عالم الأدب

تقارير هاربة للأنصاري وجديد غزة الأدبي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


تقارير هاربة": كتاب يبرز التناقض بين الشائع والمسكوت عنه

إيلاف مكتب الرياض: "الهروب إلى الحب والعراق. بورصة المطلقات. خيانة بنية الطلاق. التدين التايواني. الجنس المجند. حل الطائفية بالطائفية"، كانت تلك مجموعة عناوين يختلط فيها الاجتماعي والديني والسياسي، أثارها "كتاب تقارير هاربة" الذي صدر أخيراً عن دار "العبيكان"، وقدم له الشيخ عائض القرني.
ويجمع بين الموضوعات التي اختارها مؤلف الكتاب الزميل مصطفى الأنصاري، إبرازها للتناقض بين الصورتين: الشائعة.. والمسكوت عنها، إما لحرمة تناولها اجتماعياً أو لتصنيفها ضمن دائرة الخطوط الحمراء سياسياً أو فكرياً. وبدأ كتاب"تقارير هاربة" يشعل سجالاً مبكراً في التمهيد قبل معركة الفصول، عندما تساءل كاتبه عما وراء اتخاذ الوعاظ والدعاة يوسف عليه السلام وحده مثلاً للعفة، من دون أن يلتفتوا إلى نبي آخر أعظم وأجل، هو موسى عليه السلام، الذي نص القرآن على رعايته الغنم 10 سنين، في مقابل نكاح فتاة مدين التي أحبته. وهي مقدمة انطلق منها الصحافي في جريدة الحياة اللندنية، وهو يقف عند أنواع "الهروب" التي قال إن أطرفها هروب النساء من الأزواج الأشداء.
ونقل في هذا الصدد قصة عايشها في مدينة كانو النيجيرية، الصيف الماضي، إذ قال إن فتاة في تلك الناحية فرت من زوجها ليلة العرس خوفاً من بطشه. لكنه عاد وأكد أن هذا النوع من الحكايات الطريفة له شواهد في التاريخ العربي المدون، إذ نقل عن ابن القيم قصة عبد الله بن ربيعة القرشي الذي لم يكد يتزوج المرأة حتى تفر منه خلال أيام، وذلك قبل أن تتحداه فتاة من قومه أوقفته عند حده فأنجب منها ستة من الولد.
ويستعرض الكتاب الصادر عن "دار العبيكان" للنشر والتوزيع أخيراً، قضايا اجتماعية وفكرية وسياسية، تتلاقى عند الحساسية التي تتفاوت ما بين شديدة ومتوسطة واعتيادية.
وهي التقارير التي يقول عنها مدير تحرير الحياة في السعودية والخليج الأستاذ جميل الذيابي" أظن القارئ سيجدها مائدة خضراء يأكل من أولها وأوسطها وآخرها، ويقول هل من مزيد"، بعد أن وصف كاتبها الأنصاري بأنه " صحافي من النوع الذي لا يهدأ ولا ينام طالما يشم رائحة خبر جديد أو معلومة تائهة. ينحت في الحروف الخبرية كما تحفر "الكسارة" في الصخر، ويخترق الكلمات لتبدو وكأنها لكمات".
أما التقارير أو اللكمات على حد وصف الذيابي، فتناولت بين القضايا المسكوت عنها، سؤال "تنافر العفة والفقر"، ويعتبر الكاتب أن التنظيرات الرومانسية المتداولة عربياً مثل قولهم "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، تجيء في معظم الحالات مناقضة للواقع على الأرض، إذ "تجمع التقارير على أن الدول الفقيرة مالياً أو تربوياً باتت مناجم للبغاء في العالم".
ويضع الأنصاري الموضوع في سياق جدل، اختلف المشاركون فيه حول "تلازم الغنى والعفة" والعكس صحيح، فالناشطة الاجتماعية فاطمة الهويدي أكدت للمحرر أن "الفقر يأتي العامل الثاني في ارتكاب النساء للمحظورات السلوكية، بعد غياب الوازع الديني".
وروت من الواقع الميداني أن "أمّاً أتت إلي عندما كنت أقيم برنامجاً توعوياً في أحد الأحياء وعبرت لي عن سوء حالها المادي انتهى بها إلى دعوة ابنتها الشابة إلى التسول عند إشارة المرور، لكنها لم تتوقع أن تكون خطورة الأمر بنفس الحجم الذي حدث، إذ قالت ان ابنتها غابت يومين في إحدى المرات وعادت بشرف ضائع بعد أن ساومها شخص عند الإشارة، واستجابت تحت وطأة الحاجة".
إلا أن التقرير ومثله بقية النماذج، لا يتوقف عند وجهة نظر واحدة، وإنما يحاول كشف أوجه الموضوع كافة، ففي قضية ارتباط العفة بالغنى،- مثلاً - استبعد المحرر نقلاً عن باحثين إمكان التسليم "بأن الفقر عامل رئيس لارتكاب السلوك المنحرف، بل هو عامل من العوامل المتعددة التي تؤدي إلى السلوك المنحرف، بدليل وجود الملايين من الفقراء يسلكون الطريق السوي رغم فقرهم، إضافة إلى وجود سلوك منحرف بين أفراد الفئة الغنية، وكما يذكر العالم ( بيرت): إذا كان أغلبية المجرمين من الفقراء، فإن أغلبية الفقراء ليسوا من المجرمين".
وتأتي جملة من التقارير الاجتماعية في سياق مماثل أو مختلف، لكنها جميعاً، تثير أسئلة مستفزة وإجابات مفزعة أحيانا.
وعلى الناحية الأخرى ينقل كتاب "تقارير هاربة" سياط النقد إلى السلة الفكرية، ويكشف أوجه التناقض بين الشكل الديني والتزام السلوك المستقيم، في تقرير نعته بـ "التدين التايواني"، تحاور فيه مع مفكرين ومهتمين بالقضايا الاسلامية، وحاول معهم تشخيص الدوافع والأضرار التي تلحق بالدين والصادقين في الانتماء إليه، جراء أفعال من اعتبرهم صناعة تايوانية، كناية عن زيف دعواهم للاستقامة. إلى غير ذلك من القضايا الفكرية الآنية.
وعلى الصعيد السياسي، اجتهد الكتاب في رصد نماذج من التعاطي السياسي مع قضايا معاصرة، ولكن بنظارة نقدية وفكرية، وفي مثال حي على ذلك ناقش المحرر ما إذا كان إطفاء نيران حروب الطائفية المستعرة في العالم الإسلامي، يكون بإشعال طائفية مضادة تردع الطائفة الباغية؟ وغيرها من التقارير التي تبرز وجه التناقض بين الصور الشائعة والمسكوت عنها في الواقع الاجتماعي والفكري.

سلسلة إصدارات أدبية جديدة في غزة
أشرف سحويل من غزة: حفلت الساحة الغزية مؤخراً بسلسلة من الإصدارات الأدبية والقصصية وفي هذا الإطار صدرت عن دار ابن خلدون للطباعة والنشر بغزة باكورة رواية ثلاثية " جنون الجذور " للكاتب القاص توفيق أبو شومر بعنوان " الصبي والبحر" ويقع الجزء الأول من الرواية في مائتين وثلاثة وسبعين صفحة من القطع المتوسط والرواية سيرة ذاتية للكاتب يبالغ فيها بجرأة مرحلة مرحلة مهمة من مراحل طفولته وصباه ومما جاء على غلاف الرواية الأخير " الجنون حركة تحرر عقلية غايتها الإطاحة بالعقل السائد"...عندما حركّه ليدفنه تدحرجت بيضة دجاجة صهباء لم ير مثلها في حياته"، الحنون والخبيزة ..يتنافسان على أسطح قرية الرّمل دائماً كانت الخبيزةُ تنتصر على الحنون الخجول.

"سوق الدير"
وفي إطار الرواية أيضاً أصدر القاص محمد نصار روايته " سوق الدير" ضمن سلسلة إبداعات فلسطينية وتقع الرواية في مائتين واحدى عشرة صفحة من القطع المتوسط وهى الجزء الثاني من روايته " المبروكة " وصمم غلافها الفنان التشكيلي ماجد شلا . وتعالج الرواية مرحلة مهمة من تاريخ الشعب الفلسطيني وهي مرحلة الاحتلال البريطاني ونشوء الدول الصهيونية على أرض فلسطين في أعقاب صدور قرار التقسيم عام 1947 من القرن الماضي. ويشار إلى أن الكاتب نصار أصدر مجموعة كبيرة من الروايات و المجموعات القصصية أشهرها رواية " أحلام".

"أزمنة بيضاء"
أما غريب عسقلاني القاص الفلسطيني المعروف فتوج سلسلة إصداراته برواية " البحث عن أزمنة بيضاء" وصمم غلاف الرواية التي تقع في مائة وسبع صفحات من القطع المتوسط الفنان التشكيلي د. شفيق رضوان و أهدى عسقلاني روايته إلى فوزية مهران التي تقرأ في قاموس البحر سيرة ربانها الذي رحل وشمس العافية على ذراع البحر في ظل شراع شاحب ساريته امرأتان من عطش تعيشان شهوات الأمكنة في أزمنة بيضاء و مما جاء على غلاف الرواية " هل تورّد فيك الامتلاء فيض شهوة غسلت أديم جلدك بالعرق، وهل تذوقت روائح وسادة من أثير، وهل تمرغت على حشايا من ندى، وهل مازلت تنتظرين فارسك النبيل؟
أم أخذتك القطارات إلى غير مراعيك، جذبتك روائح الفتيان في قاع المدينة، والمدينة تأكل المستور خلف أردية النساء، وأنت عارية كوجه الله لم تأخذي بلعبة الأقنعة.
ما تطلبين من مدينة خائنة لعوب، تفقأ بؤبؤ القلب في صدر الوليف، والوليف يرتدي قميص جلده، يتزود بالأغاني والأهازيج الرخيمة، لم ينل شبعاً، ولا رطب ريق قلبه من جفاف يتساوى عنده لفح نار الصيف مع برد الشتاء، ابتنى كوخاً على طرف الزمان وتسلى وتعرى وتعرف كيف يسكن اللحظة موتاً خلف ريق الأسئلة.
همه الأوحد مرقد في مقلتيك يا امرأة ما بعد الفصول.والذي أنا هو،وأنا الغريب،طيرت أغنيتي على جناح رنة صوتك المغناج وأغنيتي تقول: خارج مدار الروح لا يأتي القطار.

"الإعلام الثقافي في الإذاعة والتلفزيون"
كما صدر كتاب جديد للأمين العام المساعد لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين الكاتب عبد الله تايه بعنوان " الاعلام الثقافي في الإذاعة والتلفزيون " ويقع الكتاب في مائة وتسعة وسبعون صفحة من القطع المتوسط صدرت عن منشورات دار الماجد - رام الله وصم الغلاف الفنان التشكيلي ماجد شلا وتضمن الكتاب سبعة فصول تناول فيها مدى الاهتمام بالبرامج الثقافية في إذاعة وتلفزيون فلسطين، وتعرض للتطور التاريخي لإذاعة فلسطين قبل وبعد عام 1948 ومنظمة التحرير الفلسطينية ودورها في الإذاعة الفلسطينية وكذلك الإذاعة والتلفزيون بعد اتفاقيات أوسلو والعاملون والمهنيون في إذاعة تلفزيون فلسطين ومدى الاهتمام بالإعلام الثقافي والفئات التي يستهدفها، والالتزام بالمبادئ والقيم الإنسانية والحضارية كما تناول الكاتب سبل الحفاظ على الهوية وأزمات المثقف وتحديات الواقع والهوية الثقافية في المجتمع العربي كما تم تحديد ماهية البرامج الثقافية والفرق بينها وبين البرامج التعليمية وتقسيم وتصنيف البرامج والتخطيط وسياسة البرامج الثقافية وتعرض الكاتب للصعوبات التي تواجه تلفزيون فلسطين منها قلة الموارد المالية وشرذمة وسائل الإعلام الحكومية لمرجعيات ومسؤوليات متعددة وغياب الحوافز المادية والمعنوية للموظفين وفقر التلفزيون لبرامج الدراما المحلية وأيضاً بث البرامج الثقافية في أوقات غير مناسبة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف