عالم الأدب

رواية لم تنشر من قبل لمولود فرعون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد ما يقارب عقد على وفاته مقتولا
مولود فرعون يضيف لرصيد قرائه "مدينة الورود"

نور الهدى غولي من الجزائر: لم تكن نهاية ذاك الكاتب متوقعة أبدا.. اغتيل مولود فرعون قبل خمسة وأربعين سنة أجبر هذا الروائي عن التخلي على كل شيء من أجل الفناء. ففي صباح 15 من مارس 1962 أياما قلائل قبل أن تنال الجزائر استقلالها قلمت جماعة من الإرهابيين من عصابة الاواس (OAS) على اغتيال هذا الرجل الذي رحل مخلفا وراءه مجموعة من الإبداعات.
كان قد كتب رواية "ابن الفقير" إبان الحرب على ضوء شمعة. وقال يف تصريح له "لقد ووضعت فيها قطعة من ذاتي" ثم أردف "أنا متعلق بشكل كبير بهذا الكتاب، أولا لأنني لم أكن آكل كل يوم رغم الجوع في حين كان الكتاب يولد من قلمي وثانيا لأنني بدأت أتعرف على قدراتي".
قبل أيام وتخليدا لذكرى وفاته قدم ابن هذا الكاتب علي فرعون كتابا جديدا لوالده لم يكن قد نشر من قبل والذي كان قد اختار له عنوان "مدينة الورود" عن دار نشر "يامكوم" وهو مؤلف يروي تفاصيل وقعت خلال الثورة التحريرية أبطالها الفعليون هم ثلاثة شخصيات تجمعها مشاعر إنسانية متباينة بين الحقد والحب، الغيرة والطيبة...
كتب مولود فرعون هذه الرواية في 1985 أين نظمت آنذاك مظاهرة بالجزائر العاصمة يوم 13 ماي من نفس السنة، وسعى منظموها إلى تغليط الرأي العام حول مصداقية الثورة الجزائرية والطعن في نزاهة الحق الذي يطالب به الشعب الجزائري كاملا، خاصة بعد تدوين القضية لدى الأمم المتحدة محاولين الاستخفاف بالرغبة الفعلية في الاستقلال وتحويرها إلى نزق طائش مقتصر على رغبة بعض المتمردين.
بنوع من الأسى المشحون بفرح خفي سحب ابن الكاتب مولود فرعون الكثير من الجزئيات التي كانت خفية عن قراء هذا الروائي الذي كان معنى الكتابة عنده بالقوة التي جعلته يصر على نقل التفاصيل الحرجة والحساسة في أوراق يدونها بأسلوب أدبي جزل.. مع تمرير الكثير من الأفكار التي كان يؤمن بها والتي كانت تلقى الكثير من الرفض والحيرة.
لهذا السبب ولأسباب أخرى يصعب حصرها رفض ناشر مولود فرعون آنذاك أن ينشر له عمله الروائي الجديد وطلب منه أن يقوم بمراجعة نصه أكثر من مرة حتى يتخلص من الشوائب التي قد تسبب الكثير من الرقابة والمجابهة.. ووصل الأمر لاحقا إلى مستوى لآخر إلى أن طلب منه أن يغير من عنوان نصه الروائي هذا "مدينة الورود" إلى اسم ملكة بربرية وهو ما رفضه الكاتب الذي كان قد عاش التجربة ذاتها حينما حاول إصدار نصه السابق "نجل الفقير" سنة 1944 إلى أن تمكن من نشره على حسابه الخاص بعد أربع سنوات كاملة.
غرور الناشر وسيطرته تجاوزت حدود العنوان لتلحق أيضا بالتقنية التي يستعملها الكاتب في تدوين أعماله الفنية فهو لم يستسغ المقاربة الكلاسيكية التي انتهجها مولود فرعون فقد كان يترك دائما النهاية مفتوحة لرواياته الأمر الذي يسهل عليه إضافة تغييرات على الشكل مع الحفاظ على الهيكل الأصلي للنص الروائي.
لم يدخر نجل الكاتب جهدا من اجل إيصال الرسالة التي كان والده راغبا فيها وأكد على أنه اختار هذا التوقيت بالذات من أجل نر الكتاب الخفي نظرا للأطروحة المتداولة في الخارج "الاستعمار الايجابي" والمرفق بإنتاج أفلام ممجدة للاستعمار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف