المشهد الثقافي في غزة قادرعلى فضح ما ورائياته اللإنسانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أشرف سحويل من غزة: في الوقت الذي تعاني غزة من امتلائها بمليشيات العائلات وبالبعد المادي، فإن المشهد الثقافي يشدنا إلى الأماكن الأكثر روحانيه وجمالية ويكشف لنا سوداوية واقعنا المرير... يفتتحنا المشهد الثقافي على روح قادرة على اصطياد الإنساني في الحين الذي نجده قادراً على حصد مرررات الأمة وسوداويتها بشكل تعسفي وقادر على فضح ما ورائياته اللإنسانية ( الفلتان الأمني،الاحتلال الإسرائيلي ) ففي غزة يومياً تشهد سلسلة فعاليات و أنشطة ثقافية جديرة بالاهتمام.
"موال فلسطيني"
فقد نظم مركز الصداقة الفلسطيني للتنمية بالتعاون مع قرية الحرف والفنون التابعة لبلدية غزة عرضاً للفيلم السينمائي " موال فلسطيني " للمخرجة الفلسطينية " نداء سنقرط " والمقدم من ضمن المشروع الفلسطيني للمرئي والمسموع بمؤسسة عبد المحسن القطان بحضور عدد من المثقفين والمهتمين.
وجسدت المخرجة خلال أحدث الفيلم الذي استمر أكثر من ساعة معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومواجهتهم للآلة العسكرية الهمجية الإسرائيلية وما يتعرض له من قتل وتدمير للبيوت وتجريف للأراضي والحصار والتجويع . وأظهر الفيلم تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه رغم كل ما يعانيه وتصميمه على مقاومة الاحتلال حتى الحصول على حقه المشروع بإقامة دولته المستقلة على أرضه ومقاومته لبناء جدار الفصل العنصري في القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، وقد صور هذه المعاناة بطريقة سلسة وممتعة لإيصالها إلى العالم.
ويذكر أن العديد من أراضي الضفة الغربية تتعرض لعمليات تجريف واسعة تنفذهاجرافات الاحتلال،بشكل يومي ،كما تم مصادرة الاف الدودنمات من الأراضي بهدف إقامة جدار الفصل العنصري.
"معرض تشكيلي نحن والطبيعة "
وفي إطار الحركة التشكيلية أقيم معرض للفنان التشكيلي بعنوان " نحن والطبيعة "عبد المطلب إعبيان بقاعة الهيئة العامة للتأمين والمعاشات واشتمل المعرض على 47 عمل فني سيطرت عليها موضوعات الطبيعة الحية بمقاسات مختلفة وخامات متعددة أبدع خلالها الفنان في إبراز ملامحها والتي هي محورالإرتكاز ونقطة البدء .. خطوط وألوان وملامس وأشكال وفراغات .. تنويعات تعصى على الحصر.. انتظمت بجميع الكيفيات والانسجام والتنافر .. مشاهد تعكس خلق الخالق في الطبيعة بالعناصر والموجودات.
فاروق الإفرنجي رئيس الهيئة العامة للتأمين والمعاشات قال نحن كمؤسسة في فلسطين بادرنا في دعم هذا الجانب ولو بالقسط البسيط إيماناً منا بأنه وسيلة ومنهاجاً تربوياً يوثق أحد العناصر الأساسية المكونة للتراث الفلسطيني بمفهومه العام، وأن حضارة المجتمعات تقاس بقدرة المبدعين فيها.
وقال الفنان إعبيان وجهت اهتمامي نحو عناصر الطبيعة والبيئة محاولاً القرب منها والغوص فيها، لتكوين المخزون البصري بطريقة موجهة، وكان لهذا التوجه المقصود أن يكشف عن النظم الجمالية بطريقة جديدة عامرة بالتنوع. وأضاف عرضي هذا بعضاً من تجربة .. ما زالت تبطن الكثير .. خيالاتها تتراقص أمامي .
لقاء نقديٌّ حول التجربة الابداعية في الاخراج والمسرح
كما نظمت جمعية المرأة المبدعة لقاءها النقدي الدوري لملتقى المبدعات الممول من جمعية الثقافة والفكر الحر حول "التجربة الابداعية في الاخراج والمسرح". استضافت خلالها الكاتب والمخرج المسرحي عصام شاهين وركز حديثه عن البناء الدرامي لمسرحيته "مجرد رؤية " وهي مسرحية تنتمي إلى نموذج الكتابة العبثية في اطار فانتازي.وأوضح شاهين أن المسرحية تتناول رؤية فلسفية غير مباشرة من خلال شخصيتين فقط إلى جانب توظيف ديكور بسيط مع التركيز على بنية الحوار بين الشخصيتين.وأشارت الناقدة أمل فؤاد عبيد أن المسرحية تمثل خروجا على نمط الكتابة المسرحية التقليدية حيث أن الكاتب لم يلتزم في هذا النص بالعقدة والحل وإنما لجأ إلى الحوار المفتوح بين شخصيات المسرحية لتوصيل هدف كتابته أي المعنى أوالبعد الفلسفي الذي يرمي إليه.وأضافت عبيد أن النص من وجهة نظرها مكتمل العدة وثري من الجانب القيمي على بساطته التي يبدو عليها النص, مؤكدة أن الكاتب الشاب عصام شاهين يمثل في كتاباته طفرة نوعية بالنسبة لنمطية الكتابة المسرحية ويبشر بحركة فنية إذا كتب له الاستمرار والتواصل في كشف مناطق جديدة غير مطروقة من قبل, كما هي عادته حول التجربة الإبداعية في الإخراج والمسرح.
اختتام فعاليات أسبوع القراءة الوطني للعام 2007
ومن جهتها اختتمت مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في مدينة غزة،فعاليات أسبوع القراءة الوطني لعام 2007، والمنفذ تحت عنوان مرور أربعين عاماً على نكسة 1967، وذلك في جميع مناطق القطاع. ونفذته المؤسسة بالشراكة مع العديد من مؤسسات ومدارس القطاع مجموعة من الأنشطة والفعاليات، التي تدور حول موضوعات تعزز القراءة والكتابة كالكتابة الإبداعية والدراما والندوات ورواية القصة والأفلام الوثائقية، فضلاً عن الفعاليات الجدارية، والتي تتمحور حول نكسة عام1967.
ولفت إلى أن هذه الفعاليات تنفذ سنوياً في إطار حملة تشجيع القراءة في المجتمع الفلسطيني، التي تهدف إلى تكريس عادة القراءة لتمكين المجتمع من المعرفة والتطور، باعتبارها وسيلة من وسائل التغيير الاجتماعي.