حماس تتلف قصة خيالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وتنقل صراع الوزارات للحكايات
قصة خيالية تفجر جدلا واسعا في صفوف الفلسطينيين
سمية درويش من غزة: فجرت "قول يا طير" قصة تحاكي الخيال والتراث، أتلفتها وزارة التربية والتعليم التي تسيرها حركة حماس، جدلا واسعا في صفوف الفلسطينيين بين مؤيد ومعارض لتلك القصة. ويضم كتاب ( قول يا طير)، 45 حكاية من التراث الشعبي، وهو للمؤلف الدكتور شريف كناعنة، ويباع في المكتبات العامة. وقد ندد حزب الشعب "الشيوعي سابقا"، المتوقع أن يشغل وزارة الثقافة بالحكومة الحادية عشر، بقرار وزارة التربية والتعليم العالي بإتلاف قصة "قول ياطير"، معتبرا أنه عمل جاد في تطوير
ووصف عماد عصفور القيادي في حزب الشعب، قرار التربية والتعليم بالخطير الذي يهدف إلى نسف كل أنواع التطور في المجتمع، معتبرا أن تسييس التعليم هو بالأمر الخطير.
وبحسب التربية والتعليم، فان "الحديث ليس عن كتاب مدرسي بل عن كتاب طبع باللهجة العامية وتم توزيعه على المدارس والمكتبات ووجدت الجهة المختصة بالإشراف والتأهيل التربوي أنه غير مناسب لأنه باللهجة العامية ويحمل كلمات نابية".
من جهته رفض شريف كناعنة مؤلف الكتاب، عملية منع تداول الكتاب في المدارس، وقال "لست أنا من أقر توزيع الكتاب على المدارس فوزارة الثقافة هي التي طلبت ذلك ودفعت مقابل نسخ ثلاثة آلاف نسخة من الكتاب وهي من وزعه".
هذا ودان الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، قرار التربية والتعليم إتلاف جميع نسخ كتاب " قول يا طير " الموجودة في مكاتب المدارس الفلسطينية، معتبرا في بيان صحافي، القرار بمثابة إعدام واعتداء صارخ على الوجه الحضاري للتراث الفلسطيني.
وطالبت فدا، لجنة التربية والتعليم في المجلس التشريعي خاصة، والمجلس بصفة عامة، بعقد جلسة لمساءلة وزير التربية والتعليم د. ناصر الدين الشاعر، عن هذا الإجراء الذي رات فيه محاولة لإعادة إحياء فترة محاكم التفتيش التي سادت في حقب ظلامية غابرة لا تريد لها أن تكون في فلسطين التي تميزت على الدوام بقيم التسامح والانفتاح الفكري والتآخي.
اشرف أبو خصيوان كاتب وصحافي قال، بان كتاب الحكايات الشعبية " قول يا طير"، ضم بين دفتيه حكايات يستمتع بها الصغار والكبار، غير انه اضاف، " يبدو إننا نعيش في عصر فقدان اللذة والشهوة في كل شيء جميل حتى في الكتب والحكايات والروايات الفلسطينية القديمة، لتخرج علينا البيانات الصحفية والإشاعات المغرضة التي تستهدف هذه المرة تراث الشعب الفلسطيني وتاريخه العريق. وتابع الكاتب في مقاله، "من حكايات كتاب "قول يا طير" قصة نص نصيص ، ومن منا لا يعرف تلك القصة الرائعة التي تجسد البطولة والشهامة والزعامة في أطفالنا منذ نعومة أظافرهم، وتلقنهم درسا لا يمكن أن يتعلموه في المدارس بل من خلال تلك الكتيبات والحكايات والأساطير القديمة التي نؤمن بها لأنها مسلية وجميلة وبعضها ثورية وان كانت باللهجة العامية البسيطة التي يفهمها ويتقنها الأطفال".
من جهتها أشارت الكاتبة سهير قاسم، إلى أن كتاب "قول يا طير" الذي يثار حوله الجدل، هو ذخيرة شعبية وأدبية تم تقديمه من خلال نصوص ودراسة للحكاية الشعبية الفلسطينية، وهو واحد من كتب التراث الذي نعتز ونفخر به كفلسطينيين. وأوضحت القاسم في مقالها، بان الكتاب أبرز جمالية في النص والسرد الأدبي، وعكس حكايات الحياة الاجتماعية والثقافية، تلك الحكايات التي جاءت في معظمها على لسان النساء من جميع أنحاء فلسطين.
بدوره أعرب الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين، عن أسفه لردود الأفعال السلبية التي أظهرت الحكومة الحالية كمن يمارس الإرهاب الفكري أو يهاجم التراث.