الحركة الشعرية: ملف لشاعرات مغربيات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروتمن جورج جحا: العدد الاخير من مجلة "الحركة الشعرية" التي تعنى بالشعر الحديث وتصدر في المكسيك احتوى في صفحاته التي بلغت 120 صفحة على نتاج لما لا يقل عن 50 اسما وبين ذلك ملف خاص بالشعر النسوي المغربي. ويترأس الشاعر "المهجري" قيصر عفيف تحرير "الحركة الشعرية" ويتولى محمود شريح امانة التحرير. افتتاحية العدد كتبها عفيف بعنوان هو "القصيدة هدية." اما مواد العدد من قصائد وهي تشكل معظم هذه المواد فيبرز فيها نتاج لشعراء عرب كثير منهم يعيش في "الشتات" أي في بلدان عديدة منها اوروبية وامريكية ومنها اوستراليا ونيوزيلندا وغيرهما وفي البلدان العربية طبعا.
اما ملف الشاعرات المغربيات الذي اعده عبدالله المتقي وعبد الغني فوزي فقد حمل نتاجا للشاعرت الهام زويريق وايمان الخطابي وفاطمة بو هراكة ورجاء الطالبي وناديا يقين وثريا ماجدولين ووداد بن موسى وعائشة البصري ومليكة مزان ولبنى المانوزي ومالكة عسال. وفي المقدمة التي كتباها تحت عنوان "قوس القصيدة ..مع شاعرات مغربيات" قال الاديبان "يزخر المشهد الشعري المغربي اليوم باسماء نسوية وازنة يؤكد بعضها مكانته من حين لاخر نظرا لرسوخه الشعري ويشق الاخر مشواره بعزم ابداعي واعد. اثرنا في هذه "الواحة الشعرية" ان نستحضر عبر قصائد مختارة ابداع شاعرات مغربيات من اجيال ومرجعيات مختلفة فتعددت القصيدة بدورها كصياغة وافق رؤيوي."
نتاج الشاعرات على اختلافه يعكس في معظمه نضجا فنيا وان بتفاوت وحرارة وتوترا في التجربة يتخذان عند عدد كبير منهن اشكالا شعرية موحية.
واضافت المقدمة تقول" نبسط امامكم هذا الديوان وان باصوات شعرية نسوية متعددة لخلق فرص للاشتغال عليه .. على اللغة والصورة وعلى شعرية النص النسائي وهواجسه. ان هذا الثراء التخييلي والجمالي لم يولد من فراغ بمنطق الصدفة بل نتيجة تحولات سوسيو- ثقافية بعد سنوات "العنف" الا يديولوجي بالمغرب الذي كان يسوق كل الخطابات في سلة واحدة فبرزت ملامح حركة ابداعية في السرد و الشعر من اصواتها النسائية نذكر .. ثريا ماجدولين.عائشة وداد بن موسى رجاء الطالبي ايمان الخطابي واكرام عبدي.
"ولعل ما يميز هذه الاصوات هو العودة الى الذات كرافد اساسي في العملية الابداعية. طبعا الذات التي تتغذى على اسئلة ومرجعيات مختلفة الذات التي تنكمش في النص الشعري كعلبة مكتظة او مضغوطة. وتمتد وتتمدد لتحتوي العالم وتفيض عنه."
اضافا "وتخصيصا ما يسم هذا الديوان الجماعي بمنطق الصدفة الشعرية هو عيش الذات تحت ثقل ووطء العالم فتبدو القصيدة كخيط روح باحث عن ملاذ ملاذ مؤثث على جنبات القلب بكثير من الهواء والاحتمال." القصائد كلها تدخل في نطاق قصيدة النثر. في قصيدة بعنوان "عجيب انت" تقول الشاعرة الهام زويريق "عجيب انت (كلما لاح شذا البوح بين اناتنا) تنهدت حبا شارد الضوء (ارى فيك طائرا الى مناهل لا تطفىء غلتك ..."
في "نوستالجيا " قصيدة الشاعرة ايمان الخطابي نقرأ "اجلس الى شجر الطفولة ) اتلمس كدمات الجذوع .../ كنا نتلهى بقطف طفولتنا (فاذا الوقت يذبل في يدنا فجأة) وعمرنا يتوجس خيفة (من تجاعيد القدر..." وختمت القصيدة بالقول "اجلس الى ريح الطفولة) ارفع طائرات من ورق (والقي مراكبي الصغيرة في الماء) احكم قبضة كفي علىحزم الضوء العنيدة .../ ما زال في يدي حصى للنهر (وفي ركبتي ريح لاعدو) ما زلت اعد لدميتي القصبية قفطانا (وادّخر في رمانة الشتاء) حفنة من امنيات."
ومن قصيدة "لكل هذا الالم ارفض كينونتي" تقول الشاعرة فاطمة بوهراكة مختتمة قصيدتها "اتمرد (داخل هذا القفص) انقش الحناء فوق الورق/ المبعثر على الجدران/ الهو بالالم (انسى ما تبقى مني) اداعب جرحي (لارسم وجها يشبهني) كثيرا يشبهني."
اما الشاعرة ناديا يقين في قصيدتها "جامحا يطير هذا الشوق..." فتقول "يأتي عمري مساء/ يعلّق تعبه (على مشجب النسيان) يضع الهاتف خارج زمني/يرشف قهوته من شفتي .../ يحضن شوقي المبحوح..."
وفي قصيدة "قوس قزح " تقول الشاعرة ثريا ماجدولين "تباعا (تسير عصافير حلمي) نحو المغيب (يدركني الغيم) يدركني غبش المنتهى (بينما الايام تصغي) لدندنة القصيدة/ والعاشقات/الواهمات/ يشربن نخب الغروب.../ لست واحة لاحد (انا حبة رمل) اتعبتها الرياح/ انا محض صدفة (موجة للحريق) محض جدول/يكتب احلام النهر/ على حاشية الطريق..." (رويترز)