الفن هو اللغة الإنسانية الأبقى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هاني نديم:تعد الأميرة غادة بنت مساعد من الفنانات اللاتي لهن تواجد هام على الساحة المحلية والعربية بنهجها الفني الملتزم بالإنسانية ومشاكله دون الارتباط بعرق هذا الإنسان أو لونه أو موطنه. وهي على يقين من أن لوحاتها قد تشكل صدمة بصرية للمتلقي، إلا أنها مصرّة على نهجها الإنساني الصادق مهما كانت ردة الفعل إزاءه. "إيلاف"
ـ ربما تكون ألواني تشبه ألوان عصر النهضة بألوانها الدافئة، ولكنني لا أشعر بانتمائي إلا للوحتي، والتي مع الجهد والزمن صارت ميزتي وخصوصيتي، إن الذي تراه أنت هنا غريباً أو مدهشاً يراه الآخر في أي مكان غريباً ومدهشاً أيضاً، وهذا ما يؤكد خصوصية عملي، حيث أن معارضي الخارجية شكلّت صدمة بنفس الدرجة التي شكلّتها
س : كيف تتعاملين مع النقد و(الانتقادات) وأنت تقدمين رؤاك الفنية بمثل هذا الطرح الجريء، والمغاير للسائد والمعروف؟
ـ إن معظم من انتقدني لم يلج لداخل اللوحة ولم يناقشها أكاديمياً، ولكنه وجه اتهامات سطحية من نوع أن لوحاتي لا تخاطب واقعي أو أنها متشائمة وما إلى هنالك من نقد مجاني. إن كل صاحب الفكر الجاد والجريء عليه بتحمل المتاعب التي هي رفيق الجدية الحتمي؛ وعني شخصياً فمن الطبيعي أنني واجهت انتقادات كثيرة كان معظمها ينطلق من منطق غير فني، وعليه فإنها لا تعنيني، وكنت أقدر أنها كانت بمثابة استهجان بين شخصي وكينونتي الاجتماعية وبين ما أقدّم في لوحاتي. عموماً قد يحلو للبعض وصفي بأنني أمشي عكس التيار، وفي هذا شيء من الصحة إن اعتبرنا أن التيار التشكيلي هو مجرد رسم نخلة وخيمة!، فأنا أقدّم ما قد لا ينتمي للبيئة، وأخيراً التشكيل خطاب عالمي تفهمه الشعوب والفن هو اللغة الإنسانية الأبقى.
س : ما الذي تريدينه من فنك، عموماً ؟
ـ إنني أعمل على مفردة الإنسان بمعناها الواسع، البدوي والزنجي والهندي الأحمر والقوقازي وغيره، بحكم تخصصي في فن البورتريه، ولكنني لا أنقل الوجوه كما هي بل أتعداها لما ورائها، وأثبّت بهاء هذي الوجوه في حالات خاصة عندما تشير إلى سمو إنسانيتها؛ قلقةً كانت أم مطمئنة، سعيدة أم حزينة، وقد نتج عن ذلك أنني لا أسمي لوحاتي، إن لحظت ذلك، فالإنسان هو معرضي الدائم والمستمر،
س : خارج لوحتك الملتزمة بالإنسانية، ماذا قدمت لها على أرض الواقع وماذا تحدثينا عن نشاطاتك في هذا المجال؟
ـ الكلام عن فعالياتي ومشاركاتي في الجمعيات الخيرية، يحولها إلى نشاط اجتماعي فيه الكثير من الادعّاء، لكنني أبحث دوماً في علاقاتي عن المهمشين والمحرومين لأتفاعل معهم، أقيم ندوات وأدعم الفنانين المتوارين في الصفوف الخلفية؛ المشهور والمكرّس لا يعنيني، أبحث عن الصدق في كل مكان وعن الأشخاص الصادقين لأسجل ما أستطيع من تواصل إنساني على كافة الأصعدة وعلى أكثر من ترجمة.
س : بات من الملاحظ تسابق وسائل الإعلام وتسليطها على المرأة العربية عموماً والسعودية خصوصاً، هل ظاهرة الظهور الإعلامي الكثيف ظاهرة صحية؟
ـ لقد أشرت إلى أن كثرة الظهور تحول الهدف السامي إلى أغراض اجتماعية فيها الكثير من الزيف، وآمل من المرأة السعودية أن تكون على قدر المؤمل منها كما هي دوماً، أصلها ثابت وجذورها متينة ملتصقة بالوطن والخير، وأرى أن تمارس دورها دون النظر إلى الانفتاح الزائف و(البهرجات) التي تأتينا من مصادر لا تريد بنا خيراً؛ كما أنصحها بتغيير مفهوم منافسة الرجل، ذلك المفهوم الذي أصبح هاجس النساء في عصرنا الحالي، فالرجل سيبقى قواماً عليها بما خصه الله وستبقى هي ذلك الكائن الجميل بضعفه وأنوثته.