كرامة المبدع.. وتسول العلاج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تجاهل في حياته... وتقدير بعد وفاته
سلوى اللوباني من القاهرة: غالبا ما تطالعنا الصحف المصرية والعربية بأخبار عن حملة تبرعات أو مناشدة لرئيس أو مسؤول لعلاج أديب/ة وخصوصاً من الذين أثروا الساحة الادبية بابداعاتهم لسنوات طوال.. وللأسف إما تبوء بالفشل أو تصطدم بقرارات وقوانين بيروقراطية.. ولا ندري ما هو السبب في الموافقة على علاج أديب/ة واستثناء آخر.. وكيف تتم هذه الموافقة أو الرفض؟ هل هي مرتبطة بتوجهات وفكر الاديب/ة؟ هل لانه قريب من السلطة أم لانه معارض لها؟ هل هو عدم اعتراف بأدبه وفكره أم هو تجاهل له في
إبراهيم أصلان
الروائي الذي أثرى الساحة الادبية لمدة 40 عاماً.. وصدرت رسالة دكتوراة من السوربون عن أدبه. والذي تناول من خلال أدبه الجوانب الخفية في البيئة المصرية وخصوصاً إمبابة المنطقة التي نشأ فيها. والذي خط أجمل رواياته "مالك الحزين" التي تحولت الى فيلم بعنوان " الكيت كات" عام 1991. ورواية خلوة الغلبان ومؤخراً شيء من هذا القبيل.. يعاني منذ فترة وعكة صحية دخل على اثرها الى المستشفى قسم رعاية القلب.. .. فبدأت حملة المناشدات لعلاجه على نفقة الدولة خارج مصر حيث أكد الطبيب الانكليزي كما ذكرت صحيفة أخبار الادب في عددها الاخير أن أصلان بحاجة الى إجراء مسح ذري لتحديد مدى قدرة عضلة القلب على تحمل التدخل الجراحي -فقد أجرى جراحة قلب مفتوح منذ عدة سنوات في بريطانيا-أصدرت الدولة قراراً لعلاجه في مصر ولكن على ألا يتجاوز هذا العلاج 3 آلاف جنيه!
خليل كلفت
الناقد والمفكر السياسي والمترجم "خليل كلفت" الذي يعاني فيروس الكبد الوبائي سي وتطور الى سرطان وأصبح بحاجة الى عملية زرع كبد.. تكفلت الحكومة الايطالية بعلاجه بعد حملة مناشدة من أصدقائه في مصر وإيطاليا لجمع تكلفة عملية زرع الكبد.. خليل كلفت الذي أتى من أسوان ليبدأ ترجماته من اللغتين الانكليزية والفرنسية.. وانشأ العديد من القواميس والمعاجم اللغوية.. ونشر العديد من الدراسات عن اللغة العربية.. وله العديد من المقالات النقدية.. لم تفلح المناشدات لعلاجه على نفقة الدولة المصرية.. فتكفلت دولة أخرى بعلاجه إهتماماً وتقديراً من مثقفيها بابداعاته وإنجازاته..
محمد أبو دومة
الشاعر الآتي من سوهاج.. والذي يعمل حالياً أستاذ النقد والادب المقارن في كلية دار العلوم في جامعة المنيا.. تكفلت الحكومة السعودية بتحمل نفقات علاجه بقرار من الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد أن احتاج إلى علاج القلب ولم تفلح المحاولات لعلاجه على نفقة الدولة المصرية. أبو دومة له العديد من الدواوين الشعرية منها المآذن الواقعة على جبال الحزن، السفر في أنهار الظمأ، والوقوف على حد السكين. ومن مؤلفاته علاقة التشابه والتأثر في الادب الفلسفي الفارسي العربي المجري.. وقد شارك في الكثير من المهرجانات الشعرية العربية والمحلية كما شارك في العديد من المؤتمرات الخاصة بالاستشراق.
صندوق العلاج
بدل أن تخصص وزارة الثقافة أو اتحاد الكتاب المصريين أموالاً طائلة على المؤتمرات والندوات والجوائز التي لا حصر لها ولا نفع منها لماذا لا تهتم بموضوع علاج الادباء أولاً.. بالامكان تخصيص صندوق خاص لعلاجهم.. صندوق يشترك بتأسيسه رجال الاعمال والمؤسسات الثقافية.. تسن له القوانين والانظمة.. حتى لا تتكرر مثل هذه الحملات والتي تأخذ وقتاً طويلاً لجمع تبرعات تكلفة عملية أو مناشدات للعلاج في مصر أو خارجها.. أما بالنسبة إلى دور المثقفين في هذا الأمر.. فلا تكفي مقالة أو 10 مقالات حول الموضوع بل عليهم أن يقوموا بفعل جاد.. بمبادرة جادة لوقف الاستجداء لاي أديب.. أي مبدع..
salwalubani@hotmail. com