض الأكبر والأشمل والأكثر معرفيا منذ التأسيس... وبإعتقادي ينقلنا الى عالم الخروج من الداخل نحو رفع شأن الفن التشكيلي ونشره عربيا ودوليا وهو جدير بالمشاهدة والمتابعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف