تشكيل لجنة تحقيق مع وزير الإعلام البحريني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مهند سليمان من المنامة:
ووافق مجلس النواب على تشكيل لجنة تضم 7 نواب منهم النائبان السلفيان عبدالحليم مراد، وابراهيم بوصندل ، والنائب المستقل عادل العسومي، ونائبان من الاخوان المسلمين وهما ناصر الفضالة وابراهيم الحادي، ونائبان من الوفاق الإسلامية وهما محمد جميل الجمري، ومحمد المزعل.
وشهدت جلسات اليوم مداخلات ساخنة ضد وزير الإعلام الذي لم تتم دعوته للجلسة والوكيلة المساعدة للثقافة والتراث الشيخة مي آل خليفة حيث شن نائب الاخوان المسلمين محمد خالد هجوما ضد الوزير متهما إياه " بالخضوع والخوف من وكيلته وعدم قدرته على السيطرة عليها وضرورة إيجاد حل لما تقوم به في الوزارة ، وخصوصا انها تنتمي إلى العائلة الحاكمة".
النائب السلفي جاسم السعيدي قال في مداخلته " يؤسفنا في المجلس ان نتطرق إلى مواضيع عن ربيع السخافة ، وأنا قلت للوزير هل يرضيك ما حدث ، الم تكن موجودا ، قال لي "بلى" فقلت له ألم تر الناس تخرج من المكان بسبب ما حصل". مضيفا السعيدي " الوزير رفع السماعة واتصل بي لاحقا وقال ان القضية لا تتناسب مع ديننا ، وابلغته اننا لن نسكت، وان سكتنا لن نسكت على المنابر".
وقال السعيدي" نريد ان تحقق الحكومة بذلك ويأخذوا الوزير ويسألوه من الذين لا يقدر عليهم في الوزارة ، والذين لا يقدر عليهم يستطيع المجلس ان يقدر عليهم ، المسؤولون نائمون ولا يعرفون ما يحصل من ورائهم ويجب ان تؤخذ القضية في الاعتبار".
من جهة اخرى رد ممثل الحكومة في الجلسة وهو وزير مجلس النواب والشورى عبدالعزيز الفاضل على الاتهامات والهجوم الذي شنه النواب قائلا " لست وزير الاعلام او مسؤولا عن ربيع الثقافة، الحكومة لا توجه المجلس ، واعترف هناك خطأ يجب ان يعدل ويصحح دون ان نعطي الشيء اكبر من حجمه ووفق الآلية الصحيحة".
وحسب اللائحة الداخلية والمادة السادسة لطلبات التحقيق في البرلمان البحريني فيحق للمجلس في كل وقت أن يؤلف لجاناً أو أن يندب عضوا أو أكثر من أعضائه للتحقيق في أي أمر من الأمور الداخلة في اختصاصه، وتنص المادة 161، على انه "تتخذ الإجراءات المقررة في المادة السابقة بناء على طلب مكتب المجلس أو إحدى لجانه ، أو بناء على اقتراح مقدم من خمسة أعضاء على الأقل، يختار المجلس اللجنة أو العضو الذي يقوم بالتحقيق بناء على ترشيح رئيسه ، مع مراعاة التخصص والخبرة في الموضوعات التي يجرى بشأنها التحقيق"
وتنص المادة (62) انه " للقائمين بالتحقيق أن يتخذوا كافة الإجراءات اللازمة للحصول على البيانات والمعلومات والأوراق المتعلقة بما أحيل إليهم من موضوعات، وعلى جميع الجهات المختصة أن تعاون القائمين بالتحقيق في أداء مهمتهم ، وعليها أن تقدم لهم الوسائل اللازمة لجمع ما يرونه من أدلة ، وأن تمكنهم من أن يحصلوا على ما يحتاجون إليه من تقارير أو بيانات أو وثائق أو مستندات"
4 أشهر مدة لجنة التحقيق
وحسب المادة 164" يجب أن يشتمل التقرير على ما اتخذ من إجراءات لتقصي جميع الحقائق عن الموضوع المحال ، والمقترحات بشأن علاج ما تبين من سلبيات، ويناقش المجلس التقرير في أول جلسة تالية لتقديمه ، وتكون أولوية الكلام لمن يقدم طلبا كتابيا بذلك لرئيس المجلس قبل الموعد المحدد للمناقشة".
وفي الوقت الذي شن النواب هجوما على الصحافة ودفاعها عن الثقافة اشعل قرار مجلس النواب البحريني تشكيل لجنة التحقيق معركة بين النواب والمثقفين والفنانين والمدافعين عن الحرية حيث نددت نحو 50 جمعية ثقافية واهلية وسياسية في البحرين بـ"محاولات بعض القوى السياسية في مجلس النواب خنق مناخ الحريات والابداع في البحرين" واعربت عن "خيبة الامل لما آلت إليه الأوضاع في البحرين من هيمنة للفكر الأحادي والتوجهات الاقصائية الرافضة للآراء الأخرى والتشهير بأصحابها والتشكيك فيهم".
ووقعت على هذا البيان 53 جمعية من بينها 12 جمعية نسائية منضوية في الاتحاد النسائي البحريني وجمعيات ثقافية وسياسية وصحافية وجمعيات شبابية ومهنية ونقابات.
وفي خطوة دعم اضافية، اعتبر مجلس الشورى البحريني (المعين) في بيان اصدره أمس الاثنين ان مهرجان "ربيع الثقافة" "يمثل خطوة كبيرة لرفد مشروعنا الإصلاحي الذي يؤكد على تكريس انفتاح البحرين على العالم".
مارسيل والحداد في بيان لهما : ارفعوا أيديكم عن حناجرنا".
وصف الفنان مارسيل خليفة و الشاعر قاسم حداد في بيان مشترك صدر لهما اليوم ، الحملة التي تتزعمها ثلة من نواب الكتل الإسلامية ضد عمل ((مجنون ليلى)) أو لكافة فعاليات (ربيع الثقافة) بأنها حملة منظمة، و مقصودة لإرهاب كافة أشكال الفكر والثقافة، وقمع كل مسعى إبداعي. كما وصفوا منطق الدفاع الذي تزعمه هذه الثلة، بإنه دفاعٌ باطلٌ، عقيمٌ، مشكوكٌ فيه، عن دينٍ لا يستمد قوته وعظمته واستمراريته من العنف (اللفظي والبدني) الذي يمارسه فقهاء الظلام وتجار الفتاوى، بل مما يدعو إليه من تعايش وتسامح ومحبة. دينٌ، في جوهره، قائمٌ على الحوار والاجتهاد. دينٌ لا يحتاج إلى دم شاعرٍ أو صمت أغنيةٍ كي يحافظ على بقائه، لا يحتاج إلى صراخ وانفعال وتشنج في الدفاع عنه.
وذكر البيان الذي جاء على لسان مارسيل والحداد " عندما ذهبنا إلى التراث العربي بحثاً عما يضيء حاضرنا، ونستعيد به ما نسيناه وما افتقدناه في حياتنا الراهنة، نعني الحب، جلبنا درّة الحب الخالدة، شعلة الوجد التي لا تخبو جذوتها ما دام هناك عاشق أو عاشقة يتنفسان الحب، جلبنا حكاية من ذابَ - وقيل من جُـنّ- حباً، وقمنا بصقل الحكاية بما تيسر لنا من شعر وموسيقى وغناء ورقص ودراما. وما كان لدينا غير مطمحٍ واحدٍ: أن نحرض الناس على الفرح لا الغياب، على الحياة لا العدم".
ويضيف البيان على لسان المبدعين بأن غايتهما كانت التعبير عن العاطفة الإنسانية في أبهى وأنقى تجلياتها، وأن يمجّدا الجدير بالتمجيد: الحب، ذاهبان بالنفي أن تكون غايتهما أن يدغدغا الغرائز الأدنى عند جمهور جاء، بكل براءته وثقته وفطنته، ليعرف ويستمتع ويفتح قلبه على سعته، بلا موقف مسبق، بلا ضغينة، ولا أحكام.
وقال البيان إنه لم يخطر ببال كل من مارسيل أو قاسم أن ما يقدمانه من عرض نظيف وبريء، ومتجرّد من النوايا السيئة والخبيثة، سوف يتم تأويله -غيابياً- بخلاف ما هو مقصود، وسوف يرى فيه حماة الدين والأخلاق والطهارة عملا فاحشاً ومعيباً، وسوف يرون فيه خروجاً على الشريعة الإسلامية والأخلاق العامة.
مارسيل : ما يحصل ارهاب للفكر والثقافة
وقال البيان إن مثل هذه الدعوة لا يمكنها أن تعدو كونها دعوة صريحة ومباشرة للانغلاق، لمصادرة حق الآخر في التعبير، لإنكار تعددية الأصوات، والمفارقة أن تنطلق هذه الدعوة من موقعٍ (برلمان) يُفترض فيه أن يكون منبراً لمختلف الأصوات والاتجاهات.
إن مثل هذه الدعوة - بحسب ما جاء في البيان - لا تحتقر الإنسان الحر، الراغب في المعرفة والمتعة فقط، لكنها تحتقر أيضاً بلداً متحضراً ينتمي إلى القرن الحادي والعشرين.
لذا يحق لنا أن نتساءل، هكذا اختتم مارسيل خليفة و قاسم حداد بيانهما :
هل يليق بوطن متحضر أن يمثّل شعبه نوّابٌ يتوهمون امتلاك السلطة.. سلطة المنع والكبح والمصادرة؟ نواب ترتعد فرائصهم كلما لاحتْ في الأفق قصيدة أو أغنية لا تمتثل لشروطهم فيستنفرون الكراهية والتعصب؟ نوابٌ يرون الشيطان الرجيم يسكن في كل أغنية أو رقصة أو مشهد أو نص؟ نوابٌ يظنون أن الله يبسط، لهم وحدهم جناحَ الرحمة ويعادي الآخرين؟ نوابٌ ليس من مهمات (مجلسهم) أن يعطي شعباً برمته درساً في الأخلاق، ولا لأحدٍ منهم أن يعلمنا الوطنية، ما يحدث هنا، حدث ويحدث في أراض عربية متفرقة.. بشكل أو بآخر. المثقف العربي متهم دوماً، أو عرضة للاتهام في أي وقت، ما دام يبدع. لذا فهو ليس مطالباً بأن يبدع فحسب، لكن أن يدافع أيضاً عن إبداعه ضد قوى القمع المتربصة به عند كل منعطف.
ويضيف البيان " يحق لنا هنا أن نحيي ونعانق جميع القلوب العاشقة والعقول الحرة، التي عبرت عن تمسكها الجميل بالحب وبالحرية، مسألتان لا يمكن التفريط فيهما كلما تعلق الأمر بالحياة والإبداع، نريد أن نقدر الموقف الحضاري الواضح والجريء، مطمئنين إلى أن ثمة مستقبلاً جميلاً لا يمكن لأحدٍ منعنا من الذهاب إليه أحراراً، وبمختلف اجتهاداتنا الفكرية والفنية، نضم صوت شعرنا وموسيقانا إليكم، لنقول لهم معاً: ارفعوا أيديكم عن حناجرنا".