عالم الأدب

الحرشاني: أكتب لأضيء دهاليز الصحافة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تونس - خاص: صدر هذه الأيام للكاتب والصحفي التونسي محمود الحرشاني كتاب جديد ضمن سلسلة كتاب مرآة الوسط وهي سلسلة تعنى بنشر الكتب وتصدر عن المجلة التي يرأس تحريرها الكاتب نفسه، ويحمل هذا الكتاب عنوان "بلا قيود، في الأدب والسياسة والفن" وهو يقع في نحو 110 صفحة من القطع المتوسط. وهو إلى جانب ذلك كاتب مساهم بمقالاته في عديد الصحف والمجلات التونسية والعربية مثل الشروق والملحق الثقافي لجريدة الحرية والصريح ومجلات الفيصل العربي والرافد ومرآة الوسط. وقد قسم المؤلف كتابه إلى أربعة أقسام رئيسية وهي:
(1) المكان زمان، (2) حصاد الصحافة، (3) حصاد الأيام، (4) مع الأدباء و(5) ليس شعرا لمنه أحلى كلام.
ويقول المؤلف في المقدمة: يتضمن هذا الكتاب مجموعة من المقالات، الخيط بينهما هو محبة الوطن، وعندما نحب الوطن ننطلق في حبه بلا قيود... فلا حدود عندي لمحبة الوطن والإخلاص له... ويضيف الوطن يحضر في كل مقالات الكتاب، الوطن بشموخه، واتساع مساحته، وبنضال ابناءه وإسهاماتهم المختلفة، في ثراء الحضارة والفكر الإنساني ماضيا وحاضرا ...

دلالات العنوان
اول ما يستوقفنا في هذا الكتاب الجديد لمحمود الحرشاني هو العنوان الذي يبدو انه مختار بدقة، وهو يرمز إلى شوق الكاتب إلى التعبير بحرية، متحررا من كل القيود الني من شأنها أن تعيق حركة الكتابة. بحثا عن الصدق، والكتابة إذا خلت من الصدق والعفوية فقدت معناها ورسالتها، ولذلك فعنوان "بلا قيود" يضعنا في مناخات الحرية والصدق والالتزام.

فصول الكتاب
نحن امام كتاب يتضمن مجموعة كبيرة من المقالات والأبحاث في اجناس مختلفة. فالقارئ منذ البداية يتساءل، تحت إطار أي تصنيف يمكن تصنيف هذا الكتاب. هل هو مقالات أم هو كتاب أدبي أو كتاب دراسات. لا شك أن محمود الحرشاني أراد كتابا أن يكون جامعا لكل هذه الاغراض. فهو يتنوع بين المقال الصحفي القصير الموجه والبحث المطول.
القسم الأول من الكتاب "المكان زمان" نجد مجموعة من المقالات التي تتعلق بمدن تونسية مثل توزر وقابس وقفصة وقمودة وبيروت، مركزا في هذه المقالات على الجانب الحضاري لهذه المدن فهي ليست مقالات وصفية بقدر ما هي مقالات تستنطق ماضي هذه المدن واسهامات أبنائها ودورها الثقافي.
أما في قسم "مع الأدباء" وهو قسم ثري من الكتاب ومتنوع فنجد من الابحاث ما يتصل بأدباء تونسيين وعرب مثل محمود المسعدي ومحمد الجموسي ومحمد الحضري النائلي وعبد القادر بلحاج نصر وعامر بووترعة وفدوى طوقان ومحمد الماغوط وعز الدين المدني

عندما يتحدث الكاتب عن تجربته
في قسم مع الصحافة نجد مجموعة من المقالات تتصل اتصالا وثيقا بالصحافة، تصدرها مقال هو اقرب إلى الشهادة الذاتية منه إلى المقال وفيه يتحدث الكاتب عن قصته مع الصحافة ودخوله هذا العالم والتي بدأت بمراسلة إذاعة صفاقس ذات يوم من سنة 1974، ولم يكن ينتظر موافقة الإذاعة على مقترحه بانتاج برنامج أسبوعي... ولكن الإذاعة فاجأته بالموافقة وجاءته الدعوة منها للشروع في إنتاج برنامجه، فاحدث ذلك نقلة في حياته والكتابة بشكل عام...
وفي هذا القسم أيضا نجد مقالات عديدة تتحدث عن الإنتاج الدرامي التونسي وغياب الإنتاج الفكاهي في وسائل الإعلام السمعية البصرية التونسية، وغياب الصحافة الهزلية بعد أن كانت مزدهرة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.

حصاد الأيام .. الكاتب يرصد الأحداث
في قسم مع الأيام، بعود الكاتب إلى وظيفته كصحفي ويرصد لنا مجموعة من الأحداث المهمة في تونس والعالم العربي، يتناولها ويوثقها حتى لا تفلت هذه اللحظة من ذاكرة الزمن، تونس عاصمة دولية دولية للتضامن، رمضان في تونس ومسابقة تونس الدولية لحفظ القران الكريم، فشل مهمة كولن باول في الشرق الأوسط، الحرب الأخيرة على لبنان، وانتصار المقاومة اللبنانية، بعض من مقالات هذا القسم الذي يرصد فيه الكاتب مجموعة من الأحداث، احيانا مفرحة وأحيانا درامية.

خواطر واشعار
في قسم "ليس شعرا ولكنه احلى كلام" اورد المؤلف مجموعة من الخواطر والقصائد كتبها في رثاء والده "رحلت يا أعز الاباء" وبمناسبة بلوغه الخمسين "خمسون من الأعوام مرت" وفي خطاب صفاء ذهني مثل القصيدة "خريطة العالم" ..
والحقيقة أننا في هذا القسم نكتشف وجها جديدا لمحمود الحرشاني وهو وجه الشاعر والأديب... ولئن نفى عن نفسه منذ البداية صفة الشعر وعما يكتبه صفة الشعر ووصفه تحت خانة احلى كلام، فان هذه الخواطر يقدمها بعفويتها هي اقرب إلى الشعر أي إلى لون آخر من ألوان الكتابة.
يقول محمود الحرشاني في إحدى مقالاته: أتمسك بكتابة الأدب لأضيء به دهاليز الصحافة.. الكتابة عندي لحظة صدق ولا يعرف الأمر عندي بين أن اكتب مقالا صحفيا أو قصيدا شعريا أو قصة قصيرة في كل الحالات، أتسلح بموهبتي الأدبية لأخرج نصا من أرحام المعاناة نفسها.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف