رقيب الفكر ورقيب هز الخصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رقيب الفكر... ورقيب هز الخصر
كتب تحت الوصاية... وكليبات فوق أي وصاية!!
سلوى اللوباني من القاهرة: "مروة أما نعيمة أشهر من يوسف القعيد، ونجلاء بح لها معجبون أكثر من د أحمد مستجير، وتسأل الناس عن سر إختفاء بوسي سمير ولا يشغلها سر إختفاء أحمد زويل" لا أجد أفضل من هذه العبارة للكاتب الشاب "عمر طاهر" في كتابه "شكلها باظت" للتعبير عن الخلل الذي نعاني منه ثقافياً وفكرياً. هذا هو حال ثقافتنا د. شاكر النابلسي: كليبّات هذا الزمانمن أدب وفن.. لانها ثقافة تحت الوصاية.. ثقافة موجهة.. ثقافة تحت رحمة الرقيب -أو الرقباء لانهم كثر- الذي يحدد لنا ما نقرأه وما لا نقرأه.. وبالمقابل لا يبالي بتحديد ما نشاهده وما لا نشاهده... فكما ذكرت هي ثقافة موجهة.. هدفها إحداث خلل ثقافي وفكري كبير من خلال تقييد الكتاب والمثقفين من الكتابة بحرية وبالمقابل إطلاق الحرية لبعض - الاشخاص- بتأدية أغانٍ تحمل كلمات أقل ما يقال عنها رخيصة وأيضاً فيديو كليب أرخص!! ثقافة موجهة أدت الى قلة في إصدار الكتب الجيدة والسماح لعدد من الكتب الرديئة
من هو هذا الرقيب؟
الرقابة على الكتب أحد أهم الاسباب التي تعيق إنتاج كتب ثرية أو إنتشارها لذلك يواجه الكتاب العربي عامة بعدد لا يستهان به من الرقباء في كل دولة من دول العالم العربي، توجد رقابة في أكثر من 20 دولة عربية على الكتاب!! ولكن ما هي معايير الرقباء في الدول العربية؟ أين دور مجلس الثقافة والاعلام العربي المنبثق من الجامعة العربية؟ وكما يقال إن هناك لجنة من المتخصصين في كل وزارة إعلام أو ثقافة في كل بلد عربي مسؤولة عن قرار منع الكتب، وأن كل رقيب في هذه اللجنة له تخصص مختلف-أدبي، سياسي، ديني، إعلامي وغيره!! ولكن أليس من الافضل لو تعرفنا إلى هؤلاء الاشخاص وإلى تخصصاتهم!! وما هو مستوى تعليمهم وثقافتهم بكل فروعها!! ومن الذي قرر تعيينهم وبناء على ماذا؟ وما هي المعايير التي يستندون اليها عند منع كتاب! وهل من المحرمات مناقشة هذا الرقيب في قراراته؟؟ وأذكر هنا موقف حدث مع د. تركي الحمد حين كان عائداً من البحرين الى السعودية ومعه بعض كتبه فصودرت وكان عليه مراجعة وزارة الاعلام ليكتشف عند ذهابه أن الرقيب أحد تلامذته ويعرفه. ولا علاقة له بأدب ولا بكتب ولا بثقافة!!! واذا كان هذا الرقيب قد تم تعيينه ليكون الوصي الامين على فكرنا وعقولنا من أي نصوص وكلمات غريبة ترد في الكتب.. لماذا لا نسمع عن رقيب الاغاني والفيديو كليب.. وتخصصاته ومستوى ثقافته!! والمعايير التي يستند اليها بالموافقة على عرض كل هذا الكم الهائل من الاغاني الهابطة!! ما نشاهده على التلفزيون أكثر بكثير مما نقرأه في الكتب والروايات التي يدعي الرقباء أن نصوصها كفر أو مدعاة للفساد أو مثيرة جنسياً وتلحق الاذى والضرر بالمجتمع!!
بل يعتبر أشد ضرراً إذا سلمنا أن التلفزيون وسيلة إعلامية فعالة ويشاهدها ملايين البشر. لماذا لم يمنع حتى الان معظم الاغاني التي تبث حالياً على المحطات الفضائية الغنائية؟؟ الم يسمع ويشاهد هذا الرقيب كليبات ماريا ودومينيك وروزي ومروى ونجلا وروبي وليندا وبوسي سمير.. وكليب دانا الاخير على السرير "أي خدمة يا باشا"!! وغيرها الكثير من الكليبات الرخيصة التي تؤدى في غرف النوم ومع الحيوانات وآخرها القطط!! هل شروط الرقابة تسري فقط على أي ناشر ليسلم عدداً من نسخ مطبوعاته لوزارة الثقافة والاعلام حتى يحصل على موافقة النشر والتوزيع؟ بينما لا تسري هذه الشروط على الاغاني والفيديو كليب؟ إذن هي ثقافة موجهة!!
حاول... وقارن
جرب أن تدافع عن كتاب تم منعه ستتهم بالفساد والكفر والتشجيع على الجنس!! وبالمقابل حاول أن تنتقد فيديو كليب..سيتهمك البعض بالتخلف وينصحك بتغيير المحطة!! حاول أن تدخل الى بعض المنتديات على الانترنت ستجد كماً هائلاً من الحوارات حول فيديو كليبات هابطة..ومناقشات ودفاع وتعاطف مع المطربة وجدال لا أول له ولا آخر!! وجرب أن تقرأ ما يكتب في المنتديات التي تناقش رواية أو كتاب تم منعه ستجد معظم من يبدون رأيهم لم يقرأوها!! وإنما يتناقلون رأي من قرأها!! وأحكام مسبقة على الكاتب/ة من كل حدب وصوب!! انتبه عندما يتم منع عرض فيديو كليب كيف تتسابق الصحف والمجلات لتناول الموضوع وكانه موضوع سيهز عرش أي دولة عربية!! إضافة الى استضافة المطربة في البرامج التلفزيونية الحوارية لمناقشتها في كلمات الاغنية وتوجيه النقد البناء لها!! والتعاطف معها أحياناً قائلين "ليست الوحيدة التي تقدم الاثارة"!! لتكتشف بعد كل هذا انها نالت شهرة واسعة لم ينلها كاتب نشر كتابه أو منع.. وحققت ربحاً مادياً لم يحلم به أي كاتب عربي..لان عقود الافلام بدأت تنهال عليها..وشركات الانتاج تتسابق لتوقيع عقود الالبوم القادم..عدا عن مشاركتها في إحياء حفلات الصيف الساخنة في أكثر من بلد عربي..أما الكاتب/ة الذي يتم منع كتابه قد يستضيفه برنامج واحد..ويناقش كتابه بأسئلة مختصرة جداً..وقد ينشر خبر بسيط عن منع روايته أو كتابه في جريدة من هنا أو مجلة من هناك..وتتأنى دور النشر في نشر أي كتاب جديد له....أما ربحه المادي فحدث ولا حرج!! ألم نقل انها ثقافة موجهة!!
محطة للادباء والمفكرين
حتى نضمن التوازن في ثقافتنا وما تواجهه من توجيه مدمر لماذا لا تفكر إحدى المحطات الفضائية بتخصيص قناة خاصة بالكتب سواء المسوح تداولها أو الممنوعة من التداول أو النشر؟ قناة متخصصة للادباء والكتاب والمثقفين تتحدث فقط عنهم وعن تاريخهم وسيرهم وكتاباتهم؟ قناة نشاهدها يومياً على مدار 24 ساعة تبث باللغة العربية ومترجمة الى اللغة الانكليزية والفرنسية!! مثلما نشاهد يومياً المحطات الغنائية بأغانيها المختلفة التي تبث على مدار اليوم.. هل هذه الفكرة البسيطة صعبة التنفيذ؟ مادياً لا أظن... فالمليارات من كل حدب وصوب تنفق على الغالي والنفيس!!! أما اذا وجدوها صعبة التنفيذ.. فيجب عليهم أن يجيبوا على سؤالنا ...أين الخطأ في قراءة كتاب أو رواية تختلف عن ثقافتنا أو معتقداتنا أو فكرنا..وأين هي الفائدة عندما تبث يومياً على مدار 24 ساعة أغاني وفيديو كليبات لا علاقة لها بأي طرب أو فن وتختلف عن أي فكر سمعنا به أو آمنا به!! ألم أقل انها ثقافة موجهة!!