المقالح يعلن انسحابه من بيت الشعر اليمني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
... بسبب خلافات الشعراء المؤسسين
محمد الخامري من صنعاء: أكد الأديب اليمني الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح المستشار الثقافي للرئيس علي عبد الله صالح انسحابه من بيت الشعر اليمني الذي كان أعلن تأسيسه برئاسته مطلع شباط "فبراير" العام الماضي 2006م كمعلم من معالم الثقافة اليمنية ومكان رمزي في العاصمة صنعاء يضم بين جوانبه جميع الشعراء اليمنيين "حسب بيان التأسيس آنذاك".
ورغم أن الدكتور المقالح لم يُبد مبررات انسحابه من المؤسسة الأدبية الأولى في اليمن بحكم رئاسته الشخصية لها كأكبر قامة أدبية معاصرة وقبل أن تظهر خلافات جانبية بين
وكان بيان تأسيس بيت الشعر اليمني الذي صدر مطلع شباط "فبراير" العام الماضي 2006م قال أن المقر الرئيسي سيكون في مركز الدراسات والبحوث الذي يرأسه الدكتور المقالح، وأنه تم اعتماد صورة (الوعل) رمزا له وهو رمز الثقافة الوطنية القديمة (الثقافة السبئية), ويتوقع افتتاحه عقب إجازة عيد الفطر المبارك، مشيراً إلى شاعرين قال أنهما ساهما في تأسيس البيت إلى جانب الدكتور المقالح وهما الأديب محمد عبد السلام منصور، والدكتور عبد السلام الكبسي.
وأكد البيان التأسيسي على أن الهدف الاستراتيجي من تأسيسه والإعلان عنه بإقامته هو الارتقاء بالقصيدة اليمنية انجازا ونقدا وتنظيرا باتجاه الاختلاف, بمفهوم القطيعة والقطيعة المعرفية بالذات وذلك في سياق الثقافة العربية القديمة والمعاصرة, مشيراً إلى أن بيت الشعر لا يؤمن بالسلطات الأبوية وليست الايدولوجيا له غاية ولا مجال فيه للتصنيف ولا تتخذ فيه المواقف الشخصية مع احد ضد أحد مطلقا.
ويتضمن برنامجه تنظيم لقاءات الشعراء بالجمهور من خلال الأمسيات والصباحيات الشعرية بصورة دائمة والتهيئة لمهرجانات شعرية يمنية تقتصر على بضعة شعراء عرب ويمنيين مهمين كل سنة وتكريمهم بصورة لافتة ومراعاة طباعة أهم أعمالهم.
وكان بيت الشعر اليمني اختار عدداً من الشعراء العرب البارزين في الساحة العربية كأصدقاء له من خارج اليمن منهم الشاعر محمد عفيفي مطر من مصر، والشاعر الكبير محمد جبر الحربي من السعودية، وأدونيس من سوريا، ومحمود درويش (فلسطين)، وسعدي يوسف (العراق)، وقاسم حداد (البحرين)، وسيف الرحبي (عمان)، وأمجد ناصر (الأردن)، ومحمد بنيس (المغرب)، والمنصف الوهايبي (تونس)، وجودت فخر الدين (لبنان)، وميسون صقر (الإمارات).
واصدر بيت الشعر اليمني مجلة فصلية باسم (غيمان) بإشراف الدكتور المقالح ورئاسة همدان زيد دماج، وهيئة تحرير من محمد عبد السلام منصور، وحاتم الصكر، وعبد السلام الكبسي، وعلي الحضرمي، وعلي المقري، وهيئة استشارية مكونة من القاص والكاتب خالد الرويشان "وزير الثقافة"، وحسن أحمد اللوزي "وزير الإعلام"، وعبد الله البار،
وقال الدكتور المقالح في افتتاحية العدد الأول "إن اليمن كانت ولا تزال بحاجة إلى مجلة أدبية ترقى إلى المستوى المطلوب أسوة ببعض المجلات العربية ولكي تقدم للقارئ المحلي والعربي صورة عن الجديد من الكتابات الشعرية والنقدية، وإن هذه المجلة "الوليد اليماني" القادمة من آخر نقطة في جنوب الوطن العربي، تطمح إلى أن تكون وعاءً إبداعياً يقدم للقارئ أحدث نتاجات المشهد الإبداعي العربي، شعراً ونقداً".
وكان اسم غيمان قد اخذ مساحة واسعة من الحوار والجدل بين الدكتور المقالح الذي يريد أن يسقطه على جبل نقم في الجهة الشرقية لصنعاء من جهة وبين عدد من الأدباء والكتاب اليمنيين على رأسهم الأديب والكاتب الصحفي عبد الكريم الخميسي الذي كتب حول هذا الموضوع في يومياته "أشواق الغد" التي كان يكتبها في صحيفة الثورة الرسمية، مدافعا عن اسم نقم ومثبتا بالحقائق التاريخية انه نقم وليس غيمان كما يريد الدكتور المقالح الذي نشر مقالا آخر بعنوان لا لنقم نعم لغيمان استشهد فيه برسالة للكاتب محمد عبد الباري القدسي الذي وافقه على رأيه فقط.
يشار إلى أن الدكتور عبدالعزيز المقالح ولد أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، ونشأ في منطقة "الشعر" بالقرب من "وادي بنا" التابع لمحافظة إب "اللواء الأخضر باليمن" والمشهور بعدة أسماء منها وادي المياه والأشعار والحقول الخضراء.
شغل منصب رئيس جامعة صنعاء لفترة طويلة ويشغل حالياً منصب مستشار الرئيس علي عبدالله صالح لشؤون الثقافة والأدب.
إلى جانب مؤلفاته الأدبية فإن له الكثير من الكتابات في الصحف اليومية والأسبوعية اليمنية والمجلات العربية.
والدكتور غني عن التعريف فهو من أدباء اليمن والوطن العربي البارزين صدرت له أكثر من 25 مؤلفاً من المؤلفات الشعرية والأدبية لا يتسع المجال لذكرهم هنا.
يقول عن نفسه في مقدمة ديوان رسالة إلى سيف بن ذي يزن :
إذا صح أنني شاعر فقد أصبحت كذلك بفضل الحزن، هذا النهر الشاحب الأصفر الذي رأيته واغتسلت في مياهه الراكدة منذ طفولتي رأيته في عيني أمي وفي عيون أخوتي ثم قرأته على وجوه زملائي في المدرسة والشارع والسجن وأقرؤه كل يوم وليلة في عيون ووجوه أطفالي العصافير الأربعة الذين شهدوا من قبح العالم أكثر مما تحمل أعمارهم الصغيرة.
وفي وجه هذا الحزن وفي طريقه الكابي اللون حاولت أن أتمرد، أن أثور، ولكن بلا جدوى كانت المحاولة الأولى عندما قررت أن أدفنه - أي الحزن - في الحب فكتبت إلى الفتاة التي أحببتها بكل قلبي ومشاعري وأروع ما كتبت من الشعر. وبعد أيام عادت قصائد الحب دون أن تمس لماذا ؟ لأن العينين الجميلتين لفتاتي كانتا غير قادرتين على قراءة قلبي لأنها ككل الفتيات في اليمن لا تقرأ.
ومرة ثانية حاولت أن أنسى الحب بالثورة فكتبت بعض القصائد الثائرة فهالني وفجعني أن أرى الأصدقاء يهربون من حولي حتى أقرب الناس إلى نفسي وجدتهم يشهرون خناجرهم الحادة في وجهي ورأيتهم يعدون قبرا لدفني في الغربة، لماذا لأن الثورة التي أناديها من بعيد سوف تمر "حين تمر" فوق رؤوسهم لذلك فقد حاولوا أن يتغدوا بي قبل أن تتعشى بهم الثورة.
أخيرا حاولت أن أهجر الكلام، رحلت إلى الصمت. فماذا حدث ؟
تقرح جسدي أكلت ثعابين الصمت لساني وكادت العين تكف عن الإبصار فرجعت إلى الكلام.. إلى الشعر ولكنه هذه المرة ليس عن الحب ولا عن الثورة إنه عن الحزن، عن الحزن نفسه الذي كان ملهمي ومعلمي رغم أنفي.