قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كاتب الرواية وسيم الدندشي من الرياض: " كل هذه الأمور ستنتهي، لن تعود فاطمة إلى الشبق المجنون به، لن يؤثر فيها انتصابه أمام عينيها، لن يجعلها تقفز بلا تفكير. ستـقرف منه ومن قـُبله، حين تعرف خالد. لن يؤثر فيها نزع إيهاب بنطلونه أمامها إلى ركبتيه، ولا مشاهدة (حبيبها الصغير) كما كانت تسميه. سيشعر إيهاب بقرفها منه"و" .. مرّ شهر، قبل أن تسمح له في مطعم آخر، بأن يخلع بنطلونه وما تحته. قالت " أريد أن أشعر به أكثر في المرات الماضية. اخلع بنطلونك ... لفت نظرها اللون". هكذا اختار المؤلف الشاب إبراهيم بادي أن يبدأ الفصل الأول من أحدث رواية سعودية وهي الأولى له، وقد جاءت بعنوان (حبٌ في السعودية)، لتتضمن الفصول الأخرى تفاصيل أكثر عمقاً عن بطله (إيهاب) ومغامراته الحميمة مع فتيات سعوديات عدة.إبراهيم لا يكترث إن منعت الرقابة السعودية فسح روايته في معرض الكتاب القادم بالرياض، يقول" أكتب لكل من يرغب في القراءة، لكل من يهتم أن يدفع مقابل كتاب، لا يهمني أين يبيعون الكتاب، ولا يهمني إذا دخل السعودية أولا، يهمني أن يقرأه القراء، والذي يهمني أكثر أن ينتجون نصاً آخر قراءة، كما أنتجت نصاً كتابة"، وهو يعتقد بأن الحرب ضده، سواء بالتشهير به أو تفسيقه أو تكفيره سوف تبدأ بعد عرض حلقة من برنامج زاهي وهبي الجديد على تلفزيون المستقبل خلال الأسابيع المقبلة، والتي كانت حلقة ثرية تواجد فيها عدد من النقاد، وجهوا إليه أسئلة حادّة منهم الأديب والناقد السعودي محمد العباس حين طالب بادي أن يقدم اعترافه حول مدى ارتباط فكرة بطل الرواية إيهاب بتجربته الشخصية، ليجيب" جاءتني رسالة عبر الهاتف الجوال من أحد القراء عن التطابق الكبير بين أحرف اسمي وبطل الرواية، وهذا صحيح، أنا لا أنكر أنني جزء من هذه الحالة، أنا متصالح مع نفسي، إيهاب يمثل شيئا ما بنا جميعاً". ليبرر جرأته في سرد تفاصيل المشاهد الحميمية بأنه يجسد الواقع، " كأن الرجل يعطي الحب مقابل الجنس، والمرأة تعطي الجنس مقابل الحب". رواية (حب في السعودية) تأتي بعد أن أحبط الأمن السعودي شغباً استهدف مساء الاثنين في السابع والعشرين من نوفمبر الماضي مسرحية (وسطي بلا وسطية) التي عرضت ضمن الأسبوع الثقافي في كلية اليمامة شمال الرياض، حيث اعتلى نفر من الجمهور خشبة المسرح وحاولوا الاعتداء على الممثلين، وقاموا بتكسير الديكور، حتى اضطر الأمن إلى احتجاز أبطال المسرحية التي كانت خالية من العنصر النسائي في غرفة معزولة خشية الإعتداء عليهم، فيما ينتظر إبراهيم معرض الكتاب بالرياض ليوقع روايته، يعلق" هذا يردّ أولا على من اعتبر كتابة رواية مثل هذه، سعي وراء شهرة، أو ركوب موجة. لقد فكرت كثيراً قبل إصدار الرواية، وبقيت في الدرج عاماً بعد اكتمالها. وفي الوقت الذي كنت أكتب، غيرت رأيي في مواصلة العمل أكثر من مرة على مدى السنوات الثلاث، لكني في النهاية حزمت رأيي وحقائبي. إذا كان هناك من سينبذني، فهو سيفرغني لإكمال مشروعي الأدبي والروائي بعيداً من العمل الصحافي المكتبي والإداري المنهك". وتأتي هذه الرواية أيضا بعد عام من طرح رواية ناشئة هي (بنات الرياض) والتي شهدت صخباً شديداً في الوسط الاجتماعي، وهي لفتاة في العشرينات من عمرها، رجاء الصانع، طبيبة أسنان، وقدم لها مؤخراً عرض بآلاف الدولارات لنقل روايتها إلى مسلسل متعدد الحلقات، وتقلبت الرواية بين فسح ومنع حتى تجاوزت الطبعة السادسة خلال عام واحد.الرواية الجديدة تأتي كإصدار أول لثلاثية منتظرة، أصبحت أجزاؤها الباقية، وبعض فصولها في طوره الأخير، وهي (المحارم)، وأما الثالثة فهي (الصديقان)، يقول إبراهيم " لست أملك أجوبة، ولست أحاكم شخصيات. ولست أخجل من شخوصي. كتبت صوراً فقط، ولم أبحث عن فضيلة. تركت أسئلة في ما وراء الحكايا، ولا أملك الحقيقة، القادم هو تتمة مشروع، وفي كل ورقة نقلبها، للتي تليها، نجد أننا لم نكن نفهم حتى لحظة قلب الصفحة"، ويضيف " ومشروعي هذا، هو في الأصل مرتبط ومسكون بوجع الحرية الذي أبحث عنه من خلال هذا العمل، ومن خلال الجزء الثاني لهذا العمل، لذا لا يزال تحت الدراسة، إذ لا زلت أعيد قراءته وأشذبه، ولن أنشره قبل أن تأخذ رواية حب في السعودية مداها". في حين لا ينكر بادي أن اختيار اسم الرواية ليكون بهذه الإثارة سيكون سبباً واضحاً في اجتذاب القارئ نحو رواية شابة، وبأنه لن يروق للعديدين، إنما الأهم لديه هو أن يجد القارئ العنوان معبراً عن الرواية أو يمثلها، حتى يقرأ العمل الثاني، معتبراً أن "الأمر يختلف عن الصحافة ... هذه رواية، تشتريها وتأخذ حيزاً من وقتك. في حال كان العنوان لعبة صحافية، أو إعلامية كما يحدث في الفضائيات والصحف، فستخسر ولن تكسب". إبراهيم بادي شاب في منتصف العشرينات من عمره، يصفه أحد زملائه في صحيفة الحياة اللندنية في الرياض محمد الطريري يقول " هو من أكثر الشباب نشاطاَ وحيوية، ودائما ما نداعبه بأنه بحاجة إلى سرير للنوم في الصحيفة، نذهب ونعود وهو قائم على مكتبه". دبج في غلاف روايته من الخلف تعريفاً بشخصه قائلا" .. مسرحي وصحافي سعودي، نال جائزة أفضل نص مبتكر في مهرجان المنستير الدولية في تونس". وهو أيضاً حائز على جائزة أفضل مخرج مسرحي من مهرجان ثقافي في عسير على المستوى المحلي السعودي، وكان آخر عرض لمسرحيته في بيروت، كأول سعودي تعرض له مسرحية في الخارج، وقام بخطوته الأكثر ذكاء في التسويق لنفسه ولروايته بالمشاركة عن طريق دار الآداب، وهي الدار التي نشرت الرواية على نفقتها الخاصة، في معرض الكتاب بالقاهرة مؤخراً، وأقام لنفسه حفلا للتوقيع للقراء، وندوات حضرتها أسماء كبيرة من النقاد منهم إبراهيم أصلان لتنتهي الطبعة الأولى من الرواية خلال شهر ونصف، ويسارع بتغيير الغلاف وإصدار الطبعة الثانية. تجربة إبراهيم الأولى مع الصناعية الأدبية كانت في سن السادسة عشرة، حين انتهى من كتاب قصته اليافعة، وعلى أوراق بريئة، وتقدم بها لوزارة الإعلام في مدينة المدينة (غرب السعودية) طالباً منهم إذنا بالفسح، ليأتي الجواب بعد أسابيع بالرفض المطلق، لأسباب منها أن القصة لا تناسب البيئة السعودية، وبأنها تتضمن أسماء مسيحية كالرب واللاهوت والكاهن، ولأنها تهدف إلى ترويج الفكر المسيحي في الدولة السعودية، ووقع الرقيب، وختم على الطلب وعادت الرواية من جديد إلى أدراج مكتبه الخاص. يقول إبراهيم" كيف يحاكمون أحداً لم يتجاوز السادسة عشرة، ولم يقرأ غير الكتب المسموحة في السعودية، ولم يتعلم سوى في مدارسها، فجأة أصبحت مروجاً لفكر ديني لا أعرف عنه سوى ما كتب في كتب التوحيد والفقه، وما قيل عنه في المسلسلات المصرية"، يقول ساخراً "عزيزي الرقيب كتب مسيحية "مسحيه"، أي رقيب هذا. ضحكت عليه حين كنت في الصف الأول ثانوي". في حين احتد الروائي الشاب عند سؤاله إن كان يعتبر نتاجه الأول رواية أم مجرد سرد قصصي ليقول" اسألوا أهل النقد، فهم الأدرى، أنا متأكد أنني أكتب رواية، وعملت على ذلك جهداً ووقتاً، في الليل والنهار، على مستوى اللغة وعلى مستوى قراءة الروايات والنقد، أتمنى أن يثمر هذا العمل رواية لا يقال عنها رواية أولى، إذ لست أبرر هناتها برواية أولى".